عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 18 شعبان 1433هـ/7-07-2012م, 07:37 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي تابع [الآيات من 30 إلى 59] لم أتمكن من التعديل على المشاركة الأصلية

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزءون} [يس: 30] سعيدٌ، عن قتادة، قال: {يا حسرةً على العباد} [يس: 30] في أنفسهم.
{ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزءون} [يس: 30] فيا لك حسرةٌ عليهم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/806]
قال يحيى مثل قوله: {أن تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه} [الزمر: 56] إذا كان القول من العباد قال العبد يا حسرتا، وقال القوم: يا حسرتنا....
نما أخبر اللّه أنّ تكذيبهم الرّسل حسرةٌ عليهم، وهذا من الصّراخ بالنّكرة الموصوفة). [تفسير القرآن العظيم: 2/807]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون} [يس: 31]، أي: لا يرجعون إلى الدّنيا، يعني: من أهلك من الأمم السّالفة حين كذّبوا رسلهم يقول هذا لمشركي العرب يقول: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون} [يس: 31] يحذّرهم أن ينزل بهم ما نزل بهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/807]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا} [يس: 32] عندنا.
{محضرون} [يس: 32] يوم القيامة، يعني: الماضين والباقين.
وقال السّدّيّ: {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ} [يس: 32]، يعني: إلا جميعٌ {لدينا محضرون} [يس: 32].
ومن خفّفها جعل اللّام توكيدًا للفعل). [تفسير القرآن العظيم: 2/807]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وآيةٌ لهم الأرض الميتة} [يس: 33]، يعني: المجدبة , تفسير السّدّيّ.
{أحييناها} [يس: 33] بالنّبات.
وقال يحيى: يعني بالميّتة: الأرض الّتي ليس فيها نباتٌ.
وقال السّدّيّ: المجدبة، أي: الّذي أحياها بعد موتها قادرٌ على أن يحيي الموتى.
قال: {وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون {33} وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون {34}). [تفسير القرآن العظيم: 2/807]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) }

تفسير قوله تعالى: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم} [يس: 35]، أي: لم تكن تعمله أيديهم ونحن أنبتنا ما فيها.
وقال السّدّيّ: {وما عملته أيديهم} [يس: 35] لم يكن ذلك من فعلهم، وهو نحوه.
قال: {وفجّرنا فيها من العيون {34} ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون {35}} [يس: 34-35]، أي: فليشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/807]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها} [يس: 36]، أي: الألوان كلّها.
[تفسير القرآن العظيم: 2/807]
وقال السّدّيّ: الأصناف كلّها.
{ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم} [يس: 36] الذّكر والأنثى، وممّا خلق في البرّ والبحر من صغيرٍ وكبيرٍ.
{وممّا لا يعلمون} [يس: 36] وهو كقوله: {ويخلق ما لا تعلمون} [النحل: 8] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/808]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وآيةٌ لهم اللّيل نسلخ منه النّهار} [يس: 37] نذهب منه النّهار.
{فإذا هم مظلمون {37}). [تفسير القرآن العظيم: 2/808]

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والشّمس تجري لمستقرٍّ لها} [يس: 38] لا تجاوزه.
وهذا أبعد مسيرها، ثمّ ترجع إلى أدنى منازلها في تفسير الحسن إلى يوم القيامة حيث تكوّر فيذهب ضوءها.
وقال السّدّيّ: {تجري لمستقرٍّ لها} [يس: 38]، يعني: لمنتهاها، وهو نحوه.
- أشعث، عن مالك بن دينارٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرؤها: والشّمس تجري لا مستقرّ لها.
قال يحيى: هذا مثل قوله: {وسخّر لكم الشّمس والقمر} [إبراهيم: 33]..... قال: {ذلك تقدير العزيز العليم {38}). [تفسير القرآن العظيم: 2/808]

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والقمر قدّرناه منازل} [يس: 39] يزيد وينقص في تفسير الكلبيّ، يجري على منازله.
وقال الحسن: لا يطلع ولا يغيب إلا في زيادةٍ أو نقصان.
{حتّى عاد كالعرجون القديم} [يس: 39] المعلّى، عن ابن يحيى، عن مجاهدٍ، قال: كعنق النّخلة اليابس، يعني: إذا كان هلالا). [تفسير القرآن العظيم: 2/808]

تفسير قوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر} [يس: 40] لا يجتمع ضوءهما ضوء الشّمس بالنّهار، وضوء القمر باللّيل، لا ينبغي لهما أن يجتمع ضوءهما.
لا ينبغي للشّمس أن تطلع باللّيل فتكون مع القمر في سلطانه، في تفسير الكلبيّ.
وقال مجاهدٌ: {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر} [يس: 40] لا يشبه ضوء الآخر، لا ينبغي ذلك لهما.
وقال: شمسٌ ينبغي لها أن تدرك القمر، ليلة الهلال خاصّةً لا يجتمعان في السّماء، وقد يريان جميعًا ويجتمعان في غير ليلة الهلال، وهو كقوله: {والقمر إذا تلاها} [الشمس: 2] إذا تبعها ليلة الهلال.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {والقمر إذا تلاها} [الشمس: 2] يتلوها صبيحة الهلال.
وبعضهم يقول: {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر} [يس: 40] صبيحة ليلة البدر، يبادر فيغيب قبل طلوعها.
قال: {وكلٌّ في فلكٍ يسبحون} [يس: 40] والشّمس والقمر باللّيل والنّهار يسبّحون يدورون في تفسير مجاهدٍ كما يدور فلك المغزل.
وقال الحسن: الفلك طاحونةٌ مستديرةٌ كفلكة المغزل بين السّماء والأرض، وتجري فيها الشّمس والقمر والنّجوم، وليست بملتصقةٍ بالسّماء، ولو كانت ملتصقةً ما جرت.
وقال الكلبيّ: {يسبحون} [يس: 40] يجرون.
الصّلت بن دينارٍ، عن أبي صالحٍ، عن نوفٍ البكاليّ قال: إنّ السّماء خلقت مثل القبّة، وإنّ الشّمس والقمر والنّجوم ليس منها شيءٌ لاصقٌ بالسّماء، وإنّها تجري
[تفسير القرآن العظيم: 2/809]
في فلكٍ دون السّماء.
قال: {ولا اللّيل سابق النّهار} [يس: 40] يأتي عليه النّهار فيذهبه كقوله: {يغشي اللّيل النّهار يطلبه حثيثًا} [الأعراف: 54].
- عبد الوهّاب، عن مجاهدٍ أنّ أناسًا من اليهود قالوا لعمر بن الخطّاب: تقولون: جنّةً عرضها السّموات والأرض فأين تكون النّار؟ قال: أرأيت إذا جاء النّهار أين يكون اللّيل وإذا جاء اللّيل أين يكون النّهار؟ يفعل اللّه ما يشاء.
قوله عزّ وجلّ: {وكلٌّ في فلكٍ يسبحون} [يس: 40] قد فسّرناه في أوّل الآية.
{وآيةٌ لهم} [يس: 33]، يعني: وعلامةٌ لهم، تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/810]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أنّا حملنا ذرّيّتهم في الفلك المشحون} [يس: 41]، يعني: نوحًا وبنيه الثّلاثة سامٌ، وحامٌ ويافثٌ منهم ذرّي الخلق بعد ما غرق قوم نوحٍ.
و{المشحون} [يس: 41] في حديث الحسن بن دينارٍ، عن الحسن: الموقّر بحمله، يقول: ممّا حمل نوحٌ معه في السّفينة). [تفسير القرآن العظيم: 2/810]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وخلقنا لهم من مثله} [يس: 42] من مثل الفلك.
{ما يركبون} [يس: 42]، يعني: الإبل، ويقال هي سفن البرّ، وقال في آيةٍ أخرى: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون} [الزخرف: 12] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/810]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم} [يس: 43] فلا مغيث لهم.
{ولا هم ينقذون} [يس: 43] من العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/810]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا رحمةً منّا ومتاعًا إلى حينٍ} [يس: 44] فبرحمته يمتّعهم إلى يوم القيامة ولم
[تفسير القرآن العظيم: 2/810]
يهلكهم بعذاب الاستئصال، وسيهلك كفّار آخر هذه الأمّة بالنّفخة الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/811]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم} [يس: 45]، {ما بين أيديكم} [يس: 45] من وقائع اللّه بالكفّار، أي: لا ينزل بكم ما نزل بهم، {وما خلفكم} [يس: 45] عذاب الآخرة بعد عذاب الدّنيا يقوله النّبيّ عليه السّلام للمشركين، وهذا تفسير الحسن.
وقال الكلبيّ: {ما بين أيديكم} [يس: 45] من أمر الآخرة، اتّقوها واعملوا لها، {وما خلفكم} [يس: 45] الدّنيا إذا كنتم في الآخرة، فلا تغترّوا بالدّنيا، فإنّكم تأتون الآخرة.
وقال مجاهدٌ: {اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم} [يس: 45] من الذّنوب.
وقال السّدّيّ: {اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم} [يس: 45] عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة، {لعلّكم ترحمون} [يس: 45] لكي ترحموا). [تفسير القرآن العظيم: 2/811]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم إلا كانوا عنها معرضين} [يس: 46] تفسير الحسن: ما يأتيهم من رسولٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/811]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه} [يس: 47] وهذا تطوّعٌ.
{قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه} [يس: 47] فإذا لم يشإ اللّه أن يطعمه لم تطعمه.
{إن أنتم إلا في ضلالٍ مبينٍ} [يس: 47] يقوله المشركون للمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 2/811]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ويقولون متى هذا الوعد} [يس: 48]، أي: هذا العذاب.
{إن كنتم صادقين} يكذّبون به). [تفسير القرآن العظيم: 2/811]

تفسير قوله تعالى: {مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {ما ينظرون} [يس: 49] ما ينظر كفّار آخر هذه الأمّة الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه.
{إلا صيحةً واحدةً} [يس: 29]، يعني: النّفخة الأولى من إسرافيل، وهو تفسير السّدّيّ بها يكون هلاكهم.
{تأخذهم وهم يخصّمون} [يس: 49] في أسواقهم، يتبايعون، يذرعون الثّياب ويخفض أحدهم ميزانه ويرفعه، ويحلبون اللّقاح وغير ذلك من حوائجهم.
[تفسير القرآن العظيم: 2/811]
- عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تقوم السّاعة والرّجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان به، فما يطويانه حتّى تقوم السّاعة، وتقوم السّاعة والرّجل يخفض ميزانه، وتقوم السّاعة والرّجل قد رفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتّى تقوم السّاعة، وتقوم السّاعة والرّجل يليط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتّى تقوم السّاعة»). [تفسير القرآن العظيم: 2/812]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (خداشٌ، عن عوفٍ، عن أبي المغيرة، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: لينفخنّ في الصّور وإنّ النّاس لفي طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، وحتّى إنّ الرّجل ليساوم الرّجل بالثّوب والثّوب بينهما في يد هذا وهذا فلا يدعانه حتّى يصعق بهما، وحتّى إنّ الرّجل ليغدو من بيته وما يرجع حتّى يصعق به، وتلا هذه الآية: {فلا يستطيعون توصيةً ولا إلى أهلهم يرجعون} [يس: 50].
رجلٌ، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو نحوه، وزاد فيه: يذرعون الثّياب، ويحلبون اللّقاح.
- حمّادٌ، عن أبي المهزّم، عن أبي هريرة، قال: تقوم السّاعة والرّجلان في السّوق وميزانهما في أيديهما.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: قضى اللّه ألا تأتيكم السّاعة إلا بغتةً، يعني قوله: {لا تأتيكم إلا بغتةً} [الأعراف: 187].
قوله عزّ وجلّ: {فلا يستطيعون توصيةً} [يس: 50] أن يوصوا.
{ولا إلى أهلهم يرجعون} [يس: 50] من أسواقهم وحيث كانوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/812]

تفسير قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ونفخ في الصّور} [يس: 51] وهذه النّفخة الآخرة، والصّور قرنٌ.
- عاصم بن حكيمٍ، عن سليمان التّيميّ، عن أسلم العجليّ، عن بشر بن شغافٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: جاء أعرابيٌّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسأله عن الصّور فقال: «قرنٌ ينفخ فيه».
[تفسير القرآن العظيم: 2/812]
سعيدٌ، عن قتادة، قال: {ونفخ في الصّور} [يس: 51] في الخلق.
- قال يحيى: وبلغني عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة، قال: تجعل الأرواح في الصّور ثمّ ينفخ فيه صاحب الصّور، فيذهب كلّ روحٍ إلى جسده مثل النّحل، فتدخل الأرواح في أجسادها.
قال: {فإذا هم من الأجداث إلى ربّهم ينسلون} [يس: 51] سعيدٌ، عن قتادة، قال: فإذا هم من القبور إلى ربّهم يخرجون، يعني: جميع الخلق). [تفسير القرآن العظيم: 2/813]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} [يس: 52] سعيدٌ، عن قتادة، قال: تكلّم بأوّل هذه الآية أهل الضّلالة وبآخرها أهل الإيمان.
قال أهل الضّلالة: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} [يس: 52] قال المؤمنون: {هذا ما وعد الرّحمن وصدق المرسلون} [يس: 52] أخبرني صاحبٌ لي، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرّحمن، عن الحسن، عن أبيّ بن كعبٍ مثل ذلك.
عثمان، عن زيد بن أسلم قال: قال الكفّار: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} [يس: 52] قالت الملائكة: {هذا ما وعد الرّحمن وصدق المرسلون} [يس: 52].
وبعضهم يقول: هم الملائكة الّذين كانوا يكتبون أعمالهم، وقولهم: {من بعثنا من مرقدنا} [يس: 52] وهو ما بين النّفختين، لا يعذّبون في قبورهم بين النّفختين، ويقال إنّها أربعون سنةً، فلذلك قالوا: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} [يس: 52] وذلك أنّه إذا نفخ النّفخة الأولى قيل له: اخمد، فيخمد إلى النّفخة الآخرة.
- المبارك بن فضالة، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «بين النّفختين أربعون، الأولى يميت اللّه بها كلّ حيٍّ، والآخرة يحيي بها كلّ ميّتٍ».
أبو سهلٍ، عن الحسن بن دينارٍ، عن الجريريّ، عن عكرمة قال: النّفخة الأولى من الدّنيا، والنّفخة الثّانية من الآخرة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/813]
وقال الحسن: القيامة اسمٌ جامعٌ يجمع النّفختين جميعًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/814]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إن كانت} [يس: 53]، يعني: ما كانت.
{إلا صيحةً واحدةً} [يس: 53] تفسير السّدّيّ قال: وكذلك كلّ إن خفيفةٍ تستقبلها إلا.
وقوله: {إن كانت إلا صيحةً واحدةً} [يس: 29] من إسرافيل، يعني: النّفخة الثّانية، يعني: القيامة.
{فإذا هم جميعٌ لدينا محضرون} [يس: 53] المؤمنون والكافرون {لدينا} [يس: 53] عندنا {محضرون} [يس: 53] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/814]

تفسير قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فاليوم} [يس: 54]، يعني: في الآخرة، وهو تفسير السّدّيّ، يقوله يومئذٍ.
{لا تظلم نفسٌ شيئًا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون} [يس: 54] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/814]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأخبر بمصير أهل الإيمان وأهل الكفر فقال: {إنّ أصحاب الجنّة اليوم} [يس: 55]، يعني: في الآخرة.
{في شغلٍ فاكهون} [يس: 55] سعيدٌ، عن قتادة، قال: في افتضاض العذارى). [تفسير القرآن العظيم: 2/814]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله: {فاكهون} [يس: 55] مسرورون في تفسير الحسن.
وبعضهم يقول: معجبون.
قال يحيى: بلغني أنّ أحدهم يعطى قوّة مائة شابٍّ في الشّهوة والجماع، وأنّه يفتضّ في مقدار ليلةٍ من ليالي الدّنيا مائة عذراء بذكرٍ لا يملّ ولا ينثني وفرجٍ لا يحفى ولا يمنى في شهوة أربعين عامًا.
- أبو أميّة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
[تفسير القرآن العظيم: 2/814]
قال: «يعطى المؤمن ثلاثين زوجةً»، قالوا: يا رسول اللّه ويطيق ذلك؟ قال: «يعطى قوّة مائةٍ».
خالدٌ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ قال: إنّ الرّجل من أهل الجنّة ليتزوّج خمس مائة حوراء، وأربعة آلاف بكرٍ، وثمانية آلاف ثيّبٍ، ما منهنّ واحدةٌ إلا يعانقها مثل عمر الدّنيا كلّه لا يملّها ولا تملّه، وتوضع مائدةٌ بين يديه قدر عمر الدّنيا كلّه، ويسقى الشّراب فيستلذّه قدر عمر الدّنيا كلّه، ويأتيه الملك بالتّحيّة من اللّه وفي أصبعيه مائة
حلّةٍ، فيفرح بها فرحًا شديدًا، فيقول: أفرحت بهذا؟ فيقول: نعم، فيقول الملك للشّجر حوله: أنا رسول اللّه إليكنّ فتلون له بما شاء ما شاء.
- خالدٌ، عن الحسن، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ أهل الجنّة يدخلونها كلّهم، نساؤهم ورجالهم من عند آخرهم أبناء ثلاثٍ وثلاثين سنةً على صورة آدم، طوله ستّون ذراعًا، اللّه أعلم بأيّ ذراعٍ هو، جردًا، مردًا، مكحّلين، يأكلون، ويشربون، ولا يبولون، ولا يتغوّطون، ولا يمتخطون، والنّساء عربًا أترابًا، لا يحضن، ولا يلدن، ولا يمتخطن، ولا يبلن، ولا
يقضين حاجة لبس؟ به قذرٌ»). [تفسير القرآن العظيم: 2/815]

تفسير قوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {هم وأزواجهم في ظلالٍ} [يس: 56] في حجالٍ.
{على الأرائك} [يس: 56] على السّرر في الحجال.
{متّكئون} [يس: 56] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/814]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {لهم فيها فاكهةٌ ولهم ما يدّعون} [يس: 57] ما يشتهون، يكون في في أحدهم الطّعام فيخطر على باله طعامٌ آخر فيتحوّل ذلك الطّعام في فيه ويأكل من ناحيةٍ من البسرة بسرًا ثمّ يأكل من ناحيةٍ أخرى عنبًا إلى عشرة ألوانٍ أو ما شاء اللّه من ذلك، ويصفّ الطّير بين يديه، فإذا اشتهى الطّير منها اضطرب ثمّ صار بين يديه نضيجًا، نصفه شواءٌ ونصفه قديرٌ، وكلّ ما اشتهت
أنفسهم وجدوه كقوله: {وفيها ما تشتهيه الأنفس} [الزخرف: 71] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/815]

تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {سلامٌ قولا من ربٍّ رحيمٍ} [يس: 58] قال يحيى: يأتي الملك من عند اللّه إلى أحدهم فلا يدخل عليه حتّى يستأذن
[تفسير القرآن العظيم: 2/815]
عليه يطلب الإذن من البوّاب الأوّل، فيذكره للبوّاب الثّاني، ثمّ كذلك حتّى ينتهي إلى البوّاب الّذي يليه، فيقول البوّاب له: ملكٌ على الباب يستأذن فيقول: ائذن له، فيدخل بثلاثة أشياء، بالسّلام من اللّه، والتّحفة، والهديّة، وبأنّ اللّه عنه
راضٍ، وهو قوله: {وإذا رأيت ثمّ رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا} [الإنسان: 20] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/816]

تفسير قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وامتازوا اليوم أيّها المجرمون} [يس: 59] المشركون، أي: ليمتازوا عن الجنّة إلى النّار.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: عزلوا عن كلّ خيرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/816]

رد مع اقتباس