عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 10:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دراسة [أم] المتصلة في القرآن الكريم

دراسة [أم] المتصلة في القرآن الكريم

1- جاءت [أم] المتصلة بعد همزة التسوية الواقعة بعد سواء في ست آيات، توسطت [أم] جملتين فعليتين في خمس آيات هي:
1. {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [2: 6].
2. {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا} [14: 21].
3. {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} [36: 10].
4. {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [63: 6].
5. {قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ} [26: 136].
وفي [الكشاف:3/122]: «فإن قلت: لو قيل: أوعظت أم لم تعظ كان أخصر والمعنى واحد.
قلت: ليس المعنى بواحد، وبينهما فرق، لأن المراد سواء علينا أفعلت هذا الفعل الذي هو الوعظ أم لم تكن أصلا من أهله ومباشريه، فهو أبلغ في قلة اعتدادهم بوعظه من قولك: أم لم تعظ ». وانظر [البحر:7/33].
وعادلت [أم] بين فعلية واسمية في قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} [7: 193].
وفي [الكشاف:2/110]: «فإن قلت: هلا قيل: أم صممتم ولم وضعت الجملة الاسمية موضع الفعلية؟.
قلت: لأنهم كانوا إذا حزبهم أمر دعوا الله دون أصنامهم، كقوله: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ} فكانت حالهم المستمرة أن يكونوا صامتين عن دعوتهم، فقيل: إن دعوتموهم لم تفترق الحال بين إحداثكم دعاءهم وبين ما أنتم عليه من عادة صمتكم عن دعائهم». وانظر [البحر:4/42].
2- لم يقع بعد سواء إلا الجملة الفعلية التي فعلها ماض. وقال الرضي في [شرح الكافية:2/349]: «ولذلك استهجن الأخفش على ما حكى أبو علي عنه في " الحجة" أن يقع بعدهما الابتدائية ؛ نحو: سواء علي، أو ما أبالي أدرهم مالك أم دينار، ألا ترى إلى إفادة الماضي في مثله معنى المستقبل، وما ذلك إلا لتضمن معنى الشرط، وأما قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ} فلتقدم الفعلية، وإلا لم يجز..
وكذلك استقبح الأخفش وقوع المضارع بعدهما، نحو: سواء على أتقوم أم تقعد، وما أبالي أم تقعد، لكون إفادة الماضي معنى الاستقبال أدل على إرادة معنى الشرط فيه. قال أبو علي: ومما يدل على ما قال الأخفش أن ما جاء في التنزيل من هذا النحو جاء على مثال الماضي.
وقال الفراء في [معاني القرآن:1/401]: «وعلى هذا أكثر كلام العرب أن يقولوا سواء علي أقمت أم قعدت، ويجوز: سواء علي أقمت أم أنت قاعد».
3- حذفت همزة التسوية بعد [سواء] في قوله تعالى:
1. {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} [2: 6].
[شواذ ابن خالويه:ص2]، [الإتحاف:ص128].
2. {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} [63: 6].
[الكشاف:4/102]، [البحر:8/273].
قرأ ابن محيصن الآية الأولى بأو مكان [أم].
وفي [معان القرآن:1/401]: «وأنشد الكسائي:

سواء عليك النفر أم بت ليلة = بأهل القباب من نمير بن عامر
وأنشد بعضهم: أو أنت بائت. وجاز فيها [أو] لقوله: النفر؛ لأنك تقول: سواء عليك الخير والشر، ويجوز مكان الواو [أو]؛ لأن المعنى جزاء، كما تقول: اضربه قام أو قعد، فأو تذهب إلى معنى العموم كذهاب الواو».
وقال الرضي في [شرح الكافية:2/350]: «وإنما غلب في سواء، وما أبالي الهمزة وأم المتصلة مع أنه لا معنى للاستفهام ها هنا، بل المراد الشرط، لأن بين لفظي سواء، ولا أبالي وبين معنى الهمزة و[أو].. ويجوز مع هذا بعد [سواء] ولا [لا أبالي] أن تأتي بأو مجردا عن الهمزة؛ نحو: سواء على قمت أو قعدت، ولا أبالي قمت أو قعدت بتقدير حرف الشرط. قال:

ولست أبالي بعد آل مطرف = حتوف المنايا أكثرت أو أقلت
وقال أبو علي: لا يجوز [أو] بعد سواء، فلا تقل: سواء على قمت أو قعدت...».
وانظر [سيبويه:1/487–490]، [البرهان:4/186]، [الخزانة:4/467–468]، [المغني:1/42]، [الدماميني:1/92].
4- إعراب نحو قوله تعالى: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
{سَوَاءٌ} مبتدأ والجملة بعده خبر، ولا تحتاج إلى رابط لأنها نفس المبتدأ في المعنى أو ما بعدها فاعل لاعتماد سواء، أو {سَوَاءٌ} الخبر وما بعدها المبتدأ.
وقال الرضي: {سَوَاءٌ} خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: الأمران سواء عليهم، والفعلان في معنى الشرط، والجملة الاسمية دالة على الجزاء.
[شرح الكافية:2/348-349]، [الكشاف:1/25-26]، [العكبري:1/8]، [البحر:1/46-47]، [المغني:1/124]، [الدماميني:1/286-287].
5- همزة التسوية تكون بعد سواء ما أبالي، ليت شعري، ما أدري.
[شرح الكافية:2/350]، [سيبويه:2/483]، [المقتضب:3/287]، [أمالي الشجري:2/333-334]، [المغني:1/15-16]، [العكبري:1/7].
6- جاءت [أم] المتصلة بعد [إن أدري] ولا [ندري] في ثلاثة آيات:
1. {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ} [21: 109].
2. {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا} [72: 25].
3. {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [72: 10].
وفي [البحر:1/46-47]: «وأكثر ما جاء بعد {سَوَاءٌ} الجملة المصدرة بالهمزة دلة بأم... وقد تحذف تلك الجملة للدلالة عليها، كقوله تعالى: {اصبروا تصبروا} أي سواء عليكم أصبرتم أم لم تصبروا». [البحر:8/148].



[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص388]


رد مع اقتباس