عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 10 رمضان 1434هـ/17-07-2013م, 11:56 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) }


قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({يا إبراهيم- 62- ط}. {فعله- 63- ق} قد قيل على تأويل: فعليه [من فعليه]، وفيه بعد.
بل هو تعريض على أنه ممكن تعليقه بقوله: «إن كانوا ينطقون» على التقديم، وتأخير قوله: «فاسألوهم».
{الظالمون- 64- لا} للعطف. {على رؤوسهم- 65- ج} لأن التقدير: فقالوا: لقد علمت، مع اتحاد المقصود. {ولا يضركم- 66- ط}.
{من دون الله- 67- ط}).
[علل الوقوف: 2/707-708]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (قال بل فعله (تام) أي فعله من فعله أبهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام الفاعل تعريضًا للمعنى المقصود الذي أراده فرارًا من الوقوع في الكذب فهو منقطع عما بعده لفظًا ومعنى فهو تام قاله الكسائي وقوله كبيرهم هذا جملة من مبتدأ وخبر استئنافية لا تعلق لها بما قبلها أو هي إخبار بأنَّ هذا الصنم المشار إليه أكبر الأصنام وهذا صدق محض بخلاف ما لو جعل كبيرهم فاعلاً بفعله فإنَّه يحتاج إلى تأويل ذكروه وهو حسن لأنَّه من المعاريض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب ومن جوز الكذب في إبطال باطل وإحقاق حق فهو حسن جائز بالإجماع فإن قلت السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل فإنَّهم لم يستفهموه عن الكسر بل عن الكاسر لها فلم صدّر في جوابه بالفعل دون الاسم قلت الجواب
مقدر دل عليه السياق لأنَّ بل لا تصلح أن يصدر بها الكلام والتقدير ما فعلته بل فعله تلويحًا بغيره وحيث كان السؤال مضمرًا فالأكثر التصريح بالفعل ومن غير الأكثر قوله يسبح له فيها بالغدو والآصال في قراءته بالبناء للمفعول فرجال في جواب سؤال مقدر تقديره من يسبحه فقال يسبحه رجال قال في الخلاصة:
ويرفع الفاعل فعل أضمرًا = كمثل زيد في جواب من قرا
وقرئ فعله أي فلعله قال الفراء فليس فعله فعلاً بل هو التقاء علَّ حرف عطف دخل على علّ التي للترجي وحذفت اللام الأولى فصار فعله أي فلعله ثم حذفت اللام الأولى وخففت الثانية واستدل على مذهبه بقراءة ابن السميفع اليماني فعله بتشديد اللام والحامل له على هذا خفاء صدور هذا الكلام من إبراهيم وهذا مرغوب عنه انظر السمين وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد
كبيرهم هذا (جائز) لأنَّ كبيرهم مبتدأ وهذا خبره أو نعت كبيرهم أو بدل منه وقوله فاسئلوهم دليل الجواب قد قام مقامه مقدمًا عليه كأنَّه قال إن كانوا ينطقون فاسئلوهم ومعلوم أنَّ الأصنام لا تنطق وأن النطق عليها مستحيل فما علق بهذا المستحيل من الفعل مستحيل أيضًا فإذا علم استحالة النطق عليها علم استحالة الفعل أيضًا
ينطقون (كاف)
الظالمون (جائز) ومثله على رؤوسهم
ينطقون (كاف)
ما هؤلاء ما حجازية وهؤلاء اسمها وينطقون خبرها أو هي تميمية لا عمل لها
ولا يضركم (كاف)
من دون الله (حسن)
تعقلون (كاف)).
[منار الهدى: 250-251]

- أقوال المفسرين




رد مع اقتباس