عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 ربيع الثاني 1434هـ/10-03-2013م, 04:37 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) )
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّةً ولكن كره الله انبعاثهم فثبّطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين}
وقال: {ولكن كره الله انبعاثهم} جعله من "بعثته" فـ"انبعث" وسمعت من العرب من يقول: "لو دعينا لاندعينا". وتقول: "انبعث انبعاثاً" أي: "بعثته" فـ"انبعث انبعاثاً" وتقول: "انقطع به" إذا تكلم فانقطع به ولا تقول "قطع به"). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّة ولكن كره اللّه انبعاثهم فثبّطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين}
أي فتركهم العدة دليل على إرادتهم التخفف.
{ولكن كره اللّه انبعاثهم فثبّطهم}.
والتثبيط ردّك الإنسان عن الشيء يفعله، أي كره الله أن يخرجوا معكم فردهم عن الخروج.
ثم أعلم عزّ وجلّ: (لم كره ذلك فقال:
{لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلّا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم واللّه عليم بالظّالمين (47) }). [معاني القرآن: 2/450]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم}
التثبيط رد الإنسان عما يريد أن يفعله). [معاني القرآن: 3/214]

تفسير قوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولأوضعوا خلالكم...}
الإيضاع: السير بين القوم. وكتبت بلام ألف وألف بعد ذلك، ولم يكتب في القرآن لها نظير. وذلك أنهم لا يكادون يستمرون في الكتاب على جهة واحدة؛ ألا ترى أنهم كتبوا {فما تغن النّذر} بغير ياء، {وما تغني الآيات والنّذر} بالياء، وهو من سوء هجاء الأوّلين. {ولأوضعوا} مجتمع عليه في المصاحف. وأما قوله: {أو لا أذبحنّه} فقد كتبت بالألف وبغير الألف. وقد كان ينبغي للألف أن تحذف من كله؛ لأنها لام زيدت على ألف؛ كقوله: لأخوك خير من أبيك؛ ألا ترى أنه لا ينبغي أن تكتب بألف بعد لام ألف. وأما قوله:
{لا انفصام لها} فتكتب بالألف؛ لأن {لا} في {انفصام} تبرئة، والألف من {انفصام} خفيفة. والعرب تقول: أوضع الراكب؛ ووضعت الناقة في سيرها. وربما قالوا للراكب وضع؛ قال الشاعر:
إني إذا ما كان يوم ذو فزع =ألفيتني محتملا بذي أضع
وقوله: {يبغونكم الفتنة} المعنى: يبغونها لكم. ولو أعانوهم على بغائها لقلت: أبغيتك الفتنة. وهو مثل قولك: أحلبني واحلبني). [معاني القرآن: 1/440]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلاّ خبالاً} الخبال: الفساد). [مجاز القرآن: 1/261]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (قوله عز وجل: {ولأوضعوا خلالكم} أي لأسرعوا خلاكم أي بينكم، وأصله من التخلل.
{وفيكم سمّاعون لهم} أي مطيعون لهم سامعون). [مجاز القرآن: 1/261]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ما زادوكم إلا خبالا} فالفعل خبلة يخبله خبلاً، وهو الإزمان به، فكأنه الإفساد). [معاني القرآن لقطرب: 643]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ولأوضعوا خلالكم} فقالوا: أوضعت الناقة تضع وضعا ووضعا وهو السير، وأوضعتها أنا إيضاعًا؛ وقال الراجز:
يا ليتني فيها جذع = أخب فيها وأضع
[معاني القرآن لقطرب: 643]
وقوله {وفيكم سماعون لهم} أي مطيعون؛ أي يستمعون منهم ويقبلون؛ وكان ابن عباس يقول {لا تسمعوا لهذا القرآن} أي لا تقبلوا؛ ما سمع مني ما قبل مني). [معاني القرآن لقطرب: 644]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ولأوضعوا خلالكم} الإيضاع: سرعة السير {خلالكم} بينكم يتخللونكم). [غريب القرآن وتفسيره: 164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما زادوكم إلّا خبالًا} أي شرا. [والخبال] والخبل: الفساد.
{ولأوضعوا خلالكم} من الوضع، وهو سرعة السير. يقال: وضع البعير وأوضعته إيضاعا. والوجيف: مثله.
{وخلالكم} فيما بينكم.
{يبغونكم الفتنة} يعني الشرك.
{وفيكم سمّاعون لهم} يعني المنافقين يسمعون ما يقولون ويقبلونه). [تفسير غريب القرآن: 187]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكتبوا: {أَوْ لا أَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل: 31] بزيادة ألف.
وكذلك {وَلا أَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ} بزيادة ألف بعد لام ألف.
وهذا أكثر في المصحف من أن نستقصيه). [تأويل مشكل القرآن: 56-58] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلّا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم واللّه عليم بالظّالمين}
والخبال الفساد، وذهاب الشيء.
قال الشاعر:
أبني لبيني لستما بيد.=.. إلا يدا مخبولة العضد
أي فاسدة العضد.
{ولأوضعوا خلالكم}.
يقال أوضعت في السير إذا أسرعت، ولأسرعوا فيما يخل بكم.
{يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم}.
أي فيكم من يسمع ويؤدي إليهم ما يريدون.
وجائز أن يكون {سمّاعون لهم} من يقبل منهم.
وفي المصحف مكتوب " ولأوضعوا) ولا أوضعوا، ومثله في القرآن:
(أو لا أذبحنّه " بزيادة ألف أيضا، وهذا إنما حقّه على اللفظ ولأوضعوا.
ولكن الفتحة كانت تكتب قبل العربي ألفا. والكتاب أبتدئ به في العربي بقرب نزول القرآن فوقع فيه زيادات في أمكنة واتباع الشيء بنقص عن الحروف. فكتبت " ولا أوضعوا " بلام وألف، بدلا من الفتحة، وبهمزة.
فهذا مجاز ما وقع من هذا النحو في الكتاب). [معاني القرآن: 2/450-451]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا} الخبال الفساد وذهاب الشيء
ثم قال جل وعز: {ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة} الإيضاع سرعة السير
قال أبو إسحاق معنى خلالكم فيما يخل بكم
وقال غيره بينكم
وقيل الفتنة ههنا الشرك
ثم قال جل وعز: {وفيكم سماعون لهم} فيه قولان: أحدهما فيكم من يستمع ويخبرهم بما يريدون
والقول الآخر فيكم من يقبل منهم مثل سمع الله لمن حمده
والقول الأول أولى لأنه الأغلب من معنييه أن معنى سماع يسمع الكلام ومثله سماعون للكذب
والقول الثاني لا يكاد يقال فيه إلا سامع مثل قائل). [معاني القرآن: 3/214-216]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا خبالا} أي: إلا فسادا). [ياقوتة الصراط: 242]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ولأوضعوا}: ولأسرعوا إلى الهرب). [ياقوتة الصراط: 242]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {خلالكم} أي: ما تفرق من الجماعة لطلب الخلوة للفرار). [ياقوتة الصراط: 243]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وفيكم سماعون لهم} قال: يعني: الجواسيس). [ياقوتة الصراط: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ} الإيضاع ضرب من السير سريع، والوجيف مثله، {خِلالَكُمْ} فيما بينكم.
{يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ} يعني الشرك.
{وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} يعني المنافقون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 97]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولأَوْضَعُواْ}: أسرعوا السير
{خِلاَلَكُمْ}: بينكم). [العمدة في غريب القرآن: 148]

تفسير قوله تعالى: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (48) )
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وقلبوا لك الأمور} المعنى أي بغوك الغوائل، وطلبوها). [معاني القرآن لقطرب: 643]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والأمر: الدّين، قال الله تعالى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} [المؤمنون: 53]، أي دينهم.
وقال تعالى: {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ}). [تأويل مشكل القرآن: 515]


رد مع اقتباس