عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 09:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت قوم لوطٍ المرسلين (160) إذ قال لهم أخوهم لوطٌ ألا تتّقون (161) إنّي لكم رسولٌ أمينٌ (162) فاتّقوا اللّه وأطيعون (163) وما أسألكم عليه من أجرٍ إن أجري إلا على ربّ العالمين (164)}.
يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله لوطٍ، عليه السّلام، وهو: لوط بن هاران بن آزر، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل، وكان اللّه تعالى قد بعثه إلى أمّةٍ عظيمةٍ في حياة إبراهيم، وكانوا يسكنون "سدوم" وأعمالها الّتي أهلكها اللّه بها، وجعل مكانها بحيرةً منتنةً خبيثةً، وهي مشهورةٌ ببلاد الغور، متاخمةٌ لجبال البيت المقدّس، بينها وبين بلاد الكرك والشّوبك، فدعاهم إلى اللّه، عزّ وجلّ، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوا رسولهم الّذي بعثه اللّه إليهم، ونهاهم عن معصية اللّه، وارتكاب ما كانوا قد ابتدعوه في العالم، ممّا لم يسبقهم الخلائق إلى فعله، من إتيان الذكران دون الإناث؛ ولهذا قال تعالى: {أتأتون الذّكران من العالمين (165) وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون (166) }). [تفسير ابن كثير: 6/ 157]

تفسير قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أتأتون الذّكران من العالمين (165) وتذرون ما خلق لكم ربّكم من أزواجكم بل أنتم قومٌ عادون (166) قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكوننّ من المخرجين (167) قال إنّي لعملكم من القالين (168) ربّ نجّني وأهلي ممّا يعملون (169) فنجّيناه وأهله أجمعين (170) إلا عجوزًا في الغابرين (171) ثمّ دمّرنا الآخرين (172) وأمطرنا عليهم مطرًا فساء مطر المنذرين (173) إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين (174) وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم (175)}.
لـمّا نهاهم نبيّ اللّه عن إتيانهم الفواحش، وغشيانهم الذّكور، وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللّاتي خلقهنّ اللّه لهم -ما كان جواب قومه له إلا قالوا: {لئن لم تنته يا لوط} يعنون: عمّا جئتنا به، {لتكوننّ من المخرجين} أي: ننفيك من بين أظهرنا، كما قال تعالى: {وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهّرون} [الأعراف:82]). [تفسير ابن كثير: 6/ 157-158]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فلمّا رأى أنّهم لا يرتدعون عمّا هم فيه وأنّهم مستمرّون على ضلالتهم، تبرّأ منهم فقال: {قال إنّي لعملكم من القالين} أي: المبغضين، لا أحبّه ولا أرضى به؛ فأنا بريءٌ منكم). [تفسير ابن كثير: 6/ 158]

تفسير قوله تعالى: {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ دعا اللّه عليهم قال: {ربّ نجّني وأهلي ممّا يعملون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 158]

تفسير قوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى {فنجّيناه وأهله أجمعين} أي: كلّهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 158]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلا عجوزًا في الغابرين}، وهي امرأته، وكانت عجوز سوءٍ بقيت فهلكت مع من بقي من قومها، وذلك كما أخبر اللّه تعالى عنهم في "سورة الأعراف" و"هودٍ"، وكذا في "الحجر" حين أمره اللّه أن يسري بأهله إلّا امرأته، وأنّهم لا يلتفتون إذا سمعوا الصّيحة حين تنزل على قومه، فصبروا لأمر اللّه واستمرّوا، وأنزل اللّه على أولئك العذاب الّذي عمّ جميعهم، وأمطر عليهم حجارةً من سجّيلٍ منضودٍ؛ ولهذا قال: {ثمّ دمّرنا الآخرين. وأمطرنا عليهم مطرًا فساء مطر المنذرين. إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين. وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم}).[تفسير ابن كثير: 6/ 158]

رد مع اقتباس