عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 03:04 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف
تفسير قوله تعالى: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (44) وأملي لهم إنّ كيدي متينٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: كل يا محمّد أمر هؤلاء المكذّبين بالقرآن إليّ؛ وهذا كقول القائل لآخر غيره يتوعّد رجلاً: دعني وإيّاه، وخلّني وإيّاه، بمعنى: أنّه من وراء مساءته.
و(من) في قوله: {ومن يكذّب بهذا الحديث} في موضع نصبٍ، لأنّ معنى الكلام ما ذكرت، وهو نظير قولهم: لو تركت ورأيك ما أفلحت، والعرب تنصب ورأيك لأنّ معنى الكلام: لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح.
وقوله: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون}. يقول جلّ ثناؤه: سنكيدهم من حيث لا يعلمون، وذلك بأن يمتّعهم بمتاع الدّنيا حتّى يظنّوا أنّهم متّعوا به بخيرٍ لهم عند اللّه، فيتمادوا في طغيانهم، ثمّ يأخذهم بغتةً وهم لا يشعرون). [جامع البيان: 23 / 198]

تفسير قوله تعالى: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأملي لهم إنّ كيدي متينٌ}. يقول تعالى ذكره: وأنسئ في آجالهم ملاوةً من الزّمان، وذلك برهةً من الدّهر على كفرهم وتمرّدهم على اللّه لتتكامل حجج اللّه عليهم. {إنّ كيدي متينٌ} يقول: {إنّ كيدي} بأهل الكفر قويٌّ شديدٌ). [جامع البيان: 23 / 198]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم تسألهم أجرًا فهم من مغرمٍ مثقلون (46) أم عندهم الغيب فهم يكتبون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: أتسأل يا محمّد هؤلاء المشركين باللّه على ما أتيتهم به من النّصيحة، ودعوتهم إليه من الحقّ، ثوابًا وجزاءً. {فهم من مغرمٍ مثقلون} يعني من عزّة ذلك الأجر مثقلون، قد أثقلهم القيام بأدائه، فتحاموا لذلك قبول نصيحتك، وتجنّبوا لمعظم ما أصابهنّ من ثقل الغرم الّذي سألتهم على ذلك - الدّخول في الّذي دعوتهم إليه من الدّين). [جامع البيان: 23 / 199]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أم عندهم الغيب فهم يكتبون}. يقول: أعندهم اللّوح المحفوظ الّذي فيه نبأ ما هو كائنٌ، فهم يكتبون منه ما فيه، ويجادلونك به، ويزعمون أنّهم على كفرهم بربّهم أفضل منزلةً عند اللّه من أهل الإيمان به؟). [جامع البيان: 23 / 199]

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تكن كصاحب الحوت قال لا تعجل كما عجل ولا تغضب كما غضب). [تفسير عبد الرزاق: 2/310-311]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله: {وهو مكظوم} قال: مكروب). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 122]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربّك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظومٌ (48) لولا أن تداركه نعمةٌ من ربّه لنبذ بالعراء وهو مذمومٌ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فاصبر يا محمّد لقضاء ربّك وحكمه فيك، وفي هؤلاء المشركين بما أتيتهم به من هذا القرآن، وهذا الدّين، وامض لما أمرك به ربّك، ولا يثنيك عن تبليغ ما أمرت بتبليغه تكذيبهم إيّاك وأذاهم لك.
وقوله: {ولا تكن كصاحب الحوت} الّذي حبسه في بطنه، وهو يونس بن متّى صلّى اللّه عليه وسلّم فيعاقبك ربّك على تركك تبليغ ذلك، كما عاقبه فحبسه في بطنه {إذ نادى وهو مكظومٌ} يقول: إذ نادى وهو مغمومٌ، قد أثقله الغمّ وكظمه.
- كما: حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إذ نادى وهو مكظومٌ}. يقول: مغمومٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {مكظومٌ}. قال: مغمومٌ.
- وكان قتادة يقول في قوله: {ولا تكن كصاحب الحوت} لا تكن مثله في العجلة والغضب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فاصبر لحكم ربّك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظومٌ} يقول: لا تعجل كما عجل، ولا تغاضب كما غضب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة مثله). [جامع البيان: 23 / 199-200]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مكظومٌ وكظيمٌ مغمومٌ كذا للنّسفيّ وحده هنا وسقط للباقين ورأيته أيضًا في مستخرج أبي نعيمٍ وهو قول أبي عبيدة قال في قوله تعالى وهو مكظوم من الغم مثل كظيم وأخرج بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله مكظومٌ قال مغمومٌ). [فتح الباري: 8 / 662]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مكظومٌ وكظيمٌ مغنومٌ، تدهن فيدهنو ترخص فيرخصون
هذا كله للنسفي، ولم يقع للباقين، وأشار بقوله: تدهن إلى قوله تعالى: {ودّوا لو تدهن فيدهنون} وفسره بقوله: (ترخص فيرخصون) (القلم: 9) وكذا روي عن ابن عبّاس وعن عطيّة والضّحّاك، لو نكفر فيكفرون. وعن الكلبيّ: لو تلين لهم فيلينون لك، وعن الحسن: لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم، وعن الحسن: لو تقاربهم فيقاربونك. وأشار بقوله: مكظوم. إلى قوله تعالى: {ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم} (القلم: 48) وفسره: بقوله: {مغموم} وأشار أيضا بأن مكظوم وكظيم، سواء في المعنى). [عمدة القاري: 19 / 256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ولا تكن كصاحب الحوت} قال: تغاضب كما غاضب يونس.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وابن المنذر عن قتادة {ولا تكن كصاحب الحوت} قال: لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب.
وأخرج الحاكم عن وهب قال: كان في خلق يونس ضيق فلما حملت عليه أثقال النبوة منها تفسخ الربع فقذفها من يديه وهرب قال تعالى لنبيه {ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم}.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وهو مكظوم} قال: مغموم وفي قوله: {وهو مذموم} قال: مليم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {وهو مكظوم} قال: مغموم). [الدر المنثور: 14 / 655-656]

تفسير قوله تعالى: (لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لولا أن تداركه نعمةٌ من ربّه}. يقول جلّ ثناؤه: لولا أن تدارك صاحب الحوت نعمةٌ من ربّه، فرحمه بها، وتاب عليه من مغاضبته ربّه {لنبذ بالعراء}. وهو الفضاء من الأرض،
ومنه قول ابن جعدة:
ورفعت رجلاً لا أخاف عثارها = ونبذت بالبلد العراء ثيابي
{وهو مذمومٌ}. اختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {وهو مذمومٌ}، فقال بعضهم: معناه وهو مليمٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وهو مذمومٌ}. يقول: مليمٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهو مذنبٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه، عن بكرٍ، {وهو مذمومٌ}. قال: هو مذنبٌ). [جامع البيان: 23 / 200-201]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وهو مكظوم} قال: مغموم وفي قوله: {وهو مذموم} قال: مليم). [الدر المنثور: 14 / 656] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاجتباه ربّه فجعله من الصّالحين (50) وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر ويقولون إنّه لمجنونٌ (51) وما هو إلاّ ذكرٌ للعالمين}.
يقول تعالى ذكره: فاجتبى صاحب الحوت ربّه، يعني اصطفاه واختاره لنبوّته {فجعله من الصّالحين} يعني من المرسلين العاملين بما أمرهم به ربّهم، المنتهين عمّا نهاهم عنه). [جامع البيان: 23 / 201]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ليزلقونك بأبصارهم قال ليزهقونك.
قال معمر عن الكلبي ليصرعونك). [تفسير عبد الرزاق: 2/311]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه: {ليزلقونك بأبصارهم} قال: ليزيلونك بأبصارهم). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 122]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم}. يقول جلّ ثناؤه: وإن يكاد الّذين كفروا يا محمّد ينفذونك بأبصارهم من شدّة عداوتهم لك ويزيلونك فيرموا بك عند نظرهم إليك غيظًا عليك.
وقد قيل: إنّه عني بذلك: وإن يكاد الّذين كفروا ممّا عانوك بأبصارهم ليرمون بك يا محمّد، ويصرعونك، كما تقول العرب: كاد فلانٌ يصرعني بشدّة نظره إليّ. قالوا: وإنّما كانت قريشٌ عانوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليصيبوه بالعين، فنظروا إليه ليعينوه، وقالوا: ما رأينا ولا مثله، أو إنّه لمجنونٌ، فقال اللّه لنبيّه عند ذلك: {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر ويقولون إنّه لمجنونٌ}.
وبنحو الّذي قلنا في معنى {ليزلقونك} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لمّا سمعوا الذّكر}. يقول: ينفذونك بأبصارهم من شدّة النّظر. يقول ابن عبّاسٍ: يقال للسّهم: زهق السّهم أو زلق.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ليزلقونك بأبصارهم} يقول: لينفذونك بأبصارهم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} يقول: ليزهقونك بأبصارهم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد اللّه، أنّه كان يقرأ: (وإن يكاد الّذين كفروا ليزهقونك).
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في، قوله: {ليزلقونك} قال: لينفذونك بأبصارهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ليزلقونك بأبصارهم} قال: ليزهقونك. وقال الكلبيّ: ليصرعونك.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} لينفذونك بأبصارهم معاداةً لكتاب اللّه، ولذكر اللّه.
- حدّثت، عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وإن يكاد الّذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} يقول: ينفذونك بأبصارهم من العداوة والبغضاء.
واختلفت القرأة في قراءة قوله: {ليزلقونك} فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة: (ليزلقونك) بفتح الياء من زلقته أزلقه زلقًا. وقرأته عامّة قرأة الكوفة والبصرة: {ليزلقونك} بضمّ الياء من: أزلقه يزلقه.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان، ولغتان مشهورتان في العرب متقاربتا المعنى؛ والعرب تقول للّذي يحلق الرّأس: قد أزلقه وزلقه، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {لمّا سمعوا الذّكر}. يقول: لمّا سمعوا كتاب اللّه يتلى. {ويقولون إنّه لمجنونٌ} يقول تعالى ذكره: يقول هؤلاء المشركون الّذين وصف صفتهم: إنّ محمّدًا لمجنونٌ، وهذا الّذي جاءنا به من الهذيان الّذي يهذي به في جنونه). [جامع البيان: 23 / 202-204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا} الآية.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ليزلقونك بأبصارهم} قال: ينفذونك بأبصارهم.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {ليزلقونك بأبصارهم} لينفذونك بأبصارهم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {ليزلقونك بأبصارهم} قال: لينفذونك بأبصارهم معاداة لكتاب الله ولذكر الله.
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه عن عطاء قال: كان ابن عباس يقرأ {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} قال: يقول: ينفذونك بأبصارهم من شدة النظر إليك قال ابن عباس: فكيف يقولون أزلق السهم أو زهق السهم.
وأخرج أبو عبيدة فضائله، وابن جرير عن ابن مسعود أنه قرأ ليزهقونك بأبصارهم.
وأخرج البخاري عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العين حق.
وأخرج أبو نعيم في الحلية، عن جابر أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر.
وأخرج البزار، عن جابر أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين). [الدر المنثور: 14 / 656-657]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وما هو إلاّ ذكرٌ للعالمين} وما محمّدٌ إلاّ ذكرٌ ذكّر اللّه به العالمين الثّقلين الجنّ والإنس). [جامع البيان: 23 / 204]


رد مع اقتباس