عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 07:57 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أفأمن الّذين مكروا السّيّئات أن يخسف اللّه بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون (45) أو يأخذهم في تقلّبهم فما هم بمعجزين (46) أو يأخذهم على تخوّفٍ فإنّ ربّكم لرءوفٌ رحيمٌ (47)}
يخبر تعالى عن حلمه [وإمهاله] وإنظاره العصاة الّذين يعملون السّيّئات ويدعون إليها، ويمكرون بالنّاس في دعائهم إيّاهم وحملهم عليها، مع قدرته على {أن يخسف اللّه بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون} أي: من حيث لا يعلمون مجيئه إليهم، كما قال تعالى: {أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السّماء أن يرسل عليكم حاصبًا فستعلمون كيف نذير} [الملك: 16، 17]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 575]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله {أو يأخذهم في تقلّبهم} أي: في تقلّبهم في المعايش واشتغالهم بها، من أسفارٍ ونحوها من الأشغال الملهية.
قال قتادة والسّدّيّ: {تقلّبهم} أي: أسفارهم.
وقال مجاهدٌ، والضّحّاك: {في تقلّبهم} في اللّيل والنّهار، كما قال تعالى: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتًا وهم نائمون أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحًى وهم يلعبون} [الأعراف: 97، 98]. وقوله {فما هم بمعجزين} أي: لا يعجزون اللّه على أيّ حالٍ كانوا عليه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 575]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} أي: أو يأخذهم اللّه في حال خوفهم من أخذه لهم، فإنّه يكون أبلغ وأشدّ حالة الأخذ؛ فإنّ حصول ما يتوقّع مع الخوف شديدٌ؛ ولهذا قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} يقول: إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه وتخوّفه بذلك. وكذا روي عن مجاهدٍ، والضّحّاك، وقتادة وغيرهم.
ثمّ قال تعالى: {فإنّ ربّكم لرءوفٌ رحيمٌ} أي: حيث لم يعاجلكم بالعقوبة، كما ثبت في الصّحيحين " [لا أحد أصبر على أذًى سمعه من اللّه، إنّهم يجعلون له ولدًا وهو يرزقهم ويعافيهم "، وفي الصحيحين] إنّ اللّه ليملي للظّالم حتّى إذا أخذه لم يفلته" ثمّ قرأ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم {وكذلك أخذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمةٌ إنّ أخذه أليمٌ شديدٌ} [هودٍ: 102] وقال تعالى: {وكأيّن من قريةٍ أمليت لها وهي ظالمةٌ ثمّ أخذتها وإليّ المصير} [الحجّ: 48]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 575]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدًا للّه وهم داخرون (48) وللّه يسجد ما في السّماوات وما في الأرض من دابّةٍ والملائكة وهم لا يستكبرون (49) يخافون ربّهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون (50)}
يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الّذي خضع له كلّ شيءٍ، ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها: جمادها وحيواناتها، ومكلّفوها من الإنس والجنّ والملائكة، فأخبر أنّ كلّ ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشّمال، أي: بكرةً وعشيًّا، فإنّه ساجدٌ بظلّه للّه تعالى.
قال مجاهدٌ: إذا زالت الشّمس سجد كلّ شيءٍ للّه عزّ وجلّ. وكذا قال قتادة، والضّحّاك، وغيرهم.
وقوله: {وهم داخرون} أي: صاغرون.
وقال مجاهدٌ أيضًا: سجود كلّ شيءٍ فيه. وذكر الجبال قال: سجودها فيها.
وقال أبو غالبٍ الشّيبانيّ: أمواج البحر صلاته.
ونزّلهم منزلة من يعقل إذ أسند السّجود إليهم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 575-576]

تفسير قوله تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وللّه يسجد ما في السّماوات وما في الأرض من دابّةٍ} كما قال: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15]، وقوله: {والملائكة وهم لا يستكبرون} أي: تسجد للّه أي غير مستكبرين عن عبادته).[تفسير القرآن العظيم: 4/ 576]

تفسير قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يخافون ربّهم من فوقهم} أي: يسجدون خائفين وجلين من الرّبّ جلّ جلاله، {ويفعلون ما يؤمرون} أي: مثابرين على طاعته تعالى، وامتثال أوامره، وترك زواجره). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 576]

رد مع اقتباس