عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الأولى 1434هـ/12-03-2013م, 01:17 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومنهم مّن يلمزك في الصّدقات...}
يقول: بعيبك، ويقولون: لا يقسم بالسّويّة.
{فإن أعطوا منها رضوا} فلم يعيبوا.
ثم إن الله تبارك وتعالى بيّن لهم لمن الصدقات). [معاني القرآن: 1/443]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومنهم من يلمزك} أي يعيبون، قال زياد الأعجم:
إذا لقيتك تبدي لي مكاشرةً... وإن أغيب فأنت العائب اللّمزه). [مجاز القرآن: 1/262 -263]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ومنهم مّن يلمزك في الصّدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لّم يعطوا منها إذا هم يسخطون}
وقال: {ومنهم مّن يلمزك} وقال بعضهم {يلمزك} ). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {يلمزك} بضم الميم.
أبو عمرو والأعمش بكسر الميم.
يقال: لمز الناس يلمزهم لمزًا، وهمزهم يهمزهم همزا، و{ويل لكل همزة لمزة} من ذلك؛ وهو العيب للناس والتنقص.
قال رؤبة:
قاربت بعد عنقي وجمزي = في ظل عصري باطلي ولمزي). [معاني القرآن لقطرب: 631]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ومنهم من يلمزك} فالفعل لمز يلمز، ويلمز لمزًا لغتان، وهمز أيضًا يهمز همزًا، ورجل همزة لمزة؛ يهمز الناس ويعيبهم، قال الله عز وجل {ويل لكل همزة لمزة}، قال رؤبة:
قاربت بعد عنقي وجمزي = في ظل عصري باطلي ولمزي). [معاني القرآن لقطرب: 645]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ومنهم من يلمزك في الصدقات}: يعيبك). [غريب القرآن وتفسيره: 165]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ومنهم من يلمزك في الصّدقات}: يعيبك ويطعن عليك.
يقال: همزت فلانا ولمزته. إذا اغتبته وعبته [ومنه قوله تعالى]: {ويلٌ لكلّ همزةٍ لمزةٍ} [سورة الهمزة آية: 1] ). [تفسير غريب القرآن: 188]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومنهم من يلمزك في الصّدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون}
وتقرأ يلمزونك: يقال لمزت الرجل ألمزه بكسر الميم، وألمزه بضم الميم إذ عبته، وكذلك همزته أهمزه إذا عبته.
قال الشاعر:

إذا لقيتك تبدي لي مكاشرة..=. وإن تغيّبت كنت الهامز اللّمزه
واللمزة الكثير العيب للناس، وقال بعضهم: اللّمزة العيب. بكسر العين أي بكسر عينه عيب كنهم، إذا عاب. يراد به عيب صاحبه وقالوا: اللّمزة العيب بالمسارّة. وهذا كله يرجع إلى العيب). [معاني القرآن: 2/455-456]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا}
قال مجاهد أي يروزك ويسألك
وقال قتادة أي يطعن عليك
قال أبو جعفر والقول عند أهل اللغة قول قتادة يقال لمزه يلمزه إذا عابه ومنه فلان همزة لمزة أي عياب للناس
ويقال اللمزة هو الذي يعيب في سر وإن الهمزة هو الذي يشير بعينيه
وهذا كله يرجع إلى أنه يعيب). [معاني القرآن: 3/219-220]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من يلمزك} أي: يعيبك). [ياقوتة الصراط: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَلْمِزُكَ} أي يعيبك ويطعن عليك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 98]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَلْمِزُكَ}: يعيبك). [العمدة في غريب القرآن: 148]

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59) )


تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّما الصّدقات للفقراء...}
وهم أهل صفّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا لا عشائر لهم، كانوا يلتمسون الفضل بالنهار، ثم يأوون إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء الفقراء.
{والمساكين}: الطوّافين على الأبواب {والعاملين عليها} وهم السعاة.
{والمؤلّفة قلوبهم} وهم أشراف العرب، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم ليجترّ به إسلام قومهم.
{وفي الرّقاب} يعني المكاتبين {والغارمين}: أصحاب الدّين الذين ركبهم في غير إفساد.
[معاني القرآن: 1/443]
{وفي سبيل اللّه}: الجهاد {وابن السّبيل}: المنقطع به، أو الضيف.
{فريضةً مّن اللّه} نصب على القطع. والرفع في {فريضة} جائز لو قرئ به. وهو في الكلام بمنزلة قولك: هو لك هبةً وهبةٌ، وهو عليك صدقةً وصدقةٌ، والمال بينكما نصفين ونصفان، والمال بينكما شقّ الشعرة وشقٌّ... ). [معاني القرآن: 1/443-444]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {والغارمين} كان ابن عباس يقول: أصحاب الديون؛ وقال: هو رجل يصيبه غرم في ماله من غير فساد). [معاني القرآن لقطرب: 645]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّما الصّدقات للفقراء} وهم ضعفاء الأحوال الذين لهم البلعة من العيش.
{والمساكين}: الذين ليس لهم شيء. قال قتادة: الفقير: الذي به زمانة، والمسكين: الصحيح المحتاج.
{والعاملين عليها} أي عمال الصدقة، وهم السعاة.
{والمؤلّفة قلوبهم}: الذين كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم يتألّفهم على الإسلام.
{وفي الرّقاب} أي المكاتبين. أراد: فكّ الرّقاب من الرّق.
{والغارمين} من عليه الدّين ولا يجد قضاء. وأصل الغرم: الخسران. ومنه قيل في الرهن: له غنمه وعليه غرمه. أي ريحه له وخسرانه أو هلاكه عليه. فكأن الغارم هو الذي خسر ماله. والخسران: النقصان.
ويكون الهلاك. قال اللّه عز وجل: {الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم} [سورة الزمر آية: 15، وسورة الشورى آية: 45].
وقد يشتق من الغرم اسم للهلاك خاصة. من ذلك قوله: {إنّ عذابها كان غراماً} [سورة الفرقان آية: 65] أي هلاكا. ومنه يقال: فلان مغرم بالنساء أي مهلك بهن. ويقال: ما أشد غرامه بالنساء وإغرامه، أي هلاكه بحبّهن). [تفسير غريب القرآن: 188-189 ]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {إنّما الصّدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلّفة قلوبهم وفي الرّقاب والغارمين وفي سبيل اللّه وابن السّبيل فريضة من اللّه واللّه عليم حكيم}
وهم قوم كانوا يعطون: يتألّفون على أن يسلموا.
وهذا غير مستعمل اليوم لظهور الإسلام.
{وفي الرقاب}.
كأن يعاون المكاتب حتى يفك رقبته:
{والغارمين}.
وهم الذين لزمهم الدِّين في الحمالة، والحمالة، الإعطاء في الذّمّة ويجوز أن يكون الغارم الّذي لزمه الدِّين في غير معصية، فالأولى أن يكون الدين الذي يقضى عنه في غير معصية، لأنّ ذا المعصية إن أدّي عنه الدّين كان ذلك تقوية على المعاصي.
{وفي سبيل اللّه}.
أي وللمجاهدين حق في الصدقة.
{وابن السبيل} ابن الطريق.
وتأويله الذي قطع عليه الطريق.
{فريضة من اللّه}
منصوب على التوكيد، لأن قوله: إنّما الصّدقات لهؤلاء كقولك فرض اللّه الصدقات لهؤلاء.
وقد بينّا في أول الأنفال ما قيل في جميع الأموال، واستقصيناه.
ويجوز فريضة من اللّه على ذلك ولا أعلمه قرئ به). [معاني القرآن: 2/456-457]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين}
قال قتادة الفقير المحتاج الذي له زمانه والمسكين
الصحيح المحتاج
وقال مجاهد والزهري الفقير الذي لا يسأل والمسكين الذي يسأل
حدثنا محمد بن إدريس بن أسود قال نا يونس قال أنبأنا ابن وهب قال أخبرني جرير بن حازم عن علي بن الحكم عن الضحاك قال الفقراء من المهاجرين والمساكين من الأعراب
قال وكان ابن عباس يقول الفقراء من المسلمين والمساكين من أهل الذمة
قال أبو جعفر الذي قاله الزهري ومجاهد حسن لأن المسكين مأخوذ من السكون والخضوع فالذين يسألون يظهر عليهم السكون والخضوع
وإن كان الذي يسأل والذي لا يسأل يجتمعان في اسم الفقر
فإن الطي يظهر عليه مع الفقر ما ذكرنا
وفقير في اللغة إنما يعرف بأن يقال إلى كذا
فالمعنى والفقراء إلى الصدقة ومسكين عليه ذلة لأنه قد يكون به فقر إليها ولا ذلة عليه فيها
وقال أهل اللغة لا نعلم بينهم اختلافا
الفقير الذي له بلغة والمسكين الذي لا شيء له
وأنشدوا:
أما الفقير الذي كانت حلوبته = وفق العيال فلم يترك له سبد
وقال يونس قلت لأعرابي أفقير أنت فقال لا بل مسكين
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يسأل ولا يفطن له فيعطى ولا يجد غنى يغنيه
قال أبو جعفر قال علي بن سليمان الفقير مشتق من قولهم فقرت له فقرة من مالي أي أعطيته قطعة فالفقير على هذا الذي له قطعة من المال والمسكين مأخوذ من السكون كأنه بمنزلة من لا حركة له
وقال بعض الفقهاء المسكين الذي له شيء واحتج بقول الله عز وجل: {أما السفينة فكانت لمساكين يعلمون في البحر}
قال أبو جعفر وهذا الاحتجاج لا يلزم لأنك تقول هذا التمر لهذه النخلة وهذا البيت لهذه الدار لا تريد الملك فيجوز أن يكون قيل لمساكين لأنهم كانوا يعلمون فيها
وقد قيل إنه إنما تمثيل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض النساء يا مسكينة عليك السكينة
ثم قال عز وجل: {والعاملين عليها}
وهم السعاة ومن كان مثلهم
ثم قال تعالى: {والمؤلفة قلوبهم}
قال الشعبي هؤلاء كانوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم يتألفون فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه زال هذا
قال أبو جعفر حديث الشعبي إنما رواه عنه جابر الجعفي وقد قال يونس سألت الزهري قال لا أعلم أنه نسخ من ذلك شيء
فعلى هذا الحكم فيهم ثابت فإن كان أحد يحتاج إلى تألفه ويخاف أن يلحق المسلمين منه آفة أو يرجى أن يحسن إسلامه بعد دفع إليه
ثم قال جل وعز: {وفي الرقاب}
أي وفي فك الرقاب
قيل هم المكاتبون
وقيل تبتاع الرقاب فيكون الولاء للمسلمين
ثم قال جل وعز: {والغارمين} قال مجاهد هم الذين أحرقت النار بيوتهم وأذهب السيل مالهم فادانوا لعيالهم
وروي عن أبي جعفر ومجاهد وقتادة قالوا الغارم من استدان لغير معصية
قال أبو جعفر وهذا لا يكون غيره لأنه إذا كان ذا دين في
معصية فقضي عنه فقد أعين على المعصية
والغرم في اللغة الخسران فكأن المستدين لا يجد قضاء دينه قد خسر ماله ومنه إن عذابها كان غراما أي هلاكا وخسرانا
ثم قال تعالى: {وفي سبيل الله} أي في طاعة الله أي للمجاهدين والحجاج وابن السبيل
روى جابر عن أبي جعفر أنه قال هو المجتاز من أرض إلى أرض
قال أبو جعفر والسبيل في اللغة الطريق فابن السبيل هو الذي قطعت عليه الطريق أو جاء من أرض العدو وقد أخذ
ماله
قالت الفقهاء أبناء السبيل الغائبون عن أموالهم الذين لا يصلون إليها لبعد المسافة بينهم وبينها حتى يحتاجوا إلى الصدقة فهي إذ ذاك لهم مباحة فقد صاروا إلى حكم من لا مال له
روى المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش عن حذيفة في قوله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين}
قال إنما ذكر الله هذه الصدقات لتعرف وأي صنف أعطيت منها أجزأك
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس إنما الصدقات للفقراء والمساكين قال في أيها وضعت أجزأ عنك). [معاني القرآن: 3/220-227]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} للضعفاء الذي لهم البلغة من العيش، والمساكين: الذين لا شيء لهم. وقيل: الفقير الذي به زمانه، والمسكين: الصحيح المحتاج.
{وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} أي عمال الصدقة، وهم السعاة الجباة.
{وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} الذين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألفهم على الإسلام.
{وَفِي الرِّقَابِ} المكاتبين.
{وَالْغَارِمِينَ} من عليه الدين، ولا شيء لهم.
{وَاِبْنِ السَّبِيلِ} المنقطع بغير بلده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 98]


رد مع اقتباس