عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 12:11 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قال فمن رّبّكما يا موسى...}
يكلّم الاثنين ثم يجعل الخطاب لواحد؛ لأن الكلام إنما يكون من الواحد لا من الجميع. ومثله مما جعل الفعل على اثنين وهو لواحدٍ.
قوله: {نسيا حوتهما} وإنما نسيه واحد ألا ترى أنه قال لموسى: {فإنّي نسيت الحوت} ومثله {يخرج منهما الّلؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج من الملح). [معاني القرآن: 2/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الرجل بشيء ثم يجعل الخطاب لغيره:
كقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، ثم قال للكفار: {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}
يدلك على ذلك قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
وقال: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى}؟.
وقال: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.
وقال: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}، ثم قال: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}.
وقال: {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، يريد أباكم آدم، صلّى الله عليه وسلم). [تأويل مشكل القرآن: 291،290]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فمن ربّكما يا موسى {49} قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه} [طه: 49-50] قال قتادة: صلاحه.
وقال الحسن: صلاحه وقوّته الّذي يقوم به ويعيش به.
{ثمّ هدى} [طه: 50]
[تفسير القرآن العظيم: 1/261]
قال قتادة: إلى أخذه.
قال يحيى: يقول ثمّ هداه فدلّه حتّى أخذه.
وقال مجاهدٌ: سوّى خلق كلّ دابّةٍ، ثمّ هداها لما يصلحها وعلّمها إيّاه.
وقال الكلبيّ: أعطاه شكله من نحوه: أعطى الرّجل المرأة، والجمل النّاقة، والذّكر الأنثى، ثمّ هداه: عرّفه كيف يأتيها.
قرّة بن خالدٍ، عن الحسن أنّه قال: {صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيءٍ} [النمل: 88] ثمّ قال: أم تر إلى كلّ دابّةٍ كيف تتّقي على نفسها.
وقال السّدّيّ: {أعطى كلّ شيءٍ خلقه} [طه: 50] يعني: صورته الّتي تصلح له.
قال: {ثمّ هدى} [طه: 50] يعني: ألهمه لمرعاه، فمنها ما يأكل النّبت، ومنها ما يأكل الحبّ، ومنها ما يأكل اللّحم، ألهمه كيف يأتي معيشته ومرعاه). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أعطى كلّ شيء خلقه} [يقال: أعطى الذكر من الناس امرأة مثله من صنفه، والشاة شاة، والثور بقرة] ).
[معاني القرآن: 2/181]

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ هدى...}
ألهم الذكر المأتي). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ربّنا الّذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه} أي أعطي كل ذكر خلقا مثله من الإناث.
{ثمّ هدى} أي هدى الذكر لإتيان الأنثى). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنها إرشاد بالإلهام، كقوله: {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}، أي صورته من الإناث، ثم هدى أي ألهمه إتيان الأنثى، ويقال: طلب المرعى وتوقّى المهالك.
وقوله عز وجل: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى}، أي هدى الذكر بالإلهام لإتيان الأنثى). [تأويل مشكل القرآن: 444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال ربّنا الّذي أعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى}
معناه خلق كل شيء على الهيئة التي بها ينتفع، والتي هي أصلح الخلق له، ثم هداه لمعيشته، وقد قيل ثم هداه لموضع ما يكون منه الولد.
والأول أبين في التفسير، وهذا جائز، لأنا نرى الذّكر من الحيوان يأتي الأنثى ولم ير ذكرا قد أتى أنثى قبله فألهمه اللّه - عزّ وجلّ - ذلك وهداه إلى المأتي.
والقول الأول ينتظم هذا المعنى، لأنّه إذا هداه لمصلحته فهذا داخل في المصلحة، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 3/359،358]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قال فما بال القرون الأولى} [طه: 51] دعاه موسى إلى الإيمان بالبعث فقال له فرعون: {فما بال القرون الأولى} [طه: 51] قد هلكت فلم تبعث). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال قتادة: {قال فما بال القرون الأولى} [طه: 51] أي أين أعمال القرون الأولى؟). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {فما بال القرون الأولى} أي ما خبر الأمم الأولى وما حديثهم).
[مجاز القرآن: 2/20]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فما بال القرون الأولى} أي فما حالها؟ يقال: أصلح اللّه بالك، أي حالك). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {قال فما بال القرون الأولى}
قال له موسى عليه السلام:{قال علمها عند ربّي في كتاب لا يضلّ ربّي ولا ينسى} . [معاني القرآن: 3/359]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَمَا بَالُ القرون الأولى}: ما حالها؟). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 152]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال علمها عند ربّي في كتابٍ لا يضلّ ربّي ولا ينسى} [طه: 52] لا يضلّه فيذهب ولا ينسى ما فيه.
هذا تفسير الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 1/262]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال علمها عند ربّي في كتابٍ لا يضلّ ربّي ولا ينسى} [طه: 52] قال قتادة: يعني ذلك الكتاب، {ولا ينسى} [طه: 52] علم أعمالها وآجالها.
[تفسير القرآن العظيم: 1/262]
- وحدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة قال: قال فرعون: يا هامان، إنّ موسى يعرض عليّ أنّ لي ملكي حياتي ما بقيت، وأنّ لي الجنّة إذا متّ.
وقال له هامان: بينما أنت إلهٌ تعبد إذ صرت عبدًا تعبد، فردّه عن رأيه). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {في كتابٍ لاّ يضلّ ربّي...}

ربّي أي لا ينساه و(ربّي) في موضع رفع تضمر الهاء في يضلّه (ولا ينسى) وتقول: أضللت الشيء إذا ضاع؛ مثل الناقة والفرس وما انفلت منك. وإذا أخطأت الشيء الثابت موضعه مثل الدار والمكان قلت: ضللته وضللته لغتان ولا تقل أضللت ولا أضللته). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال علمها عند ربّي في كتاب لا يضلّ ربّي ولا ينسى}
معناه لا يضلها ولا ينساها، ولا يضله ربي ولا ينساه، يعنى به الكتاب.
ومعنى ضللت الشيء وضللت بكسر اللام وفتحها أضلّه وأضلّه، إذا جعلته في مكان لم تدر أين هو، ويضل من أضللته، ومعنى أضللته أضعته.
قال أبو إسحاق من قرأ بالفتح فمعناه لا يضل أي لا يضل عن ربّي..
وإذا ضممت الياء فمعناه لا يوجد ربي ضالّا عنها). [معاني القرآن: 3/359]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذي جعل لكم الأرض مهدًا} [طه: 53] مثل قوله: {جعل لكم الأرض بساطًا} [نوح: 19].
{فراشًا} [البقرة: 22] قوله: {وسلك لكم فيها سبلا} [طه: 53] أي: وجعل لكم فيها طرقًا.
{وأنزل} [طه: 53] لكم.
{من السّماء ماءً فأخرجنا به أزواجًا من نباتٍ شتّى} [طه: 53] مختلفٌ في لونه وطعمه.
وكلّ ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوجٌ.
قال: فالّذي ينبت هذه الأزواج الشّتّى قادرٌ على أن يبعثكم بعد الموت). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى...}

مختلف الألوان والطعوم). [معاني القرآن: 2/181]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {الّذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً وأنزل من السّماء ماء فأخرجنا به أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى}
وقال: {أزواجاً مّن نّباتٍ شتّى} يريد: "أزواجاً شتّى من نباتٍ" أو يكون النبات هو شتى. كلّ ذلك مستقيم). [معاني القرآن: 3/4]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أزواجاً} أي ألوانا كل لون زوج). [تفسير غريب القرآن: 279]

تفسير قوله تعالى: {كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (54)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {كلوا وارعوا أنعامكم} [طه: 54] من ذلك النّبات.
{إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى} [طه: 54] سعيدٌ، عن قتادة قال: لأولي الورع.
وقال الحسن: لأولي العقول). [تفسير القرآن العظيم: 1/263]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ لأولي النّهى...}

يقول: في اختلاف ألوانه وطعمه آيات لذوي العقول. وتقول للرجل. إنه لذو نهية إذا كان ذا عقل). [معاني القرآن: 2/181]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لأولي النّهى} مجازه لذوي الحجى واحدتها نهية، أي أحلام وعقول وانتهى إلى عقول أمرهم ورأيهم،
ومجاز قولهم لذي حجى أي لذي عقل ولب). [مجاز القرآن: 2/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لأولي النهى}: العقول. واحده نهية. يقال إنه لذو رأي ونهية). [غريب القرآن وتفسيره: 246]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لأولي النّهى} أي أولي العقول. والنّهية: العقل. قال ذو الرّمة:
[لعرفانها والعهد ناء] وقد بدا لذي نهية إلا إلى أمّ سالم). [تفسير غريب القرآن: 279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {كلوا وارعوا أنعامكم إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى}
{إنّ في ذلك لآيات لأولي النّهى} معناه لذوي العقول، واحد لنهى نهية.
يقال: فلان ذو نهية ومعناه ذو عقل ينتهي به عن المقابح ويدخل به في المحاسن.
وقال بعض أهل اللغة: ذو النهية الذي ينتهى إلى رأيه وعقله.
وهذا حسن أيضا). [معاني القرآن: 3/359]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لأولي النهى} أي: لأولي العقول). [ياقوتة الصراط: 347]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِّأُوْلِي النُّهَى}: أولي العقول). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 153]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {النُّهـى}: العقول). [العمدة في غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {منها خلقناكم} [طه: 55] يعني من الأرض خلقناكم.
قال الحسن: يعني خلق آدم.
{وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} [طه: 55] سعيدٌ 1: 264 -، عن قتادة قال: مرّةً أخرى.
[تفسير القرآن العظيم: 1/263]
- يحيى، عن صاحبٍ له، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ خلق أحدكم يجمع في بطن أمّه أربعين يومًا نطفةً، ثمّ يكون علقةً أربعين يومًا، ثمّ يكون مضغةً أربعين يومًا، ثمّ يؤمر الملك أن يكتب أربعًا: رزقه، وعمله، وأثره، وشقيًّا أو سعيدًا.
والّذي لا إله غيره إنّ العبد ليعمل بعمل أهل الجنّة حتّى ما يكون بينه وبين الجنّة إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النّار حتّى يدخلها، وإنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار حتّى ما يكون بينه وبين النّار إلا ذراعٌ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة حتّى يدخلها ".
قال يحيى: وبلغني أنّه يؤخذ من تربة الأرض الّتي يموت فيها، فيخلط بخلقه أو فتذرى على خلقه وهو قوله: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى} [طه: 55] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/264]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {تارةً أخرى...}

مردودة على قوله: {منها خلقناكم} لا مردودة على {نعيدكم} لأن الأخرى والآخر إنما يردّان على أمثالهما. تقول في الكلام: اشتريت ناقةً وداراً وناقة أخرى فتكون (أخرى) مردودة على الناقة التي هي مثلها ولا يجوز أن (تكون مردودةً) على الدار. وكذلك قوله: {منها خلقناكم} كقوله: (منها أخرجناكم، ونخرجكم بعد الموت (مرة أخرى) ). [معاني القرآن: 2/181]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}
يعنى به الأرض، لأن اللّه - عزّ وجلّ - خلق آدم من تراب، وجرى الإضمار على قوله: {الّذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا}.
وقوله: {تارة أخرى}.
{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}
متعلق بقوله {منها نخرجكم}، لأن المعنى كمعنى الأول.
لأن معنى {ومنها نخرجكم} بمنزلة منها خلقناكم، فكأنّه قال - واللّه أعلم -: ومنها نخلقكم تارة أخرى، لأن إخراجهم وهم تراب بمنزلة خلق آدم من تراب). [معاني القرآن: 3/360،359]

رد مع اقتباس