عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 17 رجب 1434هـ/26-05-2013م, 01:35 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ}
قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ((ليت شعري ما فعل أبواي)) فنزلت هذه الآية وهذا على قراءة من قرأ {وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ} جزما وقال مقاتل: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أن الله أنزل بأسه باليهود لآمنوا)) فأنزل الله تعالى: {وَلا تُسئَلُ عَن أَصحابِ الجَحيمِ} ). [أسباب النزول:36 - 37]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (50 - قوله تعالى {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}[119]
قال الواحدي قال ابن عباس إن رسول الله قال ذات يوم ليت شعري ما فعل أبواي فنزلت هذه الآية
قال وقال مقاتل قال رسول الله لو أن الله أنزل بأسه باليهود لآمنوا فأنزل الله تعالى ولا تسأل عن أصحاب الجحيم
قلت لم أر هذا في تفسير مقاتل بن سليمان فينظر في تفسير مقاتل بن حيان
وأما قول ابن عباس فنسبه الثعلبي لرواية عطاء عنه وهي من تفسير عبد الغني بن سعيد الواهي وقد أخرجه الطبري من مرسل محمد بن كعب القرظي وعليه اقتصر الماوردي وابن ظفر وغيرهما واستبعد الفخر الرازي صحة هذا السبب قال لأنه يعلم حال من مات كافرا انتهى وفي سنده موسى بن عبيدة وهو ضعيف
وأخرج الطبري من طريق ابن جريج أخبرني داود بن أبي عاصم أن النبي قال ذات يوم فذكره وهذا مرسل أيضا وهو من رواية سنيد بن داود وفيه مقال
وقد ذكر الواحدي السبب الأول في الوسيط بأتم مما هنا فقال وذلك أنه سأل جبريل عن قبر أبيه وأمه فدله فذهب إلى القبرين فدعى لهما وتمنى أن يعرف حال أبويه في الآخرة فنزلت
وذكر الطبري أن هذا التفسير على قراءة من قرأ من أهل المدينة ولا تسأل بصيغة النهي قال والصواب عندي القراءة المشهورة بالرفع على الخبر لأن سياق ما قبل هذه الآية يدل على أن المراد من مضى ذكره من اليهود والنصارى وغيرهم قال ويؤيد ذلك أنها في قراءة أبي وما تسأل وفي قراءة ابن مسعود ولن تسأل وقال يحيى بن سلام وكان النبي يسأل عن أمه فنزلت وهو قول سفيان الثوري ذكره بإسناده
قلت أسنده عبد الرزاق من طريق الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد ابن كعب لكنه عنده باللفظ المنقول أولا عن الطبري وذكر المهدوي أثر ابن عباس بلفظ أي أبوي أحدث موتا وقد بالغ ابن عطية في رده وفي تخطئته نقلا ومعنى لأنه لا خلاف أن أباه مات قبل أمه ولأنه ليس في السؤال عن ذلك ما يناسبه الجواب الوارد في الآية
وحكى القرطبي كلام المهدوي ولم يتعقبه لكن قال قد ذكرنا في كتاب التذكرة أن الله أحيا له أبواه وآمنا به وذكرنا قوله للأعرابي إن أبي وأباك في النار وبينا تأويل ذلك وتعقبه العماد بن كثير بأن الخبر الذي أشار إليه في إحياء أبويه لا أصل له
وإن كان عياض والسهيلي قد سبقا القرطبي إلى ذكره وقد وقع في آخر رواية محمد بن كعب في تفسير الفريابي وغيره فما ذكرهما حتى توفاه الله عز وجل). [العجاب في بيان الأسباب:368 - 1/372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}
قال عبد الرزاق: أنبأنا الثوري عن موسى بن عبيده عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليت شعري ما فعل أبواي))؟ فنزلت {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} فما ذكرهما حتى توفاه الله، مرسل.
وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريح قال: أخبرني داود عن أبي عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: ((ليت شعري أين أبواي؟))، فنزلت مرسل أيضا). [لباب النقول:24 - 25]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس