عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14 ذو القعدة 1431هـ/21-10-2010م, 06:58 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 30 إلى 59]

{ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59).}.

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يا حسرةً على العباد...}
المعنى: يا لها حسرةً على العباد.
وقرأ بعضهم: {يا حسرة العباد} , والمعنى في العربيّة واحد, والله أعلم.
والعرب : إذا دعت نكرة موصولة بشيء , آثرت النصب، يقولون: يا رجلا كريماً أقبل، ويا راكباً على البعير أقبل.
فإذا أفردوا , رفعوا أكثر ممّا ينصبون, أنشدني بعضهم:
يا سيّدا ما أنت من سيّدٍ = موطّأ الأعقاب رحب الذراع
قوّال معروف وفعّاله = نحّار أمّات الرّباع الرّتاع
أنشدنيه بعض بني سليم (موطّأ) بالرفع، وأنشدنيه الكسائيّ (موطأ) بالخفض, وأنشدني آخر:
ألا يا قتيلاً ما قتيل بني حلس = إذا ابتلّ أطراف الرماح من الدّعس
ولو رفعت النكرة الموصولة بالصّفة , كان صواباً, قد قالت العرب:
= يا دار غيّرها البلى تغييرا
تريد: يأيّتها الدار غيّرها. وسمعت أبا الجراح يقول لرجلٍ: أيا مجنون مجنون، إتباع. وسمعت من العرب: يا مهتمّ بأمرنا لا تهتمّ، يريدون: يأيّها المهتمّ.). [معاني القرآن: 2/375-376]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلّا كانوا به يستهزءون (30)}
وقرئت : يا حسرة العباد بغير على، ولكني : لا أحب القراءة بشيء خالف المصحف ألبتة, وهذه من أصعب مسألة في القرآن.
إذا قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟
فالفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما لا يعقل؛ لأن النداء باب تنبيه.
إذا قلت يا زيد , فإن لم تكن دعوته لتخاطبه لغير النداء , فلا معنى للكلام، إنما تقول: يا زيد , فتنبهه بالنداء , ثم تقول له: فعلت كذا , وافعل كذا.
وما أحببت مما له فيه فائدة، ألا ترى أنك تقول لمن هو مقبل عليك: يا زيد ما أحسن ما صنعت، ولو قلت له: ما أحسن ما صنعت كنت قد بلغت في الفائدة ما أفهمت به، غير أن قولك : يا زيد أوكد في الكلام, وأبلغ في الإفهام.
وكذا إذا قلت للمخاطب : أنا أعجب مما فعلت، فقد أفدته أنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه: أتفعل كذا وكذا، كان دعاؤك العجب أبلغ في الفائدة.
والمعنى : يا عجب أقبل، فإنه من أوقاتك، و إنما نداء العجب تنبيه , لتمكن علم المخاطب بالتعجب من فعله.
وكذلك إذا قلت: ويل لزيد , أو ويل زيد, لم فعل كذا وكذا كان أبلغ.
وكذلك في كتاب اللّه عزّ وجلّ : {يا ويلتى أألد وأنا عجوز}, وكذلك :{يا حسرتى على ما فرّطت في جنب اللّه}
وكذلك : {يا حسرة على العباد}: والمعنى: في التفسير أن استهزاءهم بالرسل حسرة عليهم.
والحسرة : أن يركب الإنسان من شدة الندم ما لا نهاية له بعده حتى يبقى قلبه حسيرا.). [معاني القرآن: 4/284-285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون}
وفي حرف أبي : يا حسرة العباد , أي : هذا موضع حضور الحسرة .
قال أبو جعفر : وحقيقة الحسرة في اللغة أن يلحق الإنسان من الندم ما يصير به حسيرا.). [معاني القرآن: 5/489]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({يا حسرة على العباد}
قال ثعلب: معناه : يا حسرة عليهم , لا علينا , ولا على رسلنا.). [ياقوتة الصراط: 421]

تفسير قوله تعالى:{أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ألم يروا كم أهلكنا...}
(كم) في موضع نصب من مكانين: أحدهما أن توقع {يروا} على {كم} .
وهي في قراءة عبد الله : {ألم يروا من أهلكنا} , فهذا وجه.
والآخر أن توقع {أهلكنا} على (كم), وتجعله استفهاماً, كما تقول: علمت كم ضربت غلامك.
وإذا كان قبل من , وأيّ , وكم رأيت , وما اشتقّ منها، أو العلم , وما اشتقّ منه, وما أشبه معناهما، جاز أن توقع ما بعدكم , وأيّ : ومن وأشباهها عليها، كما قال الله: {لنعلم أي الحزبين أحصى}: ألا ترى أنك قد أبطلت العلم عن وقوعه على أيّ، ورفعت أيّا بأحصى, فكذلك تنصبها بفعل لو وقع عليها.
وقوله: {أنّهم إليهم} : فتحت ألفها؛ لأن المعنى: ألم يروا أنهم إليهم لا يرجعون. وقد كسرها الحسن البصري، كأنه لم يوقع الرؤية على (كم) فلم يوقعها على (أنّ) , وإن شئت كسرتها على الاستئناف , وجعلت كم منصوبةً بوقوع يروا عليها.).[معاني القرآن: 2/376]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أنّهم إليهم لا يرجعون }: عمل الفعل الذي قبلها فيها :{ ألم يروا}: إذا كانت معلقة بما قبلها , فهي مفتوحة.).[مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون (31)}
أي: فيخافون أن يعجّل لهم في الدنيا مثل الذي عجّل لغيرهم ممن أهلك، وأنهم مع ذلك لا يعودون إلى الدنيا أبدا.
وموضع " كم ": نصب بـ (أهلكنا) لأن " كم " لا يعمل فيها ما قبلها، خبرا كانت , أو استفهاما.
تقول في الخبر: كم سرت؟, تريد سرت فراسخ كثيرة، ولا يجوز سرت كم فرسخا، وذلك أن كم في بابها بمنزلة ربّ، وأن أصلها الاستفهام والإبهام، فكما أنك إذا استفهمت , فقلت للمخاطب: كم فرسخا سرت ؟, لم يجز سرت كم فرسخا؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، فكذلك إذا جعلت كم خبرا , فالإبهام قائم فيها.
و(أنّهم) بدل من معنى : {ألم يروا كم أهلكنا}
والمعنى : ألم يروا أن القرون التي أهلكنا أنهم لا يرجعون.
ويجوز{إنهم لا يرجعون}: بكسر " إنّ " , ومعنى ذلك الاستئناف.
المعنى : هم إليهم لا يرجعون.). [معاني القرآن: 4/285]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون}
قال سيبويه : هو بدل من كم, أي: ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم , أنهم لا يرجعون.
قال محمد بن يزيد : هذا لا يصح , ولا يجوز , ومعنى: ألم يروا : ألم يعلموا ؛ لأنهم إنما أخبروا بهذا.
وكم نصب بـ «أهلكنا» , والمعنى : ألم يعلموا : كم أهلكنا قبلهم من القرون , أي: بأنهم إليهم لا يرجعون , أي: بالاستئصال .
قال: والدليل على هذا: أنها في قراءة عبد الله بن مسعود : {من أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون}
وقرأ الحسن : (إنهم إليهم لا يرجعون).). [معاني القرآن: 5/489-490]

تفسير قوله تعالى:{وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن كلٌّ لّمّا جميعٌ...}
شدّدها الأعمش , وعاصم, وقد خفّفها قوم كثير منهم من قرّاء أهل المدينة , وبلغني أن عليّاً خففها, وهو الوجه؛ لأنها (ما) أدخلت عليها لام تكون جواباً لإن؛ كأنك: قلت: وإن كلّ لجمع لدينا محضرون, ولم يثقّلها من ثقّلها إلاّ عن صواب.
فإن شئت أردت: وإن كل لمن ما جميع، ثم حذفت إحدى الميمات لكثرتهنّ؛ كما قال.
غداة طفت علماء بكر بن وائل = وعجنا صدور الخيل نحو تميم
والوجه الآخر من التثقيل: أن يجعلوا (لمّا) بمنزلة (إلاّ) مع (إن) خاصة، فتكون في مذهبها بمنزلة إنما إذا وضعت في معنى إلاّ، كأنها لم ضمّت إليها ما , فصارا جميعاً استثناء , وخرجتا من حدّ الجحد.
ونرى أن قول العرب (إلاّ) : إنما جمعوا بين إن التي تكون جحداً , وضمّوا إليها (لا) , فصارا جميعاً حرفاً واحداً , وخرجا من حد الجحد إذ جمعتا فصارا حرفا واحداً.
وكذلك لمّا, ومثل ذلك قوله: {لولا}، إنما هي لو ضمت إليها (لا), فصارتا حرفا واحدا, وكان الكسائي ينفي هذا القول, ويقول: لا أعرف جهة لمّا في التشديد في القراءة.). [معاني القرآن: 2/376-377]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وإن كلٌّ }: إذا خففت إن رفعت بها , وإن ثقّلتها نصبت {لمّا جميعٌ }: تفسيرها :{وإن كلٌّ لجميع }, و " ما " : مجازها مجاز " مثلاً مّا بعوضةً " , و " عمّا قليل ".). [مجاز القرآن: 2/160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وإن كلّ لمّا جميع لدينا محضرون (32)}
من قرأ بالتخفيف (لما) فما زائدة مؤكدة، والمعنى إن كل لجميع لدينا محضرون، ومعناه : وما كلّ إلا جميع لدينا محضرون.
ويقرأ (لمّا) بالتشديد , ومعنى (لمّا) ههنا (ألّا)، تقول : سألتك لمّا فعلت.
وتفسير الآية : أنّهم يحضرون يوم القيامة , فيقفون على ما عملوا.). [معاني القرآن: 4/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}
إن بمعنى ما , ولما بمعنى إلا, وحكى النحويون : بالله لما قمت بمعنى إلا .
وفي حرف أبي بن كعب : (وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون).). [معاني القرآن: 5/491-490]

تفسير قوله تعالى:{وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({الأرض الميتة }: مخففةٌ الميت والميت قال قوم: إذا كات قد مات فهو خفيف, وإذا لم يكن مات , فهو مثقل , وقوم يجعلونه واحداً.
الأصل الثقيل , وهذا تخفيفها، مجازهن مجاز " هيّن "، " ليّن " , ثم يخففون فيقولون: هين، لين، كما قال ابن الرعلاء الغساني:
ليس من مات فاستراح بميتٍ= إنما الميت ميّت الأحياء
فجعله خفيفاً جميعاً موضعٌ: قد مات , وموضع: لم يمت , ثم ثقل الخفيف.). [مجاز القرآن: 2/160-161]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبّا فمنه يأكلون (33)}
{الميتة}: ويقرأ بالتشديد, وأصل الميتة الميّتة، والأصل التشديد، والتخفيف أكثر، وكلاهما جائز.
(وآية) مرفوعة بالابتداء، وخبرها (لهم) : أي : وعلامة تدلهم على التوحيد , وأن اللّه يبعث الموتى إحياء الأرض الميتة.
ويجوز أن يكون آية مرفوعة بالابتداء، وخبرها : الأرض الميتة.). [معاني القرآن: 4/286]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها}
أي : وعلامة تدل على قدرة الله عز وجل , وإحيائه الموتى : الأرض الميتة أحييناها.). [معاني القرآن: 5/491]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره }
مجاز هذا : مجاز قول العرب , يذكرون الاثنين ثم يقتصرون على خبر أحدهما , وقد أشركوا ذاك فيه وفي القرآن: {والذّين يكنزون الذّهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل الله }
وقال الأزرق بن طرفة ابن العمرد الفراصي من بني فراص من باهلة:
رماني بأمرٍ كنت منه ووالدي= برئاً ومن دون الطّوىّ رماني
اقتصر على خبر واحد , وقد أدخل الآخر معه , وقال حسان بن ثابت:
(إن شرخ الشباب والشّعر الأسود = ما لم يعاص كان جنوناً)
ولم يقل: يعاصيا , وكانا.). [مجاز القرآن: 2/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم}: أي : وليأكلوا مما عملته أيديهم.
ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل وأعناب , ولم تعمله أيديهم.
ويقرأ: وما عملت أيديهم بلا هاء.). [تفسير غريب القرآن: 364-365]

تفسير قوله تعالى: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ليأكلوا من ثمره وما عملت أيديهم...}
وفي قراءة عبد الله : {وما عملته أيديهم}, وكلّ صواب.
والعرب تضمر الهاء في: الذي, ومن , وما، وتظهرها, وكلّ ذلك صواب .
{وما عملت}: (ما) إن شئت في موضع خفضٍ: ليأكلوا من ثمره , وممّا عملت أيديهم.
وإن شئت جعلتها جحداً فلم تجعل لها موضعا, ويكون المعنى: أنا جعلنا لهم الجنات , والنخيل والأعناب, ولم تعمله أيديهم {أفلا يشكرون}.). [معاني القرآن: 2/377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم} : أي: وليأكلوا مما عملته أيديهم.
ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل , وأعناب , ولم تعمله أيديهم.
ويقرأ: وما عملت أيديهم بلا هاء.). [تفسير غريب القرآن: 364-365] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوّله: {وفجّرنا فيها من العيون (34) ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون (35)}
ويجوز ثمره بإسكان الميم , وضم الثاء.
{وما عملته أيديهم}: ويقرأ (وما عملت) بغير هاء، وموضع " ما " خفض.
المعنى : ليأكلوا من ثمره , ومما عملته أيديهم.
ويجوز أن تكون (ما) نفيا، على معنى : ليأكلوا من ثمره , ولم تعمله أيديهم, هذا على إثبات الهاء.
وإذا حذفت الهاء ؛ فالاختيار أن يكون " ما " في موضع خفض، ويكون (ما) في معنى : الذي، فيحسن حذف الهاء، ويكون هذا على قوله:
{أفرأيتم ما تحرثون (63) أأنتم تزرعونه أم نحن الزّارعون (64) }.). [معاني القرآن: 4/286-287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم}
روي عن ابن عباس : (أي : ولم تعمله أيديهم) .
وتقرأ: وما عملت أيديهم بمعنى : والذي عملت أيديهم.). [معاني القرآن: 5/491-492]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} : يجوز أن يكون نفياً , وخبرا , ولا يجوز حذف الهاء إن كان نفياً.).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها}: أي: الأجناس كلها.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الزوج: اثنان، وواحد، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فجعل كل واحد منهما زوجا.
وهو بمعنى: الصّنف، قال: {خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} يعني: الأصناف.
وقال: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} أي ثمانية أصناف). [تأويل مشكل القرآن: 498] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون (36)}
{سبحان}: تبرئة اللّه من السوء وتنزيهه.
ومعنى الأزواج: الأجناس كلها من النبات , والحيوان , وغيرها.
{ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون}: مما خلق اللّه من جميع الأنواع والأشباه.). [معاني القرآن: 4/287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها}
أي : الأصناف من الثمرات , والحيوان , وغيرها.). [معاني القرآن: 5/492]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا}: أي:الأجناس.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {نسلخ منه النّهار...}
فإن قال قائل: ما قوله: {نسلخ منه النّهار}, فإنما معناه: نسلخ عنه النهار: نرمي بالنهار عنه , فتأتي الظلمة.
وكذلك النهار يسلخ منه الليل , فيأتي الضوء, وهو عربيّ معروف، ألا ترى قوله: {آتيناه آياتنا فانسلخ منها} : أي: خرج منها وتركها, وكذلك الليل والنهار.). [معاني القرآن: 2/377]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {نسلخ منه النّهار} : نميزه منه , فنجئ بالظلمة: { فإذ هم مّظلمون }: أي: يقال للرجل: سلخه الله من دينه.).[مجاز القرآن: 2/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فإذا هم مظلمون}: أي: داخلون في الظلام.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وآية لهم اللّيل نسلخ منه النّهار فإذا هم مظلمون (37)}
ومعنى نسلخ , نخرج منه النهار إخراجا لا يبقى معه شيء من ضوء النهار، وذلك من العلامات الدالة على توحيد اللّه وقدرته.). [معاني القرآن: 4/287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون}
يقال: سلخت الشيء من الشيء , أي: أزلته منه , وخلصته حتى لم يبق منه شيء , فإذا هم مظلمون .
فإذا هم مظلمون : أي: داخلون في الإظلام.). [معاني القرآن: 5/492]

تفسير قوله تعالى:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والشّمس تجري لمستقرٍّ لّها...}
إلى مقدار مجاريها: المقدار المستقر.
من قال: {لا مستقرّ لها} , أو {لا مستقرٌّ لها} , فهما وجهان حسنان، جعلها أبداً جاريةً, وأمّا أن يخفض المستقرّ , فلا أدري ما هو.). [معاني القرآن: 2/377]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والشّمس تجري لمستقرٍّ لها}: أي: موضع تنتهي إليه، فلا تجاوزه، ثم ترجع.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}.
قوله: {تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} أي: إلى مستقر لها، كما تقول: هو يجري لغايته وإلى غايته.
ومستقرّها: أقصى منازلها في الغروب، وذلك لأنها لا تزال تتقدم في كل ليلة حتى تنتهي إلى أبعد مغاربها ثم ترجع، فذلك مستقرها لأنها لا تجاوزه.
وقرأ بعض السلف: والشمس تجري لا مستقر لها والمعنى أنها لا تقف، ولا تستقر، ولكنها جارية أبدا). [تأويل مشكل القرآن: 318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والشّمس تجري لمستقرّ لها ذلك تقدير العزيز العليم (38)}
المعنى : وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها, أي: لأجل قد أجّل لها , وقدّر لها.
ومن قرأ :{لا مستقر لها}: فمعناه أنها جارية أبدا , لا تثبت في مكان.). [معاني القرآن: 4/287]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}
قيل : المعنى : إلى موضع قرارها , كما جاء في الحديث : ((تذهب فتسجد بين يدي ربها جل وعز , ثم تستأذن بالرجوع , فيؤذن لها)).
آي: وآية لهم الشمس تجري لمستقر لها .
ويجوز أن تكون مبتدأة , ولمستقر لها الخبر , أي: لأجل لها.
وروي عن ابن عباس : أنه قرأ : {لا مستقر لها}: (أي : جارية لا تثبت في موضع واحد).
وروى الأعمش , عن إبراهيم التيمي , عن أبيه , عن أبي ذر رضي الله عنه قال : (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله جل وعز:
{والشمس تجري لمستقر لها}, قال : ((مستقرها تحت العرش))).
وقيل : إلى أبعد منازلها في الغروب , ثم ترجع , ولا تجاوزه.). [معاني القرآن: 5/493-494]

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والقمر قدّرناه منازل...}
الرفع فيه أعجب إليّ من النصب؛ لأنه قال: {وآيةٌ لهم اللّيل}, ثم جعل الشمس والقمر متبعين لليل , وهما في مذهبه آيات مثله.
ومن نصب أراد: وقدّرنا القمر منازل، كما فعلنا بالشمس, فردّه على الهاء من الشمس في المعنى، لا أنه أوقع عليه ما أوقع على الشمس.
ومثله في الكلام: عبد الله يقوم, وجاريته يضربها، فالجارية مردودة على الفعل لا على الاسم , لذلك نصبناها؛ لأنّ الواو التي فيها للفعل المتأخّر.
وقوله: {كالعرجون} : والعرجون : ما بين الشماريخ إلى النابت في النخلة.
والقديم في هذا الموضع: الذي قد أتى عليه حول.). [معاني القرآن: 2/378]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({حتّى عاد كالعرجون القديم }: هو الإهان : إهان العذق الذي في أعلاه العثا كيل , وهي الشّماريخ , والعذق بفتح العين: النخلة.).[مجاز القرآن: 2/161]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((العرجون القديم): العذق الذي في أعلاه الشماريخ). [غريب القرآن وتفسيره: 311]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وكالعرجون: عود الكباسة, وهو: الإهان أيضا.
والقديم: الذي قد أتي عليه حول، فاستقوس ودق, وشبه القمر آخر ليلة يطلع به.).[تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( وقوله: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ} يريد: أنه ينزل كل ليلة منزلا، ومنازله ثمانية وعشرون منزلا عندهم، من أول الشهر إلى ثمان وعشرين ليلة منه ثم يستسرّ.
وهذه المنازل هي النجوم التي كانت العرب تنسب إليها الأنواء.
وأسماؤها عندهم الشّرطان والبطين، والثّريّا، والدّبران، والهقعة، والهنعة، والذّراع، والنّثرة، والطّرف، والجبهة، والزّبرة، والصّرفة، والعوّاء، والسّماك، والغفر، والزّباني، والإكليل، والقلب، والشّولة، والنّعائم، والبلدة، وسعد الذّابح، وسعد بلع، وسعد السّعود، وسعد الأخبية، وفرغ الدّلو المقدّم، وفرغ الدّلو المؤخّر، والرّشا وهو الحوت.
وإذا صار القمر في آخر منازله دقّ حتى يعود كالعرجون القديم وهو العذق اليابس. والعرجون إذا يبس دقّ واستقوس حتى صار كالقوس انحناء، فشبّه القمر به ليلة ثمانية وعشرين). [تأويل مشكل القرآن: 316-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والقمر قدّرناه منازل حتّى عاد كالعرجون القديم (39)}
يقرأ بالرفع والنصب، فمن نصب فعلى : " وقدّرنا القمر منازل قدّرناه منازل " , والرفع على معنى : وآية لهم القمر قدّرناه.
ويجوز أن يكون على الابتداء , و (قدّرناه) : الخبر.
{حتّى عاد كالعرجون القديم}: العرجون : عود العذق الذي يسمى الكباسة.
وحقيقة العرجون ك أنه العود الذي عليه العذق، والعرجون عود العذق الذي تركبه الشماريخ من العذق، فإذا جفّ وقدم دق وصغر , فحينئذ يشبه الهلال في آخر الشهر، وفي أول مطلعه.
وتقدير (عرجون) : فعلول, من الانعراج.). [معاني القرآن: 4/287-288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}
أي : وآية لهم القمر, ويجوز أن يكون مبتدأ , والخبر : قدرناه منازل والتقدير : قدرناه ذا منازل , كما قال سبحانه: {وإذا كالوهم}: أي: كالوا لهم.
ثم قال جل وعز: {حتى عاد كالعرجون القديم}
قال قتادة : (أي: كالعذق اليابس المنحني من النخلة) .
قال أبو جعفر: الذي قاله قتادة هو الذي حكاه أهل اللغة , والعذق بكسر العين هو: الكباسة والقنو .
وأهل مصر يسمونه الإسباطة, وإذا جف شبه به القمر في آخر الشهر , وأوله .
والعذق بفتح العين : النخلة.). [معاني القرآن: 5/494-496]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {حتى عاد كالعرجون القديم}
قال: العرجون الذي يبقى من الكباسة في النخلة إذا قطعت، والقديم البالي.). [ياقوتة الصراط: 422]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْعُرْجُونِ}: العذق). [العمدة في غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر...}
يقول: تطلع ليلا، ولا أن يسبق الليل النهار، يقول: ولا القمر له أن يطلع نهاراً، أي : لا يكون له ضوء.
ويقال: لا ينبغي للشمس أن تدرك القمر فتذهب ضوءه، ولا أن يسبق الليل النهار فيظلمه.
وموضع {أن تدرك} رفع.). [معاني القرآن: 2/378]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر }: مجازها: لا يكون أن تفوت.).[مجاز القرآن: 2/162]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}: مجاز هذا : مجاز الموات الذي أجرى مجرى الناس في القرآن {رأيتهم لي ساجدين }, وفي آية أخرى :{لقد علمت ما هؤلاء ينطقون }.). [مجاز القرآن: 2/162]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}
وقال: {لا الشّمس}, فادخل "لا" لمعنى النفي , ولكن لا ينصب ما بعدها أن تكون نكرة فهذا مثل قوله: {ولا أنتم عابدون} .). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر}: فيجتمعا.
{ولا اللّيل سابق النّهار}: أي: لا يفوت الليل النهار، فيذهب قبل مجيئه.
{وكلٌّ في فلكٍ يسبحون}: يعني: الشمس والقمر والنجوم يسبحون، أي: يجرون.). [تفسير غريب القرآن: 365]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( ثم قال سبحانه: {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} يريد: أنهما يسيران الدّهر دائبين ولا يجتمعان، فسلطان القمر بالليل، وسلطان الشمس بالنهار، ولو أدركت الشمس القمر لذهب ضوءه، وبطل سلطانه، ودخل النهار على الليل.
يقول الله جل وعز حين ذكر يوم القيامة: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} وذلك عند إبطال هذا التدبير، ونقض هذا التأليف.
{وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} يقول: هما يتعاقبان، ولا يسبق أحدهما الآخر: فيفوته ويذهب قبل مجيء صاحبه.
{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي: يجرون، يعني الشمس والقمر والنجوم). [تأويل مشكل القرآن: 317-318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلّ في فلك يسبحون (40)}
المعنى : لا يذهب أحدهما بمعنى الآخر.
{وكلّ في فلك يسبحون}: لكل واحد منهما فلك، ومعنى يسبحون : يسيرون فيه بانبساط.
وكل من انبسط في شيء , فقد سبح فيه، ومن ذلك: السباحة في الماء.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار}
قال الضحاك : (أي: لا تجئ الشمس , فيغلب ضوءها ضوء القمر , ولا يطلع القمر فيخالط ضوءه ضوء الشمس) .
{ولا الليل سابق النهار}, قال : أي: لا يزول من قبل أن يجئ النهار.
ثم قال جل وعز: {وكل في فلك يسبحون}: كل من سار سيرا فيه انبساط , فهو سابح.). [معاني القرآن: 5/496-497]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا الشمس ينبغي لها}: أي: لا يصلح لها.). [ياقوتة الصراط: 422]

تفسير قوله تعالى:{وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذرّيّتهم...}
إنما يخاطب أهل مكّة، فجعل الذرّية التي كانت مع نوح لأهل مكّة؛ لأنها أصل لهم، فقال: {ذرّيّتهم}: هم أبناء الذرّية.). [معاني القرآن: 2/379]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ في الفلك المشحون }: المملوء يقال: شحنها عليه خيلاً , ورجالاً , أي: ملأها، والفلك: القطب الذي تدور عليه السماء، والفلك : السفينة، الواحد , والجميع من السفن.). [مجاز القرآن: 2/162]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وآية لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم في الفلك المشحون (41)}
خوطب بهذا أهل مكة، وقيل : حملنا ذريتهم لأن من حمل مع نوح عليه السلام في الفلك , فهم آباؤهم، وذرياتهم.
والمشحون في اللغة : المملوء، شحنت السفينة إذا ملأتها.
وشحنت المدينة , وأشحنتها إذا ملأتها.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون}
قال أبو جعفر : أحسن ما قيل في هذا , أن المعنى: وآية لأهل مكة : أنا حملنا ذريات القرون الماضية في الفلك المشحون.). [معاني القرآن: 5/497-498]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وخلقنا لهم مّن مّثله...}
من مثل فلك نوح : {ما يركبون}.
يقول: جعلنا لهم السّفن مثّلت على ذلك المثال, وهي الزواريق وأشباهها ممّا يركب فيه الناس.
ولو قرأ قارئ: من مثله كان وجهاً , يريد من مثاله: أسمع أحداً قرأ به.). [معاني القرآن: 2/378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وخلقنا لهم من مثله ما يركبون (42)}
الأكثر في التفسير : أن من مثله من مثل سفينة نوح، وقيل من مثله :يعني به الإبل، وأن الإبل في البريّة بمنزلة السّفن في البحر.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وخلقنا لهم من مثله ما يركبون}
قال ابن عباس , وأبو مالك , وأبو صالح , والحسن : (يعني : السفن) .
وقال عبد الله بن شداد بن الهاد , وعكرمة , ومجاهد وقتادة : (يعني : الإبل) .
قال أبو جعفر : والإبل , والدواب في البر بمنزلة السفن في البحر إلا أن الأول أشبه بتأويل ذلك لدلالة قوله: {وإن نشأ نغرقهم}, وإنما الغرق في الماء.). [معاني القرآن: 5/499]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من مثله ما يركبون}: أي: من الحيوان : من الخيل , والجمال , والبغال .والحمير.). [ياقوتة الصراط: 422]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَا صَرِيخَ}: لا مغيث.). [العمدة في غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا صريخ لهم...}
الصريخ: الإغاثة.). [معاني القرآن: 2/379]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({لا صريخ لهم}: لا مغيث لهم.
{ولا هم ينقذون إلاّ رحمةً مّنّا }: مجازها مجاز المصدر الذي فعله بغير لفظه , قال رؤبة:
إنّ نزاراً أصبحت نزارا= دعوة أبرارٍ دعوا أبرارا
وقال الأحوص:
إنّي لأمنحك الصّدود وإنني= قسماً إليك مع الصدود لأميل.). [مجاز القرآن: 2/162]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لا صريخ لهم}: لا مغيث لهم). [غريب القرآن وتفسيره: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلا صريخ لهم}: أي: لا مغيث لهم، ولا مجير، {ولا هم ينقذون}. ). [تفسير غريب القرآن: 365-366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون (43)}: أي: فلا مغيث لهم.). [معاني القرآن: 4/288]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن نشأ تغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون}
قال قتادة : (أي : فلا مغيث لهم).).[معاني القرآن: 5/499]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ}: أي : لا مغيث , ولا مجير.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]

تفسير قوله تعالى:{إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ رحمةً مّنّا...}
يقول: إلاّ أن نفعل ذلك رحمة.
وقوله: {ومتاعاً إلى حينٍ} : يقول: بقاء إلى أجلٍ، أي: نرحمهم , فنمتّعهم إلى حين.). [معاني القرآن: 2/379]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلّا رحمةً منّا ومتاعاً إلى حينٍ}: أي: إلا أن نرحمهم، ونمتعهم إلى أجل.). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إلّا رحمة منّا ومتاعا إلى حين (44)}
منصوبة: مفعول لها، المعنى: ولا ينقذون إلّا لرحمة منّا , ولمتاع إلى حين, إلى انقضاء الأجل.). [معاني القرآن: 4/289]

تفسير قوله تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اتّقوا ما بين أيديكم...}
من عذاب الآخرة :{وما خلفكم} : من عذاب الدنيا ممّا لا تأمنون من عذاب ثمود , ومن مضى.). [معاني القرآن: 2/379]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ كانوا عنها معرضين...}: جواب للآية، وجواب لقوله: {وإذا قيل لهم اتّقوا} , فلمّا أن كانوا معرضين عن كلّ آية كفى جواب واحدةٍ من ثنتين؛ لأن المعنى: وإذا قيل لهم: اتقوا , أعرضوا، وإذا أتتهم آية, أعرضوا.). [معاني القرآن: 2/379] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلّكم ترحمون (45)}
ما أسلفتم من ذنوبكم، وما تعملونه فيما تستقبلون.
وقيل : ما بين أيديكم , وما خلفكم، على معنى : اتقوا أن ينزل بكم من العذاب مثل الذي نزل بالأمم قبلكم، وما خلفكم، أي: اتقوا عذاب الآخرة.
ومثله :{فإن أعرضوا فقد أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}. ). [معاني القرآن: 4/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم}
قال قتادة : أي : (ما بين أيديكم من الوقائع فيمن كان قبلكم , {وما خلفكم}), قال: (من الآخرة) .
والمعنى على قول الحكم بن عتيبة : (ما بين أيديكم من الدنيا , أي : مثل ما أصاب عادا وثمودا , وما خلفكم الآخرة) .
وعلى قول مجاهد: (ما بين أيديكم من ذنوبكم , وما لم تعملوه) .
وعلى قول ابن عباس , وسعيد بن جبير : (ما بين أيديكم الآخرة , وما خلفكم الدنيا , وكذلك قالا في قول الله جل وعز: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم})
والتقدير في العربية , وإذا قيل لهم : اتقوا ما بين أيديكم , وما خلفكم , أعرضوا.
ودل على هذا الحذف قوله تعالى: {وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين}. ). [معاني القرآن: 5/499-501]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ كانوا عنها معرضين...}: جواب للآية، وجواب لقوله: {وإذا قيل لهم اتّقوا} .
فلمّا أن كانوا معرضين عن كلّ آية , كفى جواب واحدةٍ من اثنتين؛ لأن المعنى: وإذا قيل لهم: اتقوا , أعرضوا، وإذا أتتهم آية , أعرضوا.). [معاني القرآن: 2/379]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }(47)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه إن أنتم إلّا في ضلال مبين (47)}
أي : أطعموا , وتصدّقوا.
{قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعم}: كأنهم يقولون هذا على حد الاستهزاء.
وجاء في التفسير : أنها نزلت في الزنادقة، وقيل : في قوم من اليهود.). [معاني القرآن: 4/289]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله}
قال الحسن: (هم اليهود , ثم قال جل وعز: {قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه}
يقولون : هذا على التهزؤ).). [معاني القرآن: 5/501]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين (48)}: متى إنجاز هذا الوعد، أردنا ذلك.). [معاني القرآن: 4/289]

تفسير قوله تعالى:{مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهم يخصّمون...}
قرأها يحيى بن وثّابٍ : {يخصمون} , وقرأها عاصم : {يخصّمون} ينصب الياء , ويكسر الخاء.
ويجوز نصب الخاء؛ لأن التاء كانت تكون منصوبة فنقل إعرابها إلى الخاء,والكسر أكثر وأجود.
وقرأها أهل الحجاز {يخصّمون} يشدّدون, ويجمعون بين ساكنين.
وهي في قراءة أبيّ بن كعب: {يختصمون}, فهذه حجّة لمن يشدد.
وأما معنى يحيى بن وثّابٍ , فيكون على معنى : يفعلون من الخصومة , كأنه قال: وهم يتكلّمون .
ويكون على وجهٍ آخر: {وهم يخصمون}: وهم في أنفسهم يخصمون من وعدهم الساعة.وهو وجه حسن .
أي: تأخذهم السّاعة لأن المعنى: وهم عند أنفسهم يغلبون من قال لهم: أن الساعة آتية.).[معاني القرآن: 2/379]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يخصّمون}: أي : يختصمون, فأدغم التاء في الصاد.). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما ينظرون إلّا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصّمون (49)}
في {يخصّمون} أربعة أوجه:
سكون الخاء , والصاد مع تشديد الصاد على جمع بين ساكنين، وهو أشد الأربعة وأردؤها، وكان بعض من يروي قراءة أهل المدينة , يذهب إلى أن هذا .
لم يضبط عن أهل المدينة , كما لم يضبط عن أبي عمرو :{إلى بارئكم}
وإنّما زعم أن هذا تختلس فيه الحركة اختلاسا , وهي فتحة الخاء، والقول كما قال.
والقراءة الجيّدة {يخصّمون} بفتح الخاء، والأصل : يختصمون.
فطرحت فتحة التاء على الخاء، وأدغمت في الصاد، وكسر الخاء جيّد أيضا - تكسر الخاء لسكونها وسكون - الصاد.
وقرئت : يختصمون، وهي جيدة أيضا , ومعناها: يأخذهم , وبعضهم يخصم بعضاً.
ويجوز أن يكون تأخذهم , وهم عند أنفسهم يخصمون في الحجة في أنهم لا يبعثون، فتقوم الساعة , وهم متشاغلون في متصرفاتهم.). [معاني القرآن: 4/289-290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون}
وفي حرف أبي : {وهم يختصمون}, والمعنى واحد.
ويقرأ :{يخصمون}: أي: يخصم بعضهم بعضًا .
ويجوز أن يكون معناه : وهم يخصمون عند أنفسهم بالحجة من آمن بالساعة.). [معاني القرآن: 5/502]

تفسير قوله تعالى: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلا يستطيعون توصيةً...}
يقول: لا يستطيع بعضهم أن يوصي إلى بعضٍ.
{ولا إلى أهلهم يرجعون}: أي: لا يرجعون إلى أهلهم قولاً.
ويقال: لا يرجعون: لا يستطيعون الرجوع إلى أهليهم من الأسواق.). [معاني القرآن: 2/380]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون (50)}: لا يستطيع أحد أن يوصي في شيء من أمره.
{ولا إلى أهلهم يرجعون}:لا يلبث إلى أن يصير إلى أهله ومنزله, يموت في مكانه.). [معاني القرآن: 4/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون}
أي : لا يمهلون حتى يوصوا , ولا إلى أهلهم يرجعون, أي: يموتون مكانهم .
ويجوز أن يكون المعنى : ولا يرجعون إلى أهلهم قولاً.). [معاني القرآن: 5/500-503]

تفسير قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ونفخ في الصّور }: جميع صورةٍ, فخرجت مخرج بسرة وبسر , ولم تحمل على ظلمة وظلم , ولو كانت كذلك لقلت: " صورٌ " , فخرجت الواو بالفتحة , ومجازها كسورة المدينة , والجميع سور .
قال جرير:
لما أتى خبر الزّبير تواضعت= سور المدينة والجبال الخشّع
ومنها سور المجد , أي : أعاليه , وقال العجاج:
فرب ذي سرداقٍ محجور= سرت إليه في أعالي السور
{من الأجداث}: واحدها : جدثٌ , وهي لغة أهل العالية، وأهل نجد يقولون " جذفٌ ".
{ينسلون}: يسرعون، والذئب يعسل , وينسل.). [مجاز القرآن: 2/163]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الأجداث}: واحدها جدث، وبعضهم يقول جدف وهي القبور.
{ينسلون}: يسرعون والذئب يعسل وينسل). [غريب القرآن وتفسيره: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{الأجداث}: القبور, واحدها: جدث.
{ينسلون}: قد ذكرناه في سورة الأنبياء.). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ونفخ في الصّور فإذا هم من الأجداث إلى ربّهم ينسلون (51)}
الصور كما جاء في التفسير :القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل.
وقد قال أبو عبيدة: إنّ الصور : جمع صورة، وصورة : جمعها صور.
كما قال الله عزّ وجلّ: {وصوّركم فأحسن صوركم}
وما قرأ أحد: أحسن صوركم , ولا قرأ أحد: ونفخ في الصّور, من وجه يثبت.
والأجداث : القبور، واحدها: جدث، وينسلون: يخرجون بسرعة.). [معاني القرآن: 4/290]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ونفخ في الصور}
قال أبو عبيدة : هو جمع صورة .
يذهب إلى أن المعنى : ونفخ في الأجسام , واحتج بقول الشاعر:
لما أتى خبر الزبير تواضعت = سور المدينة والجبال الخشع
قال أبو جعفر: الذي قاله أبو عبيدة لا يعرفه أهل التفسير , ولا أهل اللغة .
والحديث على أنه الصور الذي ينفخ فيه إسرافيل .
وأهل اللغة على أن جمع صورة :صور , وسيبويه , وغيره يذهب إلى أن : سور المدينة ليس بجمع سورة.
ثم قال جل وعز: {فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون}
أي: القبور , يقال للقبر : جدث , وجدف .
{إلى ربهم ينسلون }, قال أبو عبيدة : أي: يسرعون.). [معاني القرآن: 5/504]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَجْدَاثِ}: القبور , {ينسلون}: يسرعون.). [العمدة في غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من بعثنا من مّرقدنا...}
يقال: إن الكلام انقطع عند المرقد.
ثم قالت الملائكة لهم: {هذا ما وعد الرّحمن وصدق المرسلون} .
فـ (هذا) , و(ما) في موضع رفعٍ كأنك قلت: هذا وعد الرحمن, ويكون {من بعثنا من مّرقدنا هذا}, فيكون (هذا) من نعت المرقد خفضاً , و(ما) في موضع رفعٍ, بعثكم وعد الرحمن.
وفي قراءة عبد الله بن مسعود : (من أهبّنا من مرقدنا هذا) , والبعث في هذا الموضع كالاستيقاظ؛ تقول: بعثت ناقتي , فانبعثت إذا أثارها.). [معاني القرآن: 2/380]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا }: أي: من منامنا , ثم جاء : {هذا ما وعد الرّحمن وصدق المرسلون}: استئناف.). [مجاز القرآن: 2/163]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يتصل الكلام بما قبله حتى يكون كأنه قول واحد، وهو قولان:
نحو قوله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}، ثم قال: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}، وليس هذا من قولها، وانقطع الكلام عند قوله: {أَذِلَّةً}، ثم قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.
وقوله: {الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}، هذا قول المرأة، ثم قال يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ}، أي ليعلم الملك أني لم أخن العزيز بالغيب.
وقوله: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، وانقطع الكلام، ثم قالت الملائكة: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}.
وقوله حكاية عن ملأ فرعون: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ}
هذا قول الملأ، ثم قال فرعون: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 294-295] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرّحمن وصدق المرسلون (52)}
{قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}: هذا وقف التمام، وهذا قول المشركين.
وقوله: {هذا ما وعد الرّحمن وصدق المرسلون}
{هذا}: رفع بالابتداء، والخبر : {ما وعد الرّحمن}, وهذا قول المشركين، أعني: هذا ما وعد الرحمن.
ويجوز أن يكون " هذا " من نعت : مرقدنا , على معنى : من بعثنا من مرقدنا هذا الذي كنا راقدين فيه.
ويكون ما وعد الرحمن , وصدق المرسلون , على ضربين:
أحدهما : على إضمار هذا.
والثاني : على إضمار حق، فيكون المعنى : حق ما وعد الرحمن.
والقول الأول : أعني ابتداء هذا , عليه التفسير، وهو قول أهل اللغة.). [معاني القرآن: 4/290-291]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا}
وفي قراءة عبد الله: (من أهبنا من مرقدنا)
قال أبي بن كعب : (ينامون نومة قبل البعث , فيجدون لذلك راحة , فيقولون : يا ويلنا , من بعثنا من مرقدنا ؟!).
قال الأعمش : بلغني أنه يكف عنهم العذاب بين النفختين , فإذا نفخ في الصور , قالوا : من بعثنا من مرقدنا ؟!.
قال مجاهد , وقتادة: (هذا قول الكفار , فقال لهم المؤمنون : {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}).
وقيل : هذا من قول الملائكة لهم , وقيل التمام عند قوله: {هذا}
والمعنى : الذي وعد الرحمن حق.).[معاني القرآن: 5/504-506]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من مرقدنا}
قال ثعلب: يروى عن ابن عباس أنه قال: (للعالم رقدة في القبور قبل الساعة، فمنها قالوا: من مرقدنا, قال: فأجيبوا: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}).). [ياقوتة الصراط: 422]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ محضرون }:مشهدون.
{في شغلٍ فكهون }: الفكه الذي يتفكه .
تقول العرب للرجل إذ كان يتفكه بالطعام, أو بالفاكهة , أو بأعراض الناس: إن فلاناً لفكهٌ بأعراض , قالت خنساء , أو عمرة ابنتها:
فكهٌ على حين العشاء إذا = حضر الشتاء وعزّت الجزر
ومن قرأها : فاكهون , جعله كثير الفواكه , صاحب فاكهة , قال الحطيئة:
ودعوتني وزعمت أن= ك لابنٌ بالصيف تامر
أي : ذو لبن وتمرٍ , أي: عنده لبن كثير وتمر كثير , وكذلك عاسل , ولاحم , وشاحم.). [مجاز القرآن: 2/163-164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({محضرون}: مشهدون). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إن كانت إلّا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون (53)}
و{إلّا صيحة واحدة}, وقد مضى إعرابهما.
{فإذا هم جميع لدينا محضرون}: فالمعنى : إن إهلاكهم كان بصيحة , وبعثهم , وإحياءهم بصيحة.). [معاني القرآن: 4/291]

تفسير قوله تعالى:{فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويكون الظلم: النّقصان، قال الله تعالى: {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} أي ما نقصونا.
وقال: {آَتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} أي لم تنقص منه شيئا. ومنه يقال: ظلمتك حقّك، أي: نقصتك. ومنه قوله تعالى: {وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} و{لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا}). [تأويل مشكل القرآن: 467-468] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلّا ما كنتم تعملون (54)}
المعنى : من جوزي , فإنما يجازى بعمله.). [معاني القرآن: 4/291]

تفسير قوله تعالى:{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فاكهون...}
بالألف. وتقرأ : {فكهون}, وهي بمنزلة حذرون وحاذرون .
وهي في قراء عبد الله :{فاكهين} بالألف). [معاني القرآن: 2/380]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((فكهون): متفكهون، ومنه فلان فكه بأعراض الناس.
{والفاكهون}: الذين تكثر عندهم الفواكه. وكذلك التامر واللابن الذي كثر عنده اللبن والتمر). [غريب القرآن وتفسيره: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في شغلٍ فاكهون} : أي: يتفكهون.
قال أبو عبيد: تقول العرب للرجل إذا كان يتفكه بالطعام, أو بالفاكهة , أو بأعراض الناس : إن فلانا لفكه بكذا , قال الشاعر:
فكه إلى جنب الخوان إذا غدت = نكباء تقطع ثابت الأطناب
ومنه يقال للمزاح: فاكهة, ومن قرأ: {فاكهون }, أراد : ذوي فاكهة، كما يقال: فلان : لابن تامر.
وقال الفراء: هما جميعا سواء: فكة وفاكه، كما يقال حذر وحاذر.
وروي في التفسير: {فاكهون}: ناعمون, و{تفكّهون}: معجبون). [تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّ أصحاب الجنّة اليوم في شغل فاكهون (55)}
و{فاكهون}: تفسيره فرحون.
وجاء في التفسير : أنّ شغلهم افتضاض الأبكار، وقيل في شغل عما فيه أهل النار، ويقرأ : في شغل , وشغل , وشغل , وشغل, يجوز في العربية). [معاني القرآن: 4/291]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون}
يقال: فلان فاكه , أي: ذو فاكهة, وتامر , أي: ذو تمر , كما قال الشاعر:
أغررتني وزعمت أنك = لابن بالصيف تامر
روى ابن أبي طلحة , عن ابن عباس : {فاكهين }: (فرحين, وفي بعض التفاسير : ناعمين) .
فأما : فكهون , فقال الفراء : معناه كمعنى فاكهين , كما يقال: حذر وحاذر , وهذا أولاها .
وقال أبو زيد : يقال رجل فكه , إذا كان طيب النفس , ضحوكا .
وقال أبو عبيدة : يقال هو فكه بالطعام, أو بالفاكهة , أو بأعراض الناس .
وقال قتادة : (فكهون: معجبون).). [معاني القرآن: 5/507-508]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فكِهُونَ}: أي: يتفكهون , ومن قرأ : {فَاكِهُونَ} , فمعناه: ذوو فاكهة.
كما يقال: فلان لابن تامر.
وقال الفراء: هما سواء مثل حاذر , وحذر.

وقيل :{فاكهون} : أي: ناعمون , و{فكهون}: معجبون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 201]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَكِهُونَ}: متفكهون, {فَاكِهُونَ}: كثرت فاكهتهم). [العمدة في غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {على الأرائك متّكئون...}
و{على الأرائك متكئين}: منصوباً على القطع, وفي قراءتنا رفع, لأنها منتهى الخبر.
وقوله: {في ظللٍٍ}: أراد جمع ظلة , وظلل.
ويكون أيضاً : {ظلالاً} , وهي جمع لظلّة , كما تقول: خلّة , وحلل , فإذا كثرت فهي الحلال, والجلال , والقلال.
ومن قال: {في ظلالٍ}: فهي جمع ظلّ.). [معاني القرآن: 2/380]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في ظلالٍ}: واحدها ظلةٍ , وجميع الظل : أظلال , وهو الكن , أي: لا يضحون.
{على الأرائك}: واحدتها أريكة , وهي الفرش في الحجال , قال ذو الرمة , وجعلها فراشاً:
خدوداً جفت في السّير حتى كأنما= يباشرن بالمعزاء مسّ الأرائك). [مجاز القرآن: 2/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الأرائك}: السرر التي عليها الحجال). [غريب القرآن وتفسيره: 312]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {في ظلالٍ}: جمع ظل و{في ظلل} : جمع ظلة.
{الأرائك}: السرر في الحجال, واحدها: أريكة.).[تفسير غريب القرآن: 366]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متّكئون (56)}
وظلل، ويجوز ظلل.
{على الأرائك متّكئون}: وهي الفرش في الحجال، وقيل : إنها الفرش.
وقيل: الأسرة, وهي على الحقيقة الفرش : كانت في حجال , أو غير حجال.). [معاني القرآن: 4/291-292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون}
في ظلال : جمع ظل.
ويجوز أن يكون جمع ظلة, فأما ظلل: فهو جمع ظلة , لا غير.
قال ابن عباس , وقتادة : {الأرائك}: (السرر في الحجال) .
وقيل : الفرش في الحجال .
وقيل: هي الفرش أين كانت , وهذا معروف في كلام العرب , قال ذو الرمة:
خدودا جفت في السير حتى كأنما = يباشرن بالمعزاء مس الأرائك). [معاني القرآن: 5/508-509]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَرَائِكِ}: هي السرر في الحجال , الواحدة : أريكة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 202]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْأَرَائِكِ}: الأسرة في الحجال.). [العمدة في غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ما يدّعون }: أي : ما يتمنون.
تقول العرب: أدع على ما شئت , أي: تمنى على ما شئت.). [مجاز القرآن: 2/164]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({لهم فيها فاكهةٌ ولهم مّا يدّعون}, قوله: {ولهم فيها مّا يدّعون} ). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ما يدعون}: ما يتمنون. يقال: ادع ما شئت أي تمن). [غريب القرآن وتفسيره: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولهم ما يدّعون} : أي : ما يتمنون, ومنه يقول الناس: هو في خير ما ادعي، أي: ما تمنى.
والعرب تقول: أدع علي ما شئت، أي: تمن عليّ ما شئت). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لهم فيها فاكهة ولهم ما يدّعون (57)}
أي : ما يتمنون، يقال: فلان في خير ما ادّعى، أي : ما تمنى، وهو مأخوذ من الدعاء.
المعنى : كل مما يدعو أهل الجنة يأتيهم.). [معاني القرآن: 4/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون}
قال أبو عبيدة : أي : ما يتمنون , يقال: ادع علي ما شئت , أي: تمن .
قال أبو جعفر : هو مأخوذ من الدعاء بالشيء , أي : كلما دعوا بشيء, أعطوه.). [معاني القرآن: 5/509]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَدَّعُونَ}: يتمنون.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 203]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَدَّعُونَ}: يتمنون.). [العمدة في غريب القرآن: 251]

تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سلامٌ قولاً...}
وفي قراءة عبد الله : {سلاماً قولاً}, فمن رفع قال: ذلك لهم سلام قولا، أي : لهم ما يدّعون مسلّم خالص، أي : هو لهم خالص، يجعله خبراً لقوله: {لهم ما يدّعون} : خالص.
ورفع على الاستئناف يريد ذلك لهم سلام. ونصب القول إن شئت على أن يخرج من السّلام , كأنك قلت: قاله قولاً.
وإن شئت جعلته نصباً من وقوله: {لهم ما يدعون} قولاً, كقولك: عدة من الله.). [معاني القرآن: 2/381]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيمٍ }: " سلام " رفع على " لهم " عملت فيها, " وقولاً " خرجت مخرج المصدر الذي يخرج من غير لفظ فعله.).[مجاز القرآن: 2/164]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({سلامٌ قولاً مّن رّبٍّ رّحيمٍ}
وقال: {سلامٌ قولاً}, فانتصب {قولاً} على البدل من اللفظ بالفعل كأنه قال "أقول قولاً" .
وقرأه ابن مسعود :{سلاماً}, وعيسى , وابن أبي إسحاق كذلك نصبوها على خبر المعرفة (على).). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سلامٌ قولًا من ربٍّ رحيمٍ} أي: سلام , يقال لهم (فيها), كأنهم يتلقون من رب رحيم.). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({سلام قولا من ربّ رحيم (58)}
(سلام) بدل من (ما) , المعنى : لهم ما يتمنون به سلام، أي : وهذا منى أهل الجنة أن يسلّم اللّه - عزّ وجلّ - عليهم.
و{قولا} منصوب على معنى : لهم سلام يقوله اللّه عزّ وجلّ قولا.). [معاني القرآن: 4/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {سلام قولا من رب رحيم}
قال الفراء : أي: لهم ذلك سلام , أي: مسلم .
قال أبو إسحاق: سلام بدل من ما , أي : ولهم أن يسلم الله جل وعز عليهم , وذلك غاية أمنيتهم .
وفي قراءة عبد الله : {سلاماً}
قال أبو إسحاق : قولاً, أي : يقول الله ذلك السلام قولاً
قال الفراء : ويجوز أن يكون المعنى : ولهم ما يدعون قولا , كما تقول عدة.). [معاني القرآن: 5/509-510]

تفسير قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وامتازوا }: أي: تميزوا.). [مجاز القرآن: 2/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وامتازوا}: تميزوا). [غريب القرآن وتفسيره: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وامتازوا اليوم أيّها المجرمون} : أي: انقطعوا عن المؤمنين، وتميزوا منهم. يقال: مزت الشيء من الشيء - إذا عزلته عنه - فأنماز , وامتاز , وميزته , فتميز.). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وامتازوا اليوم أيّها المجرمون (59)}
أي : انفردوا عن المؤمنين.).[معاني القرآن: 4/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون}
أي: انفرزوا عن المؤمنين , يقال: مزته , فانماز , وامتاز , وميزته , فتميز.).[معاني القرآن: 5/511]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وامْتَازُوا}: تميزوا.). [العمدة في غريب القرآن: 251]


رد مع اقتباس