عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 02:56 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

القول الأول: مكية

أدلة من قال بأنها مكية:
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): ( أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر قراءة، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمود بن عبد الله المروزي قال: حدّثنا عبد الله بن محمود السعدي، حدّثنا أبو يحيى القصريّ، حدّثنا مروان بن معاوية عن الولاء بن المسيّب عن الفضل بن عمرو عن علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: (نزلت فاتحة الكتاب بمكّة من كنز تحت العرش).
وعلى هذا أكثر العلماء.
- يدلّ عليه ما أخبرنا الحسن بن محمد بن جعفر، حدّثنا محمد بن محمود، حدّثنا أبو لبابة محمد بن مهدي، حدّثنا أبي عن صدقة بن عبد الرّحمن عن روح بن القاسم [العبري] عن عمر ابن شرحبيل قال: إن أوّل ما نزل من القرآن الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، وذلك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسرّ إلى خديجة (رضي الله عنها) وقال: ((لقد خشيت أن يكون خالطني شيء)). فقالت: (وما ذاك؟)
قال: (إني إذا خلوت سمعت النداء فأفرّ). قال: فانطلق به أبو بكر إلى ورقة بن نوفل، فقال له ورقة: إذا أتاك فاجث له. فأتاه جبريل فقال له: (قل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
- وحدّثنا الحسن بن جعفر، حدّثنا محمد بن محمود، حدّثنا عمرو بن صالح عن ابن عباس، حدّثنا أبي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: (قام النبي صلّى الله عليه وسلّم بمكة فقال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}. فقالت قريش: دق الله فاك).
- وأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب، حدّثنا أبو زيد، حدّثنا أبو حاتم بن محبوب الشامي، أخبرنا عبد الجبار العلاء عن معن عن منصور عن مجاهد قال: فاتحة الكتاب أنزلت في المدينة.
وقال الحسن بن الفضل: لكل عالم هفوة، وهذه منكرة من مجاهد؛ لأنه تفرّد بها، والعلماء على خلافه.
- وصح الخبر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في حديث أبي بن كعب أنها من: ((أوّل ما نزل من القرآن)) وأنها: ((السبع المثاني))، وسورة الحجر مكيّة بلا اختلاف.
ومعلوم أن الله تعالى لم يمتنّ عليه بإتيانه السبع المثاني وهو بمكة، ثم أنزلها بالمدينة، ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان بمكة يصلي عشر [سنوات] بلا فاتحة الكتاب، هذا ممّا لا تقبله العقول.
قال الأستاذ: وقلت: قال بعض العلماء وقد لفق بين هذين القولين: أنها مكية ومدنية، نزل بها جبرئيل مرتين مرّة بمكة ومرّة بالمدينة حين حلّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تعظيما وتفضيلا لهذه السورة على ما سواها ولذلك سميت مثاني، والله أعلم.) [الكشف والبيان: 1/89]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد الزاهد قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو عمرو الجبري قال: حدثنا إبراهيم بن الحارث وعلي بن سهل بن المغيرة قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع مناديًا يناديه: يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربًا فقال له ورقة بن نوفل: إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك قال: فلما برز سمع النداء: يا محمد فقال: لبيك قال: قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ثم قال: قل {الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ الرَحمَنِ الرَحيمِ مالِكِ يَومِ الدينِ} حتى فرغ من فاتحة الكتاب وهذا قول علي بن أبي طالب.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد المفسر قال: أخبرنا الحسن بن جعفر المفسر قال: أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن محمود المروزي قال: حدثنا عبد الله بن محمود السعدي قال: حدثنا أبو يحيى القصري قال: حدثنا مروان بن معاوية عن العلاء بن المسيب عن الفضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالب قال: (نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش).
وبهذا الإسناد عن السعدي حدثنا عمرو بن صالح قال: حدثنا أبي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال: {بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ} فقالت قريش: دق الله فاك. أو نحو هذا قاله الحسن: وقتادة. وعند مجاهد أن الفاتحة مدنية.
قال الحسين بن الفضل: لكل عالم هفوة وهذه بادرة من مجاهد لأنه تفرد بهذا القول والعلماء على خلافه. ومما يقطع به على أنها مكية قوله تعالى: {وَلَقَد آتَيناكَ سَبعًا مِّن المَثاني وَالقُرآنَ العَظيمَ} يعني الفاتحة.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن النحوي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحيري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن أيوب قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: ((والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها إنها لهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)).
وسورة الحجر مكية بلا اختلاف ولم يكن الله ليمتن على رسوله بإيتائه فاتحة الكتاب وهو بمكة ثم ينزلها بالمدينة ولا يسعنا القول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بمكة بضع عشرة سنة يصلي بلا فاتحة الكتاب هذا مما لا تقبله العقول). [أسباب النزول: 17- 18 ]
- قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (سورة الفاتحة
افتتح الواحدي كتابه بذكر أول ما نزل من القرآن ثم بذكر آخر ما نزل ثم بنزول البسملة ثم بنزول الفاتحة وساق الاختلاف هل هي مكية أو مدنية ثم أسند من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: (أول ما نزل به جبريل على النبي قال يا محمد استعذ ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم) والراوي له عن أبي روق ضعيف فلا ينبغي أن يحتج به.
ثم أسند من طريق يزيد النحوي عن عكرمة والحسن قالا أول ما نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم وهذا مرسل ولعل قائله تأول الأمر في قوله تعالى اقرأ باسم ربك وإلى ذلك أشار السهيلي فقال ويستفاد من هذه الآية ابتداء القراءة بالبسملة وأما خصوص نزول البسملة سابقا ففي صحته نظر
وقد أسند الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال قام النبي بمكة فقال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وهذا إن ثبت دل على أن الفاتحة مكية.
ومن طريق أبي ميسرة أحد كبار التابعين أن رسول الله كان إذا برز سمع مناديا ينادي يا محمد فإذا سمع الصوت انطلق هاربا فقال له ورقة بن نوفل إذا سمعت النداء فاثبت حتى تسمع ما يقول لك فلما برز سمع النداء فقال لبيك قال قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ثم قل الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم حتى فرغ من فاتحة الكتاب قلت وهو مرسل ورجاله ثقات فإن ثبت حمل على أن ذلك كان بعد قصة غار حراء ولعله كان بعد فترة الوحي والعلم عند الله تعالى.
ثم أسند من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان النبي لا يعرف ختم السورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم وهذا رواته ثقات
و أخرجه أبو داود لكنه اختلف في وصله وإرساله وأورد الواحدي له شاهدين بسندين ضعيفين.
قال الجعبري: يؤخذ من هذا أن لنزول البسملة سببين أحدهما: التبرك بالابتداء بها. والثاني: الفصل بين السورتين. والله أعلم). [العجاب في بيان الأسباب: 1/222- 225 ] م
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وهي مكّيّةٌ على قول الأكثرين.
وقال مجاهدٌ: مدنيّةٌ.
وقيل: نزلت مرّتين مرّةً بمكّة ومرّةً بالمدينة، ولذلك سمّيت مثاني، والأوّل أصحّ، أنّها مكّيّةٌ؛ لأنّ اللّه تعالى منّ على الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم بقوله: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} [الحجر: 87] والمراد منها: فاتحة الكتاب، وسورة الحجر مكّيّةٌ فلم يكن يمنّ عليه بها قبل نزولها). [معالم التنزيل: 1/49]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (قال ابن عباس، وموسى بن جعفر عن أبيه، وعلي بن الحسين، وقتادة، وأبو العالية، ومحمد بن يحيى بن حبان: إنها مكية، ويؤيد هذا أن في سورة الحجر {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} [الحجر: 87] والحجر مكية بإجماع.
وفي حديث أبي بن كعب أنها السبع المثاني، والسبع الطّول نزلت بعد الحجر بمدد، ولا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة، وما حفظ أنها كانت قط في الإسلام صلاة بغير الحمد لله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 1/69]م
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (وقد صح أنها مكية لقوله تعالى : {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} الآية [الحجر: 87] وهو مكي بالنص). [أنوار التنزيل: 1/25]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقد أسند الواحدي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قام النبي بمكة فقال: {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين} وهذا إن ثبت دل على أن الفاتحة مكية). [العجاب في بيان الأسباب: 1/223-224]
(وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في "دلائل النبوة" والواحدي والثعلبي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله قال لخديجة: (((إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا)) فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرت خديجة حديثه لها، وقالت: اذهب مع محمد إلى ورقة فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده فقال: انطلق بنا إلى ورقة فقال: ((ومن أخبرك؟)) قال: خديجة، فانطلقا إليه فقصا عليه. فقال: ((إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد، فأنطلق هاربا في الأرض))، فقال: لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني. فلما خلا ناداه: يا محمد قل {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين} حتى بلغ {ولا الضالين} [الفاتحة: 7] قال: قل لا إله إلا الله، فأتى ورقة فذكر ذلك له، فقال له ورقة: أبشر ثم أبشر فإني أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل)). [الدر المنثور: 1/6-7]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو نعيم في "الدلائل" من طريق ابن إسحاق حدثني بن يسار عن رجل من بني سلمة قال: لما أسلم بني سلمة وأسلم ولد عمرو بن الجموح قالت امرأة عمرو له: (هل لك أن تسمع من ابنك ما روي عنه فقال: أخبرني ما سمعت من كلام هذا الرجل، فقرأ عليه {الحمد لله رب العالمين} إلى قوله {الصراط المستقيم} فقال: ما أحسن هذا وأجمله وكل كلامه مثل هذا فقال: يا أبتاه وأحسن من هذا وذلك قبل الهجرة)). [الدر المنثور: 1/7]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج الواحدي في "أسباب النزول" والثعلبي في تفسيره عن علي رضي الله عنه قال: (نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش)). [الدر المنثور: 1/6]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة). [الدر المنثور: 1/8]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (قيل: هي مكّيّةٌ، وقيل: مدنيّةٌ.
وقد أخرج الواحديّ في "أسباب النّزول"، والثّعلبيّ في "تفسيره" عن عليٍّ رضي اللّه عنه قال: (نزلت فاتحة الكتاب بمكّة من كنزٍ تحت العرش).
وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنّف"، وأبو نعيمٍ والبيهقيّ كلاهما في "دلائل النبوّة"، والثعلبيّ والواحديّ من حديث عمرو بن شرحبيل: (أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا شكا إلى خديجة ما يجده عند أوائل الوحي، فذهبت به إلى ورقة فأخبره فقال له: ((إذا خلوت وحدي سمعت نداءً خلفي: يا محمّد يا محمّد يا محمّد! فأنطلق هاربًا في الأرض))، فقال: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتّى تسمع ما يقول ثمّ ائتني فأخبرني فلمّا خلا ناداه: يا محمّد قل: {بسم اللّه الرّحمن الرّحيم..} حتّى بلغ {ولا الضّالّين}) الحديث.
وأخرج أبو نعيمٍ في "الدّلائل" عن رجلٍ من بني سلمة قال: لما أسلم فتيان بني سلمة وأسلم ولد عمرو بن الجموح قالت امرأة عمرٍو له: (هل لك أن تسمع من ابنك ما روي عنه؟ فسأله فقرأ عليه: {الحمد للّه ربّ العالمين} وكان ذلك قبل الهجرة.
وأخرج أبو بكر بن الأنباريّ في "المصاحف" عن عبادة قال: فاتحة الكتاب نزلت بمكّة.
فهذا جملة ما استدلّ به من قال: إنّها نزلت بمكّة). [فتح القدير: 1/73-74]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقال كثيرٌ إنّها أوّل سورةٍ نزلت، والصّحيح أنّه نزل قبلها: {اقرأ باسم ربّك} [العلق: 1] وسورة المدّثّر ثمّ الفاتحة، وقيل نزل قبلها أيضًا: {ن والقلم} وسورة المزّمّل، وقال بعضهم: هي أوّل سورةٍ نزلت كاملةً أي غير منجّمةٍ، بخلاف سورة القلم، وقد حقّق بعض العلماء أنّها نزلت عند فرض الصّلاة فقرأ المسلمون بها في الصّلاة عند فرضها، وقد عدّت في روايةٍ عن جابر بن زيدٍ السّورة الخامسة في ترتيب نزول السّور.
وأيًّا ما كان فإنّها قد سمّاها النّبي صلّى الله عليه وسلّم فاتحة الكتاب وأمر بأن تكون أوّل القرآن.
قلت: ولا يناكد ذلك نزولها بعد سورٍ أخرى لمصلحةٍ اقتضت سبقها قبل أن يتجمّع من القرآن مقدارٌ يصير به كتابًا فحين تجمّع ذلك أنزلت الفاتحة لتكون ديباجة الكتاب.
وأغراضها قد علمت من بيان وجه تسميتها أمّ القرآن). [التحرير والتنوير: 1/135-136]

مَنْ نصَّ على أنها مكية:
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (مكية). [معاني القرآن: 1/45]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): ( وقال ابن عباس وقتادة مكية). [البيان: 139]م
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مكّيّةٌ). [الوسيط: 1/51]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):أنها مكية. وهو مروي عن علي بن أبي طالب والحسن وأبي القالية وقتادة وأبي ميسرة ). [زاد المسير: 1/10]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وقال أبو ميسرة: (أول ما أقرأ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب إلى آخرها).
وقال ابن عباس: (نزلت بمكة بعد: {يا أيها المدثر})) [جمال القراء :1/11]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مكية). [أنوار التنزيل: 1/25]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (وهي مكّيّةٌ، قاله ابن عبّاسٍ وقتادة وأبو العالية). [تفسير القرآن العظيم: 1/101]م
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (تنبيهٌ يستنبط من تفسير السّبع المثاني بالفاتحة أنّ الفاتحة مكّيّةٌ وهو قول الجمهور خلافًا لمجاهدٍ ووجه الدّلالة أنّه سبحانه امتنّ على رسوله بها وسورة الحجر مكّيّةٌ اتّفاقًا فيدلّ على تقديم نزول الفاتحة عليها قال الحسين بن الفضل هذه هفوةٌ من مجاهدٍ لأنّ العلماء على خلاف قوله وأغرب بعض المتأخّرين فنسب القول بذلك لأبي هريرة والزّهريّ وعطاء بن يسارٍ وحكى القرطبيّ أنّ بعضهم زعم أنّها نزلت مرّتين وفيه دليلٌ على أنّ الفاتحة سبع آياتٍ ونقلوا فيه الإجماع لكن جاء عن حسين بن عليٍّ الجعفيّ أنّها ستّ آياتٍ لأنّه لم يعدّ البسملة وعن عمرو بن عبيدٍ أنّها ثمان آياتٍ لأنّه عدها وعد أنعمت عليهم وقيل لم يعدها وعد إياك نعبد وهذا أغرب الأقوال). [فتح الباري: 8/159] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الواحدي في أسباب النزول والثعلبي في تفسيره عن علي رضي الله عنه قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة والواحدي والثعلبي عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل أن رسول الله قال لخديجة إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرت خديجة حديثه لها وقالت: اذهب مع محمد إلى ورقة فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده فقال: انطلق بنا إلى ورقة فقال: ومن أخبرك قال: خديجة، فانطلقا إليه فقصا عليه فقال: إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد، فأنطلق هاربا في الأرض، فقال: لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني
فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين} حتى بلغ {ولا الضالين} قال: قل لا إله إلا الله، فأتى ورقة فذكر ذلك له، فقال له ورقة: أبشر ثم أبشر فإني أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم وأنك على مثل ناموس موسى وأنك نبي مرسل.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق ابن إسحاق حدثني بن يسار عن رجل من بني سلمة قال: لما أسلم بني سلمة وأسلم ولد عمرو بن الجموح قالت امرأة عمرو له: هل لك أن تسمع من ابنك ما روي عنه فقال: أخبرني ما سمعت من كلام هذا الرجل، فقرأ عليه {الحمد لله رب العالمين} إلى قوله {الصراط المستقيم} فقال: ما أحسن هذا وأجمله وكل كلامه مثل هذا فقال: يا أبتاه وأحسن من هذا وذلك قبل الهجرة.
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأبو سعيد بن الأعرابي في معجمه والطبراني في الأوسط من طريق مجاهد عن أبي هريرة، أن إبليس رن حين أنزلن فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة). [الدر المنثور: 1/6-7]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج وكيع والفريابي في تفسيريهما وأبو عبيد في فضائل
[الدر المنثور: 1/7]
القرآن، وابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد، وابن المنذر في تفسيره وأبو بكر بن الأنباري في كتاب المصاحف وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية من طرق عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة.
وأخرج وكيع في تفسيره عن مجاهد قال: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة.
وأخرج أبو بكر بن الأنباري في المصاحف عن قتادة قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة). [الدر المنثور: 1/8]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : ( (مكية). [الدر المنثور: 1/28]

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وهي مكية في قول ابن عباس وقتادة ). [القول الوجيز: 160]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهذه السّورة مكّيّةٌ باتّفاق الجمهور). [التحرير والتنوير: 1/135]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (وأم القرآن الكل سبعا يعدها = ولكن عليهم أولا يسقط المثر...وهي مكية على الصحيح). [معالم اليسر: 65]


رد مع اقتباس