عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مبيّنًا أنّه المتصرّف في ملكه الفعّال لما يشاء الّذي يعطي من يشاء ما يشاء ويعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء ويهدي من يشاء ويضلّ من يشاء وينزّل الرّوح من أمره على من يشاء من عباده ويختم على قلب من يشاء، فلا يهديه أحدٌ من بعد اللّه وإنّ العباد لا يملكون شيئًا من الأمر وليس إليهم من التّصرّف في الملك ولا مثقال ذرّةٍ وما يملكون من قطميرٍ؛ ولهذا قال تعالى منكرًا عليهم: {أم عندهم خزائن رحمة ربّك العزيز الوهّاب} أي: العزيز الّذي لا يرام جنابه الوهّاب الّذي يعطي ما يريد لمن يريد.
وهذه الآية شبيهةٌ بقوله: {أم لهم نصيبٌ من الملك فإذًا لا يؤتون النّاس نقيرًا أم يحسدون النّاس على ما آتاهم اللّه من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكًا عظيمًا فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه وكفى بجهنّم سعيرًا} [النّساء: 53: 55] وقوله {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربّي إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورًا} [الإسراء: 10] وذلك بعد الحكاية عن الكفّار أنّهم أنكروا بعثة الرّسول البشريّ وكما أخبر تعالى عن قوم صالحٍ [عليه السّلام] حين قالوا: {أؤلقي الذّكر عليه من بيننا بل هو كذّابٌ أشرٌ سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} [القمر: 25: 26]). [تفسير ابن كثير: 7/ 55]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {أم لهم ملك السّموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} أي: إن كان لهم ذلك فليصعدوا في الأسباب.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ وقتادة وغيرهم: يعني طرق السّماء.
وقال الضّحّاك: فليصعدوا إلى السّماء السّابعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {جندٌ ما هنالك مهزومٌ من الأحزاب} أي: هؤلاء الجند المكذّبون الّذين هم في عزّةٍ وشقاقٍ سيهزمون ويغلبون ويكبتون كما كبت الّذين من قبلهم من الأحزاب المكذّبين وهذه كقوله: {أم يقولون نحن جميعٌ منتصرٌ سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} وكان ذلك يوم بدرٍ {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ} [القمر: 44: 46]). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ وعادٌ وفرعون ذو الأوتاد (12) وثمود وقوم لوطٍ وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب (13) إن كلٌّ إلّا كذّب الرّسل فحقّ عقاب (14) وما ينظر هؤلاء إلّا صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ (15) وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب (16) اصبر على ما يقولون}
يقول تعالى مخبرًا عن هؤلاء القرون الماضية، وما حلّ بهم من العذاب والنّكال والنّقمات في مخالفة الرّسل وتكذيب الأنبياء وقد تقدّمت قصصهم مبسوطةً في أماكن متعدّدةٍ.
وقوله: {أولئك الأحزاب} أي: كانوا أكثر منكم وأشدّ قوّةً وأكثر أموالًا وأولادًا فما دافع ذلك عنهم من عذاب اللّه من شيءٍ لـمّا جاء أمر ربّك ولهذا قال: {إن كلٌّ إلا كذّب الرّسل فحقّ عقاب} فجعل علّة هلاكهم هو تكذيبهم بالرّسل فليحذر المخاطبون من ذلك أشدّ الحذر). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ} قال مالكٌ عن زيد بن أسلم: أي ليس لها مثنويّةٌ أي: ما ينظرون إلّا السّاعة أن تأتيهم بغتةً فقد جاء أشراطها أي: فقد اقتربت ودنت وأزفت وهذه الصّيحة هي نفخة الفزع الّتي يأمر اللّه إسرافيل أن يطوّلها، فلا يبقى أحدٌ من أهل السّماوات والأرض إلّا فزع إلّا من استثنى اللّه عزّ وجلّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 56]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} هذا إنكارٌ من اللّه على المشركين في دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب، فإنّ القطّ هو الكتاب وقيل: هو الحظّ والنّصيب.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك والحسن وغير واحدٍ: سألوا تعجيل العذاب -زاد قتادة كما قالوا: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32]
وقيل: سألوا تعجيل نصيبهم من الجنّة إن كانت موجودةً أن يلقوا ذاك في الدّنيا. وإنّما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد والتّكذيب.
وقال ابن جريرٍ: سألوا تعجيل ما يستحقّونه من الخير أو الشّرّ في الدّنيا وهذا الّذي قاله جيّدٌ، وعليه يدور كلام الضّحّاك وإسماعيل بن أبي خالدٍ واللّه أعلم).[تفسير ابن كثير: 7/ 56-57]

رد مع اقتباس