الموضوع: دراسة الفاعل
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 25 رجب 1432هـ/26-06-2011م, 11:41 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي لغة أكلوني البراغيث

لغة أكلوني البراغيث

1- {وأسروا النجوى الذين ظلموا} [21: 3]
في [معاني القرآن: 2/ 198]: «{الذين} تابعة للناس مخفوضة، كأنك قلت: اقترب للناس الذين هذه حالهم، وإن شئت جعلت {الذين} مستأنفة مرفوعة، كأنك جعلتها تفسيرًا للأسماء التي في {أسروا}، كما قال:
{فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم}».
وفي [الكشاف: 3/ 102]: «أبدل {الذين ظلموا} من واو {وأسروا} أو جاء على غلة من قال: (أكلوني البراغيث) أو هو منصوب المحل على الذم أو هو مبتدأ خبره {وأسروا} قدم عليه».
جوزوا في إعراب {الذين ظلموا} وجوها: الرفع والنصب والجر فالرفع على البدل من ضمير {وأسروا} قاله المبرد، وعزاه ابن عطية لسيبويه أو فاعل والواو علامة للجمع على غلة أكلوكم البراغيث، قاله أبو عبيدة والأخفش، وقيل: هي لغة شاذة، والصحيح أنها لغة حسنة، وهي لغة أزد شنوءة، وخرج عليها قوله: {ثم عموا وصموا كثير منهم} . . . أو على الذين مبتدأ وأسروا الخبر، قاله الكسائي، أو على أنه فاعل بفعل قول محذوف أي يقول الذين ظلموا وقيل التقدير: أمرها الذين ظلموا، والنصب على الذم قاله الزجاج أو على إضمار أعني. والجر على أن يكون نعتًا للناس أو بدلاً في قوله {اقترب للناس} قاله الفراء وهو أبعد الأقوال.[ المغني: 405]، [البحر: 6/ 296 297]، [العكبري: 2/ 68].
2- {قد ألفح المؤمنون} [23: 1]
قال عيسى بن عمر: سمعت طلحة بن مصرف يقرأ {قد أفلحوا المؤمنون} فقلت له: أتلحن؟ قال: نعم كما لحن أصحابي، يعني أن مرجوعه في القراءة إلى ما روى. ليس بلحن، لأنه على لغة أكلوني البراغيث، وقال ابن عطية: وهي قراءة مردودة. [البحر: 6/ 395]، [ابن خالويه: 67].
3- {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} [19: 87]
الواو في {لا يملكون} إن جعل ضميرا فهو للعباد . . . ويجوز أن تكون علامة للجمع كالتي في أكلوني البراغيث والفاعل {من اتخذ} لأنه في معنى الجمع. [الكشاف :3/ 43].
ولا ينبغي حمل القرآن على هذه اللغة القليلة، مع وضوح جعل الواو ضميرًا، وذكر الأستاذ أبو الحسن بن عصفور أنها لغة ضعيفة، وأيضًا فالواو والألف والنون التي تكون علامات، لا ضمائر لا يحفظ ما يجيء بعدها فاعلاً إلا بصريح الجمع.
وصريح التثنية أو العطف أما أن تأتي بلفظ مفرد يطلق على جمع أو على مثنى، فيحتاج في ذلك إلى نقل. [البحر: 6/ 217].
4- {ثم عموا وصموا كثير منهم} [5: 71]
{كثير} يرتفع من ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون بدلاً من الواو وجائز أن يكون جمع الفعل مقدمًا، كما حكى أهل اللغة: أكلوني البراغيث، والوجه: أن يكون كثير منهم خبر ابتداء محذوف، المعنى: ذوو العمى والصمم كثير منهم. [معاني القرآن للزجاج: 2/ 215].
وفي [معاني القرآن للفراء: 1/ 316]: «فقد يكون رفع الكثير من جهتين إحداهما: أن تكر الفعل عليها، تريد: عمى وصم كثير منهم وإن شئت جعلته عموا وصموا فعلاً للكثير، كما قال الشاعر:
يلومونني في اشترائي النخيل قومي فكلهم ألوم.
وإن شئت جعلت الكثير مصدرا فقلت: أي ذلك كثير منهم، وهذا وجه ثالث». [الكشاف: 1/ 663].
5- {خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث} [54: 7]
في [الكشاف: 4/ 432]: «وخشعا: على يخشعن أبصارهم، وهي لغة من يقول: أكلوني البراغيث، وهم طيئ، ويجوز أن كون {خشعا} ضميرهم وتقع {أبصارهم} بدلا عنه».
وفي [العكبري: 2/ 131]: «وجاز أن يعمل الجمع لأنه مكسر».
وفي [معاني القرآن للفراء: 3/ 105]: «إذا تقدم الفعل قبل اسم مؤنث وهو له أو قبل جمع مؤنث مثل الأبصار والأعمار وما أشبهها جاز تأنيث الفعل وتذكيره وجمعه وقد أتى بذلك في هذا الحرف».
وفي [البحر: 8/ 175 176]: «ومن قرأ {خشعا} جمع تكسير فلأن الجمع.
موافق لما بعده وهو أبصارهم وموافق للضمير الذي هو صاحب الحال في {يخرجون} وهو نظير قولهم مررت برجال كرام آباؤهم.
وقال الزمخشري: ولا يجرى جمع التكسير مجرى جمع السلامة، فيكون على تلك اللغة النادرة القليلة، وقد نص سيبويه على أن جمع التكسير أكثر في كلام العرب فكيف يكون أكثر ويكون على تلك اللغة القليلة النادرة وكذلك قال الفراء . . . وإنما يخرج على تلك اللغة إذا كان مجموعًا بالواو والنون، والزمخشري قاس جمع التكسير على هذا الجمع السالم، وهو قياس فاسد، ويرده النقل عن العرب أن جميع التكسير أجود من الإفراد».


رد مع اقتباس