عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:19 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) )

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني الحارث بن نبهان، عن أيّوب، عن رجلٍ، عن مسروقٍ أو غيره، عن عائشة زوج النّبيّ قالت: من زعم أنّ محمّدًا رأى ربّه فقد أعظم على اللّه الفرية، وقال الله لمحمدٍ: {ما كان لبشرٍ أن يكلّمه اللّه إلا وحيًا}، حتّى ختم الآية، ومن زعم أنّ محمّدًا كتم شيئًا من الوحي فقد أعظم على الله الفرية، وقال الله: {يا أيها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك}، حتّى ختم الآية، ومن زعم أنّه يعلم ما في غدٍ، فقد أعظم على اللّه الفرية، وقال اللّه: {قل لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب إلا اللّه وما يشعرون أيّان يبعثون}). [الجامع في علوم القرآن: 1/78-79] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب إلاّ اللّه وما يشعرون أيّان يبعثون (65) بل ادّارك علمهم في الآخرة بل هم في شكٍّ منها بل هم منها عمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لسائليك من المشركين عن السّاعة متى هي قائمةٌ {لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب} الّذي قد استأثر اللّه بعلمه، وحجب عنه خلقه غيره والسّاعة من ذلك {وما يشعرون} يقول: وما يدري من في السّماوات والأرض من خلقه متى هم مبعوثون من قبورهم لقيام السّاعة.
- وقد حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: أخبرنا داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ، قال: قالت عائشة: من زعم أنّه يخبر النّاس بما يكون في غدٍ، فقد أعظم على اللّه الفرية، واللّه يقول: {لا يعلم من في السّموات والأرض الغيب إلاّ اللّه}.
واختلف أهل العربيّة في وجه رفع اللّه، فقال بعض البصريّين: هو كما تقول: {إلاّ قليلٌ منهم}. وفي حرف ابن مسعودٍ: (قليلاً) بدلاً من الأوّل؛ لأنّك نفيته عنه وجعلته للآخر.
وقال بعض الكوفيّين: إن شئت أن تتوهّم في من المجهول، فتكون معطوفةً على: قل لا يعلم أحدٌ الغيب إلاّ اللّه. قال: ويجوز أن تكون {من} معرفةً، ونزل ما بعد {إلاّ} عليه، فيكون عطفًا ولا يكون بدلاً، لأنّ الأوّل منفيّ، والثّاني مثبتٌ، فيكون في النّسق كما تقول: قام زيدٌ إلاّ عمرٌو، فيكون الثّاني عطفًا على الأوّل، والتّأويل جحد، ولا يكون أن يكون الخبر جحدًا، أو الجحد خبرًا. قال: وكذلك {ما فعلوه إلاّ قليلٌ} و(قليلاً). من نصب فعلى الاستثناء في عبادتكم إيّاه، ومن رفع فعلى العطف، ولا يكون بدلاً). [جامع البيان: 18/104-106]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل لا يعلم من في السّماوات والأرض الغيب إلّا اللّه وما يشعرون أيّان يبعثون (65)
قوله تعالى: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلّا اللّه
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن الجعد أنبأ أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن داود بن أبي هندٍ، عن عامرٍ الشّعبيّ، عن مسروقٍ، عن عائشة قالت: من زعم أنّه يعلم تعني النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما يكون في غدٍ فقد أعظم على اللّه الفرية، لأنّ اللّه يقول: لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلّا اللّه.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: إنّ اللّه تبارك وتعالى إنّما جعل هذه النّجوم لثلاث خصالٍ: جعلها زينةً للسّماء وجعلها يهتدى بها، وجعلها رجومًا للشّياطين. فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال: رأيه وأخطء حظّه وأضاع نصيبه وتكلّف ما لا علم له به وإنّ ناسًا جهلةً بأمر اللّه قد أحدثوا في هذه النّجوم كهانةً: من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا، ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا. ولعمري ما من نجمٍ إلا يولد به الأحمر والأسود والطّويل والقصير والحسن والذّميم. وما علم هذا النّجم وهذه الدّابّة، وهذا الطّائر بشيءٍ من الغيب. وقضى اللّه أنّه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا اللّه وما يشعرون أيّان يبعثون ولعمري لو أن حدا علم الغيب لعلمه آدم الّذي خلقه اللّه بيده، وأسجد له ملائكته، وعلّمه أسماء كلّ شيءٍ، وأسكنه الجنّة يأكل فيها رغدًا حيث شاء، ونهي عن شجرةٍ واحدةٍ، فلم يزل به البلاء حتّى وقع بما نهي عنه. ولو كان يعلم الغيب لعلمته الجنّ حين مات نبيّ اللّه سليمان صلّى اللّه عليه وسلّم فلبثت تعمل له حولا في أشدّ الهوان لا يشعرون بموته ما دلّهم على موته إلا دابّة الأرض تأكل منسأته أي تأكل عصاه فلمّا خرّ تبيّنت الجنّ وهي في مصحف ابن مسعودٍ تبيّنت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين وكانت الجنّ تقول قبل ذلك، أنّها تعلم الغيب وتعلم ما في غدٍ فابتلاهم اللّه بذلك، وجعل موت سليمان للجنّ عظةً). [تفسير القرآن العظيم: 9/2913-2914]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون إيان يبعثون.
أخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت عائشة: ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قلت: وما هن قالت: من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين أنظريني ولا تعجلي علي ألم يقل الله {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى} النجم الآية 13 فقالت: أنا أول هذه الامة سأل عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين السرتين، رأيته منهبطا من السماء، ساد أعظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض قالت: أو لم تسمع الله عز وجل يقول {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} الانعام الآية 103 أو لم تسمع الله يقول {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا} الشورى الآية 51 إلى قوله {علي حكيم}، ومن زعم أن محمدا كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية والله جل ذكره يقول {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى قوله {والله يعصمك من الناس} المائدة الآية 67 قالت: ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية والله تعالى يقول {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله} ). [الدر المنثور: 11/393-394]

تفسير قوله تعالى: (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآَخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال عن مجاهد في قول الله: {بل ادارك علمهم في الآخرة}، قال: ما جهلوه في الدنيا عملوه في الآخرة). [الجامع في علوم القرآن: 2/52]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بل ادّارك علمهم في الآخرة} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء أهل المدينة سوى أبي جعفرٍ وعامّة قرّاء أهل الكوفة: {بل ادّارك} بكسر اللاّم من {بل} وتشديد الدّال من {ادّارك}، بمعنى: بل تدارك علمهم أي تتابع علمهم بالآخرة هل هي كائنةٌ أم لا، ثمّ أدغمت التّاء في الدّال كما قيل: {اثّاقلتم إلى الأرض} وقد بيّنّا ذلك فيما مضى بما فيه الكفاية من إعادته.
وقرأته عامّة قرّاء أهل مكّة: (بل أدرك علمهم في الآخرة)، بسكون الدّال وفتح الألف، بمعنى هل أدرك علمهم علم الآخرة.
وكان أبو عمرو بن العلاء ينكر - فيما ذكر عنه - قراءة من قرأ: (بل أدرك)، ويقول: إنّ (بل) إيجابٌ والاستفهام في هذا الموضع إنكارٌ.
ومعنى الكلام: إذا قرئ كذلك (بل أدرك)، لم يكن ذلك لم يدرك علمهم في الآخرة، وبالاستفهام قرأ ذلك ابن محيصنٍ على الوجه الّذي ذكرت أنّ أبا عمرٍو أنكره.
وبنحو الّذي ذكرت عن المكّيّين أنّهم قرءوه ذكر عن مجاهدٍ أنّه قرأه، غير أنّه كان يقرأ في موضع (بل): (أم).
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: حدّثنا عثمان بن الأسود، عن مجاهدٍ، أنّه قرأ: (أم أدرك علمهم).
وكان ابن عبّاسٍ فيما ذكر عنه يقرؤه بإثبات ياءٍ في (بل)، ثمّ يبتدئ: (أدّارك) بفتح ألفها على وجه الاستفهام وتشديد الدّال.
- حدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا بشر بن المفضّل، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي حمزة، عن ابن عبّاسٍ، في هذه الآية: (بلى أدّارك علمهم في الآخرة): أي لم يدرك.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي حمزة، قال: سمعت ابن عبّاسٍ يقرأ: (بلى أدّارك علمهم في الآخرة) إنّما هو استفهامٌ أنّه لم يدرك.
وكأنّ ابن عبّاسٍ وجّه ذلك إلى أنّ مخرجه مخرج الاستهزاء بالمكذّبين بالبعث.
والصّواب من القراءات عندنا في ذلك القراءتان اللّتان ذكرت إحداهما عن قراءة أهل مكّة والبصرة، وهي: (بل أدرك علمهم)، بسكون لام (بل) وفتح ألف (أدرك) وتخفيف دالها، والأخرى منهما عن قراءة الكوفة، وهي {بل ادّارك}، بكسر اللاّم وتشديد الدّال من {ادّارك}، لأنّهما القراءتان المعروفتان في قرّاء الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ عندنا. فأمّا القراءة الّتي ذكرت عن ابن عبّاسٍ، فإنّها وإن كانت صحيحة المعنى والإعراب، فخلافٌ لمّا عليه مصاحف المسلمين، وذلك أنّ في (بلى) زيادة ياءٍ في قراءته ليست في المصاحف، وهي مع ذلك قراءةٌ لا نعلمها قرأ بها أحدٌ من قرّاء الأمصار. وأمّا القراءة الّتي ذكرت عن ابن محيصنٍ، فإنّ الّذي قال فيها أبو عمرٍو قولٌ صحيحٌ، لأنّ العرب تحقّق ببل ما بعدها لا تنفيه. والاستفهام في هذا الموضع إنكارٌ لا إثباتٌ، وذلك أنّ اللّه قد أخبر عن المشركين أنّهم من السّاعة في شكٍّ، فقال: {بل هم في شكٍّ منها بل هم منها عمون}.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: بل أدرك علمهم في الآخرة فأيقنوها إذ عاينوها حين لم ينفعهم يقينهم بها، إذ كانوا بها في الدّنيا مكذّبين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال عطاءٌ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: (بل أدرك علمهم) قال: بصرهم في الآخرة حين لم ينفعهم العلم والبصر.
وقال آخرون: بل معناه: بل غاب علمهم في الآخرة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: (بل أدرك علمهم في الآخرة) يقول: غاب علمهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {بل ادّارك علمهم في الآخرة} قال: يقول: ضلّ علمهم في الآخرة فليس لهم فيها علمٌ، {هم منها عمون}.
وقال آخرون: معنى ذلك: لم يبلغ لهم فيها علمٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبد الوارث بن عبد الصّمد، قال: حدّثني أبي، عن جدّي، قال: حدّثنا الحسين، عن قتادة، في قوله: {بل ادّارك علمهم في الآخرة} قال: كان يقرؤها: (بل أدرك علمهم في الآخرة)، قال: لم يبلغ لهم فيها علمٌ، ولا يصل إليها منهم رغبةٌ.
وقال آخرون: معنى ذلك: بل أدرك: أم أدرك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: (بل أدرك علمهم)، قال: أم أدرك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عثمانٌ، عن مجاهدٍ: (بل أدرك علمهم)، قال: أم أدرك علمهم من أين يدرك علمهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
قال أبو جعفرٍ: وأولى الأقوال في تأويل ذلك بالصّواب على قراءة من قرأ (بل أدرك)، القول الّذي ذكرناه عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، وهو أنّ معناه إذا قرئ كذلك: بل وما يشعرون أيّان يبعثون، بل أدرك علمهم نفس وقت ذلك في الآخرة حين يبعثون، فلا ينفعهم علمهم به حينئذٍ، فأمّا في الدّنيا فإنّهم منها في شكٍّ، بل هم منها عمون.
وإنّما قلت: هذا القول أولى الأقوال في تأويل ذلك بالصّواب على القراءة الّتي ذكرت، لأنّ ذلك أظهر معانيه. وإذ كان ذلك معناه كان في الكلام محذوفٌ قد استغنى بدلالة ما ظهر منه عنه وذلك أنّ معنى الكلام: وما يشعرون أيّان يبعثون، بل يشعرون ذلك في الآخرة، فالكلام إذا كان ذلك معناه، وما يشعرون أيّان يبعثون، بل أدرك علمهم ذلك في الآخرة، بل هم في الدّنيا في شكٍّ منها.
وأمّا على قراءة من قرأه {بل ادّارك} بكسر اللاّم وتشديد الدّال، فالقول الّذي ذكرنا عن مجاهدٍ، وهو أن يكون معنى بل: أم، والعرب تضع أم موضع بل، وموضع بل: أم، إذا كان في أوّل الكلام استفهامٌ، كما قال الشّاعر:
فواللّه ما أدري أسلمى تغوّلت = أم النّوم أم كلٌّ إليّ حبيب
يعني بذلك بل كلٌّ إليّ حبيبٌ، فيكون تأويل الكلام: وما يشعرون أيّان يبعثون، بل تدارك علمهم في الآخرة: يعني تتابع علمهم في الآخرة: أي بعلم الآخرة: أي لم يتتابع بذلك ولم يعلموه، بل غاب علمهم عنه، وضلّ فلم يبلغوه ولم يدركوه.
وقوله: {بل هم في شكٍّ منها} يقول: بل هؤلاء المشركون الّذين يسألونك عن السّاعة في شكٍّ من قيامها لا يوقنون بها ولا يصدّقون بأنّهم مبعوثون من بعد الموت. {بل هم منها عمون} يقول: بل هم من العلم بقيامها عمون). [جامع البيان: 18/106-111]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (بل ادّارك علمهم في الآخرة بل هم في شكٍّ منها بل هم منها عمون (66)
قوله تعالى: بل ادّارك علمهم في الآخرة
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: بل ادّارك علمهم أي ادّارك علمهم.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا عثمان بن الأسود قال:
سمعت مجاهدًا يقول في قول اللّه: بل ادّارك علمهم يقول: أي ادّارك علمهم، لم يدرك علمهم في الآخرة.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ بل ادّارك علمهم في الآخرة يقول: غاب علمهم.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عمرو بن عبيدٍ، عن الحسن أنّه كان يقرأ بل ادّارك علمهم قال: اضمحلّ علمهم في الدّنيا حين عاينوا الآخرة.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا سعيد بن يحيى الأمويّ حدّثني أبي حدّثنا ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ بل ادّارك علمهم في الآخرة حين لم ينفع العلم.
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ قراءةً، أخبرني محمّد بن شعيب ابن شابور أخبرني عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه عطاء بن أبي مسلمٍ وأمّا بل ادّارك علمهم في الآخرة فادّارك علمهم وبصرهم حين لم ينفع العلم والبصر.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ بل ادّارك علمهم في الآخرة يقول اجتمع في يوم القيامة.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة في قول اللّه بل ادّارك علمهم في الآخرة قال: يجهّلهم ربّهم يقول لم ينفد لهم إلى الآخرة علمٌ ولم يصل إليه منهم رغبةٌ بل هم في شكٍّ منها
قوله تعالى: بل هم في شكٍّ منها
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا عثمان بن الأسود قال: سمعت مجاهدًا يقول في قول اللّه: بل هم في شكٍّ منها يعني الآخرة.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ بل ادّارك علمهم في الآخرة يقول اجتمع عليهم يوم القيامة بل هم: منها اليوم في شكٍّ منها.
قوله تعالى: بل هم منها عمون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نميرٍ، ثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهدٍ بل هم قال: إذ هم.
قوله تعالى: منها عمون
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ، فيما كتب إليّ، ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة قوله: بل هم منها عمون قال: عموا، عن الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 9/2914-2915]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله بل ادارك علمهم في الآخرة يقول الله بل هم في شك منها). [تفسير مجاهد: 475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: بل ادارك علمهم في الآخره بل هم في شك منها بل هم منها عمون * وقال الذين كفروا أإذا كنا ترابا وآباؤنا أإنا لمخرجون * لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين * ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون * وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون * وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون * وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {بل ادارك علمهم في الآخرة} قال: حين لم ينفع العلم). [الدر المنثور: 11/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبن عبيد في فضائله وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ {بل ادارك علمهم في الآخرة} قال: لم يدرك علمهم قال أبو عبيد: يعني أنه قرأها بالاستفهام). [الدر المنثور: 11/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {بل ادارك علمهم في الآخرة} يقول: غاب علمهم). [الدر المنثور: 11/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {بل ادارك علمهم في الآخرة} قال: ام ادرك علمهم {أم هم قوم طاغون} الذاريات الآية 53 {بل هم قوم طاغون} ). [الدر المنثور: 11/395
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {بل ادارك علمهم} مثقلة مكسورة اللام على معنى تدارك). [الدر المنثور: 11/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة {بل ادارك علمهم في الآخرة} قال: تتابع علمهم في الآخرة بسفههم وجهلهم {بل هم منها عمون} قال: عموا عن الآخرة). [الدر المنثور: 11/395-396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرأ (بل ادرك علمهم في الآخرة) قال: اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة، وفي قوله {فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} قال: كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والامم التي عذب الله). [الدر المنثور: 11/396]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآَبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا أئذا كنّا ترابًا وآباؤنا أئنّا لمخرجون (67) لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلاّ أساطير الأوّلين}.
يقول تعالى ذكره: قال الّذين كفروا باللّه أإنّا لمخرجون من قبورنا أحياءً، كهيئتنا من بعد مماتنا بعد أن كنّا فيها ترابًا قد بلينا). [جامع البيان: 18/111-112]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال الّذين كفروا أئذا كنّا ترابًا وآباؤنا أئنّا لمخرجون (67)
قوله تعالى: وقال: الّذين كفروا أإذا كنّا ترابًا
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: أإذا كنّا ترابًا وآباؤنا أإنا لمخرجون قال: ذلك مشركوا قريشٍ والمشركون من النّاس ينبؤكم إذا أكلتكم الأرض، وصرتم رفاتًا وعظامًا، وتقطّعتكم السّباع والطّير أنّكم تبعثون). [تفسير القرآن العظيم: 9/2915]

تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل} يقول: لقد وعدنا هذا من قبل محمّدٍ واعدون وعدوا ذلك آباءنا، فلم نر لذلك حقيقةً، ولم نتبيّن له صحّةً. {إن هذا إلاّ أساطير الأوّلين} يقول: قالوا: ما هذا الوعد إلاّ ما سطر الأوّلون من الأكاذيب في كتبهم، فأثبتوه فيها وتحدّثوا به من غير أن يكون له صحّةٌ). [جامع البيان: 18/112]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلّا أساطير الأوّلين (68)
قوله تعالى: لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق يعني قوله: لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل أي قد جئت تخبرنا أنّا سنبعث بعد موتنا أإذا كنّا عظامًا ورفاتًا وذلك لا يكون.
قوله تعالى: إن هذا إلا أساطير الأوّلين
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: إن هذا إلا أساطير الأوّلين: أساجيع الأوّلين.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أساطير الأوّلين أي أحاديث الأوّلين وباطلهم وروي عن الضّحّاك نحو ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 9/2916]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين (69) ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيقٍ ممّا يمكرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لهؤلاء المكذّبين ما جئتهم به من الأنباء من عند ربّك: {سيروا في الأرض فانظروا} إلى ديار من كان قبلكم من المكذّبين رسل اللّه ومساكنهم كيف هي، ألم يخربها اللّه، ويهلك أهلها بتكذيبهم رسلهم، وردّهم عليهم نصائحهم فخلت منهم الدّيار وتعفّت منهم الرّسوم والآثار، فإنّ ذلك كان عاقبة إجرامهم، وذلك سنّة ربّكم في كلّ من سلك سبيلهم في تكذيب رسل ربّهم، واللّه فاعل ذلك بكم إن أنتم لم تبادروا الإنابة من كفركم وتكذيبكم رسول ربّكم). [جامع البيان: 18/112]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قل سيروا في الأرض
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محلّمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن، عن قوله: قل سيروا في الأرض قال: لم يسيروا في الأرض.
قوله تعالى: فانظروا كيف الآية
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس، ثنا يزيد ثنا سعيدٍ، عن قتادة فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين قال: بئس واللّه، كان عاقبة المجرمين، دمّر اللّه عليهم، وأهلكهم، ثمّ صيّرهم إلى النّار.
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محلّمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن قوله: فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين قال: فينظروا كيف عذّب اللّه قوم نوحٍ وقوم لوطٍ، وقوم صالحٍ، والأمم الّتي عذّب اللّه.
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ أنبأ الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان، عن قتادة قوله: فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين قال: عاقبة الأوّلين والأمم قبلكم. قال: كان سوء عاقبةٍ متّعهم اللّه قليلا ثمّ صاروا إلى النّار.
قوله تعالى: المجرمين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: المجرمين قال: الكفّار). [تفسير القرآن العظيم: 9/2916-2917]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه كان يقرأ (بل ادرك علمهم في الآخرة) قال: اضمحل علمهم في الدنيا حين عاينوا الآخرة، وفي قوله {فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين} قال: كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والامم التي عذب الله). [الدر المنثور: 11/396] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولا تحزن عليهم} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ولا تحزن على إدبار هؤلاء المشركين عنك وتكذيبهم لك. {ولا تكن في ضيقٍ ممّا يمكرون} يقول: ولا يضق صدرك من مكرهم بك، فإنّ اللّه ناصرك عليهم، ومهلكهم قتلاً بالسّيف). [جامع البيان: 18/112]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيقٍ ممّا يمكرون (70)
قوله تعالى: ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيقٍ
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ولا تكن في ضيقٍ ممّا يمكرون يقول: في شكٍّ.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان قال: كلّ مكرٍ في القرآن فهو عملٌ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2917]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (71) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (71) قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الّذي تستعجلون}.
يقول تعالى ذكره: ويقول مشركو قومك يا محمّد، المكذّبوك فيما أتيتهم به من عند ربّك. {متى} يكون {هذا الوعد} الّذي تعدناه من العذاب، الّذي هو بنا فيما تقول حالٌّ {إن كنتم صادقين} فيما تعدوننا به). [جامع البيان: 18/113]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قال: قال: أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي عنهم: إنّ لنا يومًا نوشك أن نستريح فيه ونتنعّم فيه. قال: المشركون: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أي تكذيبًا). [تفسير القرآن العظيم: 9/2917]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :({ردف} [النمل: 72] : «اقترب»). [صحيح البخاري: 6/112]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ردف اقترب وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ في قوله عسى أن يكون ردف لكم اقترب لكم وقال أبو عبيدة في قوله تعالى عسى أن يكون ردف لكم أي جاء بعدكم ودعوى المبرّد أنّ اللّام زائدةٌ وأنّ الأصل ردفكم قاله على ظاهر اللّفظ وإذا صحّ أنّ المراد به اقترب صحّ تعديته باللّام كقوله اقترب للنّاس حسابهم). [فتح الباري: 8/505]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 73 النّمل {عسى أن يكون ردف لكم} قال اقترب لكم). [تغليق التعليق: 4/276] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ردف: اقترب
أشار به إلى قوله تعالى: {عسى أن يكون ردف لكم} (النّمل: 72) وفسّر: (ردف) بقوله: (اقترب) ، وهكذا رواه الطّبريّ من طريق عليّ ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/103]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ردف}) في قوله: {عسى أن يكون ردف} [النمل: 72] قال ابن عباس (اقترب) فضمن ردف معنى فعل يتعدى باللام وهو اقترب أو أزف لكم وبعض الذي فاعل به أو ردف مفعوله محذوف واللام للعلة أي ردف الخلق لأجلكم أو اللام مزيدة في المفعول تأكيدًا كزيادتها في قوله: {لربهم يرهبون} أو فاعل ردف ضمير الوعد أي ردف الوعد أي قرب ودنا مقتضاه ولكم خبر مقدم وبعض مبتدأ مؤخر). [إرشاد الساري: 7/281]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {قل عسى أن يكون ردف لكم} يقول جلّ جلاله: قل لهم يا محمّد: عسى أن يكون اقترب لكم ودنا {بعض الّذي تستعجلون} من عذاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم} يقول: اقترب لكم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الّذي تستعجلون} يقول: اقترب لكم بعض الّذي تستعجلون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {عسى أن يكون ردف لكم} قال: ردف: أعجل لكم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الّذي تستعجلون} قال: أزف.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ردف لكم} اقترب لكم.
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول اللاّم في قوله: {ردف لكم} وكلام العرب المعروف: ردفه أمرٌ، وأردفه، كما يقال: تبعه وأتبعه، فقال بعض نحويّي البصرة: أدخل اللاّم في ذلك فأضاف بها الفعل كما يقال: {للرّؤيا تعبرون} و{لربّهم يرهبون}.
وقال بعض نحويّي الكوفة: أدخل اللاّم في ذلك للمعنى، لأنّ معناه: دنا لهم، كما قال الشّاعر:
فقلت لها الحاجات يطرحن بالفتى
فأدخل الياء في (يطرحن)، وإنّما يقال طرحته، لأنّ معنى الطّرح: الرّمي، فأدخل الباء للمعنى، إذ كان معنى ذلك يرمين بالفتى.
وهذا القول الثّاني هو أولاهما عندي بالصّواب، وقد مضى البيان عن نظائره في غير موضعٍ من الكتاب بما أغنى عن تكراره في هذا الموضع.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {تستعجلون} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {ردف لكم بعض الّذي تستعجلون} قال: من العذاب). [جامع البيان: 18/113-115]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: قل عسى أن يكون ردف لكم
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، وحجّاج بن حمزة قالا: ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ عسى أن يكون ردف لكم قال: اقترب لكم.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، أنبأ حجّاجٌ، عن ابن نجيحٍ، عن مجاهدٍ ردف أزف- وروي عن قتادة والضّحّاك والسّدّيّ وعطاءٍ الخراسانيّ نحو قول ابن عبّاسٍ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2917]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ردف لكم يقول عجل لكم). [تفسير مجاهد: 475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {عسى أن يكون ردف لكم} قال: اقترب لكم). [الدر المنثور: 11/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {عسى أن يكون ردف لكم} قال: اقترب منكم). [الدر المنثور: 11/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد {عسى أن يكون ردف لكم} قال: عجل لكم). [الدر المنثور: 11/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج {ردف لكم} قال: أزف لكم). [الدر المنثور: 11/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج {ردف لكم بعض الذي تستعجلون} قال: من العذاب). [الدر المنثور: 11/396-397]


رد مع اقتباس