الموضوع: سورة البقرة
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 جمادى الآخرة 1434هـ/28-04-2013م, 10:49 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَقُولُوا۟ رَٰعِنَا وَقُولُوا۟ ٱنظُرْنَا وَٱسْمَعُوا۟ ۗ وَلِلْكَٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ(104)}


قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية العاشرةقال جلّ وعزّ {يا أيّها الّذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} [البقرة: 104]
قرئ على عبد اللّه بن الصّقر بن نصرٍ، عن زياد بن أيّوب، عن هشيمٍ، قال: حدّثنا عبد الملك، عن عطاءٍ، {يا أيّها الّذين آمنوا لا تقولوا راعنا} [البقرة: 104] قال: «كانت لغة الأنصار في الجاهليّة فنزلت هذه الآية»
قال أبو جعفرٍ: فنسخ هذا ما كان مباحًا قوله، وكان السّبب في ذلك أنّ اليهود كانت هذه الكلمة فيهم سبًّا فنسخها اللّه جلّ وعزّ من كلام المسلمين لئلّا تجد اليهود بذلك سببًا إلى سبّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم
قال مجاهدٌ: «راعنا خلافًا.
وهذا ما لا يعرف في اللّغة»
ومعنى راعنا عند العرب فرّغ لنا سمعك وتفهّم عنّا ومنه أرعني سمعك
قال أبو جعفرٍ: ولراعنا موضعٌ آخر تكون من الرّعية وهي الرّقبة، وأمّا قراءة الحسن «راعنًا» بالتّنوين فشاذّةٌ ومحظورٌ على المسلمين أن يقرءوا بالشّواذ أو أن يخرجوا عمّا قامت به الحجّة ممّا أدّته الجماعة
والبيّن في الآية الحادية عشرة أنّه قد نسخ منها
). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 1/454-630]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {لا تقولوا راعنا}:هذه الآية - عند عطاء - ناسخةٌ لما كان عليه الأنصار في الجاهليّة وبرهةً من الإسلام، كانوا يقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم-: راعنا سمعك، أي، فرّغ لنا سمعك لما نقول لك. وكانت هذه الكلمة عند اليهود سبًّا فنسخها الله من كلام المسلمين، ونهى أن تقال لئلاّ يجد اليهود سببًا إلى سبّ النبي -عليه السلام-.وقد كان حقّ هذا ألاّ يذكر في الناسخ لأنه لم ينسخ قرآنًا؛ إنما نسخ ما كانوا عليه. وأكثر القرآن على ذلك. وقد بيّنا هذا.).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:123- 200]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تقولوا راعنا}.قال المفسّرون: كانت هذه الكلمة لغةٌ في الأنصار، وهي من راعيت الرّجل إذا تأمّلته وتعرّفت أحواله ومنه قولهم: أرعني (سمعك) وكانت الأنصار تقولها لرسول صلّى اللّه عليه وسلّم وهي بلغة اليهود سبٌّ بالرّعونة وكانوا يقولونها له وينوون بها السّبّ فنهى اللّه سبحانه المؤمنين عن قولها لئلا يقولها اليهود وأمرهم أن يجعلوا مكانها (أنظرنا) وقرأ الحسن والأعمش وابن المحيصن (راعنًا) بالتّنوين فجعلوه مصدرًا، أي: لا تقولوا رعونةً.وقرأ ابن مسعودٍ: (لا تقولوا راعونا) على الأمر بالجماعة كأنّه نهاهم أن يقولوا ذلك فيما بينهم، والنّهي في مخاطبة النّبيّ بذلك أولى، وهذه الآية قد ذكروها في المنسوخ، ولا وجه لذلك بحالٍ، ولولا إيثاري ذكر ما ادّعي عليه النّسخ لم أذكرها. قال أبوجعفر النّحّاس: "هي ناسخةٌ لما كان مباحاً قوله".قلت: وهذا تحريفٌ في القول، لأنّه إذا نهي عن شيءٍ لم تكن الشّريعة أتت به لم يسمّ النّهي نسخًا). [نواسخ القرآن:125- 236]

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (فأما قول عطاء في قوله عز وجل: {لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا} الآية [البقرة: 104] إنه ناسخ لما كانوا عليه من قولهم في الجاهلية والإسلام: راعنا سمعك: أي فرغه لنا، لما وجد اليهود بهذه الكلمة سبيلا إلى السب؛ لأنها في كلامهم سب، فليس ذلك بصحيح، ولو كان ذلك ناسخا لكان جميع ما أمرهم به من مكارم الأخلاق ومما يستحسن في القول والفعل ناسخا لما كانوا عليه، ولهذه الآية نظائر كثيرة، فكل ما قيل في ذلك بأنه ناسخ لعادة جرت أو شريعة تقدمت فهذه سبيله، فاعلم ذلك.). [جمال القراء: 1/249-271]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس