عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 17 رجب 1434هـ/26-05-2013م, 01:23 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَدَّ كَثيرٌ مِن أَهلِ الكِتابِ} الآية.
قال ابن عباس: (نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة أحد: ألم تروا إلى ما أصابكم ولو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم).
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه: (أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرًا وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أشد الأذى؛ فأمر الله تعالى نبيه بالصبر على ذلك والعفو عنهم، وفيهم أنزلت:{وَدَّ كَثيرُ مَن أَهلِ الكِتابِ}إلى قوله:{فَاِعفوا وَاِصفَحوا})). [أسباب النزول: 32-33]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم}
قال الواحدي: قال ابن عباس: (نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة أحد: ألم تروا إلى ما أصابكم لو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم).
قلت: هذا لعله من تفسير الكلبي، والذي ذكره ابن إسحاق في المغازي من رواية يونس بن بكير عنه حدثني محمد بن أبي محمد وحدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال: (كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود للعرب حسدا إذ خصهم الله تعالى برسوله وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام بما استطاعا؛ فأنزل الله تعالى فيهما {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم..} الآية).
- قول آخر وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري هو كعب بن الأشرف وللطبري من طريق المعمري عن معمر عن الزهري وقتادة مثله ورد الطبري هذا بأنه لا يقال لمن نسب قولا إلى كثير: يجوز أن يكون المراد به واحدا ولا سيما وقد قال بعد ذلك {لو يردونكم} إذ لو أراد بقوله كثير من أهل الكتاب الواحد كما يقال "فلان في الناس كثير" أي في رفعة القدر وعظيم المنزلة لقال (يردكم) ولم يقل (يردونكم).
قلت: هذا الذي أورده الطبري مختصر من حديث طويل. وقد أخرج الواحدي من طريق محمد بن يحيى الذهلي ما أخرجه في الزهريات من طريق الزهري: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه:
(إن كعب بن الأشرف كان يهوديا شاعرا فكان يهجو النبي ويحرض عليه كفار قريش في شعره، وكان المشركون واليهود من أهل المدينة يؤذون النبي وأصحابه أشد الأذى فأمرهم الله بالصبر والعفو وفيهم نزلت {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا..}إلى قوله{فاعفوا واصفحوا}). وهذا سند صحيح وأخرجه أبو داود من هذا الوجه دون هذا الكلام الأخير؛ وعلى هذا فالجمع في قوله (يردونكم) لكعب ومن تابعه ويستقيم الكلام.
ونقل ابن ظفر عن ابن عباس نحو الأول ثم قال: (وبسط هذا الكلام بعض الرواة فقال:...) وذكر ما ذكره الثعلبي بغير إسناد، قال: (نزلت هذه الآية في نفر من اليهود منهم فنحاص ابن عازورا وزيد بن قيس، قالوا لحذيفة وعمار بعد وقعة أحد: انظروا ما أصابكم ولو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل، ونحن أهدى منكم سبيلا. فقال لهم عمار: كيف نقض العهد عندكم؟ قالوا: هو شديد. قال: فإني عاهدت أن لا أكفر بمحمد ما عشت. فقالت اليهود: أما هذا فقد خيبنا. فقال حذيفة: وأما أنا فقد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا، ثم أتيا رسول الله فأخبراه بذلك فقال: ((أصبتما الخير وأفلحتما))؛ فأنزل الله تعالى {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم} -يا معشر المؤمنين- {من بعد إيمانكم كفارا}) ). [العجاب في بيان الأسباب: 1/354-357]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} الآية.
قال أبو الشيخ في كتاب الأخلاق: أخبرنا ابن أبي عاصم ثنا عمرو بن عثمان بن بشر بن سعيد عن أبيه عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد أنه أخبره أن: رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ركب على حمار فقال لسعد: ((ألم تسمع ما قال أبو الحباب –يريد عبد الله بن أبي- قال كذا وكذا)) فقال سعد بن عبادة: اعف عنه واصفح، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه يعفون عن أهل الكتاب والمشركين؛ فأنزل الله عز وجل: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
الحديث رجاله ثقات فابن أبي عاصم حافظ كبير ترجمته في تذكرة الحفاظ [ج2 ص640]، والباقون في تهذيب التهذيب والحديث في الصحيح من طريق شعيب بن أبي حمزة بهذا السند لكن ليس في الصحيح سبب النزول، وهكذا في تفسير ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير [ج1 ص135]). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 22-23]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس