عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:20 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فاختلف الأحزاب من بينهم} [مريم: 37] في الدّين، يعني النّصارى، فتجادلوا
[تفسير القرآن العظيم: 1/223]
في عيسى، فقالت النّسطوريّة: عيسى ابن اللّه، تعالى ربّنا عن ذلك.
وقالت اليعقوبيّة: {إنّ اللّه هو المسيح ابن مريم} [المائدة: 17] جلّ ربّنا عن ذلك.
وقال الملكانيّون: {إنّ اللّه ثالث ثلاثةٍ} [المائدة: 73] قالوا: اللّه إلهٌ، وعيسى إلهٌ، ومريم إلهٌ.
تعالى ربّنا عن اتّخاذ الأبناء ومحاوزة الشّركاء، وتقدّس عن ملامسة النّساء.
فهو كما وصف نفسه عزّ وجلّ.
هذا تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة قال: ذكر لنا أنّ عيسى لمّا رفع انتخبت بنو إسرائيل أربعةً من فقهائهم، فقالوا للأوّل: ما تقول في عيسى؟ قال: هو اللّه هبط إلى الأرض فخلق ما خلق وأحيا ثمّ صعد إلى السّماء.
فتابعه على ذلك أناسٌ من النّاس فكانت اليعقوبيّة من النّصارى.
فقال الثّلاثة الآخرون: نشهد أنّك كاذبٌ.
فقالوا للثّاني: ما تقول في عيسى؟ فقال: هو ابن اللّه.
فتابعه على ذلك أناسٌ من النّاس فكانت النّسطوريّة من النّصارى.
فقال الاثنان الآخران: نشهد أنّك كاذبٌ.
فقالوا للثّالث: ما تقول في عيسى؟ فقال: هو إلهٌ، وأمّه إلهٌ، واللّه إلهٌ.
فتابعه على ذلك أناسٌ من النّاس فكانت الإسرائيليّة من النّصارى.
فقال الرّابع: أشهد أنّك كاذبٌ، ولكنّه عبد اللّه ورسوله من كلمة اللّه وروحه.
فاختصم القوم، فقال المسلم: أنشدكم اللّه، هل تعلمون أنّ عيسى كان يطعم الطّعام وأنّ اللّه لا يطعم الطّعام؟ قالوا: اللّهمّ نعم.
قال: هل تعلمون أنّ عيسى كان ينام وأنّ اللّه لا ينام؟ قالوا: اللّهمّ نعم.
فخصمهم المسلم.
فاقتتل القوم.
فذكر لنا أنّ اليعقوبيّة ظهرت يومئذٍ.
وأصيب المسلمون فأنزل اللّه تبارك وتعالى: {إنّ الّذين يكفرون بآيات اللّه ويقتلون النّبيّين بغير حقٍّ ويقتلون الّذين يأمرون بالقسط من النّاس فبشّرهم بعذابٍ
[تفسير القرآن العظيم: 1/224]
أليمٍ} [آل عمران: 21] قال اللّه: {فويلٌ للّذين كفروا من مشهد يومٍ عظيمٍ} [مريم: 37] قال قتادة: شهدوا مشهدًا عظيمًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ* فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ}

يعنى به يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/330]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {فوَيْلٌ للذينَ كَفَروا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيم} روى مبارك عن الحسن قال: يوم القيامة).[معاني القرآن: 4/331]

تفسير قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} [مريم: 38] قال قتادة: وذلك يوم القيامة.
قال: ما أسمعهم يومئذٍ وما أبصرهم.
قال قتادة: سمعوا حين لم ينفعهم السّمع وأبصروا حين لم ينفعهم البصر.
قال اللّه: {لكن الظّالمون} [مريم: 38] أي المشركون.
{اليوم في ضلالٍ مبينٍ} [مريم: 38] بيّنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
({أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}

المعنى: ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة؛ لأنهم شاهدوا من البعث، وأمر اللّه عزّ وجلّ ما يسمع ويبصر بغير إعمال فكر وتروية.
وما يدعون إليه من طاعة اللّه -جل جلاله- في الدنيا يحتاجون فيه إلى فكر ونظر فضلّوا عن ذلك في الدنيا وآثروا اللهو والهوى، فقال الله تعالى: {لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}). [معاني القرآن: 3/330]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} روى سعيد عن قتادة قال: ذلك والله يوم القيامة سمعوا حين لا ينفعهم السمع وأبصروا حين لا ينفعهم البصر.
قال أبو جعفر: والمعنى عند أهل اللغة ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة لأنهم عاينوا ما لا يحتاجون معه إلى فكر ولا روية). [معاني القرآن: 4/331]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) قال أبو العباس: العرب تقول هذا في موضع التعجب، فتقول: أسمع بزيد وأبصر، أي: ما أسمعه وأبصره، فمعناه أنه عز وجل عجب نبيه -صلى الله عليه وسلم- منهم). [ياقوتة الصراط: 340]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة} [مريم: 39]
- حدّثني صاحبٌ لي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن عبد اللّه بن مسعودٍ أنّه ذكر حديثًا في البعث قال: فليس من نفسٍ إلا وهي تنظر إلى بيتٍ في الجنّة وبيتٍ في النّار، قال: وهو يوم الحسرة.
فيرى أهل النّار البيت الّذي في الجنّة، قال: ثمّ يقال: لو علمتم، فتأخذهم الحسرة.
ويرى أهل الجنّة البيت الّذي في النّار، قال: فيقولون: لولا أنّ اللّه منّ عليكم.
قوله: {إذ قضي الأمر} [مريم: 39] يعني إذ وجب العذاب فوقع أهل النّار.
تفسير السّدّيّ.
- بلغني عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أبي سعيدٍ الخدريّ قال: يجاء بالموت في صورة كبشٍ أملح حتّى يجعل على السّور بين الجنّة والنّار، فيقال: يا أهل الجنّة ويا أهل النّار، هل تعرفون هذا؟ هذا الموت.
فيقولون: نعم.
فيذبح على السّور وهم ينظرون ثمّ ينادي منادٍ هكذا يا أهل الجنّة، خلودٌ
[تفسير القرآن العظيم: 1/225]
فلا موت، ويا أهل النّار، خلودٌ فلا موت وهو قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر} [مريم: 39]
- إبراهيم بن محمّدٍ، عن شريك بن أبي نمرٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه: إذا أدخل اللّه أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار أتي بالموت فجعل على السّور ثمّ ينادى أهل الجنّة وأهل النّار، فيذبح على السّور وهم ينظرون إليه، ثمّ يقال لأهل الجنّة وأهل النّار: خلودٌ فلا موت.
- عثمان، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه يقول: «إذا أدخل اللّه أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار ينادي منادٍ بينهما يا أهل الجنّة لا موتة، ويا أهل النّار لا موتة وكلٌّ خالدٌ فيما هو فيه».
قوله: {وهم في غفلةٍ} [مريم: 39] في الدّنيا.
وهذا كلامٌ مستقبلٌ، يعني المشركين.
{وهم لا يؤمنون} [مريم: 39] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ):
(وقوله عزّ وجلّ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}

{يَوْمَ الْحَسْرَةِ} يوم القيامة، روي في التفسير أنه إذا كان يوم القيامة واستقر أهل الجنة في الجنة، وأهل النّار في النار أتي بالموت في صورة كبش أملح فيعرض على أهل النار فيشرئبون إليه
فيقال: أتعرفون هذا، فيقولون: نعم، فيقال: هذا الموت فيذبح وينادى: يا أهل النّار، خلود لا موت بعده، وكذلك ينادى يا أهل الجنّة خلود لا موت بعده.
{وَهُمْ فِي غَفْلَة} أي هم في الدنيا في غفلة). [معاني القرآن: 3/330-331]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله تبارك وتعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}
روى سفيان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: إذا استقر أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار جييء بالموت في صورة كبش أملح، فينادي: يا أهل الجنة فيشرئبون ينظرون، ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون ينظرون، فيقال: أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا الموت -وليس منهم إلا من يعرفه- فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال يا أهل الجنة خلود لا موت فيه، ويا أهل النار خلود لا موت فيه فذلك قول الله جل وعز: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ}.
وروى أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} قال: ((في الدنيا)).
وحدثنا قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي قال: حدثني أنيس بن عياض قال: أخبرني محمد بن عمرو وعن أبي سلمة عن أي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط، ثم يقال يا أهل الجنة فيطلعون خائفين وجلين، أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، ثم يقال يا أهل النار فيطلعون فرحين مستبشرين رجاء أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم يا ربنا هذا الموت، فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال: يا أهل الجنة خلودا فيما تجدون لا موت فيه أبدا)) ). [معاني القرآن: 4/331-333]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّا نحن نرث الأرض ومن عليها} [مريم: 40] نهلك الأرض ومن عليها.
{وإلينا يرجعون} [مريم: 40] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/226]

رد مع اقتباس