الموضوع: غير
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 ذو الحجة 1438هـ/20-09-2017م, 03:57 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي




باب: مواضع غير
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع غير
اعلم أن «غير» سبعة مواضع:
تكون استثناء: كقولك: «قام القوم غير زيدٍ»، و«هذا درهم غير دانق»، فتنصب «غيرًا» على الاستثناء.
وتكون نعتًا: كقولك: «قام القوم غير زيدٍ»، و«هذا درهم غير جيد»، و«رأيت رجلًا غير صالح»، و«مررت برجلٍ غير محمدٍ»، فتجري «غيرًا» على ما قبلها في الإعراب على النعت، قال الله تعالى: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضرر}، وقد قرئ: {غير} بالنصب على الاستثناء، وبالرفع نعتًا لـ {القاعدين}، وبالخفض نعتًا لـ {المؤمنين}.
وتكون حالًا: وذلك في كل موضع يصلح في موضعها: «لا» كقوله عز وجل: {غير محلي الصيد} و{غير ناظرين إناه}، و{غير باغٍ ولا عادٍ}، وما أشبه ذلك. نصب «غير» في هذه المواضع على الحال لا على الاستثناء، لأن «لا» تصلح في موضعها في هذه المواضع.
وتكون تحقيقًا بعد النفي: كقولك: «لا إله غير الله»، فترفع «غيرًا» خبرًا لابتداء، لأن «لا» والاسم معها في موضع رفعٍ بالابتداء.
وتكون بمعنى «لكن» كما قال النابغة الذبياني:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم = بهن فلول من قراع الكتائب
معناه: لكن سيوفهم بهن فلول، وليس الفلول بعيب لهم في السيوف فيكون مستثنى من أوله، وإنما أراد: لا عيب فيهم، لكن سيوفهم هكذا، ومثله قوله النابغة الجعدي.
فتى كملت أعراقه غير أنه = جواد فلا يبقي من المال باقيًا
يريد: لكنه جواد مع هذا، وليس استثناء من أوله: ولو استثنى لقال: كملت أعراقه غير أنه بخيل، أو جبان، ونحوه، ومثله قول الفرزدق.
وما سجنوني غير أني ابن غالب = وأني من الأثرين غير الزعانف
كأنه قال: لكني ابن غالبٍ، و«الزعانف»: العبيد والأتباع، و«زعانف الأديم»: أطرافه وزياداته، الواحدة: «زعنفة» بالكسر، وأما «الزعنفة» بالفتح فهي التزيين، مصدر «زعنفه زعنفة»، أي: زينه تزيينًا.
وتكون بمعنى ليس: كقولك: «أنت غير ضاربٍ زيدًا»، تريد: أنت لست ضاربًا زيدًا، ومنه قول صلى الله عليه وسلم لزيد الخيل حين وفد عليه: «ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا دون الصفة ليسك»، يريد: غيرك.
وقال لبيد:
فإذا جوزيت قرضًا فاجزه = إنما يجزي الفتى غير الجمل
يريد: ليس الجمل.
وتكون بمعنى المخالف، كقولك: «الصالح غير الطالح»، و«الجواد غير البخيل»، أي المخالف له). [الأزهية: 179 - 182]


رد مع اقتباس