عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 محرم 1440هـ/14-09-2018م, 09:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال فمن ربّكما يا موسى (49) قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى (50) قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربّي في كتابٍ لا يضلّ ربّي ولا ينسى (52)}.
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون أنّه قال لموسى منكرًا وجود الصّانع الخالق، إله كلّ شيءٍ وربّه ومليكه، قال: {فمن ربّكما يا موسى} أي: الّذي بعثك وأرسلك من هو؟ فإنّي لا أعرفه، وما علمت لكم من إلهٍ غيري). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 297]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى}. قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ يقول: خلق لكلّ شيءٍ زوجة.
وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: جعل الإنسان إنسانًا، والحمار حمارًا، والشّاة شاةً.
وقال ليث بن أبي سليم، عن مجاهدٍ: أعطى كلّ شيءٍ صورته.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: سوّى خلق كلّ دابّةٍ.
وقال سعيد بن جبيرٍ في قوله: {أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى} قال: أعطى كلّ ذي خلق ما يصلحه من خلقه، ولم يجعل للإنسان من خلق الدّابّة، ولا للدّابّة من خلق الكلب، ولا للكلب من خلق الشّاة، وأعطى كلّ شيءٍ ما ينبغي له من النّكاح، وهيّأ كلّ شيءٍ على ذلك، ليس شيءٌ منها يشبه شيئًا من أفعاله في الخلق والرّزق والنّكاح.
وقال بعض المفسّرين: {أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى} كقوله تعالى: {والّذي قدّر فهدى} [الأعلى: 3] أي: قدّر قدرًا، وهدى الخلائق إليه، أي: كتب الأعمال والآجال والأرزاق، ثمّ الخلائق ماشون على ذلك، لا يحيدون عنه، ولا يقدر أحدٌ على الخروج منه. يقول: ربّنا الّذي خلق [الخلق] وقدّر القدر، وجبل الخليقة على ما أراد). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 297-298]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال فما بال القرون الأولى} أصحّ الأقوال في معنى ذلك: أنّ فرعون لـمّا أخبره موسى بأنّ ربّه الّذي أرسله هو الّذي خلق ورزق وقدّر فهدى، شرع يحتجّ بالقرون الأولى، أي: الّذين لم يعبدوا اللّه، أي: فما بالهم إذا كان الأمر كما تقول، لم يعبدوا ربّك بل عبدوا غيره؟ فقال له موسى في جواب ذلك: هم وإن لم يعبدوه فإنّ عملهم عند اللّه مضبوطٌ عليهم، وسيجزيهم بعملهم في كتاب اللّه، وهو اللّوح المحفوظ وكتاب الأعمال، {لا يضلّ ربّي ولا ينسى} أي: لا يشذّ عنه شيءٌ، ولا يفوته صغيرٌ ولا كبيرٌ، ولا ينسى شيئًا. يصف علمه تعالى بأنّه بكلّ شيءٍ محيطٌ، وأنّه لا ينسى شيئًا، تبارك وتعالى وتقدّس، فإنّ علم المخلوق يعتريه نقصانان أحدهما: عدم الإحاطة بالشّيء، والآخر نسيانه بعد علمه، فنزّه نفسه عن ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 298]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذي جعل لكم الأرض مهدًا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السّماء ماءً فأخرجنا به أزواجًا من نباتٍ شتّى (53) كلوا وارعوا أنعامكم إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى (54) منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى (55) ولقد أريناه آياتنا كلّها فكذّب وأبى (56)}.
هذا من تمام كلام موسى فيما وصف به ربّه، عزّ وجلّ، حين سأله فرعون عنه، فقال: {الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه ثمّ هدى}، ثمّ اعترض الكلام بين ذلك، ثمّ قال: {الّذي جعل لكم الأرض مهادًا}
وفي قراءة بعضهم "مهدًا" أي: قرارًا تستقرّون عليها وتقومون وتنامون عليها وتسافرون على ظهرها، {وسلك لكم فيها سبلا} أي: جعل لكم طرقًا تمشون في مناكبها، كما قال تعالى: {وجعلنا فيها فجاجًا سبلا لعلّهم يهتدون} [الأنبياء: 31].
{وأنزل من السّماء ماءً فأخرجنا به أزواجًا من نباتٍ شتّى} أي: [من] ألوان النّباتات من زروعٍ وثمارٍ، ومن حامضٍ وحلوٍ، وسائر الأنواع). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 298-299]

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلوا وارعوا أنعامكم} أي: شيءٌ لطعامكم وفاكهتكم، وشيءٌ لأنعامكم لأقواتها خضرًا ويابسًا.
{إنّ في ذلك لآياتٍ} أي: لدلالاتٍ وحججًا وبراهين {لأولي النّهى} أي: لذوي العقول السّليمة المستقيمة، على أنّه لا إله إلّا اللّه، ولا ربّ سواه). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 299]

تفسير قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى}أي: من الأرض مبدؤكم، فإنّ أباكم آدم مخلوقٌ من ترابٍ من أديم الأرض، {وفيها نعيدكم} أي: وإليها تصيرون إذا متّم وبليتم، ومنها نخرجكم تارةً أخرى. {يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنّون إن لبثتم إلا قليلا} [الإسراء: 52].
وهذه الآية كقوله تعالى: {قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} [الأعراف: 25].
وفي الحديث الّذي في السّنن أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حضر جنازةً، فلمّا دفن الميّت أخذ قبضةً من التّراب فألقاها في القبر ثمّ قال {منها خلقناكم} ثمّ [أخذ] أخرى وقال: {وفيها نعيدكم}. ثمّ أخذ أخرى وقال: {ومنها نخرجكم تارةً أخرى}). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 299]

رد مع اقتباس