عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 12:03 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}


تفسير قوله تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وقوله: {خذوا زينتكم عند كلّ مسجدٍ وكلوا واشربوا} كان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت عراة بالنهار، والنساء منهم بالليل إلّا الحمس - وهم قريش ومن دان بدينهم - ولا يأكلون من الطعام إلّا اليسير إعظاما لحجّهم. فأنزل اللّه هذه الآية). [تفسير غريب القرآن: 167]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كلّ مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين (31)}
هذا أمر بالاستتار في الصلوات، وكان أهل الجاهلية يطوفون عراة.
ويقولون: لا نطوف حول البيت في ثياب قد أذنبنا فيها، وكانت المرأة تطوف عريانة أيضا إلا أنها كانت تشدّ في حقويها أشياء من سيور مقطعة، تسمّي العرب ذلك الرهط، قالت امرأة تطوف وعليها رهط:
اليوم يبدو بعضه أوكلّه ....... فما بدا منه فلا أحلّه
تعني الفرج، لأن السيور لا تستر سترا تامّا.
فأمر الله بعد ذكره عقوبة آدم وحواء في أن بدت لهما سوءاتهما.
بالاستتار في وقت كل صلاة، بعد أن أعلم أن التعرّي وظهور السوءة مكروه من لدن آدم، وقوله بعقب الاستتار:
(وكلوا واشربوا).
لأنهم ادّعوا أنّ اللّه جلّ ثناؤه قد حرم عليهم شيئا مما في بطون الأنعام، وحرم عليهم البحيرة والسائبة، وكانوا يزعمون فيما يأتون من الفحشاء كالتعري وما أشبهه - أن الله جل ثناؤه - أمرهم بذلك فأمرهم اللّه بالاستتار، وأن يأكلوا - ما زعموا أن الله عزّ وجلّ حرّمه مما لم يحرمه، وأن يشربوا مما زعموا أن اللّه - جلّ وعزّ - حرم عليهم شربه، لأن ألبان البحيرة والسائبة كانت عندهم حراما.
وقوله: - جلّ وعزّ -: {ولا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين}.
والإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله مما حرم اللّه تعالى أن يؤكل شيء منه، أو تأكل مما أحل لك فوق القصد ومقدار الحاجة، فأعلم اللّه عزّ وجل أنه لا يحب من أسرف، ومن لم يحببه اللّه عزّ وجلّ فهو في النار ثم قررهم ووبخهم فقال:
{قل من حرّم زينة اللّه الّتي أخرج لعباده والطّيّبات من الرّزق قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدّنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصّل الآيات لقوم يعلمون (32)} ). [معاني القرآن: 2/ 332-333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}
قال عطاء، وطاووس، والضحاك: يعني اللباس لأن قوما من العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة وهو مذهب مجاهد.
وروى شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت مسلم البطين يحدث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة فنزلت: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}
قال الزهري كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس قريشا وأحلافها فقال الله جل وعز: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} ). [معاني القرآن: 3/ 26-27]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدّنيا خالصةً يوم القيامة...}
نصبت خالصة على القطع وجعلت الخبر في اللام التي في الذين، والخالصة ليست بقطع من اللام، ولكنها قطع من لام أخرى مضمرة. والمعنى - والله أعلم -: قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا؛ يقول: مشتركة، وهي لهم في الآخرة خالصة. ولو رفعتها كان صوابا، تردّها على موضع الصفة التي رفعت لأن تلك في موضع رفع. ومثله في الكلام قوله: إنا بخير كثير صيدنا. ومثله قول الله عز وجل: {إن الإنسان خلق هلوعا. إذا مسّه الشرّ جزوعا. وإذا مسّه الخير منوعا}. المعنى: خلق هلوعا، ثم فسر حال الهلوع بلا نصب؛ لأنه نصب في أوّل الكلام. ولو رفع لجاز؛ إلا أن رفعه على الاستئناف لأنه ليس معه صفة ترفعه. وإنما نزلت هذه الآية أن قبائل من العرب في الجاهلية كانوا لا يأكلون أيام حجهم إلا القوت، ولا يأكلون اللحم والدسم، فكانوا يطوفون بالبيت عراةً، الرجال نهارا والنساء ليلا، وكانت المرأة تلبس شيئا شبيها بالحوف ليواريها بعض المواراة؛ ولذلك قالت العامرية:
اليوم يبدو بعضه أو كله ....... وما بدا منه فلا أحله
قال المسلمون: يا رسول الله، نحن أحق بالاجتهاد لربنا، فأرادوا أن يفعلوا كفعل أهل الجاهلية، فأنزل الله تبارك وتعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجدٍ} يعني اللباس. {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} حتى يبلغ بكم ذلكم تحريم ما أحللت لكم، والإسراف ها هنا الغلوّ في الدين). [معاني القرآن: 1/ 377-378]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وأبو عمرو {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} بالنصب؛ تصير حالاً؛ لأنها نكرة؛ مثل: هي في الدار قائمة.
ابن عباس رحمه الله يرفع، ونافع يرفع {خالصة}؛ يصير الخبر فيها: "قل هي خالصة في الحياة الدنيا"؛ والنصب كأنه أحسن على الحال). [معاني القرآن لقطرب: 562]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومثله قوله سبحانه: {قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
أي هي للذين آمنوا- يعني في الدنيا- مشتركة، وفي الآخرة خالصة). [تأويل مشكل القرآن: 222]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قل من حرّم زينة اللّه الّتي أخرج لعباده والطّيّبات من الرّزق قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدّنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصّل الآيات لقوم يعلمون (32)}
أي من حرم أن تلبسوا في طوافكم ما يستركم.
(والطّيّبات من الرّزق).
أي ومن حرم الطيبات مما رزق اللّه، أي من حرم هذه الأشياء التي ذكرتم أنها حرام.
ثم قال عزّ وجلّ: {قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدّنيا خالصة يوم القيامة}.
وتقرأ (خالصة) و (خالصة) يوم القيامة.
المعنى أنها حلال للمؤمنين، وقد يشركهم فيها الكافرون.
أعلم عزّ وجلّ أن الطّيبات تخلص للمؤمنين في الآخرة ولا يشركهم فيها كافر.
فأما إعراب " خالصة " فهو أنه. خبر بعد خبر، كما تقول: زيد عاقل لبيب. فالمعنى قل هي ثابتة للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة.
ومن قرأ (خالصة) جعل خالصة منصوبا على الحال، على أن العامل في قولك في الحياة الدنيا في تأويل الحال. كأنك قلت: هي ثابتة للمؤمنين مستقرة في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة). [معاني القرآن: 2/ 333]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز موبخا لهم: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} هو عام
وقيل أي من حرم لبس الثياب في الطواف ومن حرم ما حرموا من البحيرة وغيرها
قال الفراء إن قبائل من العرب كانوا لا يأكلون اللحم أيام حجهم ويطوفون عراة فأنزل الله جل وعز هذا ثم قال جل وعز: {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}
قال الضحاك يشترك فيها المسلمون والمشركون في الدنيا وتخلص للمسلمين يوم القيامة وقيل في الحياة الدنيا: في الصلة أي آمنوا في ذا الوقت خالصة من الغم والتنغيص). [معاني القرآن: 3/ 27-28]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم...}
(والإثم) ما دون الحدّ (والبغي) الاستطالة على الناس). [معاني القرآن: 1/ 379]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لم ينزّل به سلطاناً}: أي حجّة). [تفسير غريب القرآن: 167]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما حرّم ربّي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحقّ وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطانا وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون (33)}
{وأن تشركوا باللّه ما لم ينزّل به سلطانا}
موضع (أن) نصب: المعنى حرم اللّه الفواحش تحريم الشرك.
ومعنى {لم ينزّل به سلطانا} أي لم ينزل به حجة). [معاني القرآن: 2/ 334]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن}
روى روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال {ما ظهر منها} نكاح الأمهات في الجاهلية {وما بطن} الزنا
وقال قتادة سرها وعلانيتها ثم قال جل وعز: {والإثم}
وقال في موضع آخر: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير}؛ فدل بهاتين الآيتين على أن الخمر والميسر حرام). [معاني القرآن: 3/ 28-29]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً} أي حجة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 84]

تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولكلّ أمّة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (34)}
أي وقت مؤقت.
{فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}.
المعنى: ولا يستقدمون ساعة، ولا أقل من ساعة، ولكن ذكرت الساعة لأنها أقل أسماء الأوقات). [معاني القرآن: 2/ 334]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولكل أمة أجل} أي وقت مؤقت
{فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة } المعنى لا يستأخرون ساعة ولا أقل من ساعة إلا أن الساعة خصت بالذكر لأنها أقل أسماء الأوقات). [معاني القرآن: 3/ 29-30]


رد مع اقتباس