الموضوع: دراسة الفاعل
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:43 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي زيادة الباء في فاعل كفى

زيادة الباء في فاعل كفى

1- {وكفى بالله حسيبا} [4: 6]
في فاعل {كفى} وجهان:
أحدهما: اسم الله والباء زائدة دخلت لتدل على الأمر، إذ التقدير اكتف بالله.
والثاني: أن الفاعل مضمر والتقدير: كفى الاكتفاء بالله، فبالله على هذا مفعول به. [العكبري: 1/ 94 95].
في {كفى} خلاف: أهي اسم فعل أم فعل، والصحيح أنها فعل وفاعلها اسم الله والباء زائدة. وقيل: الفعل مضمر وهو ضمير الاكتفاء أي كفى هو، أي الاكتفاء بالله والباء ليست بزائدة فيكون {بالله} في موضع نصب ويتعلق إذ ذاك بالفاعل وهذا الوجه لا يسوغ إلا على مذهب الكوفيين حيث يجيزون إعمال ضمير المصدر كأعمال ظاهرة. وإن عنى بالإضمار الحذف ففيه إعمال المصدر، وهو موصول وإبقاء معموله، وهو لا يجوز عند البصريين، أعني حذف الفاعل وحذف المصدر. [البحر: 3/ 174].
وكفى هنا متعدية إلى واحد وهو محذوف والتقدير: كفاكم الله حسيبا.
2- {وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا} [4: 45]
في [معاني القرآن للزجاج: 2/ 59]: «ومعنى الباء التوكيد المعنى وكفى الله وليا وكفى الله نصيرا، إلا أن الباء دخلت في اسم الفاعل لأن معنى الكلام الأمر المعنى: اكتفوا بالله».
الباء زائدة ويجوز حذفها كقول سحيم:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيصا
وزيادتها في فاعل {كفى} وفاعل {يكفي} مطردة كما قال الله تعالى: {أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}.
وقال الزجاج دخلت الباء في الفاعل لأن معنى الكلام الأمر أي اكتفوا بالله. وكلامه مشعر بأن الباء ليست زائدة ولا يصح ما قال من المعنى لأن الأمر يقتضي أن يكون فاعله هم المخاطبون، ويكون {بالله} متعلقًا به وكون الباء دخلت في الفاعل يقتضي أن يكون الفاعل هو الله لا المخاطبون فتناقض قوله.
وقال ابن السراج: كفى الاكتفاء بالله. وهذا يدل أيضًا على أن الباء ليست بزائدة، وهذا أيضًا لا يصح، لأن فيه حذف المصدر، وهو موصول وإبقاء معموله، وهو لا يجوز إلا في الشعر، نحو قوله:
هل تذكرن إلى الديرين هجرتكم = ومسحكم صلبكم رحمانا قربانًا
التقدير وقولكم يا رحمن قربانًا. [البحر: 3/ 261]، وانظر [الأمالي الشجرية: 1/ 201].
3- {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [17: 14]
قال الزمخشري وغيره: بنفسك فاعل {كفى} وهذا مذهب الجمهور والباء زائدة على سبيل الجواز، لا اللزوم ويدل عليه أنه إذا حذفت ارتفع ذلك الاسم بكفى: قال الشاعر:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وقال آخر:
ويخبرني عن غائب المرء هديه = كفى الهدى عما غيب المرء مخبرًا
وقيل: فاعل {كفى} ضمير يعود على الاكتفاء وقيل: كفى اسم فعل بمعنى: اكتف والفاعل مضمر يعود على المخاطب.
وعلى هذين القولين لا تكون الباء زائدة.
وإذا فرعنا على قول الجمهور إن {بنفسك} هو فاعل كفى فكان القياس أن تدخل تاء التأنيث فيقال كفت كما تلحق زيادة {من} في الفاعل إذا كان مؤنثًا، كقوله تعالى: {ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها} {وما تأتيهم من آية} ولا نحفظه جاء التأنيث في كفى، إذا كان الفاعل مجرورًا بالباء.
وذكر {حسيبا} لأنه بمنزلة الشهيد والقاضي والأمير لأن الغالب أن هذه الأمور يتولاها الرجال وكأنه قيل: كفى بنفسك رجلا حسيبا.
وقال الأنباري: لأنه يعني بالنفس الشخص أو لأنه لا علامة للتأنيث في لفظ النفس. [البحر: 6/ 15 16].
4- {وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا} [17: 17]
قال ابن عطية: هذه الباء يعني {وكفى بربك} إنما تجيء في الأغلب في مدح أو ذم. وقال الحوفي: نتعلق بكفى وهو وهم. [البحر: 6/ 20].
5- {كفى به شهيدا بيني وبينكم} [46: 8]
{به} في موضع الفاعل يكفي على أصح الأقوال. [البحر: 8/ 56].
6- {أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} [41: 53]
{بربك} في موضع الرفع فاعل {كفى}. [الكشاف: 4/ 207].
الباء زائدة والمصدر المؤول بدل من ربك. إما على اللفظ وإما على الموضع. وقيل: إنه على إضمار الحرف.
أي أو لم يكف ربك بشهادته فحذف الحرف.
ويبعد قول من جعل {بربك} في موضع نصب، وفاعل {كفى} أن وما بعدها والتقدير عنده:
أو لم يكف ربك شهادته. [البحر: 7/ 505 506].
المفعول محذوف أي ألم يكفك ربك. [العكبري: 2/ 117].


رد مع اقتباس