عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 08:08 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كذلك نقصّ عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنّا ذكرًا (99) من أعرض عنه فإنّه يحمل يوم القيامة وزرًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: كما قصصنا عليك يا محمّد نبأ موسى وفرعون وقومه وأخبار بني إسرائيل مع موسى {كذلك نقصّ عليك من أنباء ما قد سبق} يقول: كذلك نخبرك بأنباء الأشياء الّتي قد سبقت من قبلك، فلم تشاهدها ولم تعاينها.
وقوله: {وقد آتيناك من لدنّا ذكرًا} يقول تعالى ذكره لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وقد آتيناك يا محمّد من عندنا ذكرًا يتذكّر به، ويتّعظ أهل العقل والفهم، وهو هذا القرآن الّذي أنزله اللّه عليه، فجعله ذكرى للعالمين). [جامع البيان: 16/158]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي زيد في قوله: {وقد آتيناك من لدنا ذكرا} قال: القرآن). [الدر المنثور: 10/238]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {من أعرض عنه فإنّه يحمل يوم القيامة وزرا} قال: الوزر هو الشرك [الآية: 100]). [تفسير الثوري: 195]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله {من أعرض عنه} يقول تعالى ذكره: من ولّى عنه فأدبر فلم يصدّق به ولم يقرّ {فإنّه يحمل يوم القيامة وزرًا} يقول: فإنّه يأتي ربّه يوم القيامة يحمل حملاً ثقيلاً، وذلك الإثم العظيم كما؛
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يوم القيامة وزرًا} قال: إثمًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ. عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله). [جامع البيان: 16/158-159]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يحمل يوم القيامة وزرا قال يعني إثما). [تفسير مجاهد: 402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يحمل يوم القيامة وزرا} قال: إثما). [الدر المنثور: 10/238]

تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملاً (101) يوم ينفخ في الصّور ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا (102) يتخافتون بينهم إن لبثتم إلاّ عشرًا}.
يقول تعالى ذكره: خالدين في وزرهم، فأخرج الخبر جلّ ثناؤه عن هؤلاء المعرضين عن ذكره في الدّنيا أنّهم خالدون في أوزارهم، والمعنى: أنّهم خالدون في النّار بأوزارهم، ولكن لمّا كان معلومًا المراد من الكلام اكتفى بما ذكر عمّا لم يذكر.
وقوله: {وساء لهم يوم القيامة حملاً} يقول تعالى ذكره: وساء ذلك الحمل والثّقل من الإثم يوم القيامة حملاً، وحقّ لهم أن يسوءهم ذلك، وقد أوردهم مهلكةً لا منجى منها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وساء لهم يوم القيامة حملاً} يقول: بئسما حمّلوا.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وساء لهم يوم القيامة حملاً} يعني بذلك: ذنوبهم). [جامع البيان: 16/159-160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وساء لهم يوم القيامة حملا} يقول: بئس ما حملوا). [الدر المنثور: 10/238]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {وساء لهم يوم القيامة حملا} قال: ليس هي وسألهم موصولة ينبغي أن يقطع فإنك إن وصلت لم تفهم وليس بها خفاء ساءلهم حملا {خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا} قال: حمل السوء وبوئ صاحبه النار، قال: وإنما هي {وساء لهم} مقطوعة وساء بعدها لهم). [الدر المنثور: 10/238]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم ينفخ في الصّور} يقول تعالى ذكره: وساء لهم يوم القيامة، يوم ينفخ في الصّور، فقوله: {يوم ينفخ في الصّور} ردّ على يوم القيامة.
وقد بيّنّا معنى النّفخ في الصّور، وذكرنا اختلاف المختلفين في معنى الصّور، والصّحيح في ذلك من القول عندي بشواهده المغنية عن إعادته في هذا الموضع قبل.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار {يوم ينفخ في الصّور} بالياء وضمّها على وجه ما لم يسمّ فاعله، بمعنى: يوم يأمر اللّه إسرافيل فينفخ في الصّور. وكان أبو عمرو بن العلاء يقرأ ذلك " يوم ننفخ في الصّور " بالنّون بمعنى: يوم ننفخ نحن في الصّور، كأنّ الّذي دعاه إلى قراءة ذلك كذلك طلبه التّوفيق بينه وبين قوله: {ونحشر المجرمين} إذ كان لا خلاف بين القرّاء في نحشر أنّها بالنّون.
والّذي أختار في ذلك من القراءة {يوم ينفخ} بالياء على وجه ما لم يسمّ فاعله، لأنّ ذلك هو القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار وإن كان للّذي قرأ به أبو عمرٍو وجهٌ غير فاسدٍ.
وقوله: {ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقًا} يقول تعالى ذكره: ونسوق أهل الكفر باللّه يومئذٍ إلى موقف القيامة زرقًا، فقيل: عنى بالزّرق في هذا الموضع: ما يظهر في أعينهم من شدّة العطش الّذي يكون بهم عند الحشر لرأي العين من الزّرق. وقيل: أريد بذلك أنّهم يحشرون عميًا، كالّذي قال اللّه {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا} ). [جامع البيان: 16/160-161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن رجلا أتاه فقال: أرأيت قوله: {ونحشر المجرمين يومئذ زرقا} وأخرى عميا، قال: إن يوم القيامة فيه حالات: يكونون في حال زرقا وفي حال عميا). [الدر المنثور: 10/238]

تفسير قوله تعالى: (يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا (103) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {يتخافتون بينهم} قال: الكلام الخفي). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 121]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يتخافتون بينهم إن لبثتم إلاّ عشرًا} يقول تعالى ذكره: يتهامسون بينهم، ويسرّ بعضهم إلى بعضٍ: إن لبثتم في الدّنيا، يعني أنّهم يقول بعضهم لبعضٍ: ما لبثتم في الدّنيا إلاّ عشرًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يتخافتون بينهم} يقول: يتسارّون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يتخافتون بينهم} أي يتسارّون بينهم {إن لبثتم إلاّ عشرًا} ). [جامع البيان: 16/161]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يتخافتون بينهم} قال: يتسارون). [الدر المنثور: 10/238-239]

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا (104) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عيينة: {أمثلهم} [طه: 104] : «أعدلهم طريقةً»). [صحيح البخاري: 6/95]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عيينة أمثلهم طريقة أعدلهم كذا هو في تفسير ابن عيينة وفي رواية للطّبريّ عن سعيد بن جبيرٍ أوفاهم عقلًا وفي أخرى عنه أعلمهم في أنفسهم). [فتح الباري: 8/433]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عيينة أمثلهم أعدلهم
وبالسّند إلى سعيد بن عبد الرّحمن قال: قال سفيان هو ابن عيينة في قوله 104 طه {أمثلهم طريقة} قال أعدلهم طريقة). [تغليق التعليق: 4/255]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عيينة أمثلهم طريقةً: أعضلهم
أي قال سفيان بن عيينة في معنى قوله تعالى: {إذ يقول أمثلهم طريقة} (طه: 104) أي: أفضلهم، وفسره الطّبريّ بقوله: أوفاهم عقلا، رواه عن سعيد بن جبير). [عمدة القاري: 19/58]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عيينة) سفيان مما هو في تفسيره في قوله (أمثلهم طريقة) أي (أعدلهم) أي رأيًا أو عملًا وسقط لغير أبي ذر طريقة). [إرشاد الساري: 7/237]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (وعن سعيد: {أمثلهم طريقةً} قال: أوفاهم عقلا). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 36] [المراد:سعيد بن جبير] [سعيد: هو ابن جبير]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلاّ يومًا}.
يقول تعالى ذكره: نحن أعلم منهم عند إسرارهم وتخافتهم بينهم بقيلهم {إن لبثتم إلاّ عشرًا} بما يقولون لا يخفى علينا ممّا يتساررونه بينهم شيءٌ {إذ يقول أمثلهم طريقةً إن لبثتم إلاّ يومًا} يقول تعالى ذكره حين يقول أوفاهم عقلاً، وأعلمهم فيهم: إن لبثتم في الدّنيا إلاّ يومًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك، قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد، في قوله: {إذ يقول أمثلهم طريقةً} يقول أعلمهم فى أنفسهم: {إن لبثتم إلاّ يومًا}.
- حدّثنا أبو كريب، قال: حدّثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد، في قوله: {أمثلهم طريقةً} قال: أوفاهم عقلاً.
وإنّما عنى جلّ ثناؤه بالخبر عن قيلهم هذا القول يومئذٍ، إعلام عباده أنّ أهل الكفر به ينسون من عظيم ما يعاينون من هول يوم القيامة، وشدّة جزعهم من عظيم ما يردّون عليه ما كانوا فيه في الدّنيا من النّعيم واللّذّات، ومبلغ ما عاشوا فيها من الأزمان، حتّى يخيّل إلى أعقلهم فيهم، وأذكرهم وأفهمهم أنّهم لم يعيشوا فيها إلاّ يومًا). [جامع البيان: 16/161-162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {إذ يقول أمثلهم طريقة} قال: أعلمهم في نفسه). [الدر المنثور: 10/239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إذ يقول أمثلهم طريقة} قال: أعدلهم من الكفار {إن لبثتم} أي في الدنيا {إلا يوما} لما تقاصرت في أنفسهم). [الدر المنثور: 10/239]


رد مع اقتباس