عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13 ربيع الأول 1437هـ/24-12-2015م, 10:00 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

التفسير النبوي
[تنبيه: هذا الموضوع قيد الإعداد]

بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلّغ ما أنزل إليه بلاغاً مبيناً
- قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.
- وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}
- وقال تعالى: {يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين}.

- وقال الله تعالى: {وما على الرسول إلا البلاغ المبين}.
- و
قال تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم}.
- فالرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، وبين للناس ما نزل إليهم، وقد شهد له الناس في أعظم جمع في حجّة الوداع أنه قد بلّغ.

منزلة البيان النبوي

- السنة وحي من الله إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود وغيرهما من حديث المقدام بن معديكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة.
- قال ابنُ كثير: (وقوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ} يعني القرآنَ، {وَالحِكْمَةَ} يعني السنة، قاله الحسنُ وقتادة ومقاتلُ بنُ حيان وأبو مالك).
- وقال الشافعي: (فذكر الله الكتابَ وهو القرآن، وذكرَ الحكمةَ، فسمعتُ مَن أرضَى مِن أهل العلم بالقرآن يقول: الحكمة: سنة رسول الله).
- قال البيهقي: ...
- قال ابن القيم: السنة مع القرآن على ثلاثة أوجه...

أنواع بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن

النوع الأول: ما يكون بيانه تلاوته
- أنزل القرآن بلسان عربي مبين على أفصح العرب لسانا وأحسنهم بيانا وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد خاطب العرب بما يعرفون من لسانهم والقرآن الذي نزل بلغتهم ؛ فقامت عليهم الحجة بتلاوته عليهم تلاوة بينة؛ فتبليغ قول الله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} فيه أمر صريح لهم بعبادة الله وحده؛ يكفي في بيانه تلاوته عليهم تلاوة بينة.
- وقد خاطب الله العرب في القرآن - وكانوا أولي
فصاحة وبلاغة - بأحسن ما يعرفون من الفصاحة والبيان وفنون الخطاب.
- هذا النوع هو أكثر ما في بيان القرآن، ولا سيما المحكم منه، كبيان الأصول العظيمة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وإثبات البعث والنشور والحساب والجزاء والجنة والنار، والأمر بعبادة الله وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والنهي عن الشرك والفحشاء والمنكر والبغي ونحو ذلك من الأصول البينة في القرآن؛ يكفي في بيانها تلاوتها تلاوة بينة؛فمن آمن واستجاب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم فقد دخل في دين الله واهتدى إلى الصراط المستقيم، ومن أبى فقد ضل وخسر خسرانا مبينا.
كما قال الله تعالى: { وما أرسلنا من رسولٍ إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم}.
وهذا النوع هو أكثر ما في بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن؛ يكفي في بيانه تلاوته
- كما أمر الله تعالى نبيه أن يقول: { إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيءٍ وأمرت أن أكون من المسلمين (91) وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين (92) وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافلٍ عما تعملون (93)}.

- فكانت تلاوته صلى الله عليه وسلم للقرآن تلاوة بينة على قومه بلسانهم بيانا شافيا كافياً، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فبلغ البلاغ المبين.
ومن أمثلة هذا البيان: أن قريشاً لما اجتمعت للتآمر في أمر النبي صلى الله عليه وسلم وانتدبت أعلمها بالسحر والكهانة والشعر ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيجادله ليثنيه عن دعوته فوقع اختيارهم على عتبة بن ربيعة؛ وكان من أعلمهم بالشعر والسحر والبيان؛ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم في القصة المشهورة في السير؛ وذكر له ما ذكر، وعرض عليه ما عرض؛ حتى إذا فرغ من مقالته قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أفرغت؟
قال: نعم.
قال: فاستمع مني
قال: أفعل.
قال: {بسم الله الرحمن الرحيم . حم . تنزيل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون . بشيرا ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون}
فلما سمعها عتبة انصت لها وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليهما يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السجدة فسجد فيها ثم قال: (سمعت يا أبا الوليد؟) قال: سمعت؛ قال: (أنت وذاك) ؛ فقام عتبة إلى أصحابه؛ فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا الوليد قال: والله إني قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة والله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ.
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغ: {فأنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} أمسك عتبة بفم النبي صلى الله عليه وسلم وناشده الرحم فرقاً من هذا الوعيد.
- ومن دلائل ذلك:
أن القرآن يسمعه العالم والعامي فيفهمون من دلائل الخطاب ما يعرف أثره عليهم من الخشية والبكاء، كما قال الله تعالى: { وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين}؛ففاضت أعينهم من الدمع مما عرفوه من الحق الذي تلي عليهم؛ فكانت تلاوته بياناً.
- ومن دلائل ذلك أيضاً: أن القرآن ربما تلي على الكافر فتفكر فيه ثم أسلم لما تبين له من الحق بمجرّد سماعه للقرآن وفهمه لبعض حججه وبيانه ؛ كما أسلم بسبب ذلك فئام لا يحصون.
- ومن ذلك ما في الصحيحين وغيرهما من حديث جبير بن مطعمٍ - رضي الله عنه – أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء المشركين يوم بدرٍ، وما أسلمت يومئذٍ ؛ فدخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب؛ فقرأ بالطور؛ فلما بلغ هذه الآية: {أم خلقوا من غير شيءٍ أم هم الخالقون . أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون . أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون}
قال: كاد قلبي أن يطير، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي).
- فهذه التلاوة البينة التي سمعها جبير بن مطعم وهو كافر كَفَتْه لمعرفة ما فيها من الحق وأثرت فيه تأثيراً بالغاً حتى كاد قلبه أن يطير من قوة هذه المعرفة التي لم يحتج معها إلى تفسير غير تلاوة تلك الآيات التي كانت سبب إسلامه.
- فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن وكان من أراد الله به خيراً؛ يتفكر فيه فينفعه تفكره كما حصل لجبير بن مطعم رضي الله عنه، وهو تصديق قول الله تعالى: { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (44)}.
- وكذلك ما أورده الله من القصص في القرآن الكريم هي قصص بينة ظاهرة الدلالة على وجوب توحيد الله تعالى والإيمان به وطاعة الرسل وتصديقهم؛ وقد أمر الله نبيه أن يقص هذه القصص حتى يتفكروا فيها كما قال تعالى: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}.

- وكذلك ما ضربَ الله في القرآن من الأمثال وما بيّنَ من الحجج والعِبَر وما صرّف من الآيات كلها دلائل بيّنة على ما أرسل الله به رسوله من وجوب توحيد الله وطاعته واتّباع هداه، والتحذير من التكذيب والإعراض والعصيان.
- والمقصود أن تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن تبليغا بينا هو نوع من أنواع بيانه الذي أمر به.

النوع الثاني: ما يكون بيانه بمعرفة دعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته.
ومن بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ما يُعرف بمعرفة دعوته وسيرته صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان الصحابة أعلم الناس بالقرآن بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم لأنهم شهدوا التنزيل ورأوا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يفهم القرآن، وكيف يعمل به، وكيف كانت دعوته بالقرآن.

النوع الثالث: ما يكون بيانه بالعمل به.
ومنه ما يكون بيانه العمل به وما يكون في السنة من تفصيل الأوامر والنواهي كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصيام والحج وغير ذلك.

النوع الرابع: ما يكون من ابتداء النبي صلى الله عليه وسلم تفسير بعض الآيات
- يكون في هذا النوع تفسير اللفظ، وتسمية المضمر، وبيان المراد.
- مثال ذلك: حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى} قال: لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني.

النوع الخامس: جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن وما يوردونه من الشبه والاعتراضات.
- كان المشركون أصحاب جدال ومماراة يريدون أن يعلو بحجّتهم وينتصروا لآلهتهم ويريد الله أن يحقّ الحقّ ويزهق الباطل ولو كره المشركون؛ فكانوا يوردون من الشبه والاعتراضات على النبي صلى الله عليه وسلم ما يوردون؛ مما يدل على تفكرهم في الخطاب وفهمه لمراده الأعظم لكنّهم أرادوا أن يبتغوا في كلام الله مدّخلاً لينصروا به باطلهم فأعجزهم ذلك؛ وكان بيان النبي صلى الله عليه وسلم وجوابه لأسئلتهم دامغاً لحجّتهم مزهقاً لباطلهم كما قال الله تعالى: {بل نقذف بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون}.
- ومن أمثلة ذلك: ما رواه
الطبراني عن ابن عباس أنه قال: لما نزلت : {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}
قال عبد الله بن الزبعرى : أنا أخصم لكم محمداً.
فقال: يا محمد أليس فيما أنزل عليك : {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} ؟
قال : (( نعم )).
قال: فهذه النصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيراً، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة؛ فهؤلاء في النار ؟!!
فأنزل الله عز و جل : {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} ).
- وهذا الحديث رواه الطحاوي في مشكل الآثار بزيادة، وفيها أنه قال: فضج أهل مكة؛ فنزلت إن الذين سبقت لهم منا الحسنى عيسى وعزير والملائكة أولئك عنها مبعدون.
قال: ونزلت ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وهو الضجيج).
- قوله: (يصدون) بكسر الصاد أي يضجون؛ قال الله تعالى: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}.
- قال الله تعالى: {ولما ضرب ابن مريم مثلًا إذا قومك منه يصدون (57) وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلًا بل هم قوم خصمون}
- الذي ضرب هذا المثل هو عبد الله بن الزبعرى كما تقدم؛ فضج أهل مكة فرحاً بهذا المثل، وقالوا: إذا كان عيسى ليس في النار؛ فآلهتنا خير منه.
- {أآلهتنا خير أم هو} استفهام إنكاري جوابه المتقرر عندهم أن آلهتهم خير منه، حتى إنهم قدموا ذكر آلهتهم وأخروا ذكره ورمزوا له بالضمير تقليلاً من شأنه.
- وأسند الضرب إليهم جميعاً فقال: {ما ضربوه} لأنهم وافقوه على قوله، وإن كان الضارب واحداً في الأصل، لكن لما فرحوا بضرب هذا المثل وقالوا به نسب إليهم جميعاً.
- وقول الله تعالى: {ما ضربوه لك إلا جدلًا} دليل على أنهم يعلمون أنهم مبطلون لا حجة لهم ، أنهم إنما أرادوا الجدال والمخاصمة؛ وإلا لو كانوا يريدون الحقّ لانصرفت همّتهم إلى امتثال أمر الله الذي تبيّن لهم.
- فضربهم المثل ليس عن استشكالِ من يريد معرفة الحق، وإنما ضربوه جدلاً يحسبون أنهم سيلزمون النبي بهذه الحجة الداحضة.

- وقد جعل الله آية الأنبياء فتنة لهم فإنها دعتهم لتفهم الخطاب وفهم ما أراد الله، لكنهم لسوء قصدهم ونكوصهم عن طلب الهدى لم يزدادوا إلا طغيانا وخساراً، واستكباراً عن الحق بعد ما تبين.

النوع السادس: جواب ما يشكل على بعض المسلمين من معاني القرآن.
- مثال ذلك: ما في الصحيحين من حديث ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه، إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حوسب عذب» قالت عائشة: فقلت: أوليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا} قالت: فقال: « إنما ذلك العرض، ولكن: من نوقش الحساب يهلك »).
- مثال آخر: ما في صحيح مسلم من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال: لما قدمت نجران سألوني، فقالوا: إنكم تقرؤون {يا أخت هارون}، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك؟
فقال: «إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم، والصالحين قبلهم». رواه مسلم.

النوع السابع: إلحاق حكم بمعنى الآية أو التنصيص على بعض أفراد ذلك المعنى.
مثال ذلك:
تفسير الغاسق بالقمر.
مثال آخر: تفسير المسجد الذي أسس على التقوى بالمسجد النبوي.

النوع الثامن: تخصيص معنى الآية.
مثال ذلك: تخصيص معنى الظلم في قوله تعالى: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}.


النوع التاسع: توسيع دلالة الآية
وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي، وفي دخوله في النسخ خلاف.
مثال ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}
). رواه مسلم.
مثال آخر: حديث يَعْلَى بن أُمَية قال: سألتُ عمر بن الخطاب قلت: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} وقد أمنَ الناس؟ فقال لي عمر: عجبتُ مما عجبت منه فسألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؟ فقال: "صدَقةٌ تَصَدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته". رواه مسلم.

النوع العاشر: التفسير المتلقّى بالوحي
ومن أنواع التفسير النبوي بيان بعض المعاني التي لا تُدرك إلا بوحي من الله تعالى كالإخبار عن المغيبات، وهذا النوع من خصائص التفسير النبوي أيضاً.

اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير

- قال الشافعي: (كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} ).
- اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم فيما سوى النص ثابت وله أمثلة كثيرة، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على اجتهاد خاطئ، ، وسأضرب ثلاثة أمثلة لاجتهادات أقر عليها، وثلاثة أمثلة لاجتهادات لم يقر عليها على سبيل الإشارة.
- فمن أمثلة اجتهاداته التي لم يقر عليها:
1- أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار
2- إعراضه عن الأعمى
3- إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة
- ومن أمثلة اجتهاداته التي أقر عليها:
1- شربه للبن عندما خيره جبريل بين اللبن والخمر
2- اجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة
3- تركه هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم

هل اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير؟

- هذا المبحث جدير بالدراسة والتأمل.
- في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي من حديث ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: " لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه؛ فقام إليه فلما وقف يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله! أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل يوم كذا كذا وكذا؟ يعد أيامه.
قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا أكثرت قال: أخر عني يا عمر! إني خيرت فاخترت وقد قيل لي: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}، لو أعلم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت).
قال: ثم صلى عليه ومشى معه؛ فقام على قبره حتى فرغ منه.
قال: فعجب لي وجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ورسوله أعلم؛ فو الله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}
قال: فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله).

أنواع الأحاديث النبوية المرويّة في كتب التفسير
- الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية؛ تتضمن بيان معنى الآية.
مثال ذلك: حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري في تفسير قول الله تعالى: {يوم يُكشف عن ساق}.
- هذه الآية في تفسيرها قولان مشهوران مأثوران عن السلف:
القول الأول: أن المراد ساق الله تعالى وهو التفسير النبوي صح تفسير الآية به من حديث أبي هريرة وحديث أبي موسى الأشعري، وهو قول عبد الله بن مسعود وإبراهيم النخعي ورواية عن قتادة.
- فأما حديث أبي هريرة فرواه الدارمي في سننه وابن أبي عاصم في كتاب السنة، كلاهما من طريق محمد بن إسحاق قال أخبرني سعيد بن يسار قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون ويبقى الناس على حالهم فيأتيهم فيقول ما بال الناس ذهبوا وأنتم ها هنا فيقولون ننتظر إلهنا فيقول هل تعرفونه فيقولون إذا تعرف إلينا عرفناه فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا وذلك قول الله تعالى { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون } ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة).
والحديث حسن الإسناد قد صرح ابن إسحاق بالتحديث عندهما، وقد صرح فيه بتفسير الآية وتلك حجة قاطعة للنزاع.
- وأما حديث أبي موسى الأشعري فرواه ابن أبي عاصم في السنة من طريق علي بن زيد عن عمارة القرشي عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل وفيه: (فينظرون إلى الله تبارك وتعالى ، فيخرون له سجدا ، ويبقى قوم في ظهورهم مثل صياصي البقر ، فيريدون أن يسجدوا فلا يقدرون على ذلك ، وهو قول الله تعالى : ( يوم يكشف عن ساق ، ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)
- وأما أثر ابن مسعود فرواه عبد الرزاق وابن جرير ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة، والدارقطني في كتاب الرؤية.
تنبيه: وأما حديث أبي سعيد المشهور في الصحيحين فليس فيه تصريح بتفسير الآية به، ومع هذا فقد فسر الآية به بعض السلف لأن ذكر الساق في الآية ورد مجملاً وقد بينته السنة كما فعل البخاري في صحيحه حيث بوب باباً في كتاب التفسير باب يوم يكشف عن ساق، ثم ذكر فيه حديث أبي سعيد الخدري.
وقد قال بهذا القول محمد بن نصر المروزي وابن جزي في التسهيل، وابن القيم.
القول الثاني: المعنى يكشف عن كرب وشدة وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة، ورواية عن قتادة، وقال به الثعلبي، وابن كثير، وهو قول تحتمله اللغة لولا ما صح من التفسير النبوي.
- وكثير من مفسري أهل السنة ذكروا القولين كما فعل ابن جرير والبغوي وغيرهما مع تسليمهم وإيمانهم بما صح من أحاديث صفة الساق على ما يليق بجلال الله وعظمته.
- وأما المعتزلة والأشاعرة فقد سلكوا مسلك التأويل في الآية والأحاديث.
والنوع الثاني: أحاديث يستشهد بها على معنى من المعاني المتصلة بالآية.
- هذا النوع يدخله الاجتهاد كثيراً، ويتفاوت العلماء في استنباط المعاني المتصلة بالآيات من الأحاديث تفاوتاً كبيراً.
- المتأمّل في الأحاديث التي ينتزع منها معنى يتصل بتفسير الآية يجد أنه من المتعذر الإحاطة بجمع الأحاديث التي لها صلة بالتفسير، وأن المؤلفات التي ألّفت في جمع التفسير النبوي لا تحيط به.
مثال هذا النوع: تفسير ابن عباس للَّمم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه.


خصائص التفسير النبوي
- أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ بمعنى أن كلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه.
- قد يجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير كما يجتهد في سائر الأحكام لكنه معصوم من أن يُقرّ على خطأ في بيان ما أنزل الله إليه.
- أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم، ويفسّر القرآن به كما سبق التمثيل له، ولا يكون ذلك لأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم.
- مبحث خصائص التفسير النبوي من المباحث الدقيقة في التفسير، وتتطلب نظراً عميقاً فيما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من التفسير ، واستخلاص تلك الخصائص.

ما روي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يفسّر شيئاً من القرآن إلا آيا بعدد

- عن جعفر بن محمد الزبيري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن إلا آيا بعددٍ علمهن إياه جبريل عليه السلام). رواه ابن جرير؛ والبزار وأبو يعلى ؛ كلهم من طريق جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام الأسدي به، وقد قال عنه البخاري: (لا يتابع على حديثه)، ووقع في تحرير اسمه اضطراب عند أبي يعلى والبزار.

- قال ابن كثير: (حديث منكر غريب).
- وجه ابن جرير هذا الحديث بأنه محمول على ما لا يعلم إلا بالتوقيف من أمور الغيب مما علمه إياه جبريل.
- ثم قال ابن جرير: (ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا
يفسر من القرآن شيئًا إلا آيًا بعَددٍ: هو ما يسبقُ إليه أوهامُ أهل الغباء من أنه لم يكن يفسّر من القرآن إلا القليل من آيه واليسير من حروفه، كان إنما أُنزلَ إليه صلى الله عليه وسلم الذكرُ ليَترك للناس بيانَ ما أنزل إليهم، لا ليبين لهم ما أُنزل إليهم.
وفي أمر الله جلّ ثناؤه نبيَّه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ما أنزل إليه، وإعلامه إياه أنه إنما نزل إليه ما أنزل ليبين للناس ما نزل إليهم، وقيامِ الحجة على أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد بلّغ وأدّى ما أمره الله ببلاغه وأدائِه على ما أمره به، وصحةِ الخبر عن عبد الله بن مسعود بقيله: (كان الرجل منا إذا تعلم عشرَ آيات لم يجاوزهُن حتى يعلم معانيهنّ والعملَ بهنّ) ما ينبئ عن جهل من ظنَّ أو توهَّم أنّ معنى الخبر الذي ذكرنا عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيًا بعَددٍ، هو أنه لم يكن يبين لأمته من تأويله إلا اليسير القليل منه.
هذا مع ما في الخبر الذي رُوي عن عائشة من العلَّة التي في إسناده، التي لا يجوز معها الاحتجاجُ به لأحدٍ ممن علم صحيحَ سَند الآثار وفاسدَها في الدين. لأنّ راويه ممن لا يُعْرف في أهل الآثار، وهو: جعفر بن محمد الزبيري).

- قال ابن كثير: (وهذا تأويل صحيح لو صح الحديث؛ فإن من القرآن ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومنه ما يعلمه العلماء، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله، كما صرح بذلك ابن عباس).
- عن أبي الزناد قال: قال ابن عباس: (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله). رواه ابن جرير.

مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل...)
هذه المقولة مروية عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله بألفاظ متقاربة؛ قال ابن عدي في الكامل: (سمعت محمد بن سعيد الحراني يقول: سمعت عبد الملك الميموني يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثلاثة كتب ليس فيها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير). وقد رواها من طريقه الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
قال الخطيب البغدادي : (وهذا الكلام محمول على وجه وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها لسوء أحوال مصنفيها وعدم عدالة ناقليها وزيادات القصاص فيها . فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة اتصلت أسانيدها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من وجوه مرضية وطرق واضحة جلية . وأما الكتب المصنفة في تفسير القرآن فمن أشهرها كتابا الكلبي و مقاتل بن سليمان).
ثم روى بإسناده إلى عبد الصمد بن الفضل قال: سئل أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي فقال أحمد: (من أوله إلى آخره كذب) فقيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا.
ثم قال الخطيب البغدادي: (وأما المغازي فمن المشتهرين بتصنيفها وصرف العناية إليها محمد بن إسحاق المطلبي ومحمد بن عمر الواقدي فأما ابن إسحاق فقد تقدمت منا الحكاية عنه أنه كان يأخذ عن أهل الكتاب أخبارهم ويضمنها كتبه وروي عنه أيضا أنه كان يدفع إلى شعراء وقته أخبار المغازي ، ويسألهم أن يقولوا فيها الأشعار ليلحقها بها... وأما الواقدي فسوء ثناء المحدثين عليه مستفيض وكلام أئمتهم فيه طويل عريض).
ثم روى بإسناده عن الشافعي أنه قال: (كتب الواقدي كذب)
قال: (وليس في المغازي أصح من كتاب موسى بن عقبة مع صغره وخلوه من أكثر ما يذكر في كتب غيره . فما روي من هذه الأشياء عمن اشتهر تصنيفه وعرف بجمعه وتأليفه هذا حكمه فكيف بما يورده القصاص في مجالسهم ويستميلون به قلوب العوام من زخارفهم ؟ إن النقل لمثل تلك العجائب من المنكرات وذهاب الوقت في الشغل بأمثالها من أخسر التجارات).
وقال ابن حجر في لسان الميزان: ( ينبغي أن يضاف إليها الفضائل فهذه أودية الأحاديث الضعيفة والموضوعة إذ كانت العمدة في المغازي على مثل الواقدي وفي التفسير على مثل مقاتل والكلبي وفي الملاحم على الاسرائيليات وأما الفضائل فلا تحصى كم وضع الرافضة في فضل أهل البيت وعارضهم جهلة أهل السنة بفضائل معاوية بدأ وبفضائل الشيخين وقد أغناهما الله واعلى مرتبتهما عنها).
- فمراد الإمام أحمد هو انتقاد ما شاع في عصره من الكتب المؤلفة في هذه العلوم الثلاثة وأنها تضمنت كثيراً من الأقوال المرسلة التي لا أصل لها ، وفيها كثير من الأخبار الباطلة التي تروى بأسانيد واهية، وهذا لا يعني أنه لا يصح في التفسير والمغازي والملاحم أحاديث وآثار؛ هذا بعيد عن مراد الإمام أحمد، فإنه قد صح من ذلك شيء كثير لكنه متفرق في مصنفات متعددة وقد روى هو رحمه الله في مسنده أحاديث وآثاراً صحيحة وحسنة في هذه العلوم الثلاثة.
- ومعرفة تأريخ هذه المقولة مهم جداً في معرفة مراده ؛ وذلك لأن بعض طلاب العلم قد ينصرف ذهنه إلى أن المراد به مثل تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم وعبد بن حميد وغيرها وما جمعه أصحاب الكتب الستة من الأحاديث والآثار في التفسير وهذه كلها إنما كتبت بعد عصر الإمام أحمد ما عدا كتاب التفسير من صحيح البخاري فإنه عرضه على الإمام أحمد في آخر حياته.
وهذه الكتب هي أمثل ما كتب في التفسير بالمأثور، ومع هذا تضمنت أخباراً لا تثبت، ويحتاج الناظر فيها إلى التدقيق والتمحيص ومعرفة الصحيح من الضعيف.
فيتبين بذلك أن مراد الإمام أحمد الكتب التي شاعت في عصره كتفسير الكلبي ومقاتل بن سليمان ، ومغازي الواقدي وسيف بن عمر ونحو ذلك.
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمته: (فالمقصود أن المنقولات التى يحتاج اليها فى الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره ومعلوم أن المنقول فى التفسير أكثره كالمنقول فى المغازى والملاحم
ولهذا قال الامام أحمد ثلاثة أمور ليس لها اسناد : التفسير والملاحم والمغازى ويروى ليس لها أصل أى اسناد ، لأن الغالب عليها المراسيل مثل ما يذكره عروة بن الزبير والشعبى والزهرى وموسى بن عقبة وابن اسحاق ومن بعدهم كيحيى بن سعيد الأموى والوليد بن مسلم و الواقدى).
قوله : (الغالب عليها المراسيل) ليس مراده به الإرسال الاصطلاحي في علم الحديث وإن كان مندرجاً فيه، بل مراده القول المرسل الذي لا إسناد له ولا حجة تبين صحته، فيقول بعضهم في تفسير بعض الآيات قولاً مرسلاً لا تعرف صحته إلا عن طريق الوحي .
كما روى الخطيب البغدادي بإسناده عن الإمام مالك أنه بلغه أن مقاتل بن سليمان جاءه إنسان فقال له: إن إنسانا سألني ما لون كلب أصحاب الكهف؟ فلم أدر ما أقول له.
فقال له مقاتل: (ألا قلت هو أبقع؛ فلو قلت لم تجد أحدا يرد عليك).
فيكون في تفاسير هؤلاء جزم بأمور لا أصل لها ولا حجة عليها من لغة ولا دلالة دليل صحيح كتعيين المبهم وتخصيص العام وتقييد المطلق وربما صرف المعنى عن ظاهر السياق ببعض تلك التفسيرات وكل هذا من القول بلا علم.
وأما مصنفات الأئمة الثقات في التفسير فهي نافعة جليلة القدر وقد جمعوا ما تفرق من الأحاديث والآثار وتكلموا في نقد بعضها، ولا يزال أهل العلم بالتفسير يؤلفون فيه ويجمعون ما روي فيه من الأحاديث والآثار ويدرسونها ويجتهدون في تمييز الصحيح من الضعيف.

مراجع التفسير النبوي
ما لا يصحّ من التفسير المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم.


التوقيع :
رد مع اقتباس