عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وجعلوا له من عباده جزءًا إنّ الإنسان لكفورٌ مبينٌ (15) أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين (16) وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلًا ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ (17) أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ (18) وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون (19) وقالوا لو شاء الرّحمن ما عبدناهم ما لهم بذلك من علمٍ إن هم إلّا يخرصون (20) }
يقول تعالى مخبرًا عن المشركين فيما افتروه وكذّبوه في جعلهم بعض الأنعام لطواغيتهم وبعضها للّه، كما ذكر اللّه عنهم في سورة "الأنعام"، في قوله: {وجعلوا للّه ممّا ذرأ من الحرث والأنعام نصيبًا فقالوا هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون} [الأنعام: 136]. وكذلك جعلوا له من قسمي البنات والبنين أخسّهما وأردأهما وهو البنات، كما قال تعالى: {ألكم الذّكر وله الأنثى. تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} [النّجم: 21، 22]. وقال هاهنا: {وجعلوا له من عباده جزءًا إنّ الإنسان لكفورٌ مبينٌ}). [تفسير ابن كثير: 7/ 222]

تفسير قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أم اتّخذ ممّا يخلق بناتٍ وأصفاكم بالبنين} وهذا إنكارٌ عليهم غاية الإنكار.
ثمّ ذكر تمام الإنكار فقال: {وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلا ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ} أي: إذا بشّر أحد هؤلاء بما جعلوه للّه من البنات يأنف من ذلك غاية الأنفة، وتعلوه كآبةٌ من سوء ما بشّر به، ويتوارى من القوم من خجله من ذلك، يقول تعالى: فكيف تأنفون أنتم من ذلك، وتنسبونه إلى اللّه عزّ وجلّ؟).[تفسير ابن كثير: 7/ 222-223]

تفسير قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {أومن ينشّأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ} أي: المرأة ناقصةٌ يكمل نقصها بلبس الحليّ منذ تكون طفلةً، وإذا خاصمت فلا عبارة لها، بل هي عاجزةٌ عييّة، أو من يكون هكذا ينسب إلى جناب اللّه عزّ وجلّ ؟! فالأنثى ناقصة الظّاهر والباطن، في الصّورة والمعنى، فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحليّ وما في معناه، ليجبر ما فيها من نقصٍ، كما قال بعض شعراء العرب:
وما الحلي إلّا زينةٌ من نقيصةٍ = يتمّم من حسن إذا الحسن قصّرا...
وأمّا إذا كان الجمال موفّرا = كحسنك، لم يحتج إلى أن يزوّرا...
وأمّا نقص معناها، فإنّها ضعيفةٌ عاجزةٌ عن الانتصار عند الانتصار، لا عبارة لها ولا همّة، كما قال بعض العرب وقد بشّر ببنتٍ: "ما هي بنعم الولد: نصرها بالبكاء، وبرّها سرقةٌ"). [تفسير ابن كثير: 7/ 223]

رد مع اقتباس