عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 25 ذو الحجة 1438هـ/16-09-2017م, 11:07 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

النوع الثاني والعشرون: المدائح النبوية.
المدائح النبوية كثيرة جداً، يتعذّر تقصّيها، وحسبنا التعريف بأحسنها، وذكر ما اشتهر منها عند أهل العلم، والتحذير من غلوّ الغالين في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
والمديح النبوي من أغراض الشعر الشريفة لما فيه من نشر محاسن النبي صلى الله عليه وسلم، وتحبيبه إلى أمّته، والترغيب في اتباع سنّته والاهتداء بهديه، والذبّ عنه.
وللشعر أثر لا ينكر على النفوس، وسلطان قويّ على بعض القلوب، والأشعار الحسنة يكثر تمثّلها، والاستشهاد بها، وفيها من التعبير عن المعاني الدقيقة ومآخذ الحجج بألفاظ لطيفة أنيقة ما يعين على حفظها ويغني عن كثير من الشرح.
وهذه القصائد إذا حسن قصد قائلها، وكانت فيما يحتاج إليه من البيان، ولم يغلُ فيها؛ فهي معدودة من جهاد البيان، الذي يرجى لصاحبه الأجر والتأييد.
ولذلك تنافس الشعراء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده في إنشاد القصائد في نشر محاسن النبي صلى الله عليه وسلم، والذبّ عنه، واستنهاض الهمم لنصرته، والتعريف بحقوقه، وإحياء سنّته، والحثّ على الصلاة عليه، وما إلى ذلك من المقاصد الصالحة، والموضوعات النافعة.
وكان من أشهر شعراء الصحابة الذين رويت عنهم قصائد في بعض هذه الأغراض:
1: حسّان بن ثابت بن المنذر الأنصاري رضي الله عنه، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلّم، المؤيّد بروح القدس، وله قصائد كثيرة من أشهرها القصيدة التي قال فيها:
عدمنا خيلنا إن لم تروها .. تثير النقع موعدها كداء
وهي أشرف قصائد المديح النبوي، وقد روى مسلم في صحيحه بعض أبياتها.
وقد قيل: إن الأبيات التي مطلعها:
عفت ذات الأصابع فالجواء .. إلى عذراء منزلها خلاء
إنما ركّبت على القصيدة بعد ذلك بزمن، وهي من أبيات له في الجاهلية؛ فيتحقق من ذلك.
وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي ذكر أولها:
ألا أبلغ أبا سفيان عني .. مغلغلة ً فقد برح الخفاء

وله المرثية الشهيرة التي مطلعها:
بطيبة رسم للرسول ومعهد .. منير وقد تعفو الرسوم وتههد

وفيها البيت الذي قيل: إنه أصدق ما قيل في الرثاء:
وما فقد الماضون مثل محمد .. ولا مثله حتى القيامة يُفقد

2: عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه
ومن قصائده قصيدته التي قال فيها:
وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الصبح ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع
3: كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه، وهو القائل:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب

4: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه، وهو القائل:
لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكالمدلج الحيران أظلم ليله ... فهذا أواني حين أُهدى فأهتدي

5: كعب بن زهير بن أبي سلمى رضي الله عنه، وله القصدة المسماة بالبردة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. متيّم إثرها لم يفد مكبول
وقد عارضها جماعة من الشعراء
6: عبد الله بن الزِّبَعْرى السهمي القرشي رضي الله عنه
وكان من شعراء قريش وأشدّهم أذى للمسلمين، ثمّ أسلم عام الفتح وحسن إسلامه ، ومن قوله في النبي صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه:
يا رسول اللَّه إنّ لساني ... راتق ما فتقت إذ أنا بور
وله قصيدة حسنة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مطلعها:
منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم
7: أنس بن زنيم الديلي، وله القصيدة التي منها قوله:
فما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبرَّ وأوفى ذمة من محمد
وقيل: إن القصيدة لأخيه سارية الذي اشتهر فيه قول عمر: يا سارية الجبل
8: قيس بن بجد بن طريف الأشجعي، وله القصيدة التي منها قوله:
نبيّ تلاقيه من اللَّه رحمة ... فلا تسألوه أمر غيب مرجّم

ولأبي الفتح ابن سيد الناس اليعمري(ت:734هـ) كتاب مطبوع بعنوان "مِنَح المدَح"، جمع فيه قصائد لشعراء من الصحابة ممن مدح النبي صلى الله عليه وسلم أو رثاه، وقد تصحّف فيه اسم قيس بن بجد إلى قيس بن بحر، والكتاب مطبوع
بتحقيق: عفّت وصال حمزة، دار الفكر، دمشق، سوريا.
ثم كثرت الأشعار في مدح النبي صلى الله عليه وسلم بعد القرون الفاضلة ودخل بعضها كثير من التكلف والغلو، وفيها أشعار حسنة.
والمدائح النبوية على أربعة أصناف:
الصنف الأول: القصائد المفردة الجارية على الجادة المعروفة في الشعر، وهي كثيرة جداً، فمنها الحسن الذائع ومنها ما دون ذلك.
والصنف الثاني: دواوين المديح النبوي، وهي لشعراء كثرت قصائدهم في المديح النبوي حتى وضعوها في دواوين أو جمعت لهم.
والصنف الثالث: ما عرف بالبديعيات، وهي أكثر من مائة بديعية، وسيأتي الحديث عنها إن شاء الله، وذكر أشهرها.
والصنف الرابع: قصائد ذات نمط خاص

الصنف الأول القصائد المفردة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم
وهي قصائد كثيرة جداً لا تستسقصى، ومنها قصائد اشتهرت شهرة كبيرة لحسن سبكها وجودة كثير من معانيها إلا أنّ أصحابها شانوها بالغلوّ في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به، ووصفه ببعض خصائص الربوبية؛ فليُحذر من ذلك.
وسأعرّف بأشهر تلك القصائد وما كتب عنها ليكون طالب العلم على معرفة بذلك من غير قصد إقرار ما فيها من الغلوّ، والنية متجهة – بعون الله تعالى - إلى انتقاء عشرة قصائد من أجود المدائح النبوية نظماً وأبعدها عن الغلوّ، وبالله التوفيق.
فمن مشهور قصائد المديح النبوي:
1: قصيدة علي بن محمد العمراني الخوارزمي(ت: 560هـ تقريباً )، ومطلعها:
أضاء برق وسجف الليل مسدول ... كما يهّز اليماني وهو مصقول
عارض فيها قصيدة كعب بن زهير رضي الله عنه.
2: قصائد أبي زكريا يحيى بن يوسف الصرصري(ت:656هـ)،وهي كثيرة، ومن أجودها قصيدته التي مطلعها:
أوجهك أم ضوء الصباح تبلجا ... أم البدر في برج الكمال جلا الدجى
3: قصيدة عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله المعروف بابن البارزي(ت:683هـ)
إذا شمت من تلقاء أرضكم برقا ... فلا أضلعي تهدى ولا أدمعي ترقا
وإن ناح فوق البان وُرْقُ حمائم ... سُحَيرا فنَوْحي في الدجى علَّم الوُرْقا
إلى أن قال:
عليكم سلام الله أما ودادكم فباقٍ ... وأما البعد عنكم فما أبقى
إلى أن قال في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:
رقيقكم مملوككم عبد ودكم ... قصارى مناه أن تديموا له الرقا
يعوذ بذا القبر الذي قد حواكم ... إذا ما نجا أهل السعادة أن يشقى
أجرني فإني قد أحاطت بساحتي ... ذنوب لأثقال الرواسي غدت طبقا
وهذا من الغلوّ المنكر.

4: قصائد أبي عبد الله محمد بن سعيد ابن حمّاد البوصيري(ت:696هـ) وهي كثيرة ، وأشهرها قصيدتان:
الأولى: "الكواكب البدرية في مناقب أشرف البرية" وتسمّى "البردة" ومطلعها:
أمن تذكر جيران بذي سلــم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بــدم
وهذه القصيدة على ما فيها من الغلوّ الشديد في بعض أبياتها فقد عارضها شعراء لا يحصى عددهم كثرة، ولها شروح منها:
أ: الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة،لزكريا الأنصاري(ت:926هـ)، تحقيق: د.عطية مصطفى، كشيدة للنشر والتوزيع، القاهرة.
ب: العمدة في شرح البردة، لشهاب الدين أحمد بن محمد ابن حجر الهيتمي(ت:974هـ)، تحقيق: بسام محمد بارود، دار الفقيه، الإمارات العربية المتحدة.
ج: الذخر والعدّة في شرح البردة، محمد علي بن علان الصديقي(ت:1057هـ )، تحقيق: محمد سالم هاشم، دار الكتب العلمية، بيروت، 2009م.
د: شرح البردة البوصيرية، عبد الرحمن بن محمد ابن مقلاش الوهراني، تحقيق: د.محمد مرزاق، دار ابن حزم، بيروت.
والثانية: القصيدة الهمزية المسمّاة "أم القرى في مدح خير الورى"، ومطلعها:
كيف ترقى رقيّك الأنبياء ... يا سماء ما طاولتها سماءُ
عارضها جماعة من الشعراء، ولها شروح منها:
أ: المنح المكية في شرح الهمزية، لشهاب الدين أحمد بن محمد ابن حجر الهيتمي(ت:974هـ)، دار المنهاج.
ب: الأنوار القدسية في شرح القصيدة الهمزية، لأبي العباس أحمد بن محمد ابن عجيبة الحسني(ت:1224هـ)، تحقيق: عبد السلام العمراني، دار الكتب العلمية، بيروت، 2013م

5: قصيدة صفيّ الدين عبد العزيز بن سرايا الطائي الحلّي(ت:750هـ) التي مطلعها:
كفى البدر حسناً أن يقال نظيرها ... فيزهى ولكنا بذاك نُضيرها
وهي قصيدة فائقة الحسن، إلى أن قال في وصف ناقته:
ترضّ الحصى شوقاً لمن سبح الحصى ... لديه وحيا بالسلام بعيرها
إلى خير مبعوث إلى خير أمة ... إلى خير معبود دعاها بشيرها
لكنّه شانها بالغلوّ في بعض أبياتها.

6: المقصورة الفريدة، لابن جابر الأندلسي(ت:779هـ)، ومطلعها:
بادر قلبي للهوى وما ارتأى ... لما رأى من حسنها ما قد رأى
وله في رويها شرط معجز، التزم فيه ما لا يلزم، ذكرها صاحب نفح الطيب تامّة.

7: قصيدة نهج البردة، لأمير الشعراء أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي بك(ت:1351هـ)
ريم على القاع بين البان والعلم .. أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم

ولجماعة من المحدثين والفقهاء واللغويين قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، قيدت بعضها، ولعلي أذكرها لاحقاً إن شاء الله.

الصنف الثاني: دواوين المدائح النبوية
لجماعة من الشعراء قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، جمعوها في دواوين أو جمعت لهم، ومن تلك الدواوين:
1: المختار من مدائح المختار، وهي قصائد منتخبة قديماً من ديوان أبي زكريا يحيى بن يوسف الصرصري(ت:656هـ)، اقتصر فيها على المدائح النبوية، وقد اشتمل هذا المنتخب على أكثر من ستين قصيدة للصرصري في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حققها ونشرها: د.محمد محمد داوود، دار المنار.
2: المنهل العذب(ديوان الآثاري في المديح النبوي)، لأبي سعيد شعبان بن محمد الآثاري(ت:828هـ).
3: سجع الحمام في مدح خير الأنام، شمس الدين محمد بن يوسف الصالحي الشامي(ت:942هـ)، مطبعة الجوائب، قسطنطينية، تركيا.
4: بشرى اللبيب في ذكرى الحبيب، لأبي الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن أحمد ابن سيد الناس اليعمري(ت:734هـ)، (ديوان شعر فيه تسع وعشرون قصيدة في المديح النبوي قوافيها على حروف المعجم، ذكره محمد الراوندي في دراسته، وذكر أنّ الكتاب صوّر له من طهران، وقد حقّق الكتاب في رسالة علمية في جامعة ابن زهر في المغرب).
5: أبكار الافكار في مدح النبي المختار، عبد الكريم بن ضرغام الطرائفي(ت:852هـ).

الصنف الثالث: البديعيات*

البديعيات جمع بديعية، وهي القصيدة المرصّعة بأنواع البديع.
وكان الشعراء المحدثون في القرن الثاني والثالث والرابع على تنافسهم في البديع وأنواعه لم يُعرف عنهم أنهم تصدّوا لنظم أنواع البديع بأمثلتها في قصائد مقصدها التعريف بأنواع البديع، وإنما كان الذي فشا فيهم الإكثار من البديع في تحلية قصائدهم التي لها مقاصد أخرى، حتى أتى يحيى بن عبد المعطي الزواوي (ت:628هـ) فنظم أنواع البديع وشواهده في منظومة سمّاها "البديع في علم البديع" قال في مطلعها:
يقول ابن معطٍ قلت لا متعاطياً .. مقالة من يرجو الرضا والتعاطيا
أتيت بأبيات البديع شواهداً .. أضمّ إليها في نظيمي الأساميا
- ثمّ نظم أمين الدين علي بن عثمان السليماني الإربلّي(670هـ) قصيدة من ستة وثلاثين بيتا ضمّنها أنواعاً من البديع، قال في مطلعها:
بعضَ هذا الدّلال والإدلال ... حالي الهجر والتّجنّب حالي
حرت إذ حزت رَبع قلبي وإذْ لا ... لي صبر أكثرت من إذلالي

- ثمّ ابتكر صفيّ الدين عبد العزيز بن سرايا الطائي الحلّي(ت:750هـ) بديعية في المديح النبوي عارض بها بردة البوصيري (ت:696هـ) سمّاها "الكافية البديعية في علوم البلاغة ومحاسن البديع" ، وهي مائة وخمسة وأربعون بيتاً تشتمل على مائة وواحد وخمسين نوعاً من أنواع البديع، ومطلعها:
إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم .. واقرا السلام على عُرْب بذي سلم
وشَرَحَ بديعيته هذه في كتاب طبعه مجمع اللغة العربية بدمشق.
وهي قصيدة فيها فوائد بديعية إلا أنه شانها بالغلو في المدح فلذلك ينبغي أن يحذر مما فيها من مجاوزة الحدّ في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
وبديعية الحلّي شاعت وذاعت في عصره وبعد عصره وعارضها جماعات من الشعراء حتى جاوزوا المائة، ومنهم من زاد عليه في أنواع البديع.
ومن أشهر ما عورضت به بديعية الحلّي:
1. بديعية ابن جابر، وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي، وتعرف أيضاً ببديعية الأعمى ، لأنه كان كفيف البصر، وقد سمّاها "الحلة السيرا في مدح خير الورى"، وهي معدودة من أجود البديعيات نظماً حتى فضّلها بعضهم على بديعية الحلّي، ومما قال فيها:
عُج بي عَلَيهِم فَعُجبي مِن جَفاءِ فَتىً ** جازَ الدِّيارَ وَلَم يُلمِم بِرَبعِهِمِ
دَع عَنكَ سَلمى وَسَل ما بِالعَقيق جَرى ** وَأُمَّ سَلعاً وَسَل عَن أَهلِهِ القُدُمِ
وكان له صديق كالأخ أو هو أقرب من حسن ملازمته له في أسفاره ورحلاته، وقيامه بشؤونه، ومؤانسته له، اسمه أحمد بن يوسف الرعيني الأندلسي(ت779هـ)، فاصطحبا في رحلاتهما من الأندلس إلى الشام مروراً بمصر يسمعان القراءات والحديث ويدرسان النحو وعلوم العربية، حتى عُرفا بالأعمى والبصير، وكان ابن يوسف أديباً ناقداً ، فشرح بديعية صديقه في كتاب حافل سمّاه "طراز الحلة وشفاء الغلة"، وهو مطبوع
ولم يتفرَّقا حتى تزوّج ابنُ جابر بعد استقراره في حلب، فغادرها ابن يوسف ومات قبله بسنة.

2. بديعية عز الدين علي بن الحسين الموصلي (ت:789هـ) ، وسمّاها: "التوصل بالبديع إلى التوسل بالشفيع"، والتزم فيها أن يودع كل بيت اسم النوع البديعي الذي فيه، بالتورية أو الاستخدام أو التنبيه، لكنّه أنهك بهذا الالتزام قصيدته وأذهب رونقها، ومطلعها:
براعة تستهل الدمع في العلم … عبارة عن نداء المفرد العلم

3. بديعية شهاب الدين أحمد العطار (ت: 794هـ) ، سمّاها، "الفتح الإلّي في مطارحة الحلّي".
4. بديعيَّة عيسى بن حجاج بن عيسى بن شداد السعدي (ت:807هـ) ، وهي رائية، شرحها مجد الدين إسماعيل الحنفي شيخ الحافظ السخاوي.
5. بديعيات زين الدين شعبان بن محمد بن داوود الآثاري الموصلي (ت:828هـ)، وهي ثلاث بديعيات: كبرى ووسطى وصغرى.
6. بديعية أبي بكر علي بن حجة الحموي (ت: 837هـ) ، و"سماها "تقديم أبي بكر" ، وشرحها شرحاً حافلاً في كتاب سمّاه "خزانة الأدب وغاية الأرب"، وهو مطبوع.
7. بديعية جلال الدين السيوطي (ت:911هـ) ، وقد سماها "نظم البديع في مدح خير شفيع"
8. بديعية عائشة بنت يوسف الباعونية (ت: 923هـ) ، وقد شرحت بديعيتها في كتاب سمّته "الفتح المبين في مدح الأمين".
9. بديعية الحميدي، وهو عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي (ت:1005هـ ) ، وسماها: "فتح البديع بشرح تمليح البديع بمدح الشفيع"
10.بديعية ابن معصوم، وهو علي بن أحمد بن محمد ابن معصوم الهندي (ت:1119هـ)، وقد اشتملت على مائتي نوع من البديع، وله شرح حافل عليها سماه "أنوار الربيع في أنواع البديع"، وهو مطبوع.

فهذه عشر بديعيات، وأكثرها لها شروح مطبوعة، وأقرب فوائدها التعريف بأنواع البديع بالشرح والتمثيل، وأما نظم عامة تلك البديعيات فهو منتقد عند أهل البلاغة من جهة ضعف صنعة الشعر فيها وكثرة إنهاك الأبيات بتكلّف البديع، وكون الألفاظ قائدة للمعاني على عكس غاية البيان، وقد يُنتخب من بعض تلك البديعيات أبيات حسنة قليلة في جنب كثير لا يستساغ، مع ما في بعضها من الغلوّ في المدح إلى درجة وصف النبي صلى الله عليه وسلم ببعض خصائص الربوبية، وسؤاله الحاجات، وهذا من الشرك الأكبر والعياذ بالله.


الصنف الرابع: قصائد ذات نمط خاص
ومنها:

1:
حديقة الأزهار وحقيقة الافتخار في مدح النبي المختار، وهي قصيدة لحازم بن محمد القرطاجي(ت:684هـ)، شطّر فيها معلّقة امرئ القيس بقصيدة مدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ومطلعها:
لعينيك قل إن زرت أفضل مرسل ... (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)
2: نظم أسماء السور في مدح خير البشر، لابن جابر الأندلسي(ت:779هـ)، نظم فيها أسماء سور القرآن الكريم على الترتيب بأرجوزة مدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ومطلعها:
في كلّ فاتحة للقول معتبره ... حق الثناء على المبعوث بالبقره
3: قصيدة أبي بكر أحمد بن محمد بن أحمد ابن جزي الأندلسي(ت: ق8 ) وهو ابن صاحب "التسهيل لعلوم التنزيل" ، شطّر فيها قصيدة امرئ القيس: ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي
يقول في مطلعها:
أقول لعزمي أو لصالح أعمالي ... (ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي)
أمَا واعظي شيب سما فوق لمتي ... (سمو حباب الماء حالاً على حال)

4: قصيدة أبي جعفر محمد بن يوسف الرعيني(ت:778هـ)، وهو رفيق ابن جابر، له تشطير بارع لمعلّقة امرئ القيس في مدح النبي صلى الله عليه وسلم أوله قوله:
خليليّ هذا قبر أشرف مرسل ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
رويدكما نبكي الذنوب التي خلت ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
5: مسك الختام في أشعار الصلاة والسلام، لأبي سعيد شعبان بن محمد الآثاري(ت:828هـ)

- كل بيتين على بحر من بحور الشعر، عارض به قصيدة لصفي الدين الحلي.

للبحث بقية..



* هذا التعريف بالبديعيات جزء من بحث سابق في كتاب "طرق التفسير" تجده هنا


التوقيع :

رد مع اقتباس