عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 09:09 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي العطف على التوهم

العطف على التوهم
ويسمى في القرآن العطف على المعنى. [الخزانة: 2/ 140].
1- {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [11: 71].
في [الكشاف: 2/ 225]: «بالنصب في (يعقوب) كأنه قيل: ووهبنا لها إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب على طريقة قوله: ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعب».
وفي [البحر: 5/ 244]: «يعني أنه عطف على التوهم، والعطف على التوهم لا ينقاس. والأظهر أن ينتصب (يعقوب) بإضمار فعل تقديره: ومن وراء إسحاق وهبنا يعقوب، ودل عليه قوله (فبشرناها) لأن البشارة في معنى الهبة». جعله الفراء من العطف على المحل. [معاني القرآن: 2/ 22]، [المغني: 2/ 97-98].
2- {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } [8: 64].
(ومن) عطف على توهم أن الكلام: يكفيك الله. وهو لا ينقاس، فالأولى أن يكون على تقدير حذف مضاف، أي (وحسب) لدلالة (وحسبك) عليه. [البحر: 5/ 515]، [العكبري: 2/ 6].
3- {فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ويقول الذين آمنوا} [5: 52-53].
في [النهر: 3/ 509]: «فأما قراءة (ويقول) بالنصب فوجهت على أن هذا القول لم يكن إلا عند الفتح وأنه محمول على المعنى، فهو معطوف على (أن يأتي)، إذ معنى (فعسى الله يأتي) معنى: فعسى: أن يأتي الله، وهذا الذي يسميه النحويون العطف على التوهم، يكون الكلام في قالب تقديره في قالب آخر، إذ لا يصح أن يعطف على لفظ (أن يأتي)، لأنه لا يصح أن يقال: فعسى الله أن يقول المؤمنون، إذ ليس في المعطوف ضمير اسم الله. ولا سببي منه. وأجاز ذلك أبو البقاء على تقدير ضمير محذوف، أي ويقول الذين أمنوا». [العكبري: 1/ 123].
انظر ما ذكرناه في الفاء من أنها تغني عن الضمير.
4- {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها} [2: 259].
في [البحر: 2/ 290] : «فجمهور المفسرين أنه معطوف على قوله {ألم تر إلى الذي حاج} [2: 258]. على المعنى، إذ معنى (ألم تر إلى الذي): أرأيت كالذي حاج، فعطف قوله: (أو كالذي مر) على هذا المعنى، والعطف على المعنى موجود في لسان العرب. قال الشاعر:
تقى نقى لم يكثر غنيمة = بنكهة ذي قربى ولا بحقلد
المعنى في قوله (لم يكثر). ليس بمكثر، ولذلك راعى هذا المعنى فعطف عليه قوله (ولا بحقلد) والعطف على المعنى نصوا على أنه لا ينقاس. وقال الزمخشري: (أو كالذي) معناه: أو رأيت مثل الذي، فحذف لدلالة (ألم تر) عليه». [الكشاف: 1/ 156]، [المغني: 2/ 98]، [العكبري :11/ 61].
5- {لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين} [63: 10]
في [سيبويه: 1/ 452]: «وسألت الخليل عن قوله عز وجل {فأصدق وأكن من الصالحين}، فقال: هذا كقول زهير:
بدالى أني لست مدرك ما مضى = ولا سابق شيئًا إذا كان جائيا
فإنما جروا هذا لأن الأول قد يدخله الباء، فجاءوا بالثاني وكأنهم قد أثبتوا في الأول الباء، فكذلك هذا، لما كان الفعل الذي قبله قد يكون جزما ولا فاء فيه تكلموا بالثاني وكأنهم قد جزموا قبله، فعلى هذا توهموا هذا».
6- {وكم أهلكنا من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص} [50: 36].
في [العكبري: 2/ 127]: «(فنقبوا) عطفا على المعنى؛ أي بطشوا فتعبوا».


رد مع اقتباس