عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:13 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اقترب للنّاس حسابهم} [الأنبياء: 1] أي: إنّ ذلك قريبٌ.
- حدّثني أبو الأشهب والمبارك عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّما مثلي ومثل السّاعة كهاتين فما فضل إحداهما على الأخرى».
وجمع بين إصبعه الوسطى والّتي يقول النّاس: السّبّابة.
في حديث أبي الأشهب.
وقال المبارك: قال: كهاتين يعني: إصبعه الوسطى والّتي تلي الإبهام.
- نا خداشٌ، عن أبي عامرٍ، عن أبي عمران الجونيّ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حين بعث إليّ، بعث إلى صاحب الصّور، فأهوى به إلى فيه وقدّم رجلًا، وأخّر أخرى، متى يؤمر ينفخ، ألا فاتّقوا النّفخة».
قوله: {وهم في غفلةٍ معرضون} [الأنبياء: 1] يعني المشركين في غفلةٍ من
[تفسير القرآن العظيم: 1/297]
الآخرة معرضون عن القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/298]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {اقترب للنّاس حسابهم} أي قربت القيامة {وهم في غفلةٍ}). [تفسير غريب القرآن: 284]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {اقترب للنّاس حسابهم وهم في غفلة معرضون}
معناه اقتربت القيامة، ومثله: {اقتربت السّاعة وانشقّ القمر}.
والمعنى - واللّه أعلم - اقترب للناس وقت حسابهم). [معاني القرآن: 3/383]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {اقترب} أخبرنا أبو عمر - قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي، قال: يقال: اقترب الشيء وقرب بمعنى واحد.

تفسير قوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ما يأتيهم من ذكرٍ من ربّهم محدثٍ} [الأنبياء: 2] يعني القرآن، تفسير السّدّيّ.
وقال قتادة: كلّما نزل من القرآن شيءٌ أعرضوا عنه.
قال: {إلا استمعوه وهم يلعبون} [الأنبياء: 2] يسمعونه بآذانهم ولا تقبله قلوبهم.
نا سعيدٌ، عن قتادة قال: لمّا نزلت هذه الآية، قال أناسٌ من أهل الضّلالة: زعم صاحبكم هذا أنّ السّاعة قد اقتربت، فتناهوا قليلًا.
قال يحيى: ليس يعني عن شركهم.
قال قتادة: ثمّ عادوا إلى أعمالهم، أعمال السّوء.
فلمّا نزل: {أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه} [النحل: 1] قال أناسٌ من أهل الضّلالة: يزعم هذا الرّجل أنّه قد أتى أمر اللّه، فتناهوا قليلًا ثمّ عادوا، فأنزل اللّه تبارك وتعالى في سورة هودٍ: {ولئن أخّرنا عنهم العذاب إلى أمّةٍ معدودةٍ ليقولنّ ما يحبسه} [هود: 8] قال اللّه: {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفًا عنهم} [هود: 8] يعني العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 1/298]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما يأتيهم مّن ذكرٍ مّن رّبّهم مّحدثٍ...}
لو كان المحدث نصباً أو رفعاً لكان صواباً. النصب على الفعل: ما يأتيهم محدثاً. والرفع على الردّ على تأويل الذكر؛ لأنك لو ألقيت (من)
لرفعت الذكر. وهو كقولك: ما من أحد قائمٍ وقائمٌ وقائماً. النصب في هذه على استحسان الباء، وفي الأولى على الفعل). [معاني القرآن: 2/197-198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ما يأتيهم من ذكر من ربّهم محدث إلّا استمعوه وهم يلعبون}
الخفض القراءة، ويجوز في غير القراءة (محدثا ومحدث).
النصب على الحال، والرفع بإضمار هو). [معاني القرآن: 3/383]

تفسير قوله تعالى: {لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {لاهيةً قلوبهم} [الأنبياء: 3] قال قتادة: غافلةً قلوبهم عنه.
قوله: {وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} [الأنبياء: 3] الّذين أشركوا، أسرّوا ذلك فيما بينهم يقول بعضهم لبعضٍ: {هل هذا} [الأنبياء: 3] يعنون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم.
{إلا بشرٌ مثلكم أفتأتون السّحر} [الأنبياء: 3] يعنون القرآن، أي:
[تفسير القرآن العظيم: 1/298]
أفتصدّقون به.
{وأنتم تبصرون} [الأنبياء: 3] أنّه سحرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/299]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاهيةً قلوبهم...}
منصوبة على العطف على قوله: {وهم يلعبون} لأن قوله وهم يلعبون بمنزلة لاعبين. فكأنه: إلاّ استمعوه لاعبين لاهيةً قلوبهم. ونصبه أيضاً من إخراجه من الاسم المضمر في (يلعبون) يلعبون كذلك لاهيةً قلوبهم. ولو رفعت (لاهية) تتبعها يلعبون كان صواباً؛ كما تقول: عبد الله يلهوا ولاعبٌ. ومثله قول الشاعر:

* يقصد في أسوقها وجائر *
ورفع أيضاً على الاستئناف لا بالردّ على يلعبون.
وقوله: {وأسرّوا النّجوى} إنما قيل: وأسرّوا لأنها للناس وصفوا باللهو واللعب و(الذين) تابعة للناس مخفوضة؛ كأنك قلت: اقترب للناس الذين هذه حالهم. وإن شئت جعلت (الذين) مستأنفة مرفوعة، كأنك جعلتها تفسيراً للأسماء التي في أسرّوا؛ كما قال {فعموا وصمّوا ثمّ تاب الله عليهم ثم عموا وصمّوا كثير منهم} ). [معاني القرآن: 2/198]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأسرّوا النجوى الذّين ظلموا} خرج تقدير فعل الجميع هاهنا على غير المستعمل في المنطق لأنهم يقولون في الكلام وأسروا النجوى الذين ظلموا مجازه مجاز إضمار القوم فيه وإظهار كفايتهم فيه التي ظهرت في آخر الفعل ثم جعلوا {الذين} صفة الكناية المظهرة، فكان مجازه: " وأسرّ القوم الذين ظلموا النجوى " فجاءت " الذين " صفة لهؤلاء المضمرين، لأن فعلوا ذلك في موضع فعل القوم ذلك، وقال آخرون: بل قد تفعل العرب هذا فيظهرون عدد القوم في فعلهم إذا بدءوا بالفعل قال أبو عمرو الهذلي: " أكلوني البراغيث " يلفظ الجميع في الفعل وقد أظهر الفاعلين بعد الفعل ومجازه مجاز ما يبدأ بالمفعول قبل الفاعل لأن النجوى المفعولة جاءت قبل الذين أسروها والعرب قد تفعل ذلك وقال:
فجذّ حبل الوصل منها الواشي
" أسرّوا " من حروف الأضداد، أي أظهروا). [مجاز القرآن: 2/34]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لاهيةً قلوبهم وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا هل هذا إلاّ بشرٌ مّثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون}
قال: {وأسرّوا النّجوى} كأنه قال: {وأسرّوا} ثم فسره بعد فقال: "هم {الّذين ظلموا} أو جاء هذا على لغة الذين يقولون "ضربوني قومك"). [معاني القرآن: 3/6]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لاهية قلوبهم وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا هل هذا إلّا بشر مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون }
{لاهية قلوبهم}معطوف على معنى {إلّا استمعوه وهم يلعبون} معناه استمعوه لاعبين
(لاهية قلوبهم) ويجوز أن يكون (لاهية قلوبهم) منصوبا بقوله (يلعبون).
{وأسرّوا النّجوى الّذين ظلموا} في (أسرّوا) قولان أجودهما أن يكون (الّذين ظلموا) في موضع رفع بدلا من الواو من (أسرّوا) ومبيّنا عن معنى الواو.
والمعنى إلا استمعوه وهم يلعبون.
{وأسرّوا النّجوى}، ثم بين من هم هؤلاء فكان بدلا من الواو.
ويجوز أن يكون رفعا على الذم على معنى هم الذين ظلموا.
ويجوز أن يكون في موضع نصب على معنى أعني الذين ظلموا.
وقوله: {هل هذا إلّا بشر مثلكم} بين ما أسروه، والمعنى قالوا سرّا هل هذا إلا بشر مثلكم، يعنون النبي - صلى الله عليه وسلم - أعلمهم الله عزّ وجلّ أنه يعلم القول في السماء والأرض، وأطلع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على قيلهم، وسرّهم). [معاني القرآن: 3/383-384]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل ربّي يعلم القول} يعني: السّرّ.
{في السّماء والأرض وهو السّميع العليم} [الأنبياء: 4] لا أسمع منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 1/299]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال ربّي...}
و{قل ربّي} وكلّ صواب). [معاني القرآن: 2/199]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال ربّي يعلم القول في السّماء والأرض وهو السّميع العليم}
وقرئت (قل ربّي يعلم القول)، و (قال ربّي) ). [معاني القرآن: 3/384]


رد مع اقتباس