عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:56 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الانتقام


- أدلة هذا الاسم:
{مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (4)} [آل عمران: 4]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ، واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
يعني بذلك جلّ ثناؤه أنّ الّذين جحدوا أعلام اللّه وأدلّته على توحيده وألوهته وأنّ عيسى عبدٌ له واتّخذوا المسيح إلهًا وربًّا، أو ادّعوه للّه ولدًا،
{لهم عذابٌ} من اللّه {شديدٌ} يوم القيامة،
والّذين كفروا هم الّذين جحدوا آيات اللّه، وآيات اللّه أعلام اللّه وأدلّته وحججه.
وهذا القول من اللّه عزّ وجلّ، ينبئ عن معنى قوله:
{وأنزل الفرقان} أنّه معنيّ به الفصل الّذي هو حجّةٌ لأهل الحقّ على أهل الباطل؛ لأنّه عقّب ذلك بقوله: {إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه} يعني أنّ الّذين جحدوا ذلك الفصل والفرقان الّذي أنزله فرقًا بين المحقّ والمبطل، {لهم عذابٌ شديدٌ} وعيدٌ من اللّه لمن عاند الحقّ بعد وضوحه له، وخالف سبيل الهدى بعد قيام الحجّة عليه، ثمّ أخبرهم أنّه عزيزٌ في سلطانه لا يمنعه مانعٌ ممّن أراد عذابه منهم، ولا يحول بينه وبينه حائلٌ، ولا يستطيع أن يعانده فيه أحدٌ، وأنّه ذو انتقامٍ ممّن جحد حججه وأدلّته، بعد ثبوتها عليها، وبعد وضوحها له ومعرفته بها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير:
{إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها، ومعرفته بما جاء منه فيها.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع:
{إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}). [جامع البيان: 5/184-185]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ومعنى {من قبل هدى للنّاس} أي: من قبل القرآن.
ومعنى {وأنزل الفرقان} أي: ما فرق به بين الحق والباطل , وروي عن بعض المفسرين: أن كل كتاب للّه فرقان.
ومعنى{واللّه عزيز ذو انتقام} أي : قد ذل له كل شيء بأثر صنعته فيه.
ومعنى{ذو انتقام} أي: ذو انتقام ممن كفر به، لأن ذكر الكافرين ههنا جرى). [معاني القرآن: 1/375]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ( {من قبل هدًى للنّاس وأنزل الفرقان إنّ الّذين كفروا بآيات اللّه لهم عذابٌ شديدٌ واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ (4)}
.....
قوله تعالى: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
- حدّثنا أبي، ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، ثنا محمّد بن إسحاق قوله: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ عزيزٌ ذو بطشٍ
- وبه عن ابن إسحاق قوله: ذو انتقامٍ ممّن أراد.
- حدّثنا محمّد بن نحيى، أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق قوله: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها).
[تفسير القرآن العظيم: 2/588-589]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {وأنزل الفرقان} أي: الفارق بين الحق والباطل.
كما قال بعض المفسرين: كل كتاب له فرقان.
{والله عزيز} أي: ذل له كل شيء بأثر صنعته فيه
{ذو انتقام} أي: ممن كفر به). [معاني القرآن: 1/343]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثم توعد تعالى الكفار عموما بالعذاب الشديد، وذلك يعم عذاب الدنيا بالسيف والغلبة، وعذاب الآخرة بالنار، والإشارة بهذا الوعيد إلى نصارى نجران، وقال النقاش: «إلى اليهود، كعب بن الأشرف، وكعب بن أسد، وبني أخطب وغيرهم»، وعزيزٌ، معناه غالب، وقد ذل له كل شيء، والنقمة والانتقام، معاقبة المذنب بمبالغة في ذلك).[المحرر الوجيز: 2/ 154]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه عزيزٌ} أي: منيع الجناب عظيم السّلطان {ذو انتقامٍ} أي: ممّن كذّب بآياته وخالف رسله الكرام، وأنبياءه العظام). [تفسير القرآن العظيم: 2/ 6]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير {وأنزل الفرقان} أي الفصل بين الحق والباطل فيما اختلف فيه الأحزاب من أمر عيسى وغيره، وفي قوله {إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام} أي أن الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاء منه فيها، وفي قوله {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى، إذ جعلوه ربا والها وعندهم من علمه غير ذلك غرة بالله وكفرا به {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} قد كان عيسى ممن صور في الأرحام لا يدفعون ذلك ولا ينكرونه كما صور غيره من بني آدم فكيف يكون إلها وقد كان بذلك المنزل). [الدر المنثور: 3/444-445]

{يَا أَيُّهَا الَّذينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (95)} [المائدة: 95]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (ذو انتقام) (95): ذو اجتراء). [مجاز القرآن: 1/177]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}
يقول عزّ وجلّ: واللّه منيعٌ في سلطانه، لا يقهره قاهرٌ، ولا يمنعه من الانتقام ممّن انتقم منه، ولا من عقوبة من أراد عقوبته مانعٌ، لأنّ الخلق خلقه، والأمر أمره، له العزّة والمنعة.
وأمّا قوله: {ذو انتقامٍ} فإنّه يعني به: معاقبته لمن عصاه على معصيته إيّاه).
[جامع البيان: 8/722]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: واللّه عزيزٌ
- حدّثنا عصام بن روّادٍ العسقلانيّ، ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ عن الرّبيع بن أنسٍ عن أبي العالية واللّه عزيزٌ يقول: عزيزٌ في نقمته إذا انتقم.
- حدّثنا أبي ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، ثنا محمّد بن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ قال: عزيزٌ ذو بطشٍ.
قوله تعالى: ذو انتقامٍ
- وبه عن ابن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقام قال: ذوا انتقامٍ ممّن آذاه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ أي أنّ اللّه منتقمٌ ممّن كفر بآياته بعد علمه بها ومعرفته بما جاءه منه فيها).
[تفسير القرآن العظيم: 4/1210]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ تنبيه على صفتين تقتضي خوف من له بصيرة، ومن خاف ازدجر، ومن هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل). [المحرر الوجيز: 3/262]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال ابن جريرٍ في قوله: {واللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} يقول عزّ ذكره: واللّه منيعٌ في سلطانه لا يقهره قاهرٌ، ولا يمنعه من الانتقام ممّن انتقم منه، ولا من عقوبة من أراد عقوبته مانعٌ؛ لأنّ الخلق خلقه، والأمر أمره، له العزّة والمنعة.
وقوله: {ذو انتقامٍ} يعني: أنّه ذو معاقبةٍ لمن عصاه على معصيته إياه).
[تفسير القرآن العظيم: 3/190-196]

{فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذو انْتِقَامٍ (47)} [إبراهيم: 47]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تحسبنّ اللّه مخلف وعده رسله، إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ}.
...
قوله: {إنّ اللّه عزيزٌ ذو انتقامٍ} يعني بقوله: {إنّ اللّه عزيزٌ}: لا يمانع منه شيءٌ أراد عقوبته، قادرٌ على كلّ من طلبه، لا يفوته بالهرب منه {ذو انتقامٍ} ممّن كفر برسله وكذّبهم، وجحد نبوّتهم، وأشرك به واتّخذ معه إلهًا غيره).
[جامع البيان: 13/726-727]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن الله عزيز ذو انتقام} قال: عزيز والله في أمره يملي وكيده متين ثم إذا انتقم انتقم بقدره). [الدر المنثور: 8/574]

{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذي انْتِقَامٍ (37)} [الزمر: 37]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({أليس اللّه بعزيزٍ ذي انتقامٍ} يقول جلّ ثناؤه: أليس اللّه يا محمّد بعزيزٍ في انتقامه من كفرة خلقه، ذي انتقامٍ من أعدائه الجاحدين وحدانيّته). [جامع البيان: 20/211]


رد مع اقتباس