عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 20 محرم 1432هـ/26-12-2010م, 03:02 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 196 إلى 200]

{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198) وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}

تفسير قوله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (قوله: {لا يغرّنّك تقلّب الّذين كفروا في البلاد...}
كانت اليهود تضرب في الأرض فتصيب الأموال، فقال الله عزّ وجلّ: لا يغرّنك ذلك). [معاني القرآن: 1/251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({لا يغرّنّك تقلّب الّذين كفروا في البلاد} أي: تصرّفهم في التجارات، وإصابتهم الأموال). [تفسير غريب القرآن: 117]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {لا يغرّنّك تقلّب الّذين كفروا في البلاد}
خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وخطاب للخلق في هذا الموضع، المعنى لا يغرنكم أيها المؤمنون.
ويروى أن: قوما من الكفار كانوا يتجرون ويربحون في أسفار كانوا يسافرونها، فأعلم اللّه عزّ وجلّ - أن ذلك مما لا ينبغي أن يغبطوا به، لأن مصيرهم بكفرهم إلى النار ولا خير بخير بعده النار، فقال عزّ وجلّ: {متاع قليل ثمّ مأواهم جهنّم وبئس المهاد}). [معاني القرآن: 1/500-501]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد} أي: يغرنك تصرفهم وسلامتهم فإن آخر مصيرهم إلى النار فمن كان آخر مصير إلى النار لم يغبط). [معاني القرآن: 1/528-529]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ} أي: تصرفهم في التجارات والأموال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 55]

تفسير قوله تعالى: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {متاعٌ قليلٌ...} في الدنيا). [معاني القرآن: 1/251]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({ولبئس المهاد} أي: بئس الفراش والقرار). [تفسير غريب القرآن: 117]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ويروى أن قوما من الكفار كانوا يتجرون ويربحون في أسفار كانوا يسافرونها، فأعلم اللّه عزّ وجلّ - أن ذلك مما لا ينبغي أن يغبطوا به، لأن مصيرهم بكفرهم إلى النار ولا خير بخير بعده النار.
فقال عزّ وجلّ: {متاع قليل ثمّ مأواهم جهنّم وبئس المهاد} أي: ذلك الكسب والربح الذي يربحونه متاع قليل). [معاني القرآن: 1/500-501]

تفسير قوله تعالى: {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {نزلاً مّن عند اللّه...}
و{ثوابا} خارجان من المعنى: لهم ذلك نزلا وثوابا، مفسّرا؛ كما تقول: هو لك هبةً وبيعا وصدقة). [معاني القرآن: 1/251]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (نزلاً من عند الله) أي: ثواباً، ويجوز منزلاً من عند الله من قولك: أنزلته منزلاً). [مجاز القرآن: 1/112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({نزلًا من عند اللّه} أي: ثوابا ورزقا). [تفسير غريب القرآن: 117]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وأعلم - جلّ وعزّ - أن من أراد اللّه واتقاه فله الجنة فقال: {لكن الّذين اتّقوا ربّهم لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند اللّه وما عند اللّه خير للأبرار}
{نزلا} مؤكد أيضا، لأن خلودهم فيها إنزالهم فيها.
وواحد الأبرار - بارّ وأبرار، مثل صاحب وأصحاب ويجوز أن يكون برّ وأبرار، على فعل وأفعال، تقول بررت والدي فأنا برّ، وأصله برر، لكن الراء أدغمت للتضعيف). [معاني القرآن: 1/501]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ} أي: ثوابا ورزقا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 55]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (199)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {خاشعين للّه...}معناه: يؤمنون به خاشعين). [معاني القرآن: 1/251]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإنّ من أهل الكتاب لمن يؤمن باللّه وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين للّه لا يشترون بآيات اللّه ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربّهم إنّ اللّه سريع الحساب}
{خاشعين للّه} أي: من عند أهل الكتاب من يؤمن خاشعا للّه -.
{لا يشترون بآيات اللّه ثمنا قليلا}

وإنما ذكر هؤلاء لأن ذكر الذين كفروا جرى قبل ذكرهم فقال: {فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا}
أخبر - جلّ وعزّ - بما حمل اليهود على الكفر، وأخبر بحال من آمن من أهل الكتاب وأنهم - صدقوا في حال خشوع ورغبة عن أن يشتروا بآيات اللّه ثمنا قليلا). [معاني القرآن: 1/501]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم}
روي أن: النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي وترحم عليه فقال قوم من المنافقين صلى عليه وليس من أهل دينه فأنزل الله عز وجل: {وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله} أي: متواضعين ومنه قال الشاعر:
وإذا افتقرت فلا تكن متخشعا وتجمل
ثم قال عز وجل: {لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا}
لأنه قد أخبر أن منهم من يثبت على دينه لأخذ الرشا ولئلا تبطل رياسته). [معاني القرآن: 1/529]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت:207هـ): (وقوله: {يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا...} مع نبيكم على الجهاد {وصابروا} عدوّكم فلا يكوننّ أصبر منكم). [معاني القرآن: 1/251]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ورابطوا} أي: اثبتوا ودوموا، قال الأخطل:
ما زال فينا رباط الخيل معلمةً... وفي كليبٍ رباط الّلوم والعار). [مجاز القرآن: 1/112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({رابطوا}: اثبتوا ودموا). [غريب القرآن وتفسيره: 112]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا وصابروا} أي: صابروا عدوّكم.
{ورابطوا} في سبيل اللّه.
وأصل المرابطة: الرباط أن يربط هؤلاء خيولهم، ويربط هؤلاء خيلوهم في الثغر، كلّ يعدّ لصاحبه. وسمي المقام بالثغور رباطا.

{لعلّكم تفلحون} أي: تفوزون ببقاء الأبد.
وأصل الفلاح: البقاء.

وقد بيناه فيما تقدم). [تفسير غريب القرآن: 117]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قوله جلّ وعزّ:{يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون}
أي: على دينكم، {وصابروا} أي: عدوكم ورابطوا: أقيموا على جهاد عدوكم بالحرب والحجة، {واتّقوا اللّه} في كل ما أمركم به، ونهاكم عنه.
{لعلّكم تفلحون}
ولعل ترج، وهو ترج لهم، أي: ليكونوا على رجاء فلاح - وإنّما قيل لهم {لعلّكم تفلحون} أي: لعلكم تسلمون من أعمال تبطل أعمالكم هذه.
فأما المؤمنون الذين وصفهم اللّه جل ثناؤه فقد أفلحوا.
قال اللّه جلّ وعزّ: {قد أفلح المؤمنون (1) الّذين هم في صلاتهم خاشعون (2)} إلى آخر وصف المؤمنين.
فهؤلاء قد أفلحوا لا محالة وإنما يكون الترجي مع عمل يتوهم أنه بعض من العمل الصالح). [معاني القرآن: 1/501-502]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} أي: اصبروا على دينكم.
{وصابروا} قال قتادة: أي صابروا المشركين.

{ورابطوا} قال قتادة: أي جاهدوا.
وأصل الرباط والمرابطة عند أهل اللغة: أن العدو يربطون خيولهم ويربط المسلمون تحزرا ثم كثر استعمالهم لها حتى قيل لكل من أقام بالثغر مرابط.
حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام قال حدثنا الدرامي قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا جسر عن الحسن {يا أيها الذين آمنوا اصبروا} قال عن المصائب {وصابروا}
قال الصلوات الخمس {ورابطوا} أعداء الله في سبيل الله.
ثم قال عز وجل: {واتقوا الله} أي: لم تؤمروا بالجهاد فقط فاتقوا الله عز وجل فيما أمركم به ونهاكم عنه
ثم قال عز وجل: {لعلكم تفلحون} أي: لتكونوا على رجاء من الفلاح.
وأصل الفلاح: البقاء والخلود وقد بيناه فيما تقدم).
[معاني القرآن: 1/530-531]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ} في سبيل الله.
وقيل معناه: اصبروا على المصائب.
وقيل: اصبروا على الخمس، ورابطوا أعداء الله.

{تُفْلِحُونَ} أي: تفوزون ببقاء الأبد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 55]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({رَابِطُواْ}: اثبتوا ودوموا). [العمدة في غريب القرآن: 104]


رد مع اقتباس