عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 02:21 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقال الرّسول} [الفرقان: 30] محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم.
{يا ربّ إنّ قومي} [الفرقان: 30] يعني من لم يؤمن به.
{اتّخذوا هذا القرءان مهجورًا} [الفرقان: 30] هجروه فلم يؤمنوا به.
وقال مجاهدٌ: يهجرون بالقول فيه، يقولون هو كذبٌ.
سعيدٌ عن قتادة قال: هذا محمّدٌ يشتكي قومه إلى ربّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/480]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً...}

متروكاً. ويقال: إنهم جعلوه كالهذيان والعرب تقول (هجر الرجل) في منامه إذا هذى أو ردّد الكلمة). [معاني القرآن: 2/267]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وقال الرّسول يا ربّ} وقال هاهنا في موضع " يقول " والعرب تفعل ذلك قال الشاعر:
مثل العصافير أحلاماً ومقدرة=لو يوزنون بزفّ الرّيش ماوزنوا
وهي في موضع آخر لم يزنوا لأنهم لم يفعلوا بعد وقال:
إن يسمعوا ريبة طاورا بها فرّحاً=مني وما يسمعوا من صالحٍ دفنوا
أي يطيروا ويدفنوا). [مجاز القرآن: 2/74]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {اتخذوا هذا القران مهجورا}: في التفسير قالوا فيه غير الحق وهو من قولهم: هجر المريض يهجر). [غريب القرآن وتفسيره: 277]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً}: هجروا فيه، أي: جعلوه كالهذيان. والهجر الاسم. يقال: فلان يهجر في منامه، أي يهذي). [تفسير غريب القرآن: 313]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الرّسول يا ربّ إنّ قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا}
جعلوه بمنزلة الهجر. والهجر ما لا ينتفع به من القول، وكانوا يقولون إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يهجر، ويجوز أن يكون مهجورا متروكا، أي جعلوه مهجورا لا يستمعونه ولايتفهّمونه). [معاني القرآن: 4/66-65]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}
قال مجاهد وإبراهيم أي قالوا فيه غير الحق
قال إبراهيم ألم تر إلى المريض كيف يهجر أي يهذي
وقيل مهجورا أي متروكا). [معاني القرآن: 5/23]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَهْجُورًا}: هجروا فيه أي جعلوه كالهذيان. والهجر الاسم، يقال: يهجر في منامه: أي يهذي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 172]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَهْجُورًا}: قالوا فيه غير الحق). [العمدة في غريب القرآن: 223]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه يعزّي نبيّه: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين} [الفرقان: 31] من المشركين.
قال: {وكفى بربّك هاديًا} [الفرقان: 31] إلى دينه.
{ونصيرًا} [الفرقان: 31] للمؤمنين على أعدائهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/480]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوّاً...}

يقول: جعلنا بعض أمّة كل نبيّ، أشدّ عليه من بعض وكان الشديد العداوة للنبيّ صلى الله عليه وسلم أبو جهل بن هشامٍ). [معاني القرآن: 2/267]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدوّا من المجرمين وكفى بربّك هاديا ونصيرا}
(عدوّا) لفظه لفظ واحد، ويجوز أن يكون في معنى الجماعة والواحد كما قال (فإنّهم عدوّ لي إلّا ربّ العالمين) فيجوز أن يكون في معنى أعداء، وقد جاء في التفسير أن عدو النبي - صلى الله عليه وسلم - أبوجهل بن هشام.
وقوله: {وكفى بربّك هاديا ونصيرا}.
و (هاديا ونصيرا) منصوبان على وجهين:
أحدهما الحال، المعنى وكفى ربّك في حال الهداية والنصر.
والوجه الثاني أن يكون منصوبا على التمييز على معنى كفى ربّك من الهداة والنّصّار). [معاني القرآن: 4/66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين}
قال أبو جعفر يجوز أن يكون عدوا بمعنى أعداء ويجوز أن يكون لواحد
وفي بعض الروايات عن ابن عباس أنه يراد به أبو جهل). [معاني القرآن: 5/2423]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وقال الّذين كفروا لولا} [الفرقان: 32] يعني هلا.
{نزّل عليه القرءان جملةً واحدةً} [الفرقان: 32] قال قتادة: أي كما أنزل على موسى وعلى عيسى.
قال اللّه: {كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلا} [الفرقان: 32] قال قتادة: وبيّنّاه تبيينًا.
نزل في ثلاثٍ وعشرين سنةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/480]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك...}

يقال: إنها من قول المشركين. أي هلاّ أنزل عليه القرآن جملةً، كما أنزلت التوراة على موسى. قال الله {ورتّلناه ترتيلاً} لنثبّت به فؤادك. كان ينزّل الآية والآيتين، فمكان بين نزول أوله وآخره عشرون سنة {ورتّلناه ترتيلاً}
نزّلناه تنزيلاً. ويقال: إن (كذلك) من قول الله، انقطع الكلام من قيلهم (جملةً واحدةً) قال الله: كذلك أنزلناه يا محمّد متفرقاً لنثبّت به فؤادك). [معاني القرآن: 2/268-267]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لنثبتّ به فؤادك} مجازه لنطيب به نفسك ونشجعك). [مجاز القرآن: 2/74]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب تكرار الكلام والزّيادة فيه
وأما تكرار الأنباء والقصص، فإنّ الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجوما في ثلاث وعشرين سنة، بفرض بعد فرض: تيسيرا منه على العباد، وتدريجا لهم إلى كمال دينه، ووعظ بعد وعظ: تنبيها لهم من سنة الغفلة، وشحذا لقلوبهم بمتجدّد الموعظة، وناسخ بعد منسوخ: استعبادا له واختبارا لبصائرهم. يقول الله عز وجل: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} الخطاب للنبي، صلّى الله عليه وسلم، والمراد بالتثبيت هو والمؤمنون.
وكان رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، يتخوّل أصحابه بالموعظة مخافة السآمة عليهم، أي يتعهّدهم بها عند الغفلة ودثور القلوب.
ولو أتاهم القرآن نجما واحدا لسبق حدوث الأسباب التي أنزله الله بها، ولثقلت جملة الفرائض على المسلمين، وعلى من أراد الدخول في الدين، ولبطل معنى التنبيه، وفسد معنى النسخ، لأن المنسوخ يعمل به مدة ثم يعمل بناسخه بعده.
وكيف يجوز أن ينزل القرآن في وقت واحد: افعلوا كذا ولا تفعلوه؟.
ولم يفرض الله على عباده أن يحفظوا القرآن كلّه، ولا أن يختموه في التعلم، وإنما أنزله ليعملوا بمحكمه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويأتمروا بأمره. وينتهوا بزجره: ويحفظوا للصلاة مقدار الطاقة، ويقرؤوا فيها الميسور.
قال الحسن: نزل القرآن ليعمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملا.
وكان أصحاب رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، ورضي عنهم- وهم مصابيح الأرض وقادة الأنام ومنتهى العلم- إنما يقرأ الرّجل منهم السورتين، والثلاث، والأربع، والبعض والشّطر من القرآن، إلا نفرا منهم وفقهم الله لجمعه، وسهّل عليهم حفظه.
قال أنس بن مالك: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا. أي جلّ في عيوننا، وعظم في صدورنا.
قال الشّعبي: توفى أبو بكر، وعمر، وعلي، رحمهم الله، ولم يجمعوا القرآن.
وقال: لم يختمه أحد من الخلفاء غير عثمان.
وروي عن شريك، عن إسماعيل بن أبي خالد أنه قال:
سمعت الشّعبي يحلف بالله، عز وجل، لقد دخل عليّ حفرته وما حفظ القرآن.
وكانت وفود العرب ترد على رسول الله، صلّى الله عليه وسلم للإسلام، فيقرئهم المسلمون شيئا من القرآن، فيكون ذلك كافيا لهم.
وكان يبعث إلى القبائل المتفرّقة بالسّور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مثنّاة ومكرّرة لوقعت قصّة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم.
فأراد الله، بلطفه ورحمته، أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع، ويثبتها في كل قلب، ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير.
وليست القصص كالفروض، لأنّ كتب رسول الله، صلّى الله عليه وسلم كانت تنفذ إلى كل قوم بما فرضه الله عليهم من الصلاة، وعددها وأوقاتها، والزّكاة وسنتها، وصوم شهر رمضان، وحجّ البيت. وهذا ما لا تعرف كيفيته من الكتاب، ولم تكن تنفذ بقصة موسى وعيسى ونوح وغيرهم من الأنبياء. وكان هذا في صدر الإسلام قبل إكمال الله الدين، فلما نشره الله عز وجل في كل قطر، وبثّه في آفاق الأرض، وعلم الأكابر الأصاغر، وجمع القرآن بين الدّفّتين-: زال هذا المعنى، واجتمعت الأنباء في كل مصر وعند كل قوم). [تأويل مشكل القرآن: 235-232]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وفيه وجه آخر، وهو: أن القرآن كان ينزل شيئا بعد شيء وآية بعد آية، حتى لربما نزل الحرفان والثلاثة.
قال زيد بن ثابت: كنت أكتب لرسول الله صلّى الله عليه وسلم: لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله. فجاء عبد الله ابن أمّ مكتوم فقال: يا رسول الله إني أحب الجهاد في سبيل الله، ولكن بي من الضرر ما ترى. قال زيد: فثقلت فخذ رسول الله، صلّى الله عليه وسلم، على فخذي حتى خشيت أن ترضّها، ثم قال: اكتب:
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
وروى عبد الرّزاق، عن معمر، عن قتادة، عن الحسن أنه قال في قول الله عز وجل: {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} قال: كان ينزل آية وآيتين وآيات، جوابا لهم عما يسألون وردّا على النبي. وكذلك معنى قوله سبحانه: {وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} شيئا بعد شيء.
فكأن المشركين قالوا له: أسلم ببعض آلهتنا حتى نؤمن بإلهك، فأنزل الله: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}. يريد إن لم تؤمنوا حتى أفعل ذلك. ثم غبروا مدّة من المدد وقالوا: تعبد آلهتنا يوما أو شهرا أو حولا، ونعبد إلهك يوما أو شهرا أو حولا، فأنزل الله تعالى:{وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}. على شريطة أن تؤمنوا به في وقت وتشركوا به في وقت.
قال أبو محمد: وهذا تمثيل أردت أن أريك به موضع الإمكان). [تأويل مشكل القرآن: 237-238] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلا}
معناه: هلّا نزل عليه القرآن في وقت واحد، وكان بين أول نزول القرآن وآخره عشرون سنة، فقالوا: لم لم ينزل جملة واحدة كما أنزلت التوراة: فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن إنزاله متفرقا ليثبت في قلب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: {كذلك لنثبّت به فؤادك}
أي أنزلناه كذلك متفرقا، لأن معنى قولهم: (لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة) يدل على معنى لم نزل عليه القرآن متفرقا فأعلموا لم ذلك، أي للتثبيت.
{ورتّلناه ترتيلا} أي نزلناه على التّرتيل، وهو ضدّ العجلة، وهو التمكّث). [معاني القرآن: 4/66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك}
قيل هذا التمام والمعنى أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك كذلك التثبيت كما قال جل وعز: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}
لأنه إذا أنزله متفرقا كان فيه جواب ما يسألون في وقته فكان في ذلك تثبيت فقيل التمام قوله: {كذلك}
وقيل التمام عند قوله: {جملة واحدة}
والمعنى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كالتوراة والإنجيل؛ ومعنى هذا لم أنزل متفرقا فقال جل وعز: {كذلك لنثبت به فؤادك} أي: أنزلناه متفرقا لنثبت به فؤادك
ثم قال جل وعز: {ورتلناه ترتيلا}
روى مغيرة عن إبراهيم قال أنزل متفرقا
وقال الحسن كلما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء نزل جوابه حتى كمل نزوله في نحو من عشرين سنة). [معاني القرآن: 5/25-24]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ولا يأتونك بمثلٍ} [الفرقان: 33] يعني المشركين فيما كانوا يحاجّونه به.
{إلا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرًا} [الفرقان: 33] تبيينًا في تفسير مجاهدٍ.
ذكره
[تفسير القرآن العظيم: 1/480]
عاصم بن حكيمٍ.
وقال قتادة: أحسن تفصيلًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/481]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وأحسن تفسيراً...}

بمنزلة قوله: {أصحاب الجنّة يومئذٍ خير مستقرا وأحسن مقيلاً} في معنى الكلام والنصب). [معاني القرآن: 2/268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا يأتونك بمثل إلّا جئناك بالحقّ وأحسن تفسيرا}
معناه ولا يأتونك بمثل إلّا جئناك بالذي هو الحق وأحسن تفسيرا من مثلهم، إلا أن " من " حذفت لأن في الكلام دليلا عليها.
لو قلت: رأيت زيدا وعمرا فكان عمرو أحسن وجها، كان الكلام فيه دليل على أنك تريد: من زيد). [معاني القرآن: 4/67-66]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا}
قال الضحاك أي تفصيلا
قال أبو جعفر في الكلام حذف
والمعنى وأحسن تفسيرا من مثلهم ومثل هذا يحذف كثيرا). [معاني القرآن: 5/25]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولئك شرٌّ مكانًا} [الفرقان: 34] من أهل الجنّة.
{وأضلّ سبيلا} [الفرقان: 34] طريقًا في الدّنيا، لأنّ طريقهم إلى النّار، وطريق المؤمنين إلى الجنّة.
- سعيدٌ عن قتادة أنّ رجلًا قال: يا رسول اللّه كيف يحشر اللّه الكفّار على وجوههم يوم القيامة؟ قال: «إنّ الّذي أمشاه على رجليه قادرٌ أن يمشيه على وجهه»). [تفسير القرآن العظيم: 1/481]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عز وجل: {الّذين يحشرون على وجوههم إلى جهنّم أولئك شرّ مكانا وأضلّ سبيلا}

(الذين) رفع بالابتداء، و (أولئك) رفع ابتداء ثان.
و (شرّ) خبر (أولئك)، و (أولئك) مع (شرّ) خبر (الّذين). وجاء في التفسير أن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أصناف، صنف على الدواب وصنف على أرجلهم وصنف على وجوههم، قيل يا رسول اللّه: كيف يمشون على وجوههم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي مشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم). [معاني القرآن: 4/67]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا}
في الحديث الشريف يحشر الناس على ثلاث طبقات ركبانا ومشاة وعلى وجوههم قال أنس قيل يا رسول الله كيف يحشرون على وجوههم فقال إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم). [معاني القرآن: 5/25-26]

رد مع اقتباس