عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 20 جمادى الآخرة 1435هـ/20-04-2014م, 04:08 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {أفغير اللّه أبتغي حكمًا وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلا والّذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنّه منزلٌ من ربّك بالحقّ فلا تكوننّ من الممترين (114) وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلا لا مبدّل لكلماته وهو السّميع العليم (115)}
يقول [اللّه] تعالى لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين باللّه الّذين يعبدون غيره: {أفغير اللّه أبتغي حكمًا} أي: بيني وبينكم، {وهو الّذي أنزل إليكم الكتاب مفصّلا} أي: مبيّنًا، {والّذين آتيناهم الكتاب} أي: من اليهود والنّصارى، {يعلمون أنّه منزلٌ من ربّك بالحقّ}، أي: بما عندهم من البشارات بك من الأنبياء المتقدّمين، {فلا تكوننّ من الممترين} كقوله: {فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحقّ من ربّك فلا تكوننّ من الممترين} [يونس: 94]، وهذا شرطٌ، والشّرط لا يقتضي وقوعه؛ ولهذا جاء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: «لا أشكّ ولا أسأل»). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 322]

تفسير قوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلا} قال قتادة: صدقًا فيما قال وعدلًا فيما حكم.
يقول: صدقًا في الأخبار وعدلًا في الطّلب، فكلّ ما أخبر به فحقٌّ لا مرية فيه ولا شكّ، وكلّ ما أمر به فهو العدل الّذي لا عدل سواه، وكلّ ما نهى عنه فباطلٌ، فإنّه لا ينهى إلّا عن مفسدة، كما قال: {يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر [ويحلّ لهم الطّيّبات ويحرّم عليهم الخبائث] ...} إلى آخر الآية [الأعراف: 157].
{لا مبدّل لكلماته} أي: ليس أحدٌ يعقّب حكمه تعالى لا في الدّنيا ولا في الآخرة، {وهو السّميع} لأقوال عباده، {العليم} بحركاتهم وسكناتهم، الّذي يجازي كلّ عاملٍ بعمله). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 322]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) }

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه إن يتّبعون إلا الظّنّ وإن هم إلا يخرصون (116) إنّ ربّك هو أعلم من يضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (117)}
يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض من بني آدم أنّه الضّلال، كما قال تعالى: {ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأوّلين} [الصّافّات: 71]، وقال تعالى: {وما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]، وهم في ضلالهم ليسوا على يقينٍ من أمرهم، وإنّما هم في ظنونٍ كاذبةٍ وحسبانٍ باطلٍ، {إن يتّبعون إلا الظّنّ وإن هم إلا يخرصون} فإنّ الخرص هو الحزر، ومنه خرص النّخل، وهو حزر ما عليها من التّمر وكذلك كلّه قدر اللّه ومشيئته). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 323]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : {هو أعلم من يضلّ عن سبيله} فييسّره لذلك {وهو أعلم بالمهتدين} فييسّرهم لذلك، وكل ميسر لما خلق له). [تفسير القرآن العظيم: 3/ 323]


رد مع اقتباس