عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 09:23 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه...}
ولم يقل: سقاة الحاجّ وعامري... كمن آمن، فهذا مثل قوله: {ولكنّ البرّ من آمن بالله} يكون المصدر يكفي من الأسماء، والأسماء من المصدر إذا كان المعنى مستدلاّ عليه بهما؛ أنشدني الكسائيّ:
لعمرك ما الفتيان إن تنبت اللحى =ولكنما الفتيان كلّ فتى ندي
فجعل خبر الفتيان {أن}. وهو كما تقول: إنما السخاء حاتم، وإنما الشعر زهير). [معاني القرآن: 1/427]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ} أي: أجعلتم صاحب سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، كمن آمن؟!
ويكون يريد: أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن بالله وجهاده؟ كما قال: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ} [البقرة: 177].
قال الهذلي:
يُمَشَّى بيننا حَانُوتُ خَمْرِ = من الخُرْسِ الصَّرَاصِرَةِ القِطَاطِ
أراد صاحب حانوت خمر، فأقام الحانوت مقامه.
وكذلك قول أبي ذؤيب في صفة الخمر:
تَوَصَّلُ بالرُّكبانِ حِينًا وَتُولِفُ الـ = جِوَارَ وَيُغْشِيهَا الأَمَانَ رِبَابُهَا
اللفظ للخمر والمعنى للخمّار، أي يتوصّل الخمار بالركب ليسير معهم ويأمن بهم.
وكذلك قوله:
أتوها برِبحٍ حاولتْهُ فأَصْبَحَتْ = تُكَفَّتُ قَدْ حُلَّتْ وَسَاغَ شَرَابُهَا
يريد: أتوا صاحبها بربح، فأقامها مقامه.
وقال كثير يذكر الأظعان:
حُزِيَتْ لِي بحَزْمِ فَيْدَةَ تُحْدَى = كاليهوديِّ مِن نَطَاةِ الرِّقَالِ
أراد كنخل اليهوديّ من خيبر، فأقامه مقامها.
ومثله قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} [العلق: 17] أي: أهله.
وقال الشاعر:
لهم مجلسٌ صُهْبُ السِّبَالِ أَذِلَّةٌ = سَوَاسِيَةٌ أحرارُها وعبيدُها).
[تأويل مشكل القرآن: 211-212]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أجعلتم سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد في سبيل اللّه لا يستوون عند اللّه واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
المعنى أجعلتم أهل سقاية الحاجّ وأهل عمارة المسجد الحرام كمن آمن باللّه واليوم الآخر وجاهد.
واختلف الناس في تفسير هذه الآية:
فقيل: إنه سأل المشركون اليهود فقالوا نحن سقاة الحاجّ وعمّار المسجد الحرام. أفنحن أفضل أم محمد وأصحابه؟
فقالت لهم اليهود عنادا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أنتم أفضل.
وقيل إنه تفاخر المسلمون المجاهدون والذين لم يهاجروا ولم يجاهدوا.
فأعلم الله جلّ وعزّ أن المجاهدين والمهاجرين أعظم درجة عند اللّه، فقال:
{الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند اللّه وأولئك هم الفائزون (20)} ). [معاني القرآن: 2/438]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر}
والمعنى أجعلتم أهل سقاية الحاج كما قال واسأل القرية
ومن قرأ أجعلتم سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام فهو عنده على غير حذف
قال الشعبي نزلت في علي بن أبي طالب والعباس
وقال الحسن نزلت في علي والعباس وعثمان بن طلحة الحجبي وشيبة
وقال محمد بن سيرين خرج علي بن أبي طالب رحمة الله عليه من المدينة إلى مكة فقال للعباس يا عم ألا تهاجر ألا تمضي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنا أعمر البيت وأحجبه فنزلت:
{أجعلتم سقاية الحاج} إلى آخر الآية). [معاني القرآن: 3/192-193 ]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا...}
ثم قال: {أعظم درجةً عند اللّه} فموضع الذين رفع بقوله: "أعظم درجة". ولو لم يكن فيه {أعظم} جاز أن يكون مردودا بالخفض على قوله {كمن آمن}. والعرب تردّ الاسم إذا كان معرفة على {من} يريدون التكرير. ولا يكون نعتا لأن {من} قد تكون معرفة، ونكرة، ومجهولة، ولا تكون نعتا؛ كما أن {الذي} قد يكون نعتا
للأسماء؛ فتقول: مررت بأخيك الذي قام، ولا تقول: مررت بأخيك من قام. فلمّا لم تكن نعتا لغيرها من المعرفة لم تكن المعرفة نعتا لها؛ كقول الشاعر:
لسنا كمن جعلت إيادٍ دارها =تكريت تنظر حبّها أن تحصدا
إنما أراد تكرير الكاف على إياد؛ كأنه قال: لسنا كإياد). [معاني القرآن: 1/427-428 ]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللّه بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند اللّه وأولئك هم الفائزون}
{درجة} منصوب على التمييز، المعنى أعظم من غيرهم درجة.
{وأولئك هم الفائزون}.
والفائز الذي يظفر بأمنيته من الخير). [معاني القرآن: 2/438 -439]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أعظم درجة عند الله}
أي من غيرهم أي أرفع منزلة من سقاة الحاج وعمار المسجد الحرام والجهاد، هم الفائزون بالجنة الناجون من النار والفايز الذي ظفر بأمنيته). [معاني القرآن: 3/193]

تفسير قوله تعالى: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) )
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أصحاب عبد الله والحسن وأهل المدينة وأبو عمرو {ورضوان} بكسر الراء؛ وعاصم بن أبي النجود بضم الراء في كتاب الله كله). [معاني القرآن لقطرب: 627]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يبشّرهم ربّهم برحمة منه ورضوان وجنّات لهم فيها نعيم مقيم}
أي يعلمهم في الدنيا ما لهم في الآخرة). [معاني القرآن: 2/439]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان}
أي يعلمهم في الدنيا ولهم في الآخرة). [معاني القرآن: 3/193]

تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) )


رد مع اقتباس