عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:45 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وتقول ظننت به جعلته موضع ظنّك كما قلت نزلت به ونزلت عليه ولو كانت الباء زائدة بمنزلتها في قوله عزّ وجلّ: {كفى بالله} لم يجز السكت عليها فكأَنّك قلت ظننتُ في الدار ومثله شككت). [الكتاب: 1/41] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وخبت حرف من الأضداد. يقال: خبت النار إذا سكنت، وخبت إذا حميت، وقال الكميت:
ومنا ضرار وابنماه وحاجب = موجج نيران المكارم لا المخبي
إراد بـ (المخبي) المسكن للنار. وقال الآخر:

أمن زينب ذي النار = قبيل الصبح ما تخبو
إذا ما خمدت يلقى = عليها المندل الرطب
قال أبو بكر: أراد: أمن زينب هذه النار. وقال القطامي:
وكنا كالحريق أصاب غابا = فيخبو ساعة ويهب ساعا
وقول الله جل وعز: {كلما خبت زدناهم سعيرا}، قال بعض المفسرين: معناه توقدت.
وهذا ضد الأول.
حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا بكر بن الأسود، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن إسماعيل، عن أبي صالح، في قوله: {كلما خبت} قال: معناه كلما حميت.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريح في قوله: {كلما خبت} قال: خبوها توقدها؛ فإذا أحرقتهم فلم تبق منهم شيئا صارت جمرا تتوهج؛ فإذا أعادهم الله خلقا جديدا عاودتهم. عن ابن عباس.
قال أبو بكر: والذين يذهبون إلى أن الخبو هو السكون يقولون: معنى قوله: {كلما خبت}: كلما خبت سكنت، وليس في سكونها راحة لهم؛ لأن النار يسكن لهبها ويتضرم جمرها؛ هذا مذهب أبي عبيدة.
وقال غير أبي عبيدة: نار جهنم لا تسكن ألبتة؛ لأن الله تعالى قال: {لا يفتر عنهم}، وإنما الخبو للأبدان والتأويل: كلما خبت الأبدان زدناهم سعيرا، أي إذا احترقت جلودهم ولحومهم، فأبدلهم الله جلودا غيرها ازداد تسعر النار في حال عملها في الجلود المبدلة.
أخبرنا عبد الله، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عمرو بن حمران، عن سعيد، عن قتادة، في قوله: {كلما خبت زدناهم سعيرا}، قال: كلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها.
وقال بعض أهل اللغة: الخبو لا يكون أبدا إلا بمعنى
السكون، والنار تسكن في حال يأمرها الله عز وجل بالسكون فيها، قال: وهذا لا يبطله قوله: {لا يفتر عنهم}، لأن معناه لا يفتر عنهم من العذاب الذي حكم عليهم به في الأوقات التي حكم عليهم بالعذاب فيها؛ فأما الوقت الذي تسكن فيه النار فهو خارج من هذا المذكور في الآية الأخرى.
قال: ويدل على صحة هذا القول أنه لو حكم رجل على رجل بأن يعذب أول النهار وآخره، وألا يعذب في وسطه لجاز له أن يقول: ما نقصته من العذاب شيئا، وهو لم يعذبه وسط النهار، لأنه يريد ما نقصته من العذاب الذي حكمت به عليه شيئا.
وقال بعض أهل اللغة أيضا: الخبو لا يكون إلا بمعنى السكون، وتأويل الآية: كلما أرادت أن تخبو زدناهم سعيرا، فهي على هذا لا تخبو؛ لأن القائل إذا قال: أردت أن أتكلم، فمعناه لم أتكلم. واحتجوا بقول الله جل وعز: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} معناه: إذا أردت قراءة القرآن؛ لأن الاستعاذة حكمها أن تسبق القراءة.
وقال الآخرون: الخبو معناه السكون، وتأويل الآية
كلما خبت كان خبوها الزيادة في الالتهاب، فما خبوه هكذا فلا خبو له؛ كما تقول: سألت فلانا أن يزورني فكانت زيارته إياي قطيعتي؛ أي جعل القطيعة بدل الزيارة، فمن زيارته قطيعة فلا زيارة له. ومثله: ما لفلان عيب غير السخاء؛ معناه: من السخاء عيبه فلا عيب فيه، قال الشاعر:
قلت أطعمني عميم تمرا = فكان تمري كهرة وزبرا
عميم تصغير عم، معناه: جعل الانتهار بدلا من التمر. وقال النابغة الذبياني:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم = بهن فلول من قراع الكتائب
معناه: من عيبه فل سيفه لكثرة حربه، فلا عيب فيه). [كتاب الأضداد: 175-178]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (98) }

رد مع اقتباس