عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 09:30 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وعنت الوجوه} معناه: ذلت، والعاني: الأسير، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في أمر النساء: هن عوان عندكم، وهذه حالة الناس يوم القيامة. قال طلق بن حبيب: أراد تعالى سجود الناس على الوجوه والآراب السبعة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
إن كان روي هذا أن الناس يوم القيامة سجودا، وجعل هذه الآية إخبارا فقوله مستقيم، وإن كان أراد سجود الدنيا فإنه أفسد المعنى، و"القيوم" بناء مبالغة من قيامه عز وجل على كل شيء بما يجب فيه. و"خاب" معناه: لم ينجح ولا ظفر بمطلوبه، و"الظلم" يعم الشرك والمعاصي، وخيبة كل حامل بقدر ما حمل من الظلم، فخيبة المشرك على الإطلاق، وخيبة العاصي مقيدة بوقت وحد في العقوبة). [المحرر الوجيز: 6/135]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما}
قوله تعالى: {ومن يعمل} معادل لقوله: {من حمل ظلما}، وفي قوله سبحانه: {من الصالحات} تيسير في الشرع؛ لأنها "من" التي للتبعيض، و"الظلم" أعم من "الهضم"، وهما متقاربان في المعنى ويتداخلان، ولكن من حيث تناسقا في هذه الآية ذهب قوم إلى تخصيص كل واحد منهما بمعنى، فقالوا: الظلم أن تعظم عليه سيئاته وتكثر أكثر مما يجب، والهضم أن ينقض حسناته ويبخسها، وكلهم قرأ: "فلا
[المحرر الوجيز: 6/135]
يخاف" على الخبر، غير ابن كثير فإنه قرأ: "فلا يخف" على النهي). [المحرر الوجيز: 6/136]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى: {وكذلك أنزلناه} أي: كما قدرنا هذه الأمور وجعلناها حقيقة بالمرصاد للعباد، كذلك حذرنا هؤلاء أمرنا، وأنزلناه قرآنا عربيا، وتوعدنا فيه بأنواع من الوعيد، لعلهم - بحسب توقع البشر وترجيهم - يتقون ويخشون عقابه فيؤمنون ويتذكرون نعمه عندهم وما حذرهم من أليم عقابه، هذا تأويل فرقة في قوله: {أو يحدث لهم ذكرا}، وقالت فرقة: معناه: أو يكسبهم شرفا، ويبقي عليهم إيمانهم وذكرا صالحا في الغابرين. وقرأ الحسن البصري: "أو يحدث" ساكنة الثاء، وقرأ مجاهد: "أو نحدث" بالنون وسكون الثاء، ولا وجه للجزم إلا على أن تسكين حرف الإعراب استثقالا لحركته، وهذا نحو قول جرير:
... ... ... ... ... ولا تعرفكم العرب). [المحرر الوجيز: 6/136]

تفسير قوله تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فتعالى الله الملك الحق} ختم للقول؛ لأنه لما قدم صفة سلطانه يوم القيامة وعظم قدرته وذلة عبيده وتلطفه بهم، ختم ذلك بهذه الكلمة، وجعل بعد ذلك الأمر بنوع آخر من القول. وقوله سبحانه: {ولا تعجل بالقرآن}، قالت فرقة: سببه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاف وقت تكلم جبريل عليه السلام له أن ينسى أول القرآن، فكان يقرأ قبل أن يستتم جبريل عليه السلام الوحي، فنزلت في ذلك، وهي بمعنى قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}، وقالت فرقة أخرى: سبب هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوحي إليه القرآن أمر بكتبه للحين، فأمر الله تعالى في هذه الآية أن
[المحرر الوجيز: 6/136]
يتأنى حتى تفسر له المعاني وتقرر عنده، وقالت فرقة: سبب الآية أن امرأة شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها لطمها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينكما القصاص"، ثم نزلت الرجال قوامون، ونزلت هذه الآية بمعنى التثبت في الحكم بالقرآن حتى يبين، والله أعلم. وقرأ الجمهور: "من قبل أن يقضي إليك وحيه"، وقرأ عبد الله بن مسعود، "من قبل أن يقضي إليك وحيه"، وباقي الآية بين، رغبة في خير). [المحرر الوجيز: 6/137]

رد مع اقتباس