عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون (1) ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ إلّا استمعوه وهم يلعبون (2) لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا هل هذا إلّا بشرٌ مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون (3) قال ربّي يعلم القول في السّماء والأرض وهو السّميع العليم (4) بل قالوا أضغاث أحلامٍ بل افتراه بل هو شاعرٌ فليأتنا بآيةٍ كما أرسل الأوّلون (5) ما آمنت قبلهم من قريةٍ أهلكناها أفهم يؤمنون (6)}
هذا تنبيهٌ من اللّه، عزّ وجلّ، على اقتراب السّاعة ودنوّها، وأنّ النّاس في غفلةٍ عنها، أي: لا يعملون لها، ولا يستعدّون من أجلها.
وقال النّسائيّ: حدّثنا أحمد بن نصرٍ، حدّثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم {في غفلةٍ معرضون} قال: "في الدّنيا"، وقال تعالى: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} [النّحل: 1]، وقال [تعالى]: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإن يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمرٌّ} [القمر: 1، 2]
وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن هانئٍ أبي نواس الشّاعر أنّه قال: أشعر النّاس الشّيخ الطّاهر أبو العتاهية حيث يقول:
النّاس في غفلاتهم = ورحا المنيّة تطحن...
فقيل له: من أين أخذ هذا؟ قال: من قوله تعالى: {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون}.
[وروى في ترجمة "عامر بن ربيعة"، من طريق موسى بن عبيدة الآمديّ، عن عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عامر ابن ربيعة: أنّه نزل به رجلٌ من العرب، فأكرم عامرٌ مثواه، وكلّم فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجاءه الرّجل فقال: إنّي استقطعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم واديًا في العرب، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعةً تكون لك ولعقبك من بعدك. فقال عامرٌ: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورةٌ أذهلتنا عن الدّنيا: {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلةٍ معرضون}]). [تفسير ابن كثير: 5/ 331-332]

تفسير قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى أنّهم لا يصغون إلى الوحي الّذي أنزل اللّه على رسوله، والخطاب مع قريشٍ ومن شابههم من الكفّار، فقال: {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ} أي: جديدٌ إنزاله {إلا استمعوه وهم يلعبون} كما قال ابن عبّاسٍ: ما لكم تسألون أهل الكتاب عمّا بأيديهم وقد حرفوه وبدّلوه وزادوا فيه ونقصوا منه، وكتابكم أحدث الكتب باللّه تقرءونه محضًا لم يشب. ورواه البخاريّ بنحوه). [تفسير ابن كثير: 5/ 332]

تفسير قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} أي: قائلين فيما بينهم خفيةً {هل هذا إلا بشرٌ مثلكم} يعنون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يستبعدون كونه نبيًّا؛ لأنّه بشرٌ مثلهم، فكيف اختصّ بالوحي دونهم؛ ولهذا قال: {أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون}؟ أي: أفتتبعونه فتكونون كمن أتى السّحر وهو يعلم أنّه سحرٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 332]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقال تعالى مجيبًا لهم عمّا افتروه واختلقوه من الكذب: {قال ربّي يعلم القول في السّماء والأرض} أي: الّذي يعلم ذلك، لا يخفى عليه خافيةٌ، وهو الّذي أنزل هذا القرآن المشتمل على خبر الأوّلين والآخرين، الّذي لا يستطيع أحدٌ أن يأتي بمثله، إلا الذي يعلم السر في السموات والأرض.
وقوله: {وهو السّميع العليم} [أي: السّميع] لأقوالكم، {العليم} بأحوالكم. وفي هذا تهديدٌ لهم ووعيدٌ). [تفسير ابن كثير: 5/ 332]

رد مع اقتباس