عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:46 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عليم (76)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ثم قال: {ثمّ استخرجها...}
ذهب إلى تأنيث السّرقة. وإن يكن الصّواع في معنى الصّاع فلعلّ هذا التأنيث من ذلك. وأن شئت جعلته لتأنيث السّقاية.
وقوله: {نرفع درجاتٍ مّن نّشاء} (من) في موضع نصب، أي نرفع من نشاء درجاتٍ. يقول: نفضّل من نشاء بالدرجات.
ومن قال (نرفع درجات من نشاء) فيكون (من) في موضع خفض.
وقوله: {وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٌ} يقول: ليس من عالم إلاّ وفوقه أعلم منه). [معاني القرآن: 2/52]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثمّ استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلاّ أن يشاء اللّه نرفع درجاتٍ مّن نّشاء وفوق كلّ ذي علمٍ عليمٌ}
وقال: {ثمّ استخرجها من وعاء أخيه} فأنث وقال: {ولمن جاء به حمل بعيرٍ} لأنه عنى ثمّ "الصّواع" و"الصّواع" مذكّر، ومنهم من يؤنثّ "الصّواع" و"عنى" ههنا "السّقاية" وهي مؤنثة. وهما اسمان لواحد مثل "الثّوب" و"الملحفة" مذكّر ومؤنّث لشيء واحد). [معاني القرآن: 2/53]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {يرفع درجات من يشاء} بالياء.
ابن أبي إسحاق {نرفع درجات من نشاء} يكون المعنى: نرفع من نشاء درجات). [معاني القرآن لقطرب: 737]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {كدنا ليوسف} أي احتلنا له. ولكيد: الحيلة. ومنه قوله: إن كيدهن عظيم.
{في دين الملك} أي في سلطانه). [تفسير غريب القرآن: 220]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثمّ استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلّا أن يشاء اللّه نرفع درجات من نشاء وفوق كلّ ذي علم عليم}
(ثمّ استخرجها من وعاء أخيه) رجع بالتأنيث على السقاية، ويجوز أن يكون أنث الصواع.
{كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} أي في سيرة الملك، وما يدين به الملك، لأن السارق في دين الملك
كان يغرم مثلي ما سرق، وكان عند آل يعقوب وفي مذهبهم أن يصير السارق عبدا يسترقه صاحب الشيء المسروق.
{إلّا أن يشاء اللّه} موضع (أن) نصب، لما سقطت الباء أفضى الفعل فنصب، المعنى ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا بمشيئة اللّه.
{نرفع درجات من نشاء} على إضافة الدرجات إلى " من " ويجوز (درجات) بالتنوين، على أن يكون (من) في موضع نصب، المعنى نرفع من نشاء درجات. ويجوز رفع درجات من نشاء، وهي حسنة، ولا أعلمها رويت فلا تقرأن بها إن لم تصح فيها رواية.
(وفوق كلّ ذي علم عليم) قيل في التفسير: فوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى اللّه عزّ وجلّ). [معاني القرآن: 3/122]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله} أي إلا بمشيئته تعالى
ثم قال تعالى: {نرفع درجات من نشاء} ويقرأ درجات من نشاء بمعنى من نشاء درجات
ثم قال تعالى: {وفوق كل ذي علم عليم} قيل حتى ينتهي العلم إلى الله جل جلاله
وروى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال يكون ذا أعلم من ذا والله فوق كل عالم
وروى سفيان عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير قال كنا عند ابن عباس رحمه الله فتحدث بحديث فتعجب منه رجل فقال سبحان الله وفوق كل ذي علم عليم فقال ابن عباس بئس ما قلت الله العليم وهو فوق كل عالم). [معاني القرآن: 3/449-448]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وكذلك كدنا ليوسف} أي: دبرنا له ؛ قال وذلك أن السنة كانت أيام العزيز - من سرق أخذ بسرقته وملك). [ياقوتة الصراط: 276]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {كدنا ليوسف} أي احتلنا له.
{في دين الملك} أي في سلطانه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ (77)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأسرّها يوسف في نفسه...} أسرّ الكلمة.
ولو قال: (فأسرّه) ذهب إلى تذكير الكلام كان صواباً؛ كقوله: {تلك من أنباء الغيب} و{ذلك من أنباء الغيب} {ولم يبدها لهم}: أضمرها في نفسه ولم يظهرها). [معاني القرآن: 2/52]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل}، يعنون يوسف وكان سرق صنما يعبد، وألقاه). [تفسير غريب القرآن: 220]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرّها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شرّ مكانا واللّه أعلم بما تصفون}
يعنون يوسف، ويروى أنه كان في صغره أخذ صورة مما كان يتعبد به بعض من يخالف أهل ملّة الإسلام من ذهب، وهذا الذي أخذه كان على جهة الإنكار، لئلا يعظّم مثل ذلك.
{فأسرّها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم} أي لم يظهرها لهم.
{قال أنتم شرّ مكانا} وهذا إضمار على شريطة التفسير، لأن قوله {قال أنتم شرّ مكانا} بدل من (ها) في قوله: {فأسرّها}.
المعنى: فأسرّ يوسف في نفسه قوله: {أنتم شرّ مكانا} المعنى - واللّه أعلم - {أنتم شرّ مكانا} في السرق بالصحة لأنكم سرقتم أخاكم من أبيكم.
{واللّه أعلم بما تصفون} أي اللّه أعلم أسرق أخ له أم لا). [معاني القرآن: 3/123-122]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}
قال مجاهد يعنون يوسف
ويروى أنه كان رأى صورة تعبد فأخذها ورمى بها وإنما فعل ذلك إنكارا أن يعبد غير الله
ثم قال جل وعز: {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم}
ثم بين الذي أسر بقوله: {قال أنتم شر مكانا} أي أنتم سرقتم على الحقيقة إذ بعتم أخاكم
ثم قال تعالى: {والله أعلم بما تصفون} أي الله أعلم أسرق أخوه أم لا). [معاني القرآن: 3/450-449]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فقد سرق أخ له من قبل} يعني يوسف. قيل: كان سرق صنما يعبد وألقاه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 115]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (78)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون بمعنى: الحبس والأسر، قال الله تعالى: {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} أي: احبسه.
وقال تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ} أي: ائسروهم {وَاحْصُرُوهُمْ} أي: احبسوهم.
ويقال للأسير: أخيذ). [تأويل مشكل القرآن: 502]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا يا أيّها العزيز إنّ له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنّا نراك من المحسنين} والعزيز الملك
{إنّ له أبا شيخا كبيرا} {شيخا}. من نعت أب، وأب منصوب بـ (إنّ) و (كبيرا) من نعت شيخ.
{فخذ أحدنا مكانه إنّا نراك من المحسنين} أي ممن يحسن ولا يعامل بالتحديد في واجب لأنه كان أعطاهم الطعام وأعطاهم ثمنه في رده البضاعة لهم، فطالبوه بأن يحسن).
[معاني القرآن: 3/123]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (79)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {معاذ اللّه...}
نصب لأنه مصدر، وكل مصدر تكلّمت العرب في معناه بفعل أو يفعل فالنصب فيه جائز. ومن ذلك الحمد لله لأنك قد تقول في موضعه يحمد الله.
وكذلك أعوذ بالله تصلح في معنى معاذ الله). [معاني القرآن: 2/52]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال معاذ اللّه أن نأخذ إلّا من وجدنا متاعنا عنده إنّا إذا لظالمون}
{معاذ اللّه} منصوب على المصدر المعنى أعوذ باللّه معاذا، وموضع أن نصب، المعنى أعوذ باللّه من أخذ أحد إلا من وجدنا متاعنا عنده، فلما سقطت (من) أفضى الفعل فنصب.
{إنّا إذا لظالمون} أي إن أخذنا غيره فنحن ظالمون). [معاني القرآن: 3/124]


رد مع اقتباس