عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:41 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي حذف العائد المجرور

حذف العائد المجرور
في [التسهيل:35] : «أو مجرورا بإضافة صفة ناصبة له تقديرا، أو بحرف جر بمثله معنى ومتعلقا الموصول، أو موصوف به».
وقال الرضي [2/40] : «وأما المجرور فيحذف بشرط أن ينجر بإضافة صفة ناصبة له تقديرا... أو ينجر بحرف جر متعين، وإنما شرط التعيين، لأنه لابد بعد حذف المجرور من حذف الجار أيضا، إذ لا يبقى حرف جار بلا مجرور، فينبغي أن يتعين، حتى لا يلتبس بعد الحذف بغيره، كقوله تعالى: {أنسجد لما تأمرنا} أي تأمرنا به ....
ويتعين حرف الجر قياسا إذا جر الموصول أو موصوفه بحرف جر مثله في المعنى، وتماثل المتعلقان، نحو: مررت بالذي مررت، أي مررت به، فالجاران متماثلان، وكذا ما تعلقا بهما. ومثال الموصوف: مررت بزيد الذي مررت، وربما يحذف المجرور بحرف وإن لم يتعين، نحو: الذي مررت زيد، أي مررت به ... ».
جاء حذف العائد المجرور بالوصف الناصب له تقديرا في قوله تعالى:
1- {وليقترفوا ما هم مقترفون} [6: 113].
2- {ألقوا ما أنتم ملقون} [10: 8، 26: 43].
3- {فاقض ما أنت قاض} [20: 72].
وصرح به في قوله تعالى:
{وتخفي في نفسك ما الله مبديه} [33: 27].
وحذف العائد المجرور بحرف الجر مع (ما) في قوله تعالى:
1- {ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون} [23: 33].
في [معاني القرآن:2/234] : «المعنى: مما تشربون منه، وجاز حذف (منه) لأنك تقول: شربت من مائك، فصارت (ما تشربون) بمنزلة (شرابكم) ولو حذفت من (تأكلون) منه كان صوابا».
وفي [البحر:6/404] : «الظاهر أن (ما) موصولة، وأن العائد محذوف تقديره: مما تشربون منه، لوجود شرائط الحذف، وهو اتحاد المتعلق والمتعلق؛ كقولك: مررت بالذي مررت ... وتقديره: تشربونه يفوت فصاحة معادلة التركيب ... فالمعادلة تقتضي أن يكون التقدير: بما تشربون منه».
2- {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} [2: 194].
أي بمثل ما اعتدى عليكم به، وجاز حذفه لأن المضاف إلى الموصول قد جر بحرف جر به العائد، واتحد المتعلقان. من السمين. [الجمل:1/155].
وقد ذكر في قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [16: 126].
* * * *
وفي كثير من الآيات يقدر المعربون العائد ضميرا محذوفا مجرورا بالحرف من غير أن يستوفى شروط الحذف. من ذلك قوله تعالى:
1- {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة} [28: 68].
في [البحر:7/129] : «وأجيب بأن التقدير: ما كان لهم فيه الخيرة، وحذف لدلالة المعنى» [الكشاف:3/357].
2- {قل رب إما تريني ما يوعدون} [23: 93].
أي به و(ما) اسم موصول. [الجمل:3/295].
3- {يا أبت افعل ما تؤمر} [37: 102].
وفي [الكشاف:3/307] : «أي ما تؤمر به، فحذف الجار؛ كما حذف قوله: أمرتك الخير ... » [البحر:7/370].
4- {كلا لما يقض ما أمره} [80: 23].
وفي [العكبري:2/150] : «(ما) بمعنى الذي، والعائد محذوف، أي ما أمره به». [البيان:2/494].
5- {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} [9: 128].
في [البحر:5/118] : «أجاز الحوفي أن تكون (ما) موصولة». أي عنتم بسببه. [الجمل:2/326].
6- {فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم} [17: 69].
أي بسبب الذي كفرتم به، ثم اتسع فحذف الباء، عن السمين. [الجمل:2/628].
7- {لتجزى كل نفس بما تسعى} [20: 15].
قيل: (ما) مصدرية، وقيل: بمعنى الذي أي تسعى فيه. [العكبري:2/63]. [الجمل:3/86].
8- {يوم يتذكر الإنسان ما سعى} [79: 35].
في [البحر:8/423] : «أي عمله الذي كان سعى فيه في الدنيا» [الجمل:4/476].
9- {فاصدع بما تؤمر} [15: 94].
في [الكشاف:2/320] : «أي بما تؤمر به من الشرائع، فحذف الجار».
ويجوز أن يتكون (ما) مصدرية، [العكبري:2/41] ، [البيان:2/72-73] ، [البحر:5/47].
وفي [المغني:2/137] : «وأما من قال: أمرتك بكذا فيشكل، لأن شرط حذف العائد المجرور بالحرف أن يكون الموصول مخفوضا بمثله معنى ومتعلقا».
10- {من أوسط ما تطعمون أهليكم} [5: 89].
في [العكبري:1/126] : «أي الذي تطعمون منه، أو تطعمونه». [البحر:4/10].
11- {إني كفرت بما أشركتمون من قبل} [14: 22].
في [العكبري:2/36] : «في (ما) وجهان: أحدهما: هي بمعنى الذي، فتقديره على هذا: بالذي أشركتموني به، أي بالضم ... ».
وفي [البحر:5/420] : «قيل (ما) موصولة بمعنى الذي، والتقدير: كفرت بالصنم الذي أشركتمونيه، فحذف العائد».
12- {ولنصبرن على ما آذيتمونا} [14: 12].
في [البحر:5/411] : «وجوزوا أن يكون بمعنى الذي، والضمير محذوف، أي ما آذيتموناه، وكان أصله (به) أو الباء، فوصل الفعل إلى الضمير؟ قولان».
13- {ولتكبروا الله على ما هداكم} [2: 185].
في [البحر:2/44] : «وجوزوا أن تكون (ما) بمعنى الذي، وفيه بعد لأنه يحتاج إلى حذفين: أحدهما: حذف العائد على (ما) أي على الذي هداكموه...».
14- {لتكبروا الله على ما هداكم} [22: 37].
في [الجمل:3/169] : «أو موصولة، أي على هدايته إياكم، أو على ما هداكم إليه».
15- {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} [7: 101].
في [المغني:2/137] : «يحتمل أن يكون الأصل: بما كذبوه، فلا إشكال، أو بما كذبوا به، ويؤيده التصريح به في سورة يونس، وإنما جاز مع اختلاف المتعلق لأن {ما كانوا ليؤمنوا} بمنزلة {كذبوا} في المعنى».


رد مع اقتباس