عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 17 رجب 1434هـ/26-05-2013م, 01:20 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ما نَنسَخ مِن آيةٍ أَو نُنسِها نَأتِ بِخَيرٍ مِنها}
قال المفسرون: إن المشركين قالوا: ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه، ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غدًا، ما هذا القرآن إلا كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه وهو كلام يناقض بعضه بعضًا؛ فأنزل الله تعالى: {إِذا بَدَّلنا آيَةً مَكانَ آَيَةً} الآية، وأنزل أيضًا: {ما نَنسَخ مِن آَيَةٍ أَو نُنسِها نَأتِ بِخَيرٍ مِّنها أو مثلها} الآية). [أسباب النزول: 32]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها}الآية.
قال الواحدي: قال المفسرون: إن المشركين قالوا: ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه، ويأمرهم بخلافه ويقول اليوم قولا ثم يرجع عنه غدا، ما هذا القرآن إلا كلام محمد يقوله من تلقاء نفسه وهو كلام ينقض بعضه بعضا؛ فأنزل الله تعالى {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر..} وأنزل أيضا {ما ننسخ من آية أو ننسها..} الآية.
قلت: وهذا أيضا تبع فيه الثعلبي فإنه أورده هكذا، وتبعهما الزمخشري فلخصه فذكر أنهم طعنوا في النسخ وكذلك القرطبي وزاد أنهم أنكروا شأن القبلة وغيره المنسوخ. ووجدت في المنقول عن السلف ما أخرجه عبد بن حميدعن قتادة قال: كانت الآية تنسخ الآية، وكان نبي الله يقرأ الآية من السورة ثم ترفع فينسيها الله تعالى نبيه، فقال الله تعالى يقص على نبيه {ما ننسخ من آية..} الآية.
قلت: وقد أورد الثعلبي في آخر كلامه هنا حديثا يستأنس به في سبب النزول، وهو ما أخرجه أبو عبيد من طريق الليث عن عقيل ويونس عن ابن شهاب قال: أخبرنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف في مجلس سعيد بن المسيب أن: رجلا كانت معه سورة فقام يقرأها من الليل، فلم يقدر عليها وقام آخر يقرأها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا النبي، فقال بعضهم: قمت البارحة فذكر حاله. فقال الآخر: ما جئت إلا لذلك! فقال آخر: وأنا يا رسول الله. فقال رسول الله: ((إنها نسخت البارحة)).
قلت: ولعل قتادة أخذ ما قال من هذا الخبر، وليس في الخبر تعيين الآية الناسخة صريحا بل ما يومئ إلى ذلك، والعلم عند الله تعالى). [العجاب في بيان الأسباب: 1/347-350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)}
(ك) أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: (كان ربما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل ونسيه في النهار؛ فأنزل الله{ما ننسخ.. } الآية) ). [لباب النقول: 20]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس