عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:16 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أقم الصّلاة لدلوك الشّمس} [الإسراء: 78] سعيدٌ، عن قتادة قال: إذا زالت الشّمس عن بطن السّماء لصلاة الظّهر.
{إلى غسق اللّيل} [الإسراء: 78] قال: بدوّ اللّيل لصلاة المغرب.
قال يحيى: يقول لزوال الشّمس عن كبد السّماء، يعني صلاة الظّهر والعصر بعدها.
{إلى غسق اللّيل} [الإسراء: 78] بدوّ اللّيل واجتماعه وظلمته.
صلاة المغرب عند بدوّ اللّيل، وصلاة العشاء عند اجتماع اللّيل، وظلمته إذا غاب الشّفق.
- مالك بن أنسٍ، عن داود بن الحصين، أنّ ابن عبّاسٍ قال: دلوك الشّمس: إذا فاء الفيء، وغسق اللّيل: اجتماع اللّيل وظلمته.
- مالك بن أنسٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: دلوك الشّمس ميلها.
- سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن، أنّ رسول اللّه لمّا جاء بالصّلوات الخمس إلى قومه خلّى عنهم، حتّى إذا زالت الشّمس عن بطن السّماء نودي فيهم: الصّلاة جامعةً.
ففزعوا لذلك واجتمعوا، فصلّى بهم الظّهر أربع ركعاتٍ، لا يعلن فيهنّ القراءة، جبريل بين يدي نبيّ اللّه، ونبيّ اللّه بين أيدي النّاس، يقتدي النّاس بنبيّهم، ويقتدي نبيّ اللّه بجبريل.
ثمّ خلّى عنهم، حتّى إذا تصوّبت الشّمس وهي بيضاء نقيّةٌ نودي فيهم: الصّلاة جامعةً.
فاجتمعوا، فصلّى بهم العصر أربع ركعاتٍ دون صلاة الظّهر، لا يعلن فيهنّ القراءة، جبريل بين يدي نبيّ اللّه، ونبيّ اللّه بين أيدي النّاس، يقتدي النّاس بنبيّهم، ويقتدي نبيّ اللّه بجبريل.
ثمّ خلّى عنهم، حتّى إذا غربت الشّمس نودي فيهم: الصّلاة جامعةً.
فصلّى بهم المغرب ثلاث ركعاتٍ يعلن في
[تفسير القرآن العظيم: 1/153]
الرّكعتين الأوليين ولا يعلن في الرّكعة الآخرة، جبريل بين يدي نبيّ اللّه، ونبيّ اللّه بين أيدي النّاس، يقتدي النّاس بنبيّهم، ويقتدي نبيّ اللّه بجبريل.
ثمّ خلّى عنهم، حتّى إذا غاب الشّفق وأظلم العشاء نودي فيهم: الصّلاة جامعةً.
فاجتمعوا، فصلّى بهم العشاء أربع ركعاتٍ يعلن في الرّكعتين الأوليين ولا يعلن في الآخرتين، جبريل بين يدي نبيّ اللّه، ونبيّ اللّه بين أيدي النّاس، يقتدي النّاس بنبيّهم، ويقتدي نبيّ اللّه بجبريل.
ثمّ بات النّاس ولا يدرون أيزادون على ذلك أم لا.
حتّى إذا طلع الفجر نودي فيهم: الصّلاة جامعةً.
فاجتمعوا.
فصلّى بهم الصّبح ركعتين أطالهما وأعلن فيهما القراءة، جبريل بين يدي نبيّ اللّه، ونبيّ اللّه بين أيدي النّاس، يقتدي النّاس بنبيّهم، ويقتدي نبيّ اللّه بجبريل.
- المعلّى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعودٍ، قال: دلوكها غروبها.
- المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: غابت الشّمس فقال عبد اللّه بن مسعودٍ: والّذي لا إله غيره إنّ هذه السّاعة لميقات هذه الصّلاة، ثمّ تلا هذه الآية: {أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل} [الإسراء: 78].
قال المسعوديّ: فدلوكها حين تغيب في قول عبد اللّه، وغسق اللّيل: مجيء اللّيل والصّلاة فيما بينهما.
قال يحيى: وتفسير ابن عبّاسٍ: هو زوالها، هو قول العامّة، يعني وقت صلاة الظّهر فيما حدّثني المسعوديّ وغيره.
ثمّ قال المسعوديّ: قال السّدّيّ، وكان يعالج التّفسير: لو كان دلوك الشّمس زوالها لكانت الصّلاة فيما بين زوالها إلى أن تغيب.
وكان قول ابن عبّاسٍ أعجب إلى المسعوديّ.
قوله: {وقرءان الفجر} [الإسراء: 78] قال قتادة: وهي صلاة الصّبح.
{إنّ قرءان الفجر كان مشهودًا} [الإسراء: 78] يشهده ملائكة اللّيل وملائكة النّهار، يجتمعون عند صلاة الصّبح وعند صلاة العصر فيما
- حدّثنا عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ: " فيسألهم ربّهم وهو أعلم بهم فيقول: كيف تركتم
[تفسير القرآن العظيم: 1/154]
عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلّون، وتركناهم وهم يصلّون ".
- سعيدٌ، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، أنّ أبا عبيدة بن عبد اللّه بن مسعودٍ كتب إليه أنّ عبد اللّه بن مسعودٍ كان يقول عند صلاة المغرب: يجتمع الحرسان من ملائكة اللّه: ملائكة اللّيل، وملائكة النّهار.
سعيدٌ، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: كنّا نحدّث أنّ عند صلاة الفجر يجتمع الحرسان من ملائكة اللّه: حرس اللّيل، وحرس النّهار، ويقرأ هذه الآية: {وقرءان الفجر إنّ قرءان الفجر كان مشهودًا} [الإسراء: 78].
- المسعوديّ، عن عمرو بن مرّة، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعودٍ، قال: يتدارك الحرسان عند صلاة الصّبح والمغرب.
وقال: اقرءوا إن شئتم: {وقرءان الفجر إنّ قرءان الفجر كان مشهودًا} [الإسراء: 78] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/155]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل...}

جاء عن ابن عباس قال: هو زيغوغتها وزوالها للظهر. قال أبو زكريّا: ورأيت العرب تذهب بالدلوك إلى غياب الشمس أنشدني بعضهم:
هذا مقام قدمي رباح = ذبّب حتى دلكت براح
يعني الساقي ذبّب: طرد الناس. براح يقول: حتى قال بالراحة على العين فينظر هل غابت قال: هكذا فسّروه.
وقوله: {إلى غسق اللّيل}: أوّل ظلمته للمغرب والعشاء.
وقوله: {وقرآن الفجر} أي وأقم قرآن الفجر {إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً} يعني صلاة الفجر تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار). [معاني القرآن: 2/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل} ودلوك الشمس من عند زوالها إلى أن تغيب وقال:
هذا مقام قدمى رباح= غدوة حتى دلكت براح
ألا ترى أنها تدفع بالراح، يضع كفه على حاجبيه من شعاعها لينظر ما بقي من غيابها والدلوك دنوها من غيبوبتها،
قال العجاج:
والشمس قد كادت تكون دنفاً= أدفعها بالراح كي تزحلفا
{إلى غسق اللّيل}، أي ظلامه قال: ابن قيس الرّقيّات:
إنّ هذا الليل قد غسقا= واشتكيت الهمّ والأرقا
{وقرآن الفجر} أي ما يقرأ به في صلاة الفجر.
{إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً} مجازه: إن ملائكة الليل تشهده وإذا صليت الغداة أعقبتها ملائكة النهار). [مجاز القرآن: 1/388-387]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً}
[وقال] {وقرآن الفجر} أي: وعليك قرآن الفجر). [معاني القرآن: 2/73]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لدلوك الشمس} فهم يقولون: دلكت الشمس؛ أي غابت؛ وقالوا: دلكت براح يا هذا؛ يريد: الشمس.
وقال الراجز:
هذا مقام قدمي رباح = للشمس حتى دلكت براح
فكسر الحاء ونصب الباء.
وقالوا: هذه براح يا هذا، بضم الحاء: اسم للشمس؛ وقال أيضًا: قد دلكت براح منون يا هذا: أي غابت أو كادت؛ كأنه ينظر إليها براحته.
وقال رؤبة:
شادخة الغرة غراء الضحك = تبلج الزهراء في جنح الدلك
جعل الدلك غيبوبة للشمس، كالدلوك.
وقال ذو الرمة أيضًا في ذلك:
مصابيح ليست باللواتي تقودها = نجوم ولا بالآفلات الدوالك
وكان ابن عباس يقول {لدلوك الشمس} أي لزوالها، الظهر والعصر؛ وقالوا أيضًا: هذه ذكاء يا هذا، للشمس أيضًا.
وقال الراجز:
قد وردت قبل انبلاج الفجر = وابن ذكاء كامن في كفر
قال أبو علي: كل ما غطى فهو كافر.
[معاني القرآن لقطرب: 840]
وأما قوله {إلى غسق الليل} فقالوا: غسق الليل يغسق غسقًا وغسوقًا؛ أي أظلم؛ و{غاسق إذا وقب} من ذلك؛ أي من مظلم إذا دخل.
وقال كعب بن زهير:
ظلت تجوب يداها وهي لاهية = حتى إذا هجم الإظلام والغسق
وكان ابن عباس يقول {إلى غسق الليل} المغرب وعشاء الآخرة). [معاني القرآن لقطرب: 841]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {لدلوك الشمس إلى غسق الليل}: دلوكها من عند زوالها إلى الليل و{غسق الليل}: سواده.
{كان مشهودا}: ذكروا أن ملائكة الليل وملائكة النهار تشهدها). [غريب القرآن وتفسيره: 219]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لدلوك الشّمس}: غروبها. ويقال: زوالها. والأول أحب إليّ، لأن العرب تقول: دلك النجم، إذا غاب.
قال ذو الرّمّة:
مصابيح ليست باللواتي تقودها نجوم ولا بالآفلات الدّوالك
وتقول في الشمس: دلكت براح يريدون غربت. والناظر قد وضع كفه على حاجبه ينظر إليها. قال الشاعر:
والشمس قد كادت دنفا أدفعها بالراح كي تزحلفا
فشبهها بالمريض في الدّنف، لأنها قد همّت بالغروب. كما قارب الدّنف الموت. وإنما ينظر إليها من تحت الكف، ليعلم كم بقي لها إلى أن تغيب ويتوقي الشعاع بكفه.
{وغسق اللّيل}: ظلامه.
{وقرآن الفجر} أي قراءة الفجر). [تفسير غريب القرآن: 260-259]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أقم الصّلاة لدلوك الشّمس إلى غسق اللّيل وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهودا}
دلوك الشمس زوالها وميلها في وقت الظهيرة، وكذلك ميلها إلى الغروب هو دلوكها أيضا، يقال: قد دلكت براح وبراح.
أي قد مالت للزوال حتى صار الناظر يحتاج إذا تبصرها أن يكسر الشعاع عن بصره براحته.
قال الشاعر:
هذا مقام قدمي رباح= للشمس حتى دلكت براح
وقوله: {إلى غسق اللّيل} أي ظلمة الليل.
{وقرآن الفجر} أي فأقم قرآن الفجر، وفي هذا الموضع فائدة عظيمة تدل على أن الصلاة لا تكون إلا بقراءة، لأن قوله أقم الصلاة وأقم قرآن الفجر قد أمر أن
نقيم الصلاة بالقراءة حتى سميت الصلاة قرآنا، فلا تكون صلاة إلا بقراءة.
وقوله: {إنّ قرآن الفجر كان مشهودا}.
جاء في التفسير أن ملائكة الليل يحضرون قراءة الفجر، وملائكة النهار يحضرونها أيضا). [معاني القرآن: 3/256-255]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل}
روى سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله قال دلوكها غروبها
وروى سفيان عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس لدلوك الشمس لغروبها
وروى الشعبي عن ابن عباس دلوكها زوالها
وروى الزهري عن سالم عن ابن عمر دلوك الشمس بعد نصف النهار وهو وقت الظهر
وروى مالك والليث عن نافع عن ابن عمر قال دلوك الشمس زوالها
وكذلك روي عن جعفر بن محمد رحمة الله عليه
قال أبو جعفر الدلوك في اللغة الميل فهي تميل عند الزوال وعند الغروب إلا أن الزوال في هذا أكثر على ألسن الناس
ويدل عليه أن بعده إلى غسق الليل فيدخل فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء وبعده وقرآن الفجر فلا يمتنع أن يكون غسق الليل أوله وذلك عند غروب الشمس،
قال ذلك أبو هريرة وهو يقوي قول من قال الدلوك ميلها للزوال
قال أبن عباس غسق الليل اجتماع الليل وظلمته
وقال قتادة أوله). [معاني القرآن: 4/182-181]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وقرآن الفجر} فسمى الصلاة قرآنا لأنها لا تكون إلا بالقرآن). [معاني القرآن: 4/183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إن قرآن الفجر كان مشهودا}
روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الفجر تحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار واقرءوا إن شئتم وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا). [معاني القرآن: 4/183]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لدلوك الشمس} قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: الدلوك: زوالها عند الظهور، وقالت طائفة: الدلوك: زوالها عند المغيب. والغسق: الإظلام). [ياقوتة الصراط: 313]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دلوك الشمس} غروبها، وقيل: زوالها. ويقال: دلك النجم: إذا غاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 139]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {دُلُوك}: زوال). [العمدة في غريب القرآن: 184]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {غَسَقِ اللّيل}: سواده). [العمدة في غريب القرآن: 184]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك} [الإسراء: 79] عطيّةً من اللّه لك.
وقال الكلبيّ: النّافلة: الفضل.
قال يحيى: وسمعت بعضهم يقول: إنّ صلاة اللّيل على النّبيّ فريضةٌ، وهي للنّاس تطوّعٌ.
وقال الحسن: لم يقم النّبيّ أقلّ من ثلث اللّيل.
- الحسن بن دينارٍ، عن عونٍ العقيليّ، عن أنس بن مالكٍ، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا شغله شيءٌ عن صلاة اللّيل صلّى من النّهار اثنتي عشرة ركعةً.
- حمّاد بن سلمة، عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة، قال: النّافلة لا تكون إلا للنّبيّ.
- حمّادٌ، عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة، قال: إذا توضّأ الرّجل فأحسن الوضوء فإن قعد قعد مغفورًا له، وإذا قام يصلّي كانت له فضيلةً.
فقيل له: نافلةً؟ فقال: إنّما النّافلة للنّبيّ.
قوله: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وعسى من اللّه واجبةٌ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/155]
قال: سيبعثك ربّك مقامًا محمودًا: الشّفاعة.
- يونس بن أبي إسحاق الهمدانيّ، عن أبيه، عن صلة بن زفر، عن حذيفة بن اليمان، قال: يجمع اللّه النّاس يوم القيامة في صعيدٍ واحدٍ حفاةً، عراةً، كما خلقوا، يسمعهم الدّاعي وينفذهم البصر حتّى يلجمهم العرق، ولا تكلّم نفسٌ إلا بإذنه، قال: فأوّل من يدعى محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، يا محمّد فيقول: لبّيك وسعديك، والخير في يديك، والشّرّ ليس إليك،
والمهديّ من هديت، وعبدك بين يديك وبك وإليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، وعلى عرشك استويت، سبحانك ربّ البيت.
ثمّ يقال له: اشفع، قال: فذلك المقام المحمود الّذي وعده اللّه.
وفي تفسير الكلبيّ قال: إذا أدخل أهل الجنّة الجنّة، وأهل النّار النّار، فبقيت زمرةٌ من آخر زمر الجنّة وهم على الصّراط لمّا خرج المؤمنون من الصّراط بإيمانهم على قدر أعمالهم، فمنهم من قد خرج كهيئة البرق، ومنهم من خرج كهيئة الرّيح، ومنهم من خرج كركض الفرس الجواد، ومنهم من خرج سعيًا، ومنهم من خرج زحفًا على قدر ما بقي له من نوره، إن قام لم يره
وإن جلس نظر إليه بين يديه، فهو يزحف على استه، وهم الّذين يقولون: {ربّنا أتمم لنا نورنا} [التحريم: 8] فذلك حين تقول لهم آخر زمرةٍ من زمر النّار: أمّا نحن فأخذنا بما في قلوبنا من الشّكّ والتّكذيب، فما نفعكم أنتم توحيدكم ربّكم؟ قال: وقد بلغت النّار منهم كلّ مبلغٍ.
- وفي حديث سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي نضرة، عن سمرة بن جندبٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ منهم من تأخذه النّار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النّار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حجزته، ومنهم من تأخذه إلى ترقوته».
قال يحيى: وبلغني أنّها لا تصيب وجوههم لمكان السّجود.
قال الكلبيّ: فيصرخون عند ذلك يدعون ربّهم، فيسمعهم أهل الجنّة، فيسعون،
[تفسير القرآن العظيم: 1/156]
أو قال: يمشون إلى آدم فيقولون: يا آدم، أناسٌ من ذرّيّتك لم يشركوا باللّه شيئًا حبسوا مع أهل الشّرك، فيقول آدم: إنّي قد أخطأت خطيئةً فأستحيي أن أكلّم ربّي، فعليكم بنوحٍ.
فيأتون نوحًا فيردّهم إلى إبراهيم.
ثمّ يأتون إبراهيم فيردّهم إلى موسى.
ثمّ يأتون موسى فيردّهم إلى عيسى.
ثمّ يأتون عيسى فيردّهم إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيأتون محمّدًا فيذكرون ذلك له، فينطلق نبيّ اللّه فيأتي ربّ العزّة فيسجد له حتّى يأمره أن يرفع رأسه، ثمّ يسأل اللّه عن ما يريد وهو أعلم به، فيقول: ربّ، أناسٌ من عبادك أصحاب ذنوبٍ لم يشركوا بك وأنت أعلم بهم يعيّرهم أهل النّار بعبادتهم إيّاك، فيقول اللّه: وعزّتي لأخرجنّهم منها.
فيخرجهم وقد احترقوا، فيدخلون الجنّة ثمّ ينضح عليهم من الماء حتّى ينبتوا، تنبت أجسادهم ولحومهم، ثمّ يدخلون الجنّة فيسمّون الجهنّميّين.
فيغبط....
عند ذلك الأوّلون من أهل الجنّة والآخرون، فذلك قوله: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79].
- صاحبٌ له، عن جبيرٍ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي الزّعراء، عن ابن مسعودٍ، قال: يأمر اللّه تبارك وتعالى بالصّراط، فيضرب على جهنّم، فيمرّ النّاس على قدر أعمالهم زمرًا، أوّلهم كلمح البرق، ثمّ كمرّ الرّيح، ثمّ كمرّ الطّير، ثمّ كأسرع البهائم، ثمّ كذلك حتّى يمرّ الرّجل سعيًا، وحتّى يمرّ الرّجل مشيًا، حتّى يكون آخرهم رجلٌ يتلبّط على بطنه فيقول: يا ربّ، لم
أبطأت بي؟ فيقول: لم أبطئ بك، إنّما أبطأ بك عملك.
قال: ثمّ يأذن اللّه في الشّفاعة، فيكون أوّل شافعٍ يوم القيامة روح القدس جبريل، ثمّ يقوم خليل اللّه إبراهيم، ثمّ موسى أو عيسى.
قال أبو الزّعراء: لا أدري أيّهما، قال: ثمّ يقوم نبيّكم رابعًا لا يشفع أحدٌ بعده فيما يشفّع فيه، وهو المقام المحمود الّذي ذكره اللّه: {عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/157]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {نافلةً لّك...}

ليست لأحد نافلة إلا للنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه ليس من أحد إلاّ يخاف على نفسه، والنبيّ صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فعمله نافلةٌ).
[معاني القرآن: 2/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك} أي اسهر بصلاة أو بذكر الله، وهجدت: نمت أيضاً وهو الهجود، قال لبيد بن ربيعة.
قال هجّدنا فقد طال السّرى
يقول: نوّمنا {نافلةً لك} أي نفلاً وغنيمة لك). [مجاز القرآن: 1/389]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لّك عسى أن يبعثك ربّك مقاماً مّحموداً}
وقال: {عسى أن يبعثك ربّك} و{عسى ربّكم أن يكفّر عنكم} فيقال "عسى" من الله واجبه والمعنى أنّك لو علمت من رجل أنه لا يدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه فقال لك "عسى أن أكافئك" استنبت بعلمك به أنه سيفعل الذي يجب إذ كان لا يدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه). [معاني القرآن: 2/73]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {فتهجد به نافلة لك} فالتهجد: القيام، من تهجد الرجل تهجدًا، وهجد في النوم هجودًا؛ الهجود: النوم، هجد: نام، وتهجد: قام لم ينم.
وقال لبيد:
قال هجدنا فقد طال السرى = وقدرنا إن خنا الدهر غفل
المعنى: غفل عنا خنا الدهر؛ وخناه: ما أفسد عليهم.
وأما {نافلة لك} فهي النفل والغنيمة). [معاني القرآن لقطرب: 841]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فتهجد}: اسهر يقال تهجدت إذا سهرت وهجدت إذا نمت وهو الهجود.
{نافلة لك}: أي غنيمة لك ومنه النفل). [غريب القرآن وتفسيره: 219]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فتهجّد به} أي اسهر به. يقال: تهجدت: إذا سهرت.
وهجدت: إذا نمت.
{نافلةً لك} أي تطوعا). [تفسير غريب القرآن: 260]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا}
يقال تهجد الرجل إذا سهر، وهجد إذا نام، وقد هجّدته إذا نوّمته قال لبيد:
قلت هجّدنا فقد طال السّرى= وقدرنا إن خنا الدّهر غفل
وهذه نافلة لك زيادة للنبي - صلى الله عليه وسلم - خاصّة ليست لأحد غيره لأن اللّه - عز وجل - أمره بأن يزداد في عبادته على ما أمر به الخلق أجمعون، لأنه فضله عليهم،
ثم وعده أن يبعثه مقاما محمودا.
والذي صحت به الرواية والأخبار في المقام المحمود أنه الشفاعة). [معاني القرآن: 3/256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله عز وجل: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك} قال علقمة والأسود التهجد بعد النوم
قال أبو جعفر التهجد عند أهل اللغة التيقظ والسهر والهجود النوم يقال تهجد إذا سهر وهجد إذا نام
يروى عن مجاهد أن هذا للنبي صلى الله عليه وسلم خصيصا وأن معنى نافلة لك للنبي صلى الله عليه وسلم خاص لأنه قد غفر له ذنوبه فهي ناقلة من أجل أنه لا يعملها في كفارة الذنوب والناس يعملون ما سوى المكتوبات لكفارات الذنوب
وقال غيره نافلة لك أي ليست بفرض لأن النفل كل ما لا يجب فعله والنافلة في اللغة الزيادة). [معاني القرآن: 4/184-183]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
روى داود الأودي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي
وروى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال كل عسى واجبة
قال أبو عبيدة يعني في القرآن). [معاني القرآن: 4/185-184]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (والتهجد) السهر، ويقال: تهجدت إذا سهرت، وهجدت: إذا نمت). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 139]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَتَهَجَّدَ}: اسهر). [العمدة في غريب القرآن: 184]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقل ربّ أدخلني مدخل صدقٍ} [الإسراء: 80]، يعني: مدخله المدينة حين هاجر إليها.
أمره اللّه بهذا الدّعاء.
{وأخرجني مخرج صدقٍ} [الإسراء: 80]
[تفسير القرآن العظيم: 1/157]
تفسير الحسن: مخرج صدقٍ أي: إلى قتال أهل بدرٍ.
وقد كان أعلمه اللّه أنّه سيقاتل المشركين ببدرٍ، ويظهره اللّه عليهم.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {مدخل صدقٍ} [الإسراء: 80] الجنّة {وأخرجني مخرج صدقٍ} [الإسراء: 80] أخرجه اللّه من مكّة إلى الهجرة بالمدينة.
{واجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا} [الإسراء: 80] فأظهره اللّه عليهم يوم بدرٍ فقتلهم.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: علم نبيّ اللّه ألا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطانٍ، فسأل سلطانًا نصيرًا لكتاب اللّه ولحدوده ولفرائضه ولإقامة الدّين.
وقال مجاهد: {سلطانًا نصيرًا} [الإسراء: 80] حجّةً بيّنةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/158]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وقل رّبّ أدخلني مدخل صدقٍ...}

قال له في المنصرف لمّا رجع من معسكره إلى المدينة حين أراد الشأم {وأخرجني مخرج صدقٍ} إلى مكة). [معاني القرآن: 2/129]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أدخلني مدخل صدقٍ} من أدخلت ومن جعله من دخلت قال: مدخل صدقٍ بفتح الميم). [مجاز القرآن: 1/389]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {مخرج صدق} و{مدخل صدق}.
وقراءة موسى بن الزبير "مخرج" و"مدخل".
فأما مدخل ومخرج فمن: أدخل وأخرج؛ ومخرج ومدخل من: دخل وخرج). [معاني القرآن لقطرب: 829]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقل ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا}
{أدخلني مدخل صدق}.
ومدخل صدق، {وأخرجني مخرج صدق}.
وجاء في التفسير {أدخلني مدخل صدق} الجنّة،
{وأخرجني مخرج صدق} أي وأخرجني من مكة إلى المدينة.
وجاء أيضا مدخل ومخرج صدق دخوله المدينة وخروجه من مكة.
وجاء مدخل صدق ومخرج صدق الإدخال في الدين والخروج من الدنيا وهو على الحقّ، وجاء أيضا - وهو حسن - دخوله في الرسالة وخروجه مما يجب عليه فيها - صلى الله عليه وسلم - وكل ذلك حسن.
فمن قال مدخل - بضم الميم - فهو مصدر أدخلته مدخلا.
ومن قال مدخل صدق فهو على أدخلته فدخل مدخل صدق.
وكذلك شرح مخرج مثله.
وقوله: {واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} أي اجعل نصرتي من عندك بتسليطي بالقدرة والحجة، وقد أجاب اللّه - عزّ وجلّ - دعاءه وأعلمه أنه يعصمه من الناس،
فقال: واللّه يعصمك من النّاس)
وقال: {فإن حزب اللّه هم الغالبون}.
وقال: {ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون} ). [معاني القرآن: 3/257-256]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق}
قال الحسن وقتادة هو دخول المدينة وخروجه من مكة
وقال الضحاك هو خروجه من مكة ودخوله مكة يوم الفتح آمنا
وقال مجاهد هو دخوله في الرسالة وأمر الله جل وعز). [معاني القرآن: 4/186-185]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} قال الشعبي وعكرمة أي حجة ثابتة،
وقال مجاهد أي حجة وذهب الحسن إلى أنه العز والنصر وإظهار دينه على الدين كله). [معاني القرآن: 4/186]

تفسير قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقل جاء الحقّ} [الإسراء: 81] وهو القرآن.
{وزهق الباطل} [الإسراء: 81] وهو إبليس.
وهذا تفسير قتادة.
قال: {إنّ الباطل كان زهوقًا} [الإسراء: 81] والزّهوق: الدّاحض الذّاهب). [تفسير القرآن العظيم: 1/158]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
: ({وزهق الباطل}: ذهب، يقال للسهم قد زهق إذا جاوز الغرض واستمر على جهته وزهقت نفسه إذا خرجت وأزهقتها أنا والزاهق الذاهب من قوله {فإذا هو زاهق}).
[غريب القرآن وتفسيره: 220]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}
روى معمر عن قتادة قال الحق القرآن والباطل الشيطان قال وزهق هلك). [معاني القرآن: 4/186]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وزهق الباطل} أي: بطل، وزهق - أيضا: مات، وزهق - أيضا: خرج، وزهق: سمن، وزهق: سقط،
يقال فيه كله: زهق). [ياقوتة الصراط: 313]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَزَهَقَ}: ذهب). [العمدة في غريب القرآن: 184]

تفسير قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وننزّل من القرءان} [الإسراء: 82] ينزّل اللّه من القرآن.
{ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء: 82] كلّما جاء في القرآن شيءٌ كذّبوا به فازدادوا فيه خسارًا إلى خسارهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/158]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) :
( وقوله جل وعز: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}

ليست من ههنا للتبعيض وإنما هي لبيان الجنس
والمعنى وننزل ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ثم بين فقال من القرآن كما قال سبحانه: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان} ). [معاني القرآن: 4/187]


رد مع اقتباس