[شيماء رأفت]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33) إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): ((فمنهم مقتصد) [32] تام.
ومثله (إن وعد الله حق) [33]، (الحياة الدنيا) حسن. ومثله: (بالله الغرور).
(إن الله عنده علم الساعة) [34] حسن. (وينزل الغيث) حسن.
ومثله: (ويعلم ما في الأرحام)، (ماذا تكسب غدا)، (بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) تام. )
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/839]

قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({مقتصدٌ} تام. ومثله {إن وعد الله حق}. {الحياة الدنيا} كاف. {الغرور} تام.
{علم الساعة} كاف. ومثله {وينزل الغيث} ومثله {ما في الأرحام} ومثله {تكسب غدًا}. {بأي أرضٍ تموت} أكفى من ذلك.
حدثنا علي بن محمد المالكي قال: حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا البخاري قال: حدثنا محمد بن يوسف
قال: حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام وما تعلم نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر)) )[المكتفى: 454-455]

قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( {عن ولده- 33- ز} لعطف الجملتين المختلفتين لفظًا مع صدق الاتصال معنى. {شيئًا- 33- ط}. {الدنيا- 33- } وقفة للفصل بين الموعظتين تنبيها على أن كل واحدة مهمة. {الساعة- 34- ج} وإن اتفقت الجملتان ولكن للتفصيل بين [غيب وغيب] تعظيمًا للغيوب الخمسة.
{الأرحام- 34- ط} لابتداء جملة منفية فيها استفهام. {غدا- 34- ط} لابتداء نفي آخر تفصيلاً وعظيمًا، دليله تكرار ذكر النفس، مع إمكان الاكتفاء بالضمير. {تموت- 34- ط} للابتداء بـ{إن}. )
[علل الوقوف: 2/808]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (عن ولده (جائز)
شيًا (حسن)
إنَّ وعد الله حق (أحسن) مما قبله
الحياة الدنيا (حسن) للفصل بين الموعظتين
الغرور (تام)
علم الساعة (حسن) ومثله وينزل الغيث وكذا ما في الأرحام للابتداء بالنفي ومثله ماذا تكسب غدًا وكذا تموت.
آخر السورة (تام))[منار الهدى: 304]

- أقوال المفسرين