عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 10:46 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا} [الحج: 17] اليهود.
{والصّابئين} [الحج: 17] هم قومٌ يعبدون الملائكة ويقرءون الزّبور.
{والنّصارى} [الحج: 17] تنصّروا.
وإنّما سمّوا نصارى لأنّهم كانوا بقريةٍ يقال لها ناصرة.
{والمجوس} [الحج: 17] قال قتادة: وهم عبدة الشّمس، والقمر، والنّيران.
{والّذين أشركوا} [الحج: 17] عبدة الأوثان.
{إنّ اللّه يفصل بينهم يوم القيامة} [الحج: 17] فيما اختلفوا فيه من الدّنيا، فيدخل المؤمن الجنّة، ويدخل جميع هؤلاء النّار على ما أعدّ لكلّ قومٍ.
وقد ذكرنا ذلك في هذه الآية في سورة الحجر: {لها سبعة أبوابٍ لكلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ} [الحجر: 44] قوله: {إنّ اللّه على كلّ شيءٍ شهيدٌ} [الحج: 17] شاهدٌ على كلّ شيءٍ وشاهدٌ كلّ شيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/358]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا...}

إلى قوله: {والّذين أشركوا} ثم قال {إنّ اللّه} فجعل في خبرهم (إنّ) وفي أوّل الكلام (إنّ) وأنت لا تقول في الكلام: إن أخاك إنّه ذاهب، فجاز ذلك لأن المعنى كالجزاء، أي من كان مؤمنا أو على شيء من هذه الأديان ففصل بينهم وحسابهم على الله. وربما قالت العرب: إنّ أخاك إن الدّين عليه لكثير، فيجعلون (إنّ) في خبره إذا كان إنما يرفع باسم مضاف إلى ذكره؛ كقول الشّاعر:
إنّ الخليفة إن الله سربله=سربال ملك به ترجى الخواتيم
ومن قال هذا لم يقل: إنك إنك قائم، ولا يقول: إنّ أباك إنه قائم لأن الاسمين قد اختلفا فحسن رفض الأول، وجعل الثاني كأنه هو المبتدأ فحسن للاختلاف قبح للاتّفاق).
[معاني القرآن: 2/218]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إنّ الذّين آمنوا والّذين هادوا والصّابئين والنّصارى والمجوس والّذين أشركوا إنّ اللّه يفصل بينهم يوم القيامة}
مجازه: الله يفصل بينهم، وإن من حروف الزوائد ؛ والمجوس من العجم {والذين أشركوا} من العرب، وقال آخرون: قد تبدأ العرب بالشيء ثم تحول الخبر إلى غيره إذا كان من سببه
كقول الشاعر:
فمن يك سائلاًعني فإني=وجروة لا ترود ولا تعار
بدأ بنفسه ثم خبر عن فرسه وقال الأعشى:
وإن إمراءً أهدى إليك ودونه= من الأرض مؤماة وبيداء سملق
لمحقوقة أن تستجيبي لصوته=وأن تعلمي أن المعان موقّف
بدأ بالمهدي ثم حول الخبر إلى الناقة: " يصهر به " يذاب به،
قال الشاعر:
شّك السّفافيد الشّواء المصطهر
ومنه قولهم: صهارة الألية
وقال ابن أحمر:
تروي لقىً ألقى في صفصفٍ=نصهره الشمس فما ينصهر
تروى: تصير له روايةٌ لفراخها كما يروى رواية القوم عليهم وهو البعير والحمار). [مجاز القرآن: 2/48-47]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب ما ادّعي على القرآن من اللحن
وأما ما تعلَّقوا به من حديث عائشة رضي الله عنها في غَلَطِ الكاتب، وحديث عثمان رضي الله عنه: أرى فيه لَحْناً- فقد تكلم النحويون في هذه الحروف، واعتلُّوا لكلِّ حرف منها، واستشهدوا الشعرَ: فقالوا: في قوله سبحانه: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} وهي لغة بلحرث بن كعب يقولون: مررت برجلان، وقبضت منه درهمان، وجلست بين يداه، وركبت علاه. وأنشدوا:
تزوّد منَّا بين أذناه ضربة = دعته إلى هابي التراب عقيم
أي موضع كثير التراب لا ينبت.
وأنشدوا:
أيَّ قلوصِ راكبِ تراها = طارُوا علاهنَّ فَطِرْ عَلاها
على أنَّ القراءَ قد اختلفوا في قراءة هذا الحرف: فقرأه أبو عمرو بن العلاء، وعيسى بن عمر: «إنّ هذين لساحران» وذهبا إلى أنه غلط من الكاتب كما قالت عائشة.
وكان عاصم الجحدريّ يكتب هذه الأحرف الثلاثة في مصحفه على مثالها في الإمام، فإذا قرأها، قرأ: «إنَّ هذين لساحران»، وقرأ (المقيمون الصلاة)،
وقرأ {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ}.
وكان يقرأ أيضا في سورة البقرة: {والصابرون فى البأساء والضراء} ويكتبها: الصابرين.
وإنما فرق بين القراءة والكتاب لقول عثمان رحمة الله: أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها فأقامه بلسانه، وترك الرسم على حاله.
وكان الحجَّاجُ وكَّلَ عاصماً وناجِيَةَ بنَ رُمْحٍ وعليَّ بنَ أصمعَ بتَتَبُّعِ المصاحفِ، وأمرهم أن يقطعوا كل مصحف وجدوه مخالفاً لمصحف عثمان، ويعطوا صاحبه ستين درهماً.
خبّرني بذلك أبو حاتم عن الأصمعيِّ قال: وفي ذلك يقول الشاعر:
وإلا رسومُ الدّار قفراً كأنّها = كتابٌ مَحَاهُ البَاهليُّ بنُ أَصْمَعَا
وقرأ بعضهم: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} اعتباراً بقراءة أُبيّ لأنها في مصحفه: «إن ذان إلا ساحران» وفي مصحف عبد الله: (وأسرّوا النّجوى أن هذان ساحران) منصوبة بالألف يجعل (أن هذان) تبيينا للنجوى). [تأويل مشكل القرآن: 50-52] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابئين والنّصارى والمجوس والّذين أشركوا إنّ اللّه يفصل بينهم يوم القيامة إنّ اللّه على كلّ شيء شهيد}
يفصل اللّه بين هذه الفرق الخمس وبين المؤمنين). [معاني القرآن: 3/417]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّموات ومن في الأرض} [الحج: 18] يعني أنّ جميع أهل السّماء يسبّحون له وبعض أهل الأرض، يعني الّذين يسجدون له.
وكان الحسن لا يعدّ السّجود إلا من المسلمين، ولا يعدّ ذلك من المشركين.
وقال مجاهدٌ: يسجد المؤمن طايعًا، ويسجد الكافر كارهًا.
قال: {والشّمس والقمر والنّجوم} [الحج: 18] كلّها.
{والجبال والشّجر} [الحج: 18] كلّها.
{والدّوابّ} [الحج: 18] ثمّ رجع إلى صفة الإنسان فاستثنى فيه فقال: {وكثيرٌ من النّاس} [الحج: 18] يعني المؤمنين.
[تفسير القرآن العظيم: 1/358]
{وكثيرٌ حقّ عليه العذاب} [الحج: 18] يعني من لم يؤمن.
وقال {ومن يهن اللّه} [الحج: 18] فيدخله النّار.
{فما له من مكرمٍ} [الحج: 18] يدخله الجنّة.
{إنّ اللّه يفعل ما يشاء} [الحج: 18] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/359]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات...}

يريد: أهل السموات {ومن في الأرض} يعني كلّ خلقٍ من الجبال ومن الجنّ وأشباه ذلك {والشّمس والقمر والنّجوم والجبال والشّجر والدّوابّ وكثيرٌ مّن النّاس} من أهل الطاعة
{وكثيرٌ حقّ عليه العذاب} يدلّ على أنه: وكثير أبى السّجود، لأنه لا يحقّ عليه العذاب إلاّ بترك السجود والطاعة. فترفعه بما عاد من ذكره في قوله: {حقّ عليه} فتكون {حقّ عليه} بمنزلة أبى. ولو نصبت: وكثيرا حقّ العذاب كان وجهاً بمنزلة قوله: {فريقاً هدى وفريقاً حقّ عليهم الضلالة} ينصب إذا كان في الحرف واو وعاد ذكره بفعل قد وقع عليه.
ويكون فيه الرفع لعودة ذكره كما قال الله {والشّعراء يتّبعهم الغاوون} وكما قال {وأمّا ثمود فهديناهم}.
وقوله: {ومن يهن اللّه فما له من مّكرمٍ} يقول: ومن يشقه الله فما له من مسعدٍ. وقد تقرأ {فما له من مكرم} يريد: من إكرام). [معاني القرآن: 2/219]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات ومن في الأرض والشّمس والقمر والنّجوم والجبال والشّجر والدّوابّ وكثير من النّاس وكثير حقّ عليه العذاب ومن يهن اللّه فما له من مكرم إنّ اللّه يفعل ما يشاء }
والسجود ههنا الخضوع للّه عزّ وجلّ، وهى طاعة ممن خلق الله من الحيوان والموات.
والدليل على أنه سجود طاعة قوله: {وكثير من النّاس وكثير حقّ عليه العذاب}.
هذا أجود الوجوه أن يكون تسجد مطيعة، للّه عزّ وجلّ.
كما قال اللّه تعالى: {فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين}، وكما قال: {وإنّ منها} يعني الحجارة {لما هبط من خشية اللّه}، فالخشية لا تكون إلّا لما أعطاه اللّه مما يختبر به خشيته.
وقال قوم: السجود من هذه الأشياء التي هي موات ومن الحيوان الذي لا يعقل إنما هو أثر الصنعة فيها والخضوع الذي يدل على أنها مخلوقة، واحتجوا في ذلك بقول الشاعر:
بجيش يضل البلق في حجراته=ترى الأكم فيها سجّدا للحوافر
أي قد خشعت من وطء الحوافر عليها، وذلك القول الذي قالوه لأن السجود الذي هو طاعة عندهم إنما يكون ممن يعقل، والذي يكسر هذا ما وصف اللّه عزّ وجلّ من أن من الحجارة لما يهبط من خشية اللّه، والخشية والخوف ما عقلناه إلا للآدميين، وقد أعلمنا اللّه - عزّ وجلّ - أن من الحجارة ما يخشاه، وأعلمنا أنه سخر مع داود الجبال والطير تسبح معه، فلو كان تسبيح الجبال والطير أثر الصنعة: ما قيل سخرنا ولا قيل مع داود الجبال لأن أثر الصنعة يتبين مع داود وغيره، فهو سجود طاعة لا محالة، وكذلك التسبيح في الجبال والطير، ولكنا لا نعلم تسبيحها إلا أن يجيئنا في الحديث كيف تسبيح ذلك.
وقال اللّه عزّ وجلّ - {وإن من شيء إلّا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} ). [معاني القرآن: 3/419-418]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض}
قيل السجود ههنا الطاعة والانقياد
ومعنى قوله تعالى: {وكثير حق عليه العذاب} وكثير أبى). [معاني القرآن: 4/389]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ومن يهن الله فما له من مكرم }
قال الفراء وقد يقرأ فما له من مكرم أي إكرام). [معاني القرآن: 4/390-389]

رد مع اقتباس