عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 10:30 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون}
روي أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبني جدارا، فمر به آخر في يوم نزول هذه السورة، فقال الذي كان يبني الجدار: ماذا نزل اليوم من القرآن؟ فقال له الآخر: نزل اليوم {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون}، فنفض يده من البنيان وقال: والله لا بنيت أبدا وقد اقترب الحساب.
وقوله تعالى: {اقترب للناس حسابهم} عام في جميع الناس وإن كان المشار إليه في ذلك الوقت كفار قريش، ويدل على ذلك ما بعد من الآيات، وقوله: {وهم في غفلة معرضون} يريد الكفار.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويتجه من هذه الآية على العصاة من المؤمنين قسطهم). [المحرر الوجيز: 6/151]

تفسير قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {ما يأتيهم} وما بعده مختص بالكفار، وقوله: {من ذكر من ربهم}، قالت فرقة: المراد مما ينزل من القرآن، وقوله: "محدث" يريد نزوله وإتيانه
[المحرر الوجيز: 6/151]
إياهم، لا هو في نفسه. وقالت فرقة: المراد بالذكر أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الشريعة، ووعظه وتذكيره، فهو محدث على الحقيقة، وجعله "من ربهم" من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، ولا يقول إلا ما هو من عند الله، وقالت فرقة: "الذكر" الرسول نفسه، واحتجت بقوله تبارك وتعالى: {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات}، فهو محدث على الحقيقة، ويكون معنى "استمعوه" بمعنى: استمعوا إليه. وقوله: {وهم يلعبون} جملة في موضع الحال، أي: استماعهم في حال لعب، فهو غير نافع ولا واصل النفس). [المحرر الوجيز: 6/152]

تفسير قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم}
قوله: "لاهية" حال بعد حال، واختلف النحاة في إعراب قوله سبحانه: {وأسروا النجوى الذين ظلموا} - فمذهب سيبويه أن الضمير في قوله: "أسروا" فاعل، وأن "الذين" بدل منه، وأن لغة "أكلوني البراغيث" ليست في القرآن، وقال أبو عبيدة وغيره: الواو والألف علامة أن الفاعل مجموع، كالتاء في قولك: "قامت هند"، و"الذين" فاعل بـ "أسروا"، وهذا على لغة من قال: "أكلوني البراغيث"، وقالت فرقة: الضمير فاعل، و"الذين" مرتفع بفعل تقديره: أسرها الذين، أو قالها الذين.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والوقوف على "النجوى" في هذا القول وفي القول الأول أحسن، ولا يحسن في الثاني. وقالت فرقة: "الذين" مرتفع على خبر ابتداء مضمر، تقديره: هم الذين ظلموا، والوقف مع هذا حسن. وقالت فرقة: "الذين" في موضع نصب بفعل تقديره: أعني الذين. وقالت فرقة: "الذين" في موضع خفض بدل من "الناس" في قوله: {اقترب للناس حسابهم}.
[المحرر الوجيز: 6/152]
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه أقوال ضعيفة.
ومعنى: " أسروا النجوى ": تكلموا بينهم بالسر والمناجاة بعضهم لبعض، وقال أبو عبيدة: "أسروا": أظهروا، وهو من الأضداد، ثم بين تعالى الأمر الذي تناجوا به وهو قول بعضهم لبعض: هل هذا إلا بشر مثلكم، ثم قال بعضهم لبعض - على جهة التوبيخ في الجهالة -: {أفتأتون السحر}، أي ما يقول، شبهوه بالسحر، المعنى: أفتتبعون السحر؟ {وأنتم تبصرون}، أي تدركون أنه سحر، وتعلمون ذلك، كأنهم قالوا: تضلون على بينة ومعرفة). [المحرر الوجيز: 6/153]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم وللناس جميعا: {ربي يعلم القول في السماء والأرض}، أي: يعلم أقوالكم هذه وهو بالمرصاد في المجازاة عليها.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: "قل ربي"، وقرأ حمزة، والكسائي: "قال ربي" على معنى الخبر عن نبيه صلى الله عليه وسلم، واختلف عن عاصم، قال الطبري رحمه الله: وهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار). [المحرر الوجيز: 6/153]

رد مع اقتباس