عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 09:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ حمزة وحده: "والساعة" بالنصب عطفا على قوله تعالى: {وعد الله}، ورويت عن أبي عمرو، وعيسى، والأعمش، وقرأ ابن مسعود: "حق وإن الساعة لا ريب فيها"، وكذلك قرأ أيضا الأعمش. وقرأ الباقون: "والساعة" رفعا، ولذلك وجهان: أحدهما الابتداء والاستئناف، والثاني: العطف على موضع "إن" وما عملت فيه، لأن التقدير: "وعد الله حق"، قاله أبو علي في الحجة، وقال بعض النحاة: لا يعطف على موضع "إن"، إلا إذا كان العامل الذي عطلته إن باقيا، وكذلك هي على موضع الباء في قوله:
... ... ... ... ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
فلما كانت "ليس" نافية جاز العطف على الموضع قبل دخول الباء، ويظهر نحو هذا النظر من كتاب سيبويه، ولكن قد ذكرنا ما حكى أبو علي وهو القدوة، وقولهم: {إن نظن إلا ظنا} معناه: إن نظن بعد قبول خبركم إلا ظنا، وليس يعطينا يقينا). [المحرر الوجيز: 7/ 606]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وبدا لهم} الآية ... حكاية حال يوم القيامة، و"حاق": معناه: نزل وأحاط، وهي مستعملة في المكروه، وفي قوله تعالى: "ما كانوا" حذف مضاف تقديره: جزاء ما كانوا، أي: عقاب كونهم يستهزءون). [المحرر الوجيز: 7/ 606-607]

تفسير قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين * ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون * فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين * وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}
ننساكم معناه: نترككم كما تركتم لقاء يومكم هذا، فلم يقع منكم استعداد له ولا تأهبتم، فسميت العقوبة في هذه الآية باسم الذنب، والمأوى: الموضع الذي يسكنه الإنسان ويكون فيه عامة أوقاته أو كلها أجمع). [المحرر الوجيز: 7/ 607]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"آيات الله": لفظ جامع لآيات القرآن وللأدلة التي نصبها الله تعالى لينظر فيها العباد.
وقرأ أكثر القراء: "لا يخرجون" بضم الياء المنقوطة من تحت وفتح الراء، وقرأ حمزة، والكسائي، وابن وثاب، والأعمش، والحسن: "لا يخرجون" بإسناد الفعل إليهم بفتح الياء وضم الراء، و"يستعتبون" تطلب منهم مراجعة إلى عمل صالح). [المحرر الوجيز: 7/ 607]

تفسير قوله تعالى: {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (36) وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {فلله الحمد} إلى آخر السورة، تحميد له تعالى وتحقيق لألوهيته، وفي ذلك كسر لأمر الأصنام والأنصاب، وقراءة الناس: "رب" بالخفض في الثلاثة على الصفة. وقرأ ابن محيصن: بالرفع فيها، على معنى: هو رب، و"الكبرياء" بناء مبالغة، وفي الحديث: "يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني منهما شيئا قصمته".
كمل تفسير سورة الجاثية والحمد لله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 7/ 607]

رد مع اقتباس