عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:32 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث عمر رضي الله عنه حين قال لفلان وذكر شيئا فقال له عمر: بل تحوسك فتنة.
قال العدبس الأعرابي الكناني: قوله: بل تحوسك فتنة يقول: تخالط قلبك وتحثك وتحركك على ركوبها.
وقال أبو عمرو في الحوس مثل قول العدبس أو نحوه.
الحوس والجوس بمعنى واحد، وهو كل موضع خالطته ووطئته فقد حسته وجسته سواء قال الله تبارك وتعالى: {بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا}.
ومنه قول الشاعر:
نجوس عمارة ونكف أخرى = لنا حتى نجاوزها دليل
قوله: نجوس عمارة، أي نخالطها ونطؤها حتى تبلغ ما نريد منها، ونكف أخرى، يقول: نأخذ في كفتها وهي ناحيتها، ثم ندعها ونحن نقدر عليها.
قال ابن الكلبي: العمارة هي أكبر من القبيلة.
فهذا الجوس. وقال الحطيئة في الحوس يذم رجلا:
رهط

ابن أفعل في الخطوب أذلة = دنس الثياب قناتهم لم تضرس
بالهمز من طول الثقاف وجارهم = يعطى الظلامة في الخطوب الحوس
يعني الأمور التي تنزل بهم فتغشاهم وتخلل ديارهم). [غريب الحديث: 4/294-296]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله عز وجل: {فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ}: جاسوا وداسوا واحد). [مجالس ثعلب: 267]

قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (ما تعاقب فيه الحاء الجيم
قال الأصمعي: يقال: تركت فلانًا يجوس بني فلان ويحوسهم إذا كان يدوسهم ويطلب فيهم.
وحدّثني أبو بكر، رحمه الله، قال: حدّثني أبو عبد الله بن الحسين، قال: حدّثنا المازني، قال: سمعت أبا سرار الغنوي، يقرأ: (فحاسوا خلال الديار) فقلت: إنما هو جاسوا فقال: حاسوا وجاسوا واحد، قال وسمعته يقرأ: {وإذ قتلتم نسمةً فادّارأتم فيها} فقلت له: إنما هو نفس، قال: النسمة والنفس واحد قال الكسائي: يقال أحم الأمر وأجم إذا حان وقته، ويقال: رجل محارف ومجارف، قال: وهم يحلبون عليك، ويجلبون أي: يعينون، قال الأصمعي: إذا حان وقوع الأمر قيل: أجمّ، يقال: أجمّ ذلك الأمر أي: حان وقته). [الأمالي: 2/78]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) }

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) }

تفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (فمن الأضداد «عسى»، تكون يقينا مرة وشكا أخرى. قال الله جل ثناؤه: {عسى ربكم أن يرحمكم}. وعسى في القرآن واجبة. قال ابن عباس: هي واجبة من الله). [الأضداد: 70]
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (ويقال قد أحصره المرض إذا منعه من السفر أو من حاجة يريدها قال الله عز وجل: {فإن أحصرتم} وقد حصره العدو يحصرونه حصرا إذا ضيقوا عليه ومنه قوله: {أو جاءوكم حصرت صدورهم} أي ضاقت ومنه:

(جرداء يحصر دونها جرامها )
أي: تضيق صدورهم من طول هذه النخلة ومنه قيل للمحبس حصير أي يضيق به على المحبوس قال الله جل وعز: {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا} أي محبسا ومنه رجل حصور وحصير وهو الضيق الذي لا يخرج مع القوم ثمنا إذا اشتروا الشراب وقال الأخطل:
(وشارب مربح بالكأس نادمني = لا بالحصور ولا فيها بسوار)
أي: بمعربد). [إصلاح المنطق: 230] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

بطعن كإيزاع المخاض رشاشه = وضرب كتشقيق الحصير المشقق
...
و(الحصير) كساء). [شرح أشعار الهذليين: 1/472]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} أي ما أقربه. قال: هذه تسمى المقاربة. عسى عبد الله يقوم، مثل كاد عبد الله يقوم. وإذا أدخل أن فإنه يقول قارب أن يقوم. وأنشد:
عسى الغوير أبؤسا
أي عسى أن يكون، مثل كان عبد الله قائمًا. قال: وهو شاذ. عسى زيد قائمًا شاذ). [مجالس ثعلب: 307]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وعسى لها معنيان متضادان: أحدهما الشك والطمع، والآخر اليقين، قال الله عز وجل: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}، معناه ويقين أن ذاك يكون.
وقال بعض المفسرين: عسى في جميع كتاب الله جل وعز واجبة
وقال غيره: عسى في القرآن واجبة إلا في موضعين: في سورة بني إسرائيل: {عسى ربكم أن يرحمكم}، يعني بني النضير، فما رحمهم ربهم، بل قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوقع العقوبة بهم. وفي سورة التحريم: {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن}، فما أبدله الله بهن أزواجا ولابن منه، حتى قبض عليه السلام.
وقال تميم بن أبي في كون «عسى» إيجابا:
ظن بهم كعسى وهم بتنوفة = يتنازعون جوائز الأمثال
أراد ظن بهم كيقين. ويروى: «سوائر الأمثال»، ويروى: «جوائب الأمثال».
وأنشد أبو العباس:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه = يكون وراءه فرج قريب
فـ«عسى» في هذا البيت على معنى الشك). [كتاب الأضداد: 22-23] (م)
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى: {وجعلنا جهنّم للكافرين حصيرًا} [الإسراء: 8]
قال: وحدّثنا أبو بكر بن الأنباري، قال في قوله عز وجل: {وجعلنا جهنّم للكافرين حصيرًا} [الإسراء: 8] ، قال: معناه سجنًا وحبسًا، ويقال: حصرت الرجل أحصره حصرًا إذا حبسته وضيّقت عليه، قال الله عز وجل: {أو جاءوكم حصرت صدورهم} [النساء: 90] أي ضاقت صدورهم وقرأ الحسن: حصرةً صدورهم معناه ضيقة صدورهم، ويقال: أحصره المرض إذا حبسه، والحصير: الملك لأنه حصر أن يراه الناس، قال الشاعر:
ومقامةٍ غلب الرقاب كأنهم = جنٌّ لدى باب الحصير قيام).
[الأمالي: 2/306]

رد مع اقتباس