عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 04:52 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن سعيد الجريري في قوله تعالى نقيض له شيطانا قال بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره يشفع بيده شيطان فلم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حيث يقول يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين و أما المؤمن فيوكل به ملك فهو معه حتى قال إما يقضى بين الناس أو يصيرا إلى ما شاء الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/196]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قراءة عبد اللّه (ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا) [الآية: 36]). [تفسير الثوري: 272]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {يعش} [الزخرف: 36] : «يعمى» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يعش يعمى وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق شبيبٍ عن بشرٍ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ في قوله ومن يعش عن ذكر الرّحمن قال يعمى وروى الطّبريّ من طريق السّدّيّ قال ومن يعش أي يعرض ومن طريق سعيدٍ عن قتادة مثله قال الطّبريّ من فسّر يعش بمعنى يعمى فقراءته بفتح الشّين وقال ابن قتيبة قال أبو عبيدة قوله ومن يعش بضمّ الشّين أي تظلم عينه وقال الفرّاء يعرض عنه قال ومن قرأ يعش بفتح الشّين أراد تعمى عينه قال ولا أرى القول إلّا قول أبي عبيدة ولم أر أحدًا يجيز عشوت عن الشّيء أعرضت عنه إنّما يقال تعاشيت عن كذا تغافلت عنه ومثله تعاميت وقال غيره عشي إذا مشى ببصرٍ ضعيفٍ مثل عرج مشى مشية الأعرج). [فتح الباري: 8/566]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يعش يعمى
أشار به إلى قوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} وفسّر: (يعش) بقوله: (يعمى) من عشا يعشو، وهو النّظر ببصر ضعيف، وقراءة العامّة بالضّمّ، وقرأ ابن عبّاس بالفتح أي: يظلم عنه ويضعف بصره، وعن القرظيّ: ومن يول ظهره، (وذكر الرّحمن) هو القرآن. قوله: (نقيض له) أي: نضمه إليه ونسلطه عليه، (فهو له قرين) فلا يفارقه). [عمدة القاري: 19/158]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يعش}) بضم الشين قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم عن عكرمة عنه أي (يعمى) لكن قال أبو عبيدة من قرأ بضم الشين فمعناه أنه تظلم عينه ومن فتحها فمعناه تعمى عينه، وقال في الأنوار: {ومن يعش عن ذكر الرحمن} [الزخرف: 36] يتعامى ويعرض عنه بفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات وقرئ يعش بالفتح أي يعمى يقال عشي إذا كان في بصره آفة وعشي إذا تعشى بلا آفة كعرج وعرج اهـ.
وقول ابن المنير في الانتصاف وفي الآية نكتتان إحداهما أن النكرة في سياق الشرط تعم وفي ذلك اضطراب للأصوليين وإمام الحرمين يختار العموم وبعضهم حمل كلامه على العموم البدلي لا الاستغراقي، فإن كان مراده عموم الشمول فالآية حجة له من وجهين لأنه نكر الشيطان ولم يرد إلا الكل لأن كل إنسان له شيطان فكيف بالعاشي عن ذكر الله والثاني أنه أعاد الضمير مجموعًا في قوله: {وإنهم ليصدونهم عن السبيل} [الزخرف: 37] ولولا عموم الشمول لما جاز عود الضمير على واحد تعقبه العلاّمة البدر الدماميني فقال في كلٍّ من الوجهين اللذين أبداهما نظر، أما الأول فلا نسلم أنه أراد كل شيطان بل المقصود أنه قيض لكل فرد من العاشين عن ذكر الله شيطان واحد لا كل شيطان وذلك واضح، وأما الثاني فعود ضمير الجماعة على شيء ليس بينه وبين العموم الشمولي تلازم بوجه وعود الضمير في الآية بصيغة ضمير الجماعة إنما كان باعتبار تعدّد الشياطين المفهومة مما تقدم إذ معناه على ما قررناه أن كل عاش له شيطان فبهذا الاعتبار جاء التعديل فعاد الضمير كما يعود على الجماعة). [إرشاد الساري: 7/332]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عزّ وجلّ: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن} قال: يعمى عن ذكر الرّحمن عزّ وجلّ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 92]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ (36) وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مّهتدون}.
يقول جلّ وعزّ: ومن يعرض عن ذكر اللّه فلم يخف سطوته، ولم يخش عقابه {نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} يقول: نجعل له شيطانًا يغويه فهو له قرينٌ: يقول: فهو للشّيطان قرينٌ، أي يصير كذلك، وأصل العشوّ: النّظر بغير ثبتٍ لعلّةٍ في العين، يقال منه: عشا فلانٌ يعشو عشوًا وعشوًّا: إذا ضعف بصره، وأظلمت عينه، كأنّ عليه غشاوةً، كما قال الشّاعر:
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره = تجد حطبًا جزلاً ونارًا تأجّجا
يعني: متى تفتقر فتأته يعنك.
وأمّا إذا ذهب البصر ولم يبصر، فإنّه يقال فيه: عشي فلانٌ يعشى عشًى منقوصٌ، ومنه قول الأعشى:
رأت رجلاً عائب الوافدين = مختلف الخلق أعشى ضريرا
يقال منه: رجلٌ أعشى وامرأةٌ عشواء.
وإنّما معنى الكلام: ومن لا ينظر في حجج اللّه بالإعراض منه عنه إلاّ نظرًا ضعيفًا، كنظر من قد عشي بصره {نقيّض له شيطانًا}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن، نقيّض له شيطانًا} يقول: إذا أعرض عن ذكر اللّه نقيّض له شيطانًا {فهو له قرينٌ}.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، في قوله: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن،} قال: يعرض.
وقد تأوّله بعضهم بمعنى: ومن يعم، ومن تأوّل ذلك كذلك، فيجب أن تكون قراءته ومن يعش بفتح الشّين على ما بيّنت قبل.
ذكر من تأوّله كذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن} قال: من يعم عن ذكر الرّحمن). [جامع البيان: 20/594-596]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 36 - 40.
أخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن عثمان المخرمي أن قريشا قالت: قيضوا لكل رجل رجلا من أصحاب محمد يأخذه فقيضوا لأبي بكر رضي الله عنه طلحة بن عبيد الله فأتاه وهو في القوم فقال أبو بكر رضي الله عنه: إلام تدعوني قال: أدعوك إلى عبادة اللات والعزى قال أبو بكر رضي الله عنه: وما اللات قال: ربنا، قال: وما العزى قال: بنات الله، قال أبو بكر رضي الله عنه: فمن أمهم فسكت طلحة فلم يجبه فقال طلحة لأصحابه: أجيبوا الرجل فسكت القوم فقال طلحة: قم يا أبا بكر أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فأنزل الله {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} الآية). [الدر المنثور: 13/205]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ومن يعش عن ذكر الرحمن} قال: يعمى قال ابن جرير: هذا على قراءة فتح الشين). [الدر المنثور: 13/205-206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {ومن يعش} قال: يعرض {وإنهم ليصدونهم عن السبيل} قال: عن الدين {حتى إذا جاءنا} جميعا هو وقرينه). [الدر المنثور: 13/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ حتى إذا جاءنا على معنى اثنين هو وقرينه). [الدر المنثور: 13/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ومن يعش} الآية، قال: من جانب الحق وأنكره وهو يعلم أن الحلال حلال وأن الحرام حرام فترك العلم بالحلال والحق لهوى نفسه وقضى حاجته ثم أراد من الحرام قيض له شيطان). [الدر المنثور: 13/206]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد الجزري في قوله: {نقيض له شيطانا} قال: بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حين يقول: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} قال: وأما المؤمن فيوكل به ملك حتى يقضي بين الناس أو يصير إلى الجنة). [الدر المنثور: 13/206-207]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل} يقول تعالى ذكره: وإنّ الشّياطين ليصدّون هؤلاء الّذين يعشون عن ذكر اللّه عن سبيل الحقّ، فيزيّنون لهم الضّلالة، ويكرّهون إليهم الإيمان باللّه، والعمل بطاعته {ويحسبون أنّهم مهتدون} يقول: ويظنّ المشركون باللّه بتحسين الشّياطين لهم ما هم عليه من الضّلالة، أنّهم على الحقّ والصّواب، يخبر تعالى ذكره عنهم أنّهم من الّذي هم عليه من الشّرك على شكٍّ وعلى غير بصيرةٍ، وقال جلّ وعزّ: {وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل} فأخرج ذكرهم مخرج ذكر الجميع، وإنّما ذكر قبل واحدًا، فقال: {نقيّض له شيطانًا} لأنّ الشّيطان وإن كان لفظه واحدًا، ففي معنى جمعٍ). [جامع البيان: 20/596]

تفسير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين (38) ولن ينفعكم اليوم إذ ظّلمتم أنّكم في العذاب مشتركون}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {حتّى إذا جاءنا} فقرأته عامّة قرّاء الحجاز سوى ابن محيصنٍ، وبعض الكوفيّين وبعض الشّاميّين (حتّى إذا جاءانا) على التّثنية بمعنى: حتّى إذا جاءنا هذا الّذي عشي عن ذكر الرّحمن وقرينه الّذي قيّض له من الشّياطين وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة والبصرة وابن محيصنٍ {حتّى إذا جاءنا} على التّوحيد بمعنى: حتّى إذا جاءنا هذا العاشي من بني آدم عن ذكر الرّحمن.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان متقاربتا المعنى وذلك أنّ في خبر اللّه تبارك وتعالى عن حال أحد الفريقين عند مقدمه عليه فيما أقترفا فيه في الدّنيا، الكفاية للسّامع عن خبر الآخر، إذ كان الخبر عن حال أحدهما معلومًا به خبر حال الآخر، وهما مع ذلك قراءتان مستفيضتان في قرأة الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: حتّى إذا جاءانا هو وقرينه جميعًا.
وقوله: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} يقول تعالى ذكره: قال أحد هذين القرينين لصاحبه الآخر: وددت أنّ بيني وبينك بعد المشرقين: أي بعد ما بين المشرق والمغرب، فغلّب اسم أحدهما على الآخر، كما قيل: سنّة العمرين، وكما قال الشّاعر:
أخذنا بآفاق السّماء عليكم = لنا قمراها والنّجوم الطّوالع
وكما قال الآخر:
فبصرة الأزد منّا والعراق لنا = والموصلان ومنّا مصر والحرم
يعني: الموصل والجزيرة، فقال: الموصلان، فغلّب الموصل.
وقد قيل: عنى بقوله {بعد المشرقين} مشرق الشّتاء، ومشرق الصّيف، وذلك أنّ الشّمس تطلع في الشّتاء من مشرقٍ، وفي الصّيف من مشرقٍ غيره؛ وكذلك المغرب تغرب في مغربين مختلفين، كما قال جلّ ثناؤه: {ربّ المشرقين وربّ المغربين}.
وذكر أنّ هذا قول أحدهما لصاحبه عند لزوم كلّ واحدٍ منهما صاحبه حتّى يورده جهنّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن سعيدٍ الجريريّ قال: بلغني أنّ الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره، سفع بيده الشّيطان، فلم يفارقه حتّى يصيّرهما اللّه إلى النّار، فذلك حين يقول: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين، فبئس القرين وأمّا المؤمن فيوكّل به ملكٌ فهو معه حتّى قال: إمّا يفصل بين النّاس، أو نصير إلى ما شاء اللّه). [جامع البيان: 20/597-599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد الجزري في قوله: {نقيض له شيطانا} قال: بلغنا أن الكافر إذا بعث يوم القيامة من قبره شفع بيده شيطان ولم يفارقه حتى يصيرهما الله إلى النار فذلك حين يقول: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} قال: وأما المؤمن فيوكل به ملك حتى يقضي بين الناس أو يصير إلى الجنة). [الدر المنثور: 13/206-207] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن حبان والبغوي، وابن قانع والطبراني، وابن مردويه عن شريك بن طارق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منكم أحد إلا ومعه شيطان قالوا: ومعك يا رسول الله قال: ومعي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم). [الدر المنثور: 13/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم، وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت: فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال ما لك يا عائشة أغرت فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال: أقد جاء شيطانك قلت: يا رسول الله أمعي شيطان قال: نعم ومع كل إنسان، قلت: ومعك قال: نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم). [الدر المنثور: 13/207]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم، وابن مردويه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير). [الدر المنثور: 13/207-208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا وقد وكل الله به قرينه من الجن، قالوا: وإياك يا رسول الله قال: وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم). [الدر المنثور: 13/208]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: ليس من الآدميين أحد إلا ومعه شيطان موكل به أما الكافر فيأكل معه من طعامه ويشرب معه من شرابه وينام معه على فراشه وأما المؤمن فهو بجانب له ينتظره حتى يصيب منه غفلة أو غرة فيثب عليه وأحب الآدميين إلى الشيطان الأكول النؤوم). [الدر المنثور: 13/208]

تفسير قوله تعالى: (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنّكم في العذاب مشتركون} يقول جلّ وعزّ: ولن ينفعكم اليوم أيّها العاشون عن ذكر اللّه في الدّنيا {إذ ظلمتم} يقول: إذ أشركتم فيها بربّكم {أنّكم في العذاب مشتركون} يقول: لن يخفّف عنكم اليوم من عذاب اللّه اشتراككم فيه، لأنّ لكلّ واحدٍ منكم نصيبه منه، و(أنّ) من قوله: {أنّكم} في موضع رفعٍ لما ذكرت أنّ معناه: لن ينفعكم اشتراككم). [جامع البيان: 20/599]

تفسير قوله تعالى: (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفأنت تسمع الصّمّ أو تهدي العمي ومن كان في ضلالٍ مبينٍ (40) فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم مّنتقمون (41) أو نرينّك الّذي وعدناهم فإنّا عليهم مّقتدرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {أفأنت تسمع الصّمّ} من قد سلبه اللّه استماع حججه الّتي احتجّ بها في هذا الكتاب فأصمّه عنه، أو تهدي إلى طريق الهدى من أعمى اللّه قلبه عن إبصاره، واستحوذ عليه الشّيطان، فزيّن له الرّدى {ومن كان في ضلالٍ مبينٍ} يقول: أو تهدي من كان في جورٍ عن قصد السّبيل، سالكٌ غير سبيل الحقّ، قد أبان ضلاله أنّه عن الحقّ زائلٌ، وعن قصد السّبيل جائرٌ: يقول جلّ ثناؤه: ليس ذلك إليك، إنّما ذلك إلى اللّه الّذي بيده صرف قلوب خلقه كيف شاء، وإنّما أنت منذرٌ، فبلغهم النّذارة). [جامع البيان: 20/599-600]


رد مع اقتباس