الموضوع: سورة البقرة
عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 20 جمادى الآخرة 1434هـ/30-04-2013م, 07:25 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌۭ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌۭ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَٱلْـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُوا۟ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا۟ وَٱشْرَبُوا۟ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلْأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلْأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا۟ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَٰكِفُونَ فِى ٱلْمَسَٰجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(187)}

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية الثّامنةقال اللّه جلّ وعزّ {أحلّ لكم ليلة الصّيام الرّفث إلى نسائكم} [البقرة: 187] الآية
قال أبو العالية، وعطاءٌ: هي ناسخةٌ لقوله جلّ وعزّ {كما كتب على الّذين من قبلكم} [البقرة: 183]
وقال غيرهما: هي ناسخةٌ لفعلهم الّذي كانوا عليه
حدّثنا أبو جعفرٍ قال: حدّثنا جعفر بن مجاشعٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الملك، قال: حدّثنا زهيرٌ، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن البراء " أنّ الرّجل منهم كان إذا نام قبل أن يتعشّى في رمضان لم يحلّ له أن يأكل ليلته ومن الغد حتّى نزلت {وكلوا واشربوا حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187]
نزلت في أبي قيسٍ وهو ابن عمرٍو أتى أهله وهو صائمٌ يعني بعد المغرب قال: هل عندكم من شيءٍ؟ فقالت له امرأته: لا تنم حتّى أخرج فألتمس لك شيئًا فلمّا رجعت وجدته نائمًا
فقالت: لك الخيبة، فبات وأصبح صائمًا إلى ارتفاع النّهار فغشي عليه فنزلت {وكلوا واشربوا} [البقرة: 187] الآية
وقال كعب بن مالكٍ: وكان النّاس في رمضان إذا نام أحدهم بعد المساء حرّم عليه الطّعام والشّراب والنّساء فسمر عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليلةً فأتى منزله فأراد امرأته فقالت: إنّي قد نمت فقال: ما نمت فوقع عليها وصنع كعب بن مالكٍ مثل ذلك فأتى عمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبره فنزلت {علم اللّه أنّكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهنّ} [البقرة: 187] الآية
فاتّفقت الأقوال أنّها ناسخةٌ إمّا بفعلهم وإمّا بالآية فذلك غير متناقضٍ
وفي هذه الآية {ولا تباشروهنّ وأنتم عاكفون في المساجد}[البقرة: 187]
قال الضّحّاك كانوا يجامعون وهم معتكفون في المساجد، فنزلت،
يعني هذه الآية
وقال مجاهدٌ: كانت الأنصار تجامع يعني في الاعتكاف
قال الشّافعيّ: فدلّ أنّ المباشرة قبل نزول الآية كانت مباحةً في الاعتكاف حتّى نسخ بالنّهي عنه، واللّه جلّ وعزّ أعلم
واختلف العلماء في الآية التّاسعة، والصّحيح أنّه لا نسخ فيها
). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 1/454-630]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {فالآن باشروهن} الآية:أباح الله تعالى المباشرة للنّساء ليالي الصّيام كلّه إباحةً عامةً.
والمباشرة: الجماع لا اختلاف في هذا، لقوله تعالى: {وابتغوا ما كتب الله لكم} [البقرة: 187] يعني: الولد.
وقد توهّم قومٌ أنّ هذا الحكم منسوخٌ بقوله تعالى: {فاعتزلوا النّساء في المحيض} [البقرة: 222]، وليس الأمر كذلك. وإنما هو على أحد وجهين:
- إما أن يكون تحريم وطء الحائض نزل قبل إباحة الوطء ليلة الصيام، فنزل ذلك وقد استقرّ في أنفسهم تحريم وطء الحائض، فصارت المباشرة المباحة مخصوصةً ليل الصّوم في غير الحائض من زوجةٍ أمة.
- وإمّا أن يكون تحريم وطء الحائض نزل بعد هذه الآية، فتكون مبيّنةً لها ومخصّصةً أنها في غير ذوات الحيض.
فلا يجب أن يدخل هذا في الناسخ والمنسوخ.
ولو نسخ إباحة المباشرة لم ينسخ إلاّ بمنع ذلك كلّه، فيعود الأمر إلى منع الوطء في ليل الصّوم. وهذا لا يجوز للنّصّ والإجماع على إباحته.
).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:123- 200]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس