عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20 شعبان 1434هـ/28-06-2013م, 11:56 AM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

مواضع اختلاف العدد
مواضع اختلاف العدد
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (اختلافها سبع آيات:
{لهم عذاب شديد} وهو الأول عدها البصري والشامي ولم يعدها الباقون
{بخلق جديد}
{الأعمى والبصير} {ولا النور} لم يعدهن ثلاثتهن البصري وعدهن الباقون
{من في القبور} لم يعدها الشامي وعدها الباقون
{أن تزولا} عدها البصري ولم يعدها الباقون
{لسنة الله تبديلا} عدها المدني الأخير والبصري والشامي ولم يعدها الباقون).
[البيان: 210]

قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ): (

والأخر والشامي بفاطر مذ ولي ....... ورى وشديد أولا وصفه دهري
جديد ولا النور البصير فدع ونل ....... وكم بعزيز يبدل النور في النشر
تزولا وجيه في القبور فدع دجى ....... وفي عد تبديلا ولا دارج بر
شديد أجاج والنذير وبيض أسـ ....... ـقطوا كلهم سود يعدون في القمر).
[ناظمة الزهر: 151-152]
- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (
ص: والآخر والشامي بفاطر مذ ولى ....... ورى وشديدا ولاء صفة دهري...
المعنى: ... ثم ذكر أن المرموز لهما بالواو والدال وهما البصري والشامي يعدان {الذين كفروا لهم عذاب شديد} ويتركه سواهما. وقيده بالأول لإخراج الموضع الثاني وهو {لهم عذاب شديد} فإنه متروك إجماعًا. وجه عد شديد المشاكلة وتمام الكلام. ووجه تركه عدم المساواة والإجماع على ترك الثاني.
ص: جديد ولا الور البصير فدع وتل ....... وكم بعزيز يبدل النور في النشر
اللغة: النشر هو البعث من القبور.
الإعراب: جديد مفعول مقدم لدع. ولا النور عطف عليه. وكذا البصير بإسقاط العاطف وتل أمرية معطوفة على ما قبلها. وكم خبرية مبتدأ. وبعزيز تمييزها والباء فيه زائدة وجملة يبدل خبر كم. والنور مفعول ثان ليبدل وفي النشر متعلق بيبدل.
المعنى: أمر بترك عد {ويأت بخلق جديد} و{وما يستوي الأعمى والبصير} و{ولا الظلمات ولا النور} للبصري وهو المرموز له بواو ونل وثلاثتها معدودة لغيره. وقوله «وكم بعزيز الخ» تكملة للبيت وفيه إشارة إلى معنى الآية {وما يستوي الأعمى والبصير} وأنه ليس المراد بالأعمى فاقد البصر في الدنيا بل المراد به أعمى البصيرة وهو الكافر الذي أظلم قلبه عن معرفة الحق فقوله «وكم بعزيز الخ» معناه وكم عزيز عند الله يبدله الله بالظلمة الحسية التي كانت في الدنيا نورا يوم القيامة.
وجد من عد الثلاثة المذكورة المشاكلة. ووجه من تركها عدم المساواة وعدم تمام الكلام.
ص: تزولا وجيه في القبور فدع دجى ....... وفي عد تبديلا ولا دارج بر
اللغة: الدجى الظلمة. ولا بكسر الواو المتابعة وقصر للضرورة والأصل ولاء بالمد والدارج من درج كسمع ذا صعد في المراتب أو لزم المحجة في الدين. والبر ضد الفاجر.
الإعراب: تزولا وجيه جملة اسمية بتقدير مضاف أي عد. وفي القبور متعلق بدع ودجى حال من في القبور بتقدير مضاف أي حال كونها ذات ظلمة وفي عد تبديلاً خبر مقدم وولا مبتدأ مؤخر وهو مضاف لدارج وبر صفة دارج.
المعنى: أفاد أن المرموز له بواو وجيه وهو البصري يعد «أن تزولا» ولا يعده غيره وأن المرموز له بدال دجى وهو الشامي لا يعد {وما أنت بمسمع من في القبور} ويعده غيره وأن {فلن تجد لسنة الله تبديلا} يعده المرموز لهم بالواو والدال والباء وهم البصري والشامي والمدني الأخير ويتركه غيرهم. وجه عد أن تزولا تمام الكلام في الجملة ووجه تركها قصرها عن فواصل السورة. ووجه عد في القبور المشاكلة والإجماع على عد مثله في القرآن. ووجه تركه قصر ما بعده. ووجه عد تبديلا تمام الكلام. ووجه تركه عدم مساواة ما بعده لما قبله.). [معالم اليسر:151-153]
قالَ أبو الفَرَجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عَلِيٍّ ابنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (اختلافها سبع آيات:
عد الشامي والبصري {الذين كفروا لهم عذاب شديد} آية.
وعد الشامي والكوفي والمكي والمدنيان {ويأت بخلق جديد} آية.
وعد كلهم غير أهل البصرة {وما يستوي الأعمى والبصير} آية، وقوله: {ولا الظلمات ولا النور} آية. وتركهما البصري.
وعد الكوفي والمكي والمدنيان والبصري {وما أنت بمسمع من في القبور} آية.
وعد البصري {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} آية.
وعد الشامي والمدني الأخير والبصري {فلن تجد لسنة الله تبديلا} آية). [فنون الأفنان: 278-327]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة الملائكة: اختلافها سبع آيات:
{لهم عذاب شديد} [الآية: 7] للبصري والشامي.
{وما يستوي الأعمى والبصير} [الآية: 19] أسقطها البصري، وكذلك: {ولا الظلمات ولا النور} [الآية: 20] عدها الجميع إلا البصري.
{بمسمع من في القبور} [الآية: 22] أسقطها الشامي.
{بخلق جديد} [الآية: 16] أسقطها البصري.
{لسنة الله تبديلا} [الآية: 43] أسقطها المدني الأول والمكي والكوفي.
{أن تزولا} [الآية: 41] عدها البصري وحده). [جمال القراء: 1/212-213]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (خلافها سبع عذاب شديد بصري وشامي تشركون إلا نذير غير حمصي بخلق جديد غير بصري وحمصي الأعمى والبصير ولا النور بصري في القبور غير دمشقي أن تزولا بصري تبديلا بصري ومدني أخير وشامي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/390] (م)
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (اختلافهم في سبعة مواضع:
الأول
{لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} عده الشامي والبصري لوجود المشاكلة ولم يعده الباقون لانعقاد الإجماع على ترك عد نظيره في الموضع الثاني وهو: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} وهذا معنى قول الشاطبي:

والآخرُ والشَّامي بِفَاطِر مُذوَلِي ....... ورَى وشَدِيْدٌ أولا وَصْفُهُ دَهْري(1)
الثاني: {بِخَلْقٍ جَدِيدٍ}
الثالث:
{الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}
الرابع:
{وَلَا النُّورُ} هذه الثلاثة عدها غير البصري لوجود المشاكلة فيها ولم يعدها البصري لعدم المساواة فيها وإلى ذلك أشار الشاطبي [بقوله]:

جديِد وَلا النُّورُ البَصيرَ فَدَعْ وَنَلْ ....... وكَم بعزيزٍ يُبدَلُ النُّورُ في النَّشرِ(2)
الخامس: {بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} عده غير الشامي للمشاكلة ولم يعده الشامي لعدم المساواة
السادس: {أَنْ تَزُولَا} عده البصري للمشاكلة ولم يعده الباقون لاتصال الكلام ولعدم المساواة
السابع: {لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} عده الشامي والبصري والمدني الأخير للمشاكلة ولم يعده الباقون لعدم المساواة وإلى هذه الثلاث أشار الشاطبي بقوله:

تزولا وجيهٌ في القُبُورِ فَدَعْ دُجَى ....... وَفِي عَدِّ تبْديلا وَلا دَارِج بَرِّ(3)). [القول الوجيز: 266-267]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) قوله: (مذولي) الميم بأربعين والواو بست ورَى فاصلة وهو عدد السورة عند المدني الأخير والشامي فيتعين أن تكون خمسًا وأربعين لغيرهما عملًا بقاعدة ما قبل أخرى الذكر.
وقوله: (أولًا) قيد لإخراج الموضع الثاني، وقوله: (ولي الشي) تبعه وتولاه ورى الزند أضاءه.
والمعنى:الآخر والشامي أضاء عدد كل منهما بسورة فاطر منذ ولي هذا الأمر، أي منذ تبعه وقام بشأنه، والله أعلم.
(2) قوله: (جديد الخ) بيان للمواضع المختلف فيها وقد بينها الشارح، والنشر هو البعث.
وقوله: (ونل) الواو رمز للبصري. وقوله: (وكم بعزيز) إلخ معناه: وكم عزيز عند الله يبدله الله بالظلمة الحسية التي كانت في الدنيا نورًا يوم القيامة وهي تكملة للبيت.
(3) قوله: (تزولا) الخ تكملة لمواضع الخلاف والواو في كلمة وجيه رمز للبصري والدال في دُجى للشامي، والواو والدال والباء في قوله ( ولا دراج بر) للبصري والشامي والمدني الأخير .
والدجى: الظلمة. ولا: بكسر الواو المتابعة، والدارج من درج كسمع إذا صعد في المراتب أو لزم المحجة في الدين، والبر: ضد الفاجر.
...
تكميل: يخالف الحمصي الدمشقي في أربع فواصل:
الأولى: {ولعلكم تشكرون} يتركها الحمصي ويعدها الدمشقي كبقية العلماء.
الثانية: {إن أنت إلا نذير} يتركها الحمصي ويعدها الدمشقي مع سائر العلماء.
الثالثة: {ويأت بخلق جديد} يتركها الحمصي ويعدها غيره.
الرابعة: {وما أنت بمسمع من في القبور} يعدها الحمصي ويتركها الدمشقي ولهذا كان عدد آي هذه السورة أربعا وأربعين عند الحمصي وستا وأربعين عند الدمشقي والله أعلم). [التعليق على القول الوجيز:266- 267]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ) : (قلت:
شام شمال وشديد أولا ....... ومعه بصري شديد نقلا
وتشكرون عند حمص لا يعد ....... نذير الأول عنه ما ورد
وأقول: دل البيت الأول على أن الشامي يعد قوله تعالى في سورة سبأ: {عن يمينٍ وشمال} ولا يعده غيره وليس في سورة سبأ إلا هذا الموضع، ويعد كذلك "شديد" في الموضع الأول في قوله تعالى في سورة فاطر: {الّذين كفروا لهم عذابٌ شديد} وأن البصري نقل عد لفظ شديد المذكور مع الشامي. وتقييده بالموضع الأول يخرج الموضع الثاني وهو: {والّذين يمكرون السّيّئات لهم عذابٌ شديدٌ} فإنه متفق على تركه.
ودل البيت الثاني على أن قوله تعالى: {ولعلّكم تشكرون} لا يعد عند الحمصي فيعد عند غيره، وأن لفظ نذير الأول وهو قوله تعالى: {إن أنت إلّا نذير} لم يرد عده عن الحمصي وورد عن غيره، وتقييده بالأول لإخراج الثاني وهو {وإن من أمّةٍ إلّا خلا فيها نذيرٌ} فلا خلاف في عده.
قلت:

والحمص والبصري جديد أهملا ....... وفي البصير النور بصر حظلا
من في القبور للدمشقي امتنع ....... وأن تزولا عند بصري وقع
تبديلا اعدده لدى البصري ....... والمدني الأخير والشامي
وأقول: أفاد البيت الأول أن الحمصي والبصري أهملا عد لفظ جديد في قوله تعالى: {ويأت بخلقٍ جديد} فيكون معدودا لغيرهما وأن البصري منع عد لفظي "البصير والنور" في قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير، ولا الظّلمات ولا النّور} فيكونان معدودين لغيره، وأفاد البيت الثاني أن قوله تعالى: {وما أنت بمسمعٍ من في القبور} امتنع عده للدمشقي فيكون معدودا لغيره.
وأن قوله تعالى: {إنّ اللّه يمسك السّماوات والأرض أن تزولا} وقع في العد عند البصري ولم يقع عند غيره. وأفاد البيت الثالث الأمر بعد قوله تعالى: {فلن تجد لسنّت اللّه تبديلًا} عند البصري. والمدني الأخير والشامي فيكون متروكا عند المدني الأول والمكي والكوفي.
"تتمة" يستفاد من النظم أن مواطن الخلاف في سورة فاطر تسعة: {لهم عذابٌ شديد}، {بخلقٍ جديد}، {ولعلّكم تشكرون}، {والبصير}، {ولا النّور}، {من في القبور}، {إلّا نذير}، {أن تزولا}، {تبديلًا} . والله أعلم). [نفائس البيان: 53-54] (م)


رد مع اقتباس