عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 17 رجب 1434هـ/26-05-2013م, 01:21 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أَم تُريدونَ أَن تَسأَلوا رَسُولَكُم....} الآية.
قال ابن عباس: (نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي كعب ورهط من قريش قالوا: يا محمد اجعل لنا الصفا ذهبًا ووسع لنا أرض مكة وفجر الأنهار خلالها تفجيرًا نؤمن بك؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية).
وقال المفسرون: إن اليهود وغيرهم من المشركين تمنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن قائل يقول: ائتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة، ومن قائل يقول -وهو عبد الله بن أبي أمية المخزومي-: ائتنا بكتاب من السماء فيه: "من رب العالمين إلى ابن أبي أمية اعلم أنني قد أرسلت محمدًا إلى الناس"، ومن قائل يقول: لن نؤمن لك أو تأتي بالله والملائكة قبيلاً؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 32]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله عز وجل {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل} الآية.
قال الواحدي: قال ابن عباس: (نزلت في عبد الله بن أبي أمية ورهط من قريش قالوا يا محمد اجعل لنا الصفا ذهبا ووسع لنا أرض مكة وفجر الأنهار خلالها تفجيرا نؤمن بك فأنزل الله هذه الآية).
- قول آخر: قال المفسرون: إن اليهود وغيرهم من المشركين تمنوا على رسول الله؛ فمن قائل يقول ائتنا بكتاب من السماء كما أتى موسى بالتوراة، ومن قائل يقول -وهو عبد الله بن أبي أمية المخزومي-: ائتنا بكتاب من السماء فيه "من رب العالمين إلى ابن أبي أمية اعلم أنني قد أرسلت محمدا إلى الناس"، ومن قائل يقول: "لن نؤمن بك أو تأتي بالله والملائكة قبيلا"؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قلت: أما الأول فذكره الثعلبي، ولعله من تفسير الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فإني وجدته عن ابن عباس بسند جيد لكنه مغاير له أخرجه ابن أبي حاتم من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله: ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرأه، وفجر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك؛ فأنزل الله تعالى{أم تريدون أن تسألوا رسولكم..} الآية).
وقد قال الثعلبي عقب الأول: قال مجاهد: (لما قالت قريش هذا لرسول الله قال: نعم وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل إن لم تؤمنوا فأبوا ورجعوا). قال: الصحيح أنها نزلت في اليهود حين قالوا: يا محمد ائتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة.
قال الثعلبي: ويصدق هذا القول أن هذه السورة مدنية وقد قال تعالى {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة}. انتهى.
وفيما حاوله نظر فإن أثر مجاهد المذكور صريح في أن السائل في ذلك هم قريش ،كذا أخرجه الفريابي والطبري وابن أبي حاتم صحيحا إليه قال: (سألت قريش محمدا أن يجعل لهم الصفا ذهبا فقال: نعم، وهو لكم كالمائدة لبني إسرائيل، فأبوا ورجعوا) لكن لم يقل إن هذه الآية نزلت في ذلك.
وأما ما نقله الواحدي عن المفسرين فأومأ به إلى الجمع بين ما نقله الثعلبي عن ابن عباس ثم عن مجاهد، وسيأتي في تفسير سورة "سبحان" تسمية من سأل تحويل الصفا ذهبا مع عبد الله بن أبي أمية وغير ذلك.

وقد جاء عن إمام كبير من المفسرين سبب آخر أوضح مما نقله وأولى بأن يكون سببا لنزول هذه الآية؛ وهو ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند قوي عن أبي العالية -وهو من كبار التابعين- قال في قوله تعالى {أم تريدون أن تسألوا رسولكم..} الآية، قال: (قال رجل: يا رسول الله لو كانت كفارتنا ككفارات بني إسرائيل، فقال النبي:((اللهم لا نبغيها ثلاثا ما أعطاكم الله خير مما أعطى بني إسرائيل؛ كان أحدهم إذا أصاب الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها، فإن كفرها كانت له خزيا في الدنيا وإن لم يكفرها كانت له خزيا في الدنيا والآخرة؛ فأعطاكم الله خيرا مما أعطاهم{من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}))؛ فنزلت {أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل..} الآية).
- وحكى ابن ظفر أنه قيل أنها نزلت في من قال من المسلمين لما رأوا شجرة يقال لها ذات أنواط فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط فقال هذا كقول قوم موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال ابن ظفر لأن التبرك بالشجر واتخاذها عيدا يستدرج من يجيء بعدهم إلى عبادتها). [العجاب في بيان الأسباب: 1/350-353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ}
(ك) أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: قال رافع بن حريملة ووهب بن زيد لرسول الله: يا محمد ائتنا بكتاب تنزله علينا من السماء نقرؤه أو فجر لنا أنهارا نتبعك ونصدقك، فأنزل الله في ذلك: {أم تريدون أن تسألوا رسولكم} إلى قوله: {سواء السبيل}.
وكان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد يهود حسدا للعرب إذ خصهما الله برسوله، وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا: فأنزل الله فيهما {ود كثير من أهل الكتاب} الآية.

(ك) وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: (سألت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، فقال: ((نعم وهو لكم كمائدة بني إسرائيل إن كفرتم))، فأبوا ورجعوا، فأنزل الله{أم تريدون أن تسألوا رسولكم} الآية).
وأخرج عن السدي قال: سألت العرب محمدا أن يأتيهم بالله جهرة فنزلت.
(ك) وأخرج عن أبي العالية قال: (قال رجل: يا رسول الله لو كانت كفارتنا ككفارات بني إسرائيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((ما أعطاكم الله خير، كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها، فإن كفرها كانت له خزيا في الدنيا، وإن لم يكفرها كانت له خزيا في الآخرة، وقد أعطاكم الله خيرا من ذلك قال تعالى: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه} الآية. والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن))، فأنزل الله {أم تريدون أن تسألوا رسولكم} الآية). [لباب النقول: 20-21]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس