عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 05:02 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أنه تلا فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون قال ذهب النبي وبقيت النقمة ولم ير الله نبيه في أمته شيئا يكرهه حتى مضى ولم يكن نبي قط إلا قد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم عليه السلام قال معمر قال قتادة وذكر لنا أن النبي أري ما يصاب به أمته بعده فما رئي ضاحكا مستنشطا حتى قبض). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر قال وأخبرنيه سهيل عن ابن المنكدر قال: قال رسول الله النجوم أمان للسماء فإذا ذهبت أتاها ما توعد وأنا أمان لأصحابي ما كنت فيهم فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون وأصحابي أمان لأمتي فإذا ذهبوا أتاهم ما يوعدون). [تفسير عبد الرزاق: 2/199]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} اختلف أهل التّأويل في المعنيّين بهذا الوعيد، فقال بعضهم: عني به أهل الإسلام من أمّة نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا سوّار بن عبد اللّه العنبريّ قال: ثني أبي، عن أبي الأشهب، عن الحسن، في قوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} قال: لقد كانت بعد نبيّ اللّه نقمةٌ شديدةٌ، فأكرم اللّه جلّ ثناؤه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يريه في أمّته ما كان من النّقمة بعده.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} فذهب اللّه بنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم ير في أمّته إلاّ الّذي تقرّ به عينه، وأبقى اللّه النّقمة بعده، وليس من نبيٍّ إلاّ وقد رأى في أمّته العقوبة، أو قال ما لا يشتهي. ذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أري الّذي لقيت أمّته بعده، فما زال منقبضًا ما انبسط ضاحكًا حتّى لقي اللّه تبارك وتعالى.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ قال: تلا قتادة {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} فقال: ذهب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وبقيت النّقمة، ولم ير اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم في أمّته شيئًا يكرهه حتّى مضى، ولم يكن نبيّ قطّ إلاّ رأى العقوبة في أمّته، إلاّ نبيّكم صلّى اللّه عليه وسلّم قال: وذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أري ما يصيب أمّته بعده، فما رئي ضاحكًا منبسطًا حتّى قبضه اللّه.
وقال آخرون: بل عنى به أهل الشّرك من قريشٍ، وقالوا: قد أرى اللّه نبيّه ذلك فيهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، في قوله: {فإمّا نذهبنّ بك فإنّا منهم منتقمون} كما انتقمنا من الأمم الماضية {أو نرينّك الّذي وعدناهم} فقد أراه اللّه ذلك وأظهره عليه.
وهذا القول الثّاني أولى التّأويلين في ذلك بالصّواب وذلك أنّ ذلك في سياق خبر اللّه عن المشركين فلأن يكون ذلك تهديدًا لهم أولى من أن يكون وعيدًا لمن لم يجر له ذكرٌ فمعنى الكلام إذ كان ذلك كذلك: فإن نذهب بك يا محمّد من بين أظهر هؤلاء المشركين، فنخرجك من بينهم {فإنّا منهم منتقمون}، كما فعلنا ذلك بغيرهم من الأمم المكذّبة رسلها). [جامع البيان: 20/600-601]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (أخبرنا الشّيخ أبو بكر بن إسحاق، ثنا الحسن بن عليّ بن زيادٍ، ثنا محمّد بن عبيد بن حسابٍ، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله تعالى: {فإمّا نذهبنّ بك، فإنّا منهم منتقمون} [الزخرف: 41] فقال: قال أنسٌ: «ذهب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وبقيت النّقمة، ولم ير اللّه نبيّه صلّى الله عليه وسلّم في أمّته شيئًا يكرهه حتّى مضى، ولم يكن نبيٌّ إلّا وقد رأى العقوبة في أمّته إلّا نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم» صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/485]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثني عليّ بن عيسى الحيريّ، ثنا مسدّد بن قطنٍ، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشامٍ، ثنا سفيان، ثنا المغيرة بن النّعمان، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " يؤخذ بناسٍ من أصحابي ذات الشّمال فأقول: أصحابي أصحابي. فيقال: إنّهم لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم بعدك، فأقول كما قال العبد الصّالح عيسى ابن مريم {وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم، فلمّا توفّيتني كنت أنت الرّقيب عليهم} [المائدة: 117] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 41 - 43.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والحاكم وصححه عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: قال أنس رضي الله عنه: ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت النقمة فلم ير الله نبيه في أمته شيئا يكرهه حتى قبض ولم يكن نبي قط إلا وقد رأى العقوبة في أمته إلا نبيكم صلى الله عليه وسلم رأى ما يصيب أمته بعده فما رؤي ضاحكا منبسطا حتى قبض). [الدر المنثور: 13/208-209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طريق حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} الآية، قال: أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما يكره فرفعه إليه وبقيت النقمة). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي قال: قرأ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هذه الآية {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: ذهب نبيه صلى الله عليه وسلم وبقيت نقمته في عدوه). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال: لقد كانت نقمة شديدة أكرم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يريه في أمته ما كان من النقمة بعده). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله: عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} قال بعلي). [الدر المنثور: 13/209]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي من وجه آخر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون): نزلت في علي بن أبي طالب أنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي). [الدر المنثور: 13/210]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أو نرينّك الّذي وعدناهم} يا محمّد من الظّفر بهم، وإعلائك عليهم {فإنّا عليهم مقتدرون} أن نظهرك عليهم، ونخزيهم بيدك وأيدي المؤمنين بك). [جامع البيان: 20/601]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أو نرينك الذي وعدناهم} الآية قال: يوم بدر). [الدر المنثور: 13/210]

تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستمسك بالّذي أوحي إليك إنّك على صراطٍ مستقيمٍ (43) وإنّه لذكرٌ لّك ولقومك وسوف تسألون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فتمسّك يا محمّد بما يأمرك به هذا القرآن الّذي أوحاه إليك ربّك {إنّك على صراطٍ مستقيمٍ} يقول: إنّك في تمسّكك به على طريقٍ مستقيمٍ ومنهاجٍ سديدٍ؛ وذلك هو دين اللّه الّذي أمر به، وهو الإسلام.
- كما حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فاستمسك بالّذي أوحي إليك إنّك على صراطٍ مستقيمٍ} أي الإسلام.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {فاستمسك بالّذي أوحي إليك إنّك على صراطٍ مستقيمٍ} قال: على دينٍ مستقيمٍ). [جامع البيان: 20/602]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إنك على صراط مستقيم} قال: على الإسلام). [الدر المنثور: 13/210]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى وإنه لذكر لك ولقومك قال يقال ممن هذا الرجل يقال من العرب يقال من أي العرب يقال من قريش يقال من أي قريش يقال من بني هاشم). [تفسير عبد الرزاق: 2/199]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم} قال: شرفكم [الآية: 10] {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: شرف لك ولقومك [الآية: 44 من سورة زخرف]). [تفسير الثوري: 199] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} يقول تعالى ذكره: وإنّ هذا القرآن الّذي أوحي إليك يا محمّد الّذي أمرناك أن تستمسك به لشرفٌ لك ولقومك من قريشٍ {وسوف تسألون} يقول: وسوف يسألك ربّك وإيّاهم عمّا عملتم فيه، وهل عملتم بما أمركم ربّكم فيه، وانتهيتم عمّا نهاكم عنه فيه؟
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} يقول: إنّ القرآن شرفٌ لك.
- حدّثني عمرو بن مالكٍ قال: حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} قال: يقول للرّجل: من أنت؟ فيقول: من العرب، فيقال: من أيّ العرب؟ فيقول: من قريشٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} وهو هذا القرآن.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} قال: شرفٌ لك ولقومك، يعني القرآن.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} قال: أولم تكن النّبوّة والقرآن الّذي أنزل على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكرًا له ولقومه). [جامع البيان: 20/602-603]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} [الزخرف: 44].
- عن ابن عبّاسٍ في قوله {وإنّه لذكرٌ لك ولقومك} [الزخرف: 44] قال: شرفٌ لك ولقومك.
رواه الطّبرانيّ عن بكر بن سهلٍ عن عبد اللّه بن صالحٍ وقد وثّقا وفيهما ضعفٌ). [مجمع الزوائد: 7/104]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 44.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: القرآن شرف لك ولقومك). [الدر المنثور: 13/210]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {وإنه لذكر لك} يعني القرآن ولقومك يعني من اتبعك من أمتك). [الدر المنثور: 13/210]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن مجاهد في قوله: {وإنه لذكر لك ولقومك} قال: يقال ممن هذا الرجل فيقال: من العرب فيقال: من أي العرب فيقال: من قريش فيقال: من أي قريش فيقال: من بني هاشم). [الدر المنثور: 13/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي، وابن مردويه عن علي، وابن عباس قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا لمن الملك بعدك أمسك فلم يجبهم بشيء لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت {وإنه لذكر لك ولقومك} فكان بعد إذا سئل قال: لقريش فلا يجيبونه حتى قبلته الأنصار على ذلك). [الدر المنثور: 13/211]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا إن الله علم ما في قلبي من حبي لقومي فشرفني فيهم فقال: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه ثم قال (وأنذر عشيرتك الأقربين) (الشعراء الآية 214) (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) (الشعراء الآية 215) يعني قومي فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي إن الله قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة) (إبراهيم الآية 24) يعني بها قريشا (أصلها ثابت) يقول: أصلها كرم (وفرعها في السماء) يقول: الشرف الذي شرفهم الله بالإسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله، ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة (لإيلاف قريش) (قريش الآية 1 - 2 - 3 - 4) إلى آخرها قال عدي بن حاتم: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده قريش بخير قط إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه وكان كثيرا ما يتلوا هذه الآية {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} ). [الدر المنثور: 13/211-212]

تفسير قوله تعالى: (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا قال: قال في بعض الحروف واسأل الذين أرسلنا إليهم من قبلك من رسلنا يقول سل أهل الكتاب أكانت الرسل تأتيهم بالتوحيد أكانت تأتيهم بالإخلاص). [تفسير عبد الرزاق: 2/197]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون}.
اختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} ومن الّذين أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بمسألتهم ذلك، فقال بعضهم: الّذين أمر بمسألتهم ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مؤمنو أهل الكتابين: التّوراة، والإنجيل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبد الأعلى بن واصلٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: (واسأل الّذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا).
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} إنّها قراءة عبد اللّه: (سل الّذين أرسلنا إليهم قبلك رسلنا).
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} يقول: سل أهل التّوراة والإنجيل: هل جاءتهم الرّسل إلاّ بالتّوحيد أن يوحّدوا اللّه وحده؟ قال: وفي بعض القراءة: (واسأل الّذين أرسلنا إليهم رسلنا قبلك أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون).
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة في بعض الحروف: (واسأل الّذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا) يقول: سل أهل الكتاب؛ أما كانت الرّسل تأتيهم بالتّوحيد؟ أما كانت تأتي بالإخلاص؟.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} في قراءة ابن مسعودٍ سل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك يعني: مؤمني أهل الكتاب.
وقال آخرون: بل الّذي أمر بمسألتهم ذلك الأنبياء الّذين جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك} الآية قال: جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس، فأمّهم، وصلّى بهم، فقال اللّه له: سلهم قال: فكان أشدّ إيمانًا ويقينًا باللّه وبما جاء من اللّه أن يسألهم، وقرأ {فإن كنت في شكٍّ ممّا أنزلنا إليك فاسأل الّذين يقرءون الكتاب من قبلك} قال: فلم يكن في شكٍّ، ولم يسأل الأنبياء، ولا الّذين يقرأون الكتاب قال: ونادى جبرائيل صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت في نفسي: الآن يؤمّنا أبونا إبراهيم؛ قال: فدفع جبرائيل في ظهري قال: تقدّم يا محمّد فصلّ، وقرأ {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام} حتّى بلغ {لنريه من آياتنا}.
وأولى القولين بالصّواب في تأويل ذلك قول من قال: عني به: سل مؤمني أهل الكتابين.
فإن قال قائلٌ: وكيف يجوز أن يقال: سل الرّسل، فيكون معناه: سل المؤمنين بهم وبكتابهم؟
قيل: جاز ذلك من أجل أنّ المؤمنين بهم وبكتبهم أهل بلاغٍ عنهم ما أتوهم به عن ربّهم، فالخبر عنهم وعمّا جاءوا به من ربّهم إذا صحّ بمعنى خبرهم، والمسألة عمّا جاءوا به بمعنى مسألتهم إذا كان المسئول من أهل العلم بهم والصّدق عليهم، وذلك نظير أمر اللّه جلّ ثناؤه إيّانا بردّ ما تنازعنا فيه إلى اللّه وإلى الرّسول، يقول: {فإن تنازعتم في شيءٍ فردّوه إلى اللّه والرّسول} ومعلومٌ أنّ معنى ذلك: فردّوه إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله، لأنّ الرّدّ إلى ذلك ردٌّ إلى اللّه والرّسول وكذلك قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} إنّما معناه: فاسأل كتب الّذين أرسلنا من قبلك من الرّسل، فإنّك تعلم صحّة ذلك من قبلها، فاستغنى بذكر الرّسل من ذكر الكتب، إذ كان معلومًا ما معناه.
وقوله: {أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} يقول: أمرناهم بعبادة الآلهة من دون اللّه فيما جاءوهم به، أو أتوهم بالأمر بذلك من عندنا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {أجعلنا من دون الرّحمن آلهةً يعبدون} أتتهم الرّسل يأمرونهم بعبادة أحدٍ من دون اللّه؟ وقيل: {آلهةً يعبدون}، فأخرج الخبر عن الآلهة مخرج الخبر عن ذكور بني آدم، ولم يقل: تعبد، ولا يعبدن، فتؤنّث وهي حجارةٌ، أو بعض الجماد كما تفعل بالخبر عن بعض الجماد وإنّما فعل ذلك كذلك، إذ كانت تعبد وتعظّم تعظيم النّاس ملوكهم وسراتهم، فأجرى الخبر عنها مجرى الخبر عن الملوك والأشراف من بني آدم). [جامع البيان: 20/603-607]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 45.
أخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: ليلة أسري به لقي الرسل). [الدر المنثور: 13/212]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: بلغنا أنه ليلة أسري به أري الأنبياء فأري آدم فسلم عليه: وأري مالكا خازن النار وأري الكذاب الدجال). [الدر المنثور: 13/212-213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} قال: سل أهل التوراة والإنجيل هل جاءت الرسل إلا بالتوحيد وقال: في بعض القراءة واسأل من أرسلنا إليهم رسلنا قبلك). [الدر المنثور: 13/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: سل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا). [الدر المنثور: 13/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن مجاهد قال: كان عبد الله يقرأ (واسأل الذين أرسلنا إليهم قبلك من رسلنا) قال: في قراءة ابن مسعود واسأل الذين يقرأون الكتاب من قبل مؤمني أهل الكتاب). [الدر المنثور: 13/213]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا} قال: جمعوا له ليلة أسري به ببيت المقدس). [الدر المنثور: 13/214]


رد مع اقتباس